ماهية الجذور المعاصرة للارهاب باسم الدين الإسلامي ؟
مقدمة متواضعة
قد يتساءل أي مسيحي او يهودي او حتى ملحد لماذا عندما يستحضر الدين الإسلامي يستحضر معه الإرهاب او العنف او معاداة الحضارة و معاداة المدنية طيلة عقود طويلة من الزمن أي منذ بدايات القرن الماضي الى حدود الان ؟ ك ان الإسلام هو شيطان مخيف يعشق التخلف و الرجعية و قتل الأبرياء من المدنيين و يريد استعمار العالم الحديث بغية إقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية علما ان الله سبحانه و تعالى لو كان يريد اسلمة هذا العالم كله لفعل منذ البداية بالنجاح الباهر حيث كان لن يخلق الخير و الشر او الايمان و الالحاد او الطاعة و المعصية الخ و لن يخلق للإنسان عقلا و إرادة للاختيار الحر بين هذه الأشياء او بين هذه التناقضات و لن يخلق لنا التطور و التطوير في كل شيء منذ بداية هذا الكون الى يوم القيامة ...
ان هذا التساؤل المشروع قد فرض نفسه بإلحاح عظيم عندما ظهر ما يسمى بالإرهاب الإسلامي في العالم منذ اكثر من 40 سنة ضمن ما يسمى بالصحوة الإسلامية التي انتشرت كالنار في الهشيم على صعيد عالمنا الإسلامي خصوصا و الغرب المسيحي عموما ..
منذ أوائل القرن الماضي كان معظم عالمنا الإسلامي خاضع للاستعمار من طرف قوى الغرب المسيحي امثال المملكة المتحدة أي بريطانيا و الجمهورية الفرنسية أي فرنسا و المملكة الاسبانية أي اسبانيا أي كان جل عالمنا الإسلامي خاضع للاستعمار الكافر فيجب مقاومته خصوصا بعد سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 و نشوء دولة إسرائيل سنة 1948 بدعم غربي صريح و احتلالها للأراضي العربية منذ سنة 1948 الى سنة 1967 مما منح الشرعية الدينية و الوطنية لحركات المقاومة داخل منطقة الشرق الأوسط بمختلف خلفياتها الأيديولوجية و السياسية ....
و كما قلت في عدة مرات فان التيار السياسي الإسلامي قد تأسس في المشرق العربي سنة 1928 بولادة جماعة الاخوان المسلمين في مصر بسبب صدمة سقوط الخلافة الإسلامية كما تسمى أي انها تجسيد لشعور السلفيين بالحزن جراء سقوط الإسلام و قوته المادية و السياسية التي كانت تجسدها دولة الخلافة بالنسبة لهؤلاء القوم ك ان الإسلام لا يمكنه ان يتعايش مع مختلف العصور و الأنظمة السياسية المتطورة تصديقا لمقولة ان الإسلام هو صالح لكل زمان و مكان بمعنى ان جماعة الاخوان المسلمين قد نصبت نفسها على الناس بصفتها ناطقة رسمية باسم الله و هذا يعتبر شرك صريح بالله سبحانه و تعالى في ابهى تجلياته و ادبياته لان الله هو الحاكم الوحيد في عباده المختلفين و هو يملك لوحده سلطة التواب او العقاب بمعنى ان التيار الإسلامي السياسي قد سلك مذهب السلف في تنصيب انفسهم باعتبارهم شركاء لله في الحكم او في سلطة التواب او العقاب ...
ثم ان دولة الخلافة في نهاية المطاف هي اجتهاد انساني احب من احب و كره من كره اي ليست فرض ديني على الاطلاق بدليل ان الله قد جعل من بين كلماته التطور و التطوير كما قلته و شرحته بمعنى لا شيء هو تابت مثل الجبال الى ابدا...
و بعد هزيمة العرب في حرب سنة 1997 و سقوط شعار القومية العربية في الوحل قد اتجه المسلمين نحو الدين الإسلامي حيث هذا يعتبر شيء طبيعي و جميل في حد ذاته للسير الى الامام في تقوية القيم العليا للاسلام في المساواة بين المسلمين بغض النظر عن اختلافاتهم الهوياتية و المذهبية و السياسية الخ و اصلاح أوضاع المراة و حقوق الانسان و غيرها.
الى صلب الموضوع
لكن عودة المسلمين الى دينهم الإسلامي ما بعد سنة 1967 هي العودة الكلية دون اي شروط او اية ضوابط الى سلف الامة الذهبي و الطاهر مثل الملائكة و الأنبياء بدرجة اقل باعتبارهم بشر في نهاية المطاف كما يقوله الله في كتابه العظيم أي ان هذه العودة الكلية كانت بالتاطير و التنظير من طرف جماعة الاخوان المسلمين و بالتنسيق المباشر من طرف المملكة العربية السعودية و ذات المذهب الوهابي او الجاهلية الوهابية كما اسميها..
و هكذا انطلقت ما يسمى بالصحوة الإسلامية في العالم باسره طيلة اكثر من 40 عام دون تحقيق أي هدف واحد مثل إقامة الخلافة الإسلامية الجامعة للمسلمين كحلم يستحيل تحقيقه في الماضي او في الحاضر او في المستقبل باذن الله تعالى ...
ان هذه الصحوة المسماة بالاسلامية قد قامت بإعادة احياء فقه الجهاد داخل دولة الخلافة علما ان ايات الجهاد الواردة في القران الكريم لها سياق تاريخي يتعلق بحروب الرسول ضد قريش الخ في اطار جهاد الدفع حسب ما فهمته من كتب المرحوم الدكتور محمد شحرور علما انني لم اقرا كتابه حول تجفيف منابع الإرهاب ...
اما في عهد دولة الخلافة المسماة بالاسلامية فان الخليفة هو يعتبر ظل الله في الأرض أي الحاكم المطلق في الأرض لا يعارضه أي احد و اتكرر أي احد بمعنى ان الفقه القديم هو الاخر كان في خدمة دولة الخلافة في اطماعها التوسعية كاية دولة دينية وقتها في المشرق العربي او بالمغرب الأقصى بدرجة اقل بحكم التحاكم الى العرف الامازيغي و الى الشرع الإسلامي معا او في الغرب المسيحي آنذاك بمعنى ان الفقه القديم هو ابن بيئته السياسية و الاجتماعية و الثقافية منذ 1200 سنة في المشرق العربي تحت دولة الخلافة ......
ان احياء فقه الجهاد البشري ضمن الصحوة المسماة بالاسلامية قد أدى مباشرة الى نشوء تنظيمات إرهابية باسم الإسلام بدعم صريح من طرف أمريكا و خير المثال هو الأفغان العرب او المسلمين الذين ذهبوا الى أفغانستان للجهاد ضد الشيوعية الكافرة أي الاتحاد السوفياتي منذ ثمانينات القرن الماضي أي بصمات الولايات المتحدة الامريكية هي واضحة و صريحة و كذا السعودية بغطاءها الديني أي ان تنظيمات الإرهاب باسم الإسلام هي نتاج اصيل لكتب التراث الإسلامي البشري منذ 1200 سنة و نتاج سياسات أمريكا النفعية مع دول الخليج كلها بالأمس و اليوم و ان العاقل سيدرك عمق كلامي المتواضع مع احترامي للجميع .
لكنني أتساءل هنا من دفع الثمن في نهاية المطاف ؟ و الجواب هو الإسلام كدين و كقيم عليا و كحضارات متعددة مثل الحضارة الإيرانية و الحضارة التركية و الحضارة الامازيغية الخ من هذه الحضارات التي أعطت للاسلام قيما إنسانية جديدة و معاصرة له و امتداد تاريخي راسخ له في تلك الأمم العجمية أصلا ...
و بينما ان الجاهلية الوهابية طيلة اكثر من 40 عام حاولت تقديم نفسها باعتبارها النسخة الاصيلة للرسالة المحمدية بالمطلق .
غير ان هذه الجاهلية كما اسميها قدمت صورة حقيرة للغاية عن الإسلام انطلاقا من تاريخ المشرق العربي على الخصوص و قدمت هذه الصورة الرجعية للاسلام على الصعيد الإقليمي و الدولي على حد السواء باعتباره دين الإرهاب حيث يدعو الى القتل كل من يخالف هذه الجاهلية الحقيقية في الأشياء البسيطة للغاية او في الأشياء العظيمة مثل نمط الحكم عبر الاحتكام الى القوانين الوضعية في أية دولة حديثة في محيطنا الإسلامي او في الغرب المسيحي
و تدعو هذه النسخة الاصيلة لديننا الحنيف كما يتوهم الكثير من العوام و الخواص الى تحريم كل شيء جميل من قبيل الفنون و الادب و أولوية استعمال العقل عن النقل لتصحيح صورة هذا الدين القيم و صورة رسوله الاكرم عليه الصلاة و السلام باعتباره قدم في تراثنا الإسلامي بصفته عاشق للنساء حيث تزوج طفلة سنها 6 سنوات و دخل عليها و هي أي ام المؤمنين عائشة بنت 9 سنوات حسب ما قاله الامام البخاري نفسه في صحيحه الذي ترجم الى لغات العالم كالإنجليزية و الفرنسية حيث يمكن لاي مسيحي او يهودي او ملحد قراءة صحيح البخاري بلغته الفرنسية على سبيل المثال و يكتشف ان رسول الإسلام كان يطوف على نساءه أي يمارس الجنس عليهن بغسل واحد الخ من هذه الاخبار الكاذبة للغاية حيث بالعقل لا يمكن باي حال من الأحوال ان تحدث رسول الإسلام بجلاء قدره عن اسرار فراشه مع أي كان و مهما بلغت مكانه لدى المقام النبوي و باعتباره إرهابي يحب الغزو و القتل الخ علما ان الله سبحانه و تعالى ما ارسل رسوله الأمين الا رحمة للعالمين و ليس لقتلهم و اكراههم على الإسلام او أي شيء اخر كما فعل خلفاء بني امية و خلفاء بني عباس الخ .
و فعلا علينا ان نكون موضوعيين و نعترف بوجود المشاكل العديدة في منطقة الشرق الأوسط من قبيل القضية الفلسطينية باعتبارها المحرك الأيديولوجي للتيار الإسلامي السياسي و لتنظيمات الإرهاب باسم الإسلام حيث علينا التفريق بين المقاومة المشروعة تحت اية خلفية أيديولوجية او سياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي و بين الإرهاب العابر للقارات منذ اكثر من 40 سنة من احياء الفقه القديم الذي تمت صياغته منذ 1200 سنة دولة الخلافة.........
و ها هي داعش التي طبقت ما تقوله كتب التراث الإسلامية بالدقة و بالصرامة من قبيل إقامة أسواق النخاسة لبيع الجواري الجميلات حيث ادا رجعت الخلافة المسماة بالاسلامية الى حيز الوجود لا قدر الله فسوف تظهر الوثائق السرية لدى الإسلاميين مثل أسواق النخاسة و اعدام الناس في الشارع العام الخ......
توقيع المهدي مالك