المسيحيون ومناهج اللغة العربية في المدارس .

عثمان محمد علي في الإثنين ١٩ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

المسيحيون ومناهج اللغة العربية في المدارس .
 
 
 
 
كثيرا ما سمعت شكوى مُتكررة من أصدقائى المسيحيين المصرين ( وآخرها من يومين) حول محاولات فرض الإسلام ونصوصه على التلاميذ والطلاب في مراحل التعليم المُختلفة، من خلال تدريس آيات وأحاديث وقصص وروايات عن بعض الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية مثل (عقبة بن نافع )،وشخصيات إسلامية أُخرى كان لها اثرا وتأثيرا في حياة البشرية مثل ابن رُشد وابن سينا وإبن النفيس ،والحسن بن الهيثم ووووو .فلماذا يفرضون دراسة الإسلام على التلاميذ والطلاب المسيحيين ؟؟
 
 
==
التعقيب::
أنا تعليمى أزهرى ،وأعيش خارج مصر من 20 سنة بالتمام والكمال ،وليست عندى معلومات كافية عن محتوى مناهج اللغة العربية في التعاليم العام (المدارس ،وليس المعاهد الأزهرية) ، لكنى أُصدقُ كلام أصدقائى المسيحيين وأتعاطف معهم في شكواهم . ولكى نُغلق بابا من أبواب الفتنة وهذا الملف الشائك في مصر ، ونمحو أثرا من آثار كظم الغيظ والشعور بالإضطهاد لفئة غالية من فئات شعب مصر،والتي لا يقل عددها عن (30 مليون نسمة ) أي ما يُقارب (رُبع )شعب مصر ... نقول الحل بسيط للغاية ،فما هو ؟؟
من وجهة نظرى ::
أولا :: نفتح مناقشة هذا الموضوع في لقاء تليفزيونى واحد ونشرح فيه للمصريين جميعا وللكنائس المصرية الكُبرى بطوائفها المختلفة (أرثوذكس ، إنجليين – كاثوليك ) أن التعليم لا يوجب الإيمان بما تتعلمه ،فليس معنى أنك تقرأ آيات من القرءان في مقررات النحو أنك لابد أن تؤمن بها كمسيحى....
ثانيا :::
أن وجود أمثلة من القرءان الكريم في موضوعات (النحو والصرف –والبلاغة – والأدب ) هوفقط لضرب الأمثلة على قواعد وأصول هذه المناهج ، مثل الأمثلة على جمل فيها (كان وأخواتها ) و(تصريف الكلمة و(إستعارات مكنية ، وكناية ،ومجاز ووووو )، وأن الأمثلة ليست محصورة في الآيات القرءانية وحدها ،ووأن هُناك أمثلة عليها ة من الشعر والنثر العربى عبر العصور بمافيه عصر ما قبل الإسلام (الشعر الجاهلى ) ولشعراء ليسوا مُسلمين أيضا ......
ثالثا ::
وعلى كُل حال ممكن أن تُعيد وزارة التربية والتعليم النظر في محتويات مناهج اللغة العربية والقصة،وأن تذهب لرؤساء الكنائس الكُبرى وتُعطيهم عناوين موضوعات النحو والصرف والبلاغة والقصة المُقررة على مراحل التعليم ،وتطلب منهم الإتيان بأمثلة عليها من (آيات الإنجيل وأقوال الرُسل ) ، وأن تكتب الكنائس مجموعات قصصية عن حياة رموزمن القديسين المسيحيين عبر التاريخ ،سواء كانوا قادة لجيوش ،أو قادة في عمل الخير والدعوة إليه وخدمة المُجتمع.وأن يكتبوا أبوابا تاريخية لأهم الأحداث التاريخية للعصر القبطى في مصر أو كما نقول تاريخ مصر القبطية . ثم تقديم هذه المؤلفات إلى خبراء المناهج بالوزارة ، ومناقشتهم فيها لإختيارالأفضل الأهم ليتم إضافته وتضمينه ضمن مقررات ومناهج اللغة العربية في مراحل التعليم الإلزامى وأقسام اللغة العربية والتاريخ بكليات الأداب ودار العلوم ، وبهذا ستكون مقررات اللغة العربية والأدب والقصة محتوية على آيات قرءانية وآيات من الإنجيل وأقوال الرسل المسيحيين ،وقصص عن بعض كبار القديسين المسيحيين .وبهذا ستنحل المُشكلة، وسننزع فتيل قُنبلة الإحتقان والشعوربالإضطهاد المكظومة الموقونة،التي قد تنفجر في وجوهنا جميعا في يوم من الأيام.
رابعا ::
قليل من التفكير العملى والتعقل والمرونة وتطبيق ثقافة السلام والإخوة والمواطنة وإرضاء الآخروإعطائه حقوقه المعنوية على أرض الواقع مطلوب ، فهو حماية كبيرة للأمن الإجتماعى ،بل والأمن الجنائى أيضا . بالإضافة إلى إكساب التلاميذ والطلاب مزيدا من تنوع الثقافات ومعرفتهم بمعارف وثقافات لم يقرأوا عنها وربما لن يقرأوا عنها في المُستقبل لو ظل الوضع كما هو عليه الآن ...
الموضوع سهل وبسيط ويخلص في إسبوع لو خلُصت النوايا لغلق هذا الباب من الإحتقان وللإصلاح يرحمكم الله .