الرهبنة في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى في السبت ١٠ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الرهبنة في الإسلام
الرهبنة في القرآن :
الرهبنة بدعة لم يكتبها الله على الناس :
بين الله أنه قفى على آثار والمراد أنه أرسل على خطا وهو دين نوح(ص)وإبراهيم (ص)برسله وهم مبعوثيه الذى منهم عيسى ابن مريم (ص)الذى أتاه الإنجيل والمراد الذى أوحى له الإنجيل وجعل فى قلوب الذين اتبعوه رأفة أى رحمة والمراد ووضع فى نفوس الذين أطاعوا حكمه نفع أى فائدة ورهبانية ابتدعوها والمراد وخوفانية زائدة اخترعوا أحكامها من عند أنفسهم بحيث لا تخالف حكم الله ما كتبناها عليهم والمراد ما فرضنا طاعتها عليهم وهم اخترعوها ابتغاء رضوان الله والمراد طلبا لثواب الله وهو الجنة فما رعوها حق رعايتها والمراد فما حافظوا عليها واجب حفظها ويبين أنه آتى الذين آمنوا منهم أجرهم والمراد أنه أعطى الذين صدقوا منهم ثوابهم وكثير منهم فاسقون والمراد كافرون مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم كافرون"
وفى هذا قال تعالى :
"ثم قفينا على آثارهم برسلنا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون "
وجود رهبان في النصرانية :
بين الله لنبيه(ص)أنه يجد أشد الناس عدواة للذين أمنوا والمراد أنه يعلم أعظم الخلق كراهية للذين أسلموا هم اليهود والذين أشركوا أى كفروا بحكم الله ويجد أى يعلم أن أقربهم مودة للذين أمنوا والمراد أن أفعلهم حبا أى أن أعملهم لفائدة الذين صدقوا هم الذين قالوا إنا نصارى أى أنصار الله والسبب هو أن منهم قسيسين أى رهبان والمراد علماء بدين الله يؤمنون بما نزل عليك وفسر هذا بأنهم لا يستكبرون أى لا يستنكفون طاعة حكم الله المنزل عليه ومن ثم فالنصارى المحبين للمسلمين هم الذين أمنوا منهم وهم العلماء
وفى هذا قال تعالى :
"لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون "
عبادة الأحبار والرهبان :
بين الله للمؤمنين أن أهل الكتاب اتخذوا أحبارهم وفسرهم بأنهم رهبانهم وهم علمائهم والمسيح ابن أى ولد مريم (ص) أربابا من دون الله أى آلهة من سوى الله أى أولياء من سوى الله مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر "والذين اتخذوا من دونه أولياء"وهذا يعنى أنهم عبدوا الأحبار والرهبان والمسيح(ص)آلهة وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا والمراد وما أوصوا فى الوحى إلا ليطيعوا حكم ربا واحدا لا إله أى لا رب إلا هو ،سبحانه عما يشركون أى علا عن الذى يعبدون والمراد أنه أفضل من الآلهة المزعومة
وفى هذا قال تعالى :
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون "
أكل بعض الرهبان أموال الناس بالباطل:
نادى الله الذين آمنوا وهم الذين صدقوا حكم الله فيقول:
إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل والمراد إن عديدا من العلماء أى الخوافين ليأخذون أملاك الخلق بالزور والمراد يأخذون السحت مصداق لقوله بسورة المائدة "أكالون للسحت"وهذا يعنى أنهم يفرضون دفع أموال دون أن ينزل الله بدفعها حكم ويصدون عن سبيل الله والمراد ويردون الناس عن اتباع حكم الله والذين يكنزون الذهب والفضة والمراد والذين يجمعون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله والمراد ولا يصرفونها فى نصر دين الرب فبشرهم بعذاب أليم والمراد فأخبرهم بعقاب شديد يوم يحمى عليها فى نار جهنم والمراد يوم يوقد على الذهب والفضة فى لهب النار فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم والمراد فتشوى بها مقدمات أجسامهم وهى الوجه والصدر والبطن والأفخاد والأقدام من الأمام وجنوبهم هى الأيمن والأيسر وخلفيات أجسامهم وتقول لهم الملائكة هذا ما كنزتم لأنفسكم والمراد هذا ما جمعتم لمصلحتكم أصبح ضررا لكم ،فذوقوا ما كنتم تكنزون والمراد فاعرفوا ألم الذى كنتم تجمعون .
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون "
وأما الرهبان في الفقه فهم :
طائفة من النصارى كانت بدعتهم في البداية خوف زائد من عقاب الله فكانوا يفرضون على أنفسهم أمورا زائدة للتقليل من الشهوات المباحة وليس إلغاءها ولكن فيما بعد انحرفت الرهبانية إلى التعدى على أحكام الله بتحريم الزواج والخلوة في الصوامع وغيرها ووجود الرجل مع النساء في مكان واحد دون مبرر شرعى والمقصود وجود الرهبان والراهبات معا في الأديرة وابتداع أحكام بأنواع متعددة من الصوم مخالفة للصوم الإلهى
وتبدو كلمات الرهبان والأحبار والقسيسين كلمات تدور حول قيادة الجماعة من خلال تعليك أحكام الدين الكتابى يهوديا أو نصرانيا أو غير هذا من ألديان المأخوذة من كتب الرسالة السابقة مثل الصائبة
وفى الفقه تحدث الفقهاء عن عدد من المسائل في الرهبان الموجودين في دولة المسلمين منها :
الأول قتل الراهب في الجهاد:
اتفق جمهور الفقهاء على حرمة قتل الرهبان ما داموا في أماكن عبادتهم التى تسمى الصوامع كما اتفقوا على قتلهم إن هم اعتدوا على المسلمين أو شاركوا في حرب رد العدوان
وقد اعتمدوا في رأيهم على حديث أبي بكر الصديق أنه قال:
وستمرون على أقوام في الصوامع قد حبسوا أنفسهم فيها فدعوهم حتى يميتهم الله على ضلالهم
ومن أباح قتلهم اعتمدوا على عمومية قوله تعالى:
{فاقتلوا المشركين}
والحقيقة أن الآية ليست في تاركى القتال لأن تفسيرها في كتاب الله هو قوله تعالى :
"وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم"
فقتال المشركين وهم الكفار معناه قتال من يقاتلون المسلمين وهم من يعتدون عليهم
الثانى وضع الجزية على الرهبان:
اختلف الفقهاء في المسألة لفريقين :
الأول وهو عدم وجود جزية على الرهبان
الثانى وجود جزية على الرهبان
والحقيقة أن من ملك المال حتى اليد وهى الغنى منهم عليه الجزية ومن لم يملك مالا لحد الغنى فليس عليه جزية
الثالث الأديرة وأشباهها :
لا يجوز في دولة المسلمين أن يملك أحد الأرض لأنها ملكية مشتركة للبشر ومن ثم الأديرة في داخل دولة المسلمين إن أراد الرهبان فلاحتها فهم مثلهم مثل من يعملون في وزارة الزراعة في فلاحة الأرض موظفين يتقاضون رواتب على عملهم وأما مبانى الدير فهى مبانى سكنية لهم ويجب إدخال المسلمين في أراضى ما يقولون أنها أديرة لفلاحتها والسكن فيها
وفى الملكية المشتركة لكل أرض دولة المسلمين قال تعالى :
" ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "

وحكاية ملكية المال والأرض أساسا تتعارض مع نظام الرهبنة لأن القوم حسب معتقداتهم تخلوا عن متاع الدنيا ولا ينالون منه سوى النذر اليسير الذى يعيشون به فكيف يتملكون ألأرض ويشترون ويبيعون ؟
وهو ما نعاه الله عليهم عندما قال مؤنبا ومحذرا من دخول النار بسبب كنز المال حيث قال :
"يا أيها الذين أمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل"
الرابع :
أوقاف الرهبنة والمعابد :
لا يمكن أن يكون في دولة المسلمين وقف سواء للمسلمين أو لغيرهم فالأرض كلها ملكية مشتركة لمن عليها كما قال تعالى :
" ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "