أوهام أحاديث الكلاب وحقائقها فى الكتاب

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٢٤ - أبريل - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أوهام أحاديث الكلاب وحقائقها فى الكتاب
الكلب هو حيوان من الثدييات وفى كتب الفقه هو اسم سبع من السباع ولكن الملاحظ أن الكلب مختلف عما يسمونها السباع فهو غير مفترس إلا فى القليل من الحالات وهو يأكل ما يقدمه الناس له من الطعام سواء كان خبز أو عظم أو لحوم أو أو غير هذا فهو متنوع الطعام وليس كالسباع التى عادتها أكل لحوم الحيوانات عن طريق الافتراس
ونجد أن ما ذكر فى القرآن من معلومات عن الكلب يناقض الأحاديث التى نسبت للنبى(ص) زورا وبهتانا فى مسائل متعددة تتعلق بالكلاب
الكلاب فى القرآن :

صفة الكلب الكبرى :
الصفة التى وصف بها الله الكلب فى القرآن هى اللهاث وهو فتح الفم أو الحنك مع إخراج اللسان فقال بسورة الأعراف " مثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث "وهذه الصفة تجعل فمه ومن ثم لسانه مصدر لتجمع الجراثيم الممرضة خاصة وأن الكلاب تأكل أحيانا رمم موتى أو أشياء مثل الطيور النافقة
اقتناء الكلاب :
يجوز اقتناء الكلاب لهدف نافع مثل الحراسة فقد اقتنى أهل الكهف كلبا لحراستهم فلما ناموا كان الكلب حارسهم على الوصيد وهو باب الكهف وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد"
ضرب الكلاب:
يجوز ضرب الكلاب عندما تهجم على الإنسان لعضه أو إيذائه وقد سمى الله ذلك حمل الإنسان على الكلب وهو هجومه عليه فقال بسورة الأعراف : "مثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث "
غسل أوعية الإنسان التى شرب أو أكل فيها الكلب:
من الواجبات غسل الأوعية سواء أكل فيها الإنسان أو غيره بعد الأكل والكلب بسبب كون فمه مفتوح ولسانه متدلى غالبا يلتقط الجراثيم الممرضة ومن ثم يجب غسل تلك الأوعية عدة مرات خوفا من الأمراض وقد منع الله ما فيه حرج أى ضرر فقال بسورة الحج :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
كذب نجاسة الكلب:
لا يدرى الكثيرون من أين أتت تلك المقولة فلا يوجد حديث يقول أن الكلاب نجسة وإنما النجاسة التى تحدث عنها الله هى نجاسة الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة " إنما المشركون نجس " وحتى ما نسب للنبى(ص) يقول "إن المسلم لا ينجس "وهو ما يوافق قول الله فى المعنى والكلاب مسلمة كما فى قوله تعالى بسورة النحل:
"وله أسلم من فى السموات والأرض "
ولو كانت الكلاب نجسة فلماذا جعلها الله تصطاد الطعام ممثلا فى الفرائس للناس ومن المعروف أن الطعام يجب أن يكون طاهرا ؟
استخدام الكلاب فى الصيد :
أباح الله استخدام الجوارح وهو كل الحيوانات التى يستطيع الإنسان تدريبها فتصيد له بعض الحيوانات الأخرى ومن تلك الجوارح الكلاب وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة:
" وما علمتم من الجوارح مكلبين "
وكلاب الصيد يجب تعليمها وهو تدريبها على الصيد
أكل الفرائس بعد صيد الكلاب لها:
الصيد أيا كان نوعه من الحيوانات يجب غسله من لعاب الكلاب التى قد تحمل جراثيم ممرضة فى فمها وبدليل أن الله حرم على صاحب الكلب الأكل مما لم يمسكه الكلب عليه وهو ما أكل منه الكلب فقال بسورة المائدة
"وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه"
فلو كان الكلب لا يحمل فى فمه أمراضا تنتقل للإنسان لأباح الله للإنسان الأكل من بقايا الحيوان الذى أكل منه الكلب ومن المعروف أن الحيوان المصطاد يجب بعد صيده سلخ جلده أو فروه قبل استخدامه فى الشواء أو فى أى طريقة طهى أخرى أو نتف ريشه ومن ثم سواء غسل أم لم يغسل فإن الإنسان لا يتناول الجزء الذى مسك منه الكلب الحيوان وهو الجلد أو الفرو أو الريش حيث تظهر أسنانه فيها
واجب معلم الكلاب عند إرسالها للصيد :
الواجب هو أن يذكر المعلم اسم الله عند إرسال الكلب للصيد وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "
"يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه"
شروط الصيد المحلل :
الشرط الأول هو إمساك الكلب على المعلم بمعنى أنه لم يأكل منه شىء فإن أكل منه شىء فقد حرم الصيد على الإنسان وهذا هو سر وجوب غسل الصيد والأوعية
الشرط الثانى ذكر اسم الله عند إرسال الكلب
وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :

" وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه"
وأما أحاديث الكلاب فكلها مناقض لما جاء فى كتاب الله ومنها :
-"من أمسك كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو كلب ماشية "وفى رواية قيراطان "رواه مسلم والبخارى وابن ماجة وأبو داود ومالك والشافعى
والخطأ هنا أن وجود الكلب مع المسلم ينقص أجره وهو يخالف أن الله لم يذكر أى نقص للأجور فى العمل وإنما جعله ثابتا فى كل الأحوال فقال بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ الأخر هو أن وحدة الأجر هى القيراط وهى فى القرآن الحسنة كما بسورة الأنعام ونلاحظ تناقضا فى الأجر بين رواية قيراط ورواية قيراطان .
-"لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل "وفى رواية "فيه جرس "وفى رواية لا تصحب الملائكة فقط رفقة فيها كلب ولا جرس "و"العير التى فيها جرس لا تصحبها الملائكة "رواه مسلم وأبو داود والترمذى وابن ماجة ومالك
والخطأ دخول الملائكة البيوت أو سيرها مع الصحابة فى الأرض التى ليس فيها كلب أو جرس أو تمثال وهو ما يخالف أنها موجودة فى السماء فقط مصداق لقوله بسورة النجم "وكم من ملك فى السموات "وأنها تخاف من النزول للأرض فلا تنزل مصداق لقوله بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "وهو يناقض قولهم "ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب إلا أن يتوضأ "رواه أبو داود فهنا ثلاثة أشياء لا تقربهم الملائكة ليس من بينهم الكلب والتمثال والجرس وهو تناقض واضح معناه أن الرسول(ص) لم يقل أى حديث منهم
-" لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم "وفى رواية عليكم بالأسود البهيم وفى رواية أن رسول الله أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع وفى رواية رخص لهم فى كلب الزرع والعين والصيد وفى رواية سمعت رسول الله يأمر بقتل الكلاب يقول اقتلوا الحيات والكلاب ...قال إن رسول الله قد نهى عن ذوات البيوت "رواهم الترمذى وأبو داود ومسلم وابن ماجة
والخطأ فرض قتل الكلاب على المسلمين باستثناء متناقض فمرة الكلب الأسود ومرة كلاب الزرع والصيد والعين ومرة الصيد والماشية والزرع ومرة الكل وهو ما يخالف التالى :
-إن الله لم يأمرنا بقتل أحد سوى المعتدين علينا فقال بسورة البقرة "وإن اعتدوا عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم "والكلاب غالبا لا تؤذى أحدا .
-أن التمييز بين الكلاب بسبب الألوان أو العمل لا يمكن حدوثه لأن الكلاب كلها سواء والسؤال الآن هل إذا كان هناك كلب أبيض ويؤذى نتركه ونقتل الكلب الأسود المسالم ؟أليس هذا جنونا ؟
-"إذا صلى الرجل ...قطع صلاته الكلب الأسود والمرأة والحمار ...كما سألت رسول الله فقال الكلب الأسود شيطان "
والخطأ أن الكلب الأسود شيطان وهو يخالف كون الشياطين إنس وجن فقط مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن"
-وفى رواية "..فإنه يقطع صلاته الكلب والحمار والخنزير واليهودى والمجوسى والمرأة ..
- وفى رواية ذكر عند ابن عباس ما يقطع الصلاة فذكروا الكلب والحمار والمرأة فقال ما تقولون فى الجدى ...فبادره رسول الله القبلة"رواهم مسلم وابن ماجة وأبو داود والترمذى
والخطأ المشترك هو أن مرور الكلب والحمار والمرأة واليهودى والمجوسى والخنزير والجدى يقطع الصلاة مما يعنى بطلانها وهو يخالف أن صلاة أهل الكهف كانت صحيحة رغم وجود الكلب معهم باستمرار وقد مدحهم الله فقال بسورة الكهف "إنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى "ولو كان الحمار يقطع الصلاة ما صحت الصلاة والمسلم راكب عليه لقوله بسورة البقرة "فإن خفتم فرجالا وركبانا "والأحاديث يناقضها قولهم "لا يقطع الصلاة شىء "رواه أبو داود فهنا لا يقطعها شىء وفى الأقوال يقطعها عدة أشياء كالكلب والحمار والمرأة واليهودى .
- "كسب الحجام خبيث ومهر البغى خبيث وثمن الكلب خبيث"رواه الترمذى
والخطأ هنا وصف الكسب بالخبث والنهى عنه والمال ليس خبيثا لأن الخبيث هو الذنب الذى عمله لذا حرم الله الحبائث فقال :
"إنما حرم ربى الخبائث ما ظهر منها وما بطن "
-"ثلاثة لا تقربهم الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق "رواه البزار وهو يعارض قولهم "لا تقرب الملائكة صحبة فيها جرس ولا كلب "فهنا لا تقرب الملائكة المصاحب للجرس والكلب وفى القول ثلاثة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق وهؤلاء غير أولئك مما يعنى تناقضا .
والخطأ قرب الملائكة من الناس مما يعنى وجودهم فى الأرض وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها وهى توجد بالسموات فقط مصداق لقوله تعالى بسورة النجم"وكم من ملك فى السموات "وقال بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ".
-"خمس فواسق يقتلن فى الحرم الفأرة والعقرب والغراب والحديا والكلب العقور وفى رواية يقتل المحرم السبع العادى والكلب العقور والفأر والعقرب والحدأة والغراب الترمذى وأبو داود ومالك والشافعى وزيد
ونلاحظ تناقضا بين ذكر 5 فى الرواية الأولى و6 فى الرواية الثانية حيث زاد السبع والخطأ هنا هو إباحة دم الغراب والغراب لا يؤذى حتى يتم قتله فى الحرم كما أن الغراب علم الإنسان الدفن مصداق لقوله تعالى بسورة المائدة "فبعث غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه"
-" يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب 7 مرات أولاهن أو أخراهن بالتراب وإذا ولغت فيه الهرة غسل مرة وفى رواية إذا ولغ الكلب فاغسلوه 7 مرار والثامنة عفروه بالتراب رواه الترمذى وأبو داود والبخارى
والخطأ هو غسل الإناء 7 مرات لنجاسة الكلب ويخالف هذا أن الله أمرنا أن نأكل من الصيد الذى اصطادته الكلاب ولم يأمرنا بغسله ولو لمرة واحدة فى قوله بسورة المائدة "قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه"ولو كان الكلب نجس لغسل الصيد ولكنه ليس كذلك ومن ثم فالإناء لا يكون نجسا لو شرب منه الكلب
ونجاسة الكلاب في الحديث السابق تناقض عدم نجاستها في الحديث التالى :
-" كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر فى المسجد فى زمان رسول الله فلم يرشون شيئا من ذلك البخارى
والخطأ هو بول الكلاب فى المسجد فى عهد النبى وعدم رشه ويخالف هذا أن البول من أى مخلوق ظاهر غير طاهر ولذا أمرنا بالوضوء إذا تبولنا أو تبول علينا مخلوق أخر كما أن مكان الصلاة لابد أن يكون طاهر والمسجد بهذا القول أصبح نجس ومن ثم لا تصح فى مكان البول الصلاة
-" أتانى جبرائيل فقال إنى كنت أتيتك البارحة فلم يمنعنى أن أكون دخلت عليك البيت الذى كنت فيه إلا أنه كان فى باب البيت تمثال وكان فى البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان فى البيت كلب ..رواه مسلم والترمذى وابن ماجة
والخطأ المشترك وجود الملائكة فى الأرض حيث تدخل الأماكن الخالية من الكلاب والتماثيل والصور وتوجد مع الإنسان عدا وقت التعرى وهو ما يخالف وجودها فى السماء وخوفها من النزول للأرض مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "وكم من ملك فى السماء "وقوله بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ".
-"إن هذه النوائح ليجعلن يوم القيامة صفين فى جهنم عن يمينهم وصف عن يسارهم فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب "رواه الطبرانى فى الأوسط
والخطأ هنا هو نياح النوائح فى جهنم وهو يخالف أن كل الكفار ينبحون أى يصرخون فى جهنم مصداق لقوله تعالى بسورة فاطر "وهم يصطرخون فيها ".
-"قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة وهى بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن فقال رسول الله إن الماء طهور لا ينجسه شىء رواه الترمذى
والخطأ هو أن ماء البئر الذى ترمى فيه الحيض ولحوم الكلاب والنتن طاهر ويخالف هذا أن الله نهى عن قرب الحائض لأن دمها فيه الأذى فكيف يكون الماء الذى فيه دم الحيض المؤذى طاهر كما أن الله نهانا عن أكل الأنعام الميتة فكيف بالماء الذى فيه الكلاب الميتة التى استوت فى الموت مع الأنعام؟
إن الموت قد يحمل فى جسد صاحبه المرض والأذى بنسبة كبيرة كما أن النتانة أذى للأنف والجهاز الهضمى وتتسبب فى حدوث أمراض للإنسان فكيف يتوضأ الأنسان بماء نتن مؤذى يسبب المرض أليس هذا خبلا ؟