متى يكون الإفطار في رمضان هو الفرض والتقوى؟؟
سؤال مُهم عن وجوب الإفطار في رمضان ::
السلام عليكم ورحمة الله دكتورنا المحترم اعتذر عن الإزعاج ولكن قرأت لك مقال لا اذكر فتواه ولم أجده ، عن من يعاني من مرض السكرويأخذادويه ، وكذلك ادويه الكلسترول. وأعاني من تضخم البروستاتا الحميد وآخذ ادويه خاصه له وعندي كسل شديد بالمعده وهو مزمن حسب تشخيص الدكتورالمعالج بعد فحص الأشعه النوويه. وحالتى الصحية تتطلب وجبات خفيفه على خمس مرات باليوم ، وانا صمت الحمد لله هذه الفتره ولكن اصبحت اشعر بالتعب الشديد ودوخه وغثيان متواصل. فهل افطر ماتبقى من رمضان. وجزاكم الله خيرا؟؟
==
التعقيب :
الف الف سلامة شفاك الله وعافاك أستاذ .....
أخى الكريم حفظكم الله : هناك قواعد عامة تُسمى مقاصد التشريع ،أو القواعد الأساسية في التشريع وأساسها بعد الإيمان بلا إله إلا الله والتقوى ،الحفاظ على الحياة وحماية الحق في الحياة . فالإسلام وتشريعاته ليس دينا لقتل النفس أودينا للعقوبات البدنية والجسدية ،ولكنه دين يدعو ويحث على الإصلاح والعلاج النفسى أولا ،وإلى الصفح والعفو قبل تنفيذ العقوبة البدنية على الجانى، فإن صلحت نفسية الجانى وإستقام ،وصفح وعفى صاحب الحق عنه تسقط العقوبة البدنية عنه فورا . وحتى أثناء المعركة الحربية لو إستسلم العدو وألقى سلاحه فيحرُم التعدى عليه تحريما صريحا وواضحا ومن يعتدى عليه بعدها فقد دخل في عداء مع الله جل جلاله .
ومن هُنا فبكل تأكيد وجب عليك الإفطاروكأنه فرض وهوهنا أقرب للتقوى من الصيام نفسه. فالصيام في هذه الحالة وفى هذا الوضع الصحى أو فيما يُشبهه ويماثلة من أوضاع صحية من وجهة نظرى يصل بصاحبه لدرجة الخطأ الكبيروالعياذ بالله لأنه تعدى على حياة الصائم دون أن يشعر. فليس في الإسلام عبادة أوإيمان يؤدى إلى الإعتداءعلى الحياة . بل إن المولى جل جلاله أباح لنا عند الضرورة القصوى وتحت الضغط والتعذيب وووو أن نُعلن الكفر به سُبحانه وتعالى ظاهريا لو كان هذا ما سيُنجينا مما نحن فيه من تعذيب وتنكيل وإقتراب من إزهاق أنفسنا وقتلنا (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) النحل 106.....
وأباح لنا أكل الميتة لإنقاذ أنفسنا من الجوع الشديد الذى سيؤدى للوفاة (وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ) الأنعام 119 ..
==
ومن قواعد ومقاصد التشريع أيضا أنه سُبحانه وتعالى التخفيف في الدين ،وأنه سُبحانه لم يجعل علينا في الدين من حرج ((وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم إبراهيم)).
وفى الصيام تحديدا قال لنا المولى جل جلاله ((فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ))
فهنا المرض (شفاكم الله وعافاكم) مرض مُزمن وأصاب أكثر من عضو من أعضاء الجسم ، والصيام خطر بالغ فلا يجب الصيام لا فى رمضان ولا في غير رمضان .
وزيادة فى التقوى والتقرب إلى الله جل جلاله لك أن تُخرج صدقة بإطعام مسكين أو فقيرأو يتيم أوابن سبيل ،تُقدّر بوجبة أو وجبتين عن كل يوم ،أو تتصدق بقيمتها. ففى مصر مثلا الوجبة المتوسطة الآن للفرد (بروتين وأرز وخضار) تتكلف تقريبا 100أو 120 جنيه (2دولار ونصف تقريبا) .فعلينا تقديرها بمقدار قيمتها فى كل بلد ونتصدق بقيمتها أو(لو هُناك سعة وقدرة على التصدق بقيمة وجبتين عن كل يوم) فيكون زيادة في الخير والتقوى.
==
الخلاصة ::
من وجهة نظرى وبناءا على ما أفهمه من مقاصد التشريع القرءانى أن الإفطار في مثل هذه الحالات الصحية هو الفرض وهو الأقرب للتقوى لأنه يُحافظ على حياة المريض .
وأتمنى على الأطباء أن يكونوا حازمين جادين في توصياتهم بالإفطارومنع الصيام للمرضى الذين يُصبح الصيام خطرا على صحتهم وحياتهم .فالإسلام ليس دين عقوبات ولا دين إهلاك للنفس البشرية .
شفاكم الله وعافاكم وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.