الظل في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ١٢ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

الظل في الإسلام
الظل في القرآن :
خلق الظل:
بين الله للناس أنه جعل لهم مما خلق ظلالا والمراد أنشأ لهم من الذى جعل خيالات تتبعهم هم والمخلوقات الأخرى
وفى هذا قال تعالى :
"والله جعل لكم مما خلق ظلالا "
مد الظل:
سأل الله نبيه (ص)ألم تر إلى ربك والمراد ألم تعلم بخالقك كيف مد الظل أى كيف بسط خيال الشىء ولو شاء لجعله ساكنا والمراد ولو أراد لأبقاه ثابتا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا والمراد ثم خلقنا الشمس عليه برهانا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أى قصرناه لنا تقصيرا هينا ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الله مد الظل أى بسط أى أطال خيال الشىء ثم جعل ضوء الشمس دليل أى برهان على وجود الخيال والسبب هو أن الضوء يظهره عندما يكون بجانبه وبعد أن يكون الظل ممدودا يقبضه الله قبضا يسيرا والمراد يقصره تقصيرا تدريجيا وعلى ذلك لو أحب الله لجعل الظل ساكنا أى ثابتا
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه قبضا يسيرا "
سجود الظلال:
بين الله لنا أن من فى السموات والأرض يسجد أى يسبح أى يعمل له عدا من حق عليه العذاب بكفره مصداق لقوله بسورة الحج"ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب"والمراد يطيع حكم الله سواء كانت الطاعة طوعا أى حبا أى رغبة فى ثواب الله أو كرها أى بغضا أى رهبة من عذابه ويفعل مثلهم ظلالهم وهى خيالاتهم ويحدث ذلك فى الغدو وهو الليالى وفى الآصال وهى النهارات
وفى هذا قال تعالى :
"ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال"
فىء الظلال:
سأل الله أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء والمراد هل لم يعرفوا ما أبدع الله من مخلوق يتفيوأ ظلاله أى تتحرك خيالاته عن اليمين والشمائل سجدا أى طاعة لحكم الله وهم داخرون أى صاغرون أى مستجيبون لأمر الله فى خشوع وهذا يعنى أن المخلوقات تتحرك خيالاتها جهة اليمين وجهة الشمال تبعا لحركته وحركة الضوء وهذا التحرك هو سجود أى طاعة لأمر الله .
وفى هذا قال تعالى :
"أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيوأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون "
لا يستوى الظل ولا الحرور
بين الله لنبيه (ص)أن ما يستوى أى ما يتماثل أى ما يتطابق كل من الأعمى وهو الضرير الذى لا يرى والبصير وهو الرائى للأشياء ،الظلمات وهى السوادات والنور وهو الضياء،والظل وهو المكان غير المشمس أى الذى له خيال والحرور وهو المكان القائظ المشمس
وفى هذا قال تعالى :
"وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور "
يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون "
ظلل من الغمام
سأل الله :هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة والمراد هل يتوقعون إلا أن يجيئهم عقاب الرب فى برق من السحاب والملائكة ؟والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين أن الكفار يتوقعون مجىء عذاب الله فى برق من السحاب ومعه الملائكة وهو إذا جاء قضى الأمر أى وقع العذاب عليهم فيوم رؤيتهم الملائكة هو يوم العذاب مصداق لقوله بسورة الفرقان"يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا" وإلى الله ترجع الأمور والمراد وإلى جزاء الرب تصير المخلوقات
وفى هذا قال تعالى :
"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر وإلى الله ترجع الأمور "
موج كالظلل
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا غشيهم موج كالظلل إذا أصابهم ضرر موج وهو ماء متحرك يشبه الجبال دعوا الله مخلصين له الدين أى مقرين له بالحكم أى "منيبين إليه "كما قال بسورة الروم فلما نجاهم إلى البر والمراد فلما أنقذهم إلى اليابس كانت النتيجة أن منهم مقتصد أى عادل استمر فى إسلامه ومنهم جاحد أى كافر بدين الله
وفى هذا قال تعالى :
"وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد
تظليل الغمام :
ذكر الله بنى إسرائيل أنه وضع فوقهم غمامة تحميهم من وهج الشمس فى التيه وفى هذا قال تعالى :
"وظللنا عليكم الغمام"
الجبل كأنه ظلة
بين الله لنبيه(ص)أنه نتق الجبل أعلاهم والمراد رفع جبل الطور فوق رءوسهم كأنه ظلة أى سحابة وفى هذا قال بسورة البقرة"وإذ رفعنا فوقكم الطور"فظنوا أنهم واقع بهم أى فاعتقدوا أنه ساقط عليهم والمراد اعتقدوا أنه مهلكهم

وفى هذا قال تعالى :
"وإذ نتقنا الجبل أعلاهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا "
عذاب يوم الظلة:
بين الله أن شعيب(ص)قال لهم :رب أعلم بما تعملون أى خالقى أعرف بالذى تفعلون مصداق لقوله بسورة الزمر"وهو أعلم بما يفعلون"فكذبوه أى كفروا به فكانت النتيجة أن أخذهم عذاب يوم الظلة والمراد أن دمرهم عقاب يوم السحابة إنه كان عذاب يوم عظيم والمراد إنه كان عقاب "يوم أليم "كما قال بسورة الزخرف
وفى هذا قال تعالى :
"قال رب أعلم بما تعملون فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم "
ظل الجنة
بين الله ان أهل الجنة في ظل ممدود والمقصود خيال مبسوط والمراد ممتد مستمر مانع لأذاهم
وفى هذا قال تعالى :
" ظل ممدود"
وبين الله أنه يدخلهم ظلا ظليلا وهو ما فسره قوله بسورة النساء"وندخلكم مدخلا كريما"فالظل الظليل هى المدخل الكريم

وفى هذا قال تعالى :
"وندخلهم ظلا ظليلا "
وبين الله لنبيه (ص) أن مثل الجنة أى حقيقة الحديقة التى وعد المتقون وهى التى أخبر المطيعون لحكم الله تجرى من تحتها الأنهار أى تسير من أسفل أرضها العيون وأكلها وهو متاعها أى نعيمها دائم أى مقيم مصداق لقوله بسورة التوبة "فيها نعيم مقيم"وظل الجنة وهو خيالها الواقى من الحرارة مستمر
وفى هذا قال تعالى :
"مثل الجنة التى وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها "
وبين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة اليوم وهو يوم القيامة فى شغل فاكهون والمراد فى متع الجنة منعمون يتلذذون هم وأزواجهم وهن نساؤهم وهم فى ظلال أى فى أماكن بها خيالات ليس فيها شمس ولا برد على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة متكئون أى راقدون يتمتعون
وفى هذا قال تعالى :
"إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون "
وبين الله لنبيه (ص)أن المتقين وهم المطيعين لحكمه فى ظلال أى خيالات تحميهم من الحر والبرد وعيون وهى الأنهار ذات السوائل اللذيذة
وفى هذا قال تعالى :
"إن المتقين فى ظلال وعيون "
وبين الله ان ظلال الجنة دانية عليهم والمراد وحامية أجسامهم خيالات أشجار الجنة
وفى هذا قال تعالى : "ودانية عليهم ظلالها"
ظل النار:
بين الله لنبيه(ص) أن أصحاب الشمال وهم سكان المشئمة وهى النار هم أصحاب الشمال أى أهل الألم كما قال بالسورة "وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة "وهم يسكنون فى سموم أى نيران،وحميم وهو غساق أى سائل الشرب والغسل وهو سائل حارق ،ظل من يحموم لا بارد ولا كريم والمراد خيال من شرر لا مغنى أى لا مانع من اللهب مصداق لقوله بسورة المرسلات"انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب"وهذا يعنى أن الظل يصب عليهم النار من فوقهم فلا يمنع عنهم لهب
وفى هذا قال تعالى :
"وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم "
وبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يقال لهم فى القيامة :انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون والمراد ادخلوا الذى كنتم به تكفرون وهو النار،انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب والمراد اذهبوا لترتاحوا تحت خيال صاحب ثلاث اتجاهات لا ظليل أى ليس واقى من الأذى وفسره بأنه لا يغنى من اللهب أى لا يمنع من النار الحارقة وهو قول يراد به السخرية منهم
وفى هذا قال تعالى :
"انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب "
وبين الله أن الذين أدخلوا أنفسهم وعوائلهم النار يوم القيامة وهو يوم البعث لهم من فوقهم ظلل أى لهم من أعلاهم غواش أى سحب تمطر مطرا معذبا هو الشرر ومن تحتهم ومن أسفل أرجلهم ظلل أى مهاد أى شرر خارج من الأرض معذبا لهم مصداق لقوله بسورة العنكبوت"يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم "،ذلك أى أنواع العذاب يخوف الله به عباده أى يرهب الرب به خلقه ليطيعوه يا عبادى فاتقون أى يا خلقى فارهبون مصداق لقوله بسورة البقرة "وإياى فارهبون "والمراد فخافوا من عذابى فأطيعوا حكمى
وفى هذا قال تعالى :" لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك
الظل في الفقه :
تحدث الفقهاء عن عدة مسائل في الظل وهى :
المسألة ألأولى ان صلوات النهار تكون حسب الظل فالظهر حسب مثل القامة والعصر عندما يكون الظل مثل قامتين وان صلاة الجمعة عندما لا يكون هناك ظل ساعة الزوال
وهى مسألة لا أصل لها إلا في الروايات وهى تناقض الواقع فهناك مرتين في اليوم يكون فيهما الظل مثل قامة الإنسان وهو تقريبا بعد شروق الشمس بساعة او اثنين وبعد الزوال بساعة ونصف وهناك مرتين يكون فيها الظل طول قامتين وهو تقريبا ما بين الساعة الثامنة والنصف والتاسعة و ما بعد العصر وذلك في البلاد المتوسطة كمصر وهو ما يعنى أن الأحاديث كاذبة لأن الواجب صلوات أربع مرات في النهار طبقا لنظرية الظلال
المسألة الثانية التبول والتبرز في الظلال والروايات تحرم هذا الفعل كما في رواية :
"اتّقوا الْملاعن الثّلاث: الْبراز في الْموارد، وقارعة الطّريق، والظّل"
والحق أن التبول والتبرز في أى مكان خارج الكبنيهات او الكنف محرم إلا اضطرارا ويكون في مكان متوارى عن أنظار الناس وعن أماكن سيرهم منها لأذاهم
والمسألة الثالثة هى الجلوس في الظل وهو أمر مباح طالما كانت اشعة الشمس محرقة كما ظلل الله على بنى إسرائيل في أرض التيه
والمسألة الرابعة هى الجلوس بين الظل والشمس وقد حرموا ذلك وهو تحريم دون دليل فيجوز أن يجلس الإنسان بينهما على حسب تعوده فمن كان يصاب بالمرض إذا جلس ودماغه في الشمس يجوز أن يجلس ودماغه في الظل وبقية جسمه في الشمس فى فصل الشتاء خاصة
اجمالي القراءات 193