الفصل الحادي عشر
وماذا بعد المتاع المؤقت

في بداية نشور الانسان قال الله لأبي البشر آدم أهبط وزوجك أرض الدنيا ولكما فيها مستقر ومتاع الى حين فهبطا الى أرض الدنيا وتمتعا الى حين وذهبا من أرض الدنيا الى أين ياترى ؟ هل ذهبا الى الموت الأول ؟ أم عادا الى الحياة التي جاء منها على ارض الجنة وإن كنا لا نعرف مصير زوجته في الدنيا ( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) وأمر الله آدم ان يهبط من الجنة العريضة الواسعة الى الدنيا قال تعالى ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )( سورة طه من الاية 122 الى 124 ) نحن لا نعرف كيف هبطا الى الدنيا هل هبطا بمثلهما الاعلى ام خلقهما الله بمثلين جديدين على أرض الدنيا هذا يخبرنا به الله يوم القيامة ، وكون الدنيا متاع مؤقت وقليل ( قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )( سورة الاعراف الاية 24 ) فماذا بعد الحين ؟ قال تعالى ( قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً )( سورة النساء الاية 77 ) يتضح من هذه الاية ان المتاع القليل يعقبه اخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً فهل يقول ربنا عن الأخرة انها خير وهي لم تخلق بعد بل ان الاخرة كائنة وكان وعده مفعولا ( السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا )( سورة الزمر الاية 18 ) ( وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً )( سورة الاسراء الاية 108 ) ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا )( سورة مريم الاية 61 )
ماذا نقول للناس ليصدقوا بالساعة القائمة ؟ ...
يتبع الفصل الثاني عشر
آلية البعث و بعث القتيل