Le Prophète Mahomet selon Lamartine * النبي محمد حسب لامارتين " ألفونس لامارتين" (1790/1869) *

يحي فوزي نشاشبي في الأربعاء ٢٦ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

Le Prophète Mahomet selon Lamartine

(1790/1864)

Si la grandeur du dessein, la petitesse des moyens, l’immensité du résultat sont les trois mesures du génie de l’homme, qui osera comparer humainement un grand homme de l’histoire moderne à Muhammad ? Les plus fameux n’ont remué que des armes, des lois, des empires ; ils n’ont fondé, quand ils ont fondé quelque chose, que des puissances matérielles, écroulées souvent avant eux. Celui-là a remué des armées, des législations, des empires, des peuples, des dynasties, des millions d’hommes sur un tiers du globe habité ; mais il a remué, de plus, des idées, des croyances, des âmes. Il a fondé sur un livre dont chaque lettre est devenue loi, une nationalité spirituelle qui englobe des peuples de toutes les langues et de toutes les races, et il a imprimé pour caractère indélébile de cette nationalité musulmane la haine des faux dieux et la passion du Dieu un et immatériel.

النبي محمد حسب لامارتين

" ألفونس لامارتين" (1790/1869).

******

إذا كانت عظمة التصميم، وصغر الوسائل، وضخامة النتيجة هي المقاييس الثلاثة لعبقرية الإنسان، فمن الذي يجرؤ على مقارنة رجل عظيم في التاريخ الحديث بمحمد؟

وأشهرهم  لم  يفعلوا إلا  إثارة  الأسلحة،  والقوانين، والإمبراطوريات؛ ولم يؤسسوا عندما أسسوا شيئا، إلا قواتمادية،سريعا ما سبقتهم  في  الانهيار،.

أما هذا،  فقد أسس الجيوش ، والتشريعات،  والإمبراطوريات، والشعوب، والسلالات، وملايين  الرجال  في  ثلث الكرة  الأرضية المأهولة، ولكنه  أيضًا أثارالأفكار والنفوس وحررها، وأسس على  كتاب أصبح  كل  حرف  منه قانونا، جنسية روحية  تشمل الناس من جميعالألسن والشعوب  والقبائل،  ووضع  خاتما  لا  يمحى  من  هذه  الجنسية  المسلمة،  خاتم  كراهية  الآلهة  الباطلة، واستتباب  الحنيفية، وأثار الشغف  بالله  الواحد  القهار.

                                   ************ 

نعم لقد شهد بهذه الشهادة العظمي شاهد من غير أهلها،  وهو  ذلك  الفرنسي "  ألفونس  لامارتين " ، الذي تحدّى  من  خلال  سؤاله  قائلا:  من  ذا  الذي  يجرؤ على مقارنة  رجل  عظيم  في  التاريخ  الحديث  بمحمد ؟  كما  جاء  في تساؤله :  " إذا كانت عظمة التصميم، وصغر الوسائل، وضخامة النتيجة هيالمقاييس الثلاثة لعبقرية الإنسان، فمن هو الذي يجرؤ على مقارنة هذه  العبقرية ؟ عبقرية  رجل عظيم  في التاريخ الحديث بمحمد؟.

 وأما  عن  السر  في ذلك  فهو: لا يمكن أن  يكون  إلاّ  لأن  الرجل "  محمد  ابن  عبد الله "  الذي أثار الأفكار والنفوس وحررها، وترك  البصمة  العظيمة لدى المسلمين  المؤمنين  حقا، وهي  بصمة  كراهية  الآلهة  الباطلة،  وأثار الشغف بالله  الواحد القهار، لم  يبلغ تلك الدرجة  العالية  إلا  لأنه انصاع  واستجاب  لله  العظيم  في  أمره  الوارد  في سورة  " المائدة " الآية 67: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ). 

أما عن الحقيقة التي تنتظرمنا أن نلتفت إليها ونحدّق فيها بكل  شجاعة  وعدل وإنصاف، فإن لسان  حالها يقول: إذا صدقنا، واعتقدنا أن الرجل  - عليه  الصلاة  والتسليم -  لم  يبلغ  ما  بلغه  إلا  لأنه  لم  يحد  قيد  أنملة عن الرسالة التي  كلف  بتبليغها  للناس،  وأنه  لم  يفتر على  الله  شيئا، ولم  يتقوّل عليه بعض الأقايل، فالحقيقة هي التي تحدّق هذه المرة في وجهنا متسائلة  تساؤل  عتاب  قائلة:

إذن ما دهاكم ؟، فلماذا وقعتم تحت تأثير ذلك " الفيروس الغريب"  ونسيتم أو تناسيتم تلك العظمة؟ عظمة التصميم المتولد من الوسائل  التي تبدو صغيرة متواضعة وغفلتم عن مكنوناتها الهائلة؟ فذهبتم  تائهين، هائمين، في كل الاتجاهات، لاهثين، مُلهبين أكباد الإبل  متصيدين صيدا متكونا من سراب وأوهام، معبّرين أبلغ تعبير وأوضحه، بل وأوقح جواب، ذلك الذي جاء بكلمة نعم لم يكفنا، كجواب وقح على ذلك التساؤل العظيم المهيب الوارد في سورة  "العنكبوت " في الآية رقم (51): (أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ). وفي الأخير كانت  ملامح  هذه  الحقيقة  التي  واجهتنا  وعاتبتنا  تلمح  تعلوها  مسحة  من  أسف  عميق، إلى تلك الآيات الأخرى المصيرية الواردة  في  سورة  الفرقان: (وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا   يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا(28) لقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا  وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا(30) .  وأما عن  التوقيع  الذي  وقعته  الحقيقة  قبل انسحابها  فمفاده هو  كما  يلي: حقا  إنكم  في  وضعية  لا  تغبطون عليها !.

************

اجمالي القراءات 1622