الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
هذا الكتاب
جعلوا أبا حامد الغزالى المتوفى عام 505 حجة الاسلام ، وزعموا أن كتابه ( إحياء علوم الدين ) كاد أن يكون قرآنا . فى كتابنا هذا نثبت أن الغزالى حُجة الشيطان ، وكل الأدلة من كتابه ( إحياء علوم الدين )
الفصل الأول
نماذج من إفتراءات ( أبى حامد الغزالى ) على الله جل وعلا فى كتاب ( إحياء علوم الدين )
الفصل الثانى : عقائد التصوف فى ( الإحياء )
الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام
الغزالى فى الإحياء يقرر أفظع الكفر ( وحدة الوجود )
الغزالى فى الإحياء يقرر الحلول فى الله والاتحاد به تبعا لوحدة الوجود
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
الفصل الأول
نماذج من إفتراءات ( أبى حامد الغزالى ) على الله جل وعلا فى كتاب ( إحياء علوم الدين )
قبل أن تقرأ :
1 ـ تدبّر قول ربك جل وعلا :
1 / 1 : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)الأنعام )
1 / 2 : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر )
2 ـ تذكّر :
2 / 1 : قال جل وعلا : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) (149) الأنعام ) ، ولكن المحمديين أطلقوا على الغزالى لقب ( حُجّة الاسلام ). أى ظلّ الاسلام بدون حُجّة حتى ظهر هذا الغزالى المتوفى عام 505 هجرية .
2 / 2 : قال النووى عن كتاب إحياء علوم الدين : ( كاد الإحياء أن يكون قرآنا ) ، وردّد شيخ الأزهر عبد الحليم محمود هذه المقولة ، سمعتها منه بنفسى فى برنامج إذاعى .
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
الحلقة الأولى :
أولا :
1 ـ ( قال الفضيل : بلغنا أن الله عز وجل قال عبدي اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما .) .
التعليق
توفى الفضيل بن عياض عام 187 هجرية فكيف إلتقاه الغزالى ؟ ثم ينسب اليه ( بلغنا أن الله ) فمن أبلغه ؟ وهل هو وحى إلاهى للفضيل ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
2 ـ ( وقال بعض العلماء إن الله عز وجل يقول أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه .).
التعليق
من هم ( بعض العلماء ) ؟ وكيف يجالس الله جل وعلا مخلوقا ؟ وهل اذا تولى الله جل وعلا سياسة شخص ما هل سيحاسبه يوم القيامة أم لا ؟ وهل هو وحى إلاهى لهم ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
3 ـ ( ويروى أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشى إلا ذاكر الله عز وجل .) .
التعليق
من الراوى هنا ؟ ثم إن هذا غيب ، وليس للنبى محمد نفسه أن يتكلم فى الغيوب . وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
4 ـ ( وروى عن بعض علماء خراسان أنه كان يقدم إلى إخوانه طعاما كثيرا لا يقدرون على أكل جميعه وكان يقول بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الإخوان إذا رفعوا أيديهم عن الطعام لم يحاسب من أكل فضل ذلك.) .
التعليق
من هذا الراوى ؟ ومن هو ( بعض علماء خراسان ) . وماذا عن قوله ( بلغنا عن رسول الله ..) من الذى أبلغه ؟ وكيف ؟ وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
5 ـ ( قال سفيان رضي الله عنه بلغنا أن الله وملائكته يصلون على أهل بيت يأكلون جماعة. ) .
التعليق
سفيان الثورى توفى عام 161 هجرية ، فمتى وكيف إلتقاه الغزالى .
ثم يقول ( بلغنا أن .. ) فمن أبلغه ؟ وهل يليق بجلال الله عزّ وجل أن يصلى وملائكته على أهل بيت يأكلون جماعة ؟ وهل الأكل جماعة فريضة كالصلاة جماعة ؟ وهل ينطبق هذا على كل أهل بيت بغضّ النظر عن الدين والملة ؟ هل ينطبق هذا على هتلر ونيتنياهو والسيسى ..الخ ؟! وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
6 ـ ( وروي أن الأوزاعي لقي إبراهيم بن أدهم رحمهم الله وعلى عنقه حزمة حطب فقال له يا أبا إسحق إلى متى هذا إخوانك يكفونك فقال دعني عن هذا يا أبا عمرو فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة . ) .
التعليق
6 / 1 : مات إبراهيم بن أدهم عام 162 . فمتى وكيف إلتقاه الغزالى ؟ ثم العبارة الشيطانية ( بلغنى ) فمن أبلغه ؟ وهل دخول الجنة بهذه السهولة ؟ يعنى أى مستبد سفّاك للدماء من أكابر المجرمين ممكن له دخول الجنة بمجرد ( موقف مذلة فى طلب الحلال ) . هل لو طلب الحلال من زوجته وأذلّ نفسه لها سيدخل الجنة ؟ وهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
وماذا عن قوله جل وعلا فيمن يستحق دخول الجنة :
6 / 1 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران )
6 / 2 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة )
6 / 3 : ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) البقرة ).
أخيرا
نختم هذه الحلقة بالتعريف بالأوزاعى الذى ذكره الغزالى ،لأنه أول فقيه خادم للسلطة ، وله تأثيره على الغزالى . نقول :.
ـــــ عاش الأوزاعى فى الدولة الأموية وناصرها وخدمها ثم أدرك الدولة العباسية ومالأها وخدمها أيضاً.. ووجدت فيه الدولتان الأموية والعباسية خير من يمثل فقيه السلطة الذى يفتى لها بما تريد، لذلك عاش مكرماً فى عهد الأمويين، فما جاء أعداؤهم العباسيون يفتكون بالأمويين وعملائهم ظهر لهم الأوزاعى يعرض خدماته، فعفوا عنه لأنهم فى حاجة ماسة له.. فتمتع بالنعيم العباسى بعد أن تمتع بالنعيم الأموى.
ــ إن الأمويين فى بداية الأمر لم يحتاجوا إلى فقهاء السلطة، فمعاوية لم يحتج فتوى حين قتل حجر بن عدى الكندى بسبب كلمة قالها، ولم يحتج معاوية لاتهام حجر بالردة أو إلى مبرر يتمسح بالشرع كى يقتله، وبزيد بن معاوية لم يحتج إلى فتوى حين قتل الحسين وآله فى كربلاء، ولم يحتج إلى فتوى تبيح غزو المدينة وانتهاك حرمتها، ولم يحتج إلى فتوى تبيح له حصار مكة وانتهاك حرمة الكعبة وضربها المجانيق..إلا أن تلك الفظائع التى حدثت فى سنوات متتالية تركت أثراً هائلاً لدى المسلمين استغله بنجاح أعداء الأمويين من الشيعة والخوارج والموالى.. ولم يعد مجدياً أمام الجهاز الدعائى الأموى تبرير مقتل آل البيت وانتهاك حرمة مكة والمدينة بمجرد القصص والروايات، وكان القصص من المهام الرسمية فى الدولة الأموية ويمثل جهاز الإعلام فى عصرنا.لذا أشاعوا مقولة ( الجبرية ) أى إن ما فعلوه قدر مكتوب ، وهم مجبرون عليه. هى نفس مقولة الكفرة الذين ينسبون جرائمهم لله جل وعلا ، ينسون أن الله جل وعلا أعطاهم الحرية وسيكونون مسئولين عنها يوم الحساب . قال جل وعلا عن المشركين السابقين : ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) النحل ) ، وأنبأ جل وعلا مقدما أن مشركى قريش ـ وأبرزهم الأمويون ـ سيقولون نفس المقالة :( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) الأنعام ). كرّر الأمويون نفس المقالة فتصدى لهم مفكرون أحرار ، عُرفوا بالقدرية لأنهم رفعوا شعار ( لا قدر ، والأمر أنف ). أى ليس ظلم الأمويين فعلا إلاهيا وقدرا مكتوبا ، إما هو ظلم بشرى يجرى برغم أنف البشر . أشهر من قال بهذا هو غيلان الدمشقى . أراد الخليفة هشام بن عبد الملك قتل غيلان بفتوى شرعية فإستصدرها من الأوزاعى الذى أفتى لهشام بأن يقتل غيلان وصاحبه المسجون معه . وحتى ذلك الوقت لم يذكر الأوزاعى حديث الردة ، فأمر هشام بإخراجهما من السجن وقطع أيديهما وأرجلهما ، ثم قطع لسان غيلان فمات .
ـ هذا الأوزاعى هو ( عبد الرحمن بن عمرو بن محمد ) مولود فى بعلبك سنة 115 ، ونشأ بالبقاع فى حجر أمه وكانت تنتقل به من بلد إلى بلد، وتأدب أى تعلم بنفسه، وقد كان شديد الطموح، وقد أدرك أن طريقه للوصول للجاه تأتى عن طريق الشهرة بين الناس والتزلف لبنى أمية، وإذا كان صعباً على الفقيه فى العراق أن يحظى بحب الناس مع حب بنى أمية، حيث تسود الكراهية للأمويين، فإن الوضع فى الشام مختلف، إذ أن أهل الشام هواهم مع الأمويين، لذلك كان سهلاً على الأوزاعى أن يحصل على الحظوة الشعبية والحظوة الأموية معاً.وكان من السهل على الأوزاعى أن يستميل إليه أفئدة الناس بادعاء الزهد وسبك الكرامات- قبل ظهور التصوف بقرن من الزمان، وكان الرأى العام يحتفل بالزهاد ، وكان الأمويين فى نفس الوقت يحتاجون إلى وجود شيخ شعبى يقدم لهم إلى جانب الفتوى الملائمة المسوغ الشرعى لحكمهم الظالم، واستغل الأوزاعى تشوق المجتمع لقصص الزهاد والصالحين فأسرف فى تأليف الكرامات والوحى لنفسه فيقول "رأيت رب العزة فى المنام فقال أنت الذى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقلت بفضلك يا رب، ثم قلت: يا رب أمتنى على الإسلام، فقال: وعلى السنة" فهنا وحى كاذب يدعيه الأوزاعى لنفسه ويقبله منه عصره، وقد سبق به الأوزاعى ما قاله الصوفية بعده بقرن من الزمان، وهو فى ذلك المنام الذى ادعاه يجعل رب العزة يزكيه ويمدحه. وقد أشاعوا أن بعض الناس رأى مناماً يقال فيه "أن الأوزاعى خير من يمشى على الأرض" وتنتهى الأسطورة بادعاء أن من رأى هذا المنام لابد أن يموت، حتى لا يوجد الدليل على تلك الرؤيا أو تلك الدعوى أو ذلك المزعم.وكان واضحاً أن الأوزاعى يقوم بهمة القصص. تلك المهنة التى ابتدعها الأمويين وجعلوا لها ديواناً رسمياً يبثون من خلاله دعايتهم وبياناتهم السياسية والدينية، وفى إحدى تلك المجالس حكى الأوزاعى عن نفسه قال "أردت بيت المقدس، فرافقت يهودياً فلما صرنا إلى طبرية، نزل فاستخرج ضفدعاً فوضع فى عنقه خيطاً فصار الضفدع خنزيراً، فقال أبيعه إلى هؤلاء النصارى، فذهب فباعه واشترى طعاماً فأكلناه ثم ركبنا، فما سرنا، غير بعيد حتى جاء القوم يطلبوننا، فقال لى: أحسبه صار فى أيديهم ضفدعاً، فحانت منى التفاته إليه فإذا بدنه فى ناحية ورأسه فى ناحية، فوقفت وجاء القوم فلما نظروا إليه فزعوا ورجعوا عنه ، فقال لى الرأس: أرجعوا؟ قلت نعم. فالتأم الرأس إلى البدن وركب وركبنا فقلت له : لا أرافقك أبداً أذهب عنى".. وتلك الأسطورة لو قالها شخص عادى لاستحق السخرية من الناس ولكن حين يقولها شيخ يحظى بتصديق الناس له واعتقادهم فى دينه فلابد أن يصدقوه..
ــــ .وكان هناك من يشيع تلك الأخبار عن الأوزاعى حتى يعتقد الناس فى خشوعه . وكانت زوجته من ضمن فريق الدعاية، فقد دخلت امرأة عليها فرأت الحصير الذى يصلى عليه الأوزعى مبلولاً فقالت المرأة لعل الصبى تبول هنا؟ فقالت لها زوجة الأوزاعى: هذا أثر دموع الشيخ فى سجوده وهكذا يصبح كل يوم!!ولذلك كان الأوزاعى فى الشام معظماً مكرماً كما يقول المؤرخ الشامى ابن كثير ، وكان أمره أعز عندهم من أمر السلطان.
ـــ وقد أمر الوالى العباسى عبد الله بن على بعد القضاء على الأمويين بأن يقتل الأوزاعى باعتباره من عملائهم ، فقال له أصحابه : " دعه عنك والله لو أمر أهل الشام أن يقتلوك لقتلوك" .
ـــــ يقول ابن كثير عن الأوزاعى "كان له فى بيت المال على الخلفاء إقطاع "" ـ اى ارضا زراعية أقطعوها له أى أعطوها له ـ " وقد وصل إليه من خلفاء بنى أمية وأقاربهم وبنى العباس نحو السبعين ألف دينار".، أى استفاد من الدولتين أعطوه الإقطاعيات والزراعية والأموال.
ــــ ويقول ابن كثير "ولما دخل عبد الله بن على- عم السفاح أول خليفة عباسى- الذى أجلى بنى أمية عن الشام وأزال دولتهم على يده دمشق ، فطلب الأوزاعى ، فتغيب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه".. أى أن القائد العباسى بعد أن أقام مذابح للأمويين وبعد أن نبش قبور الموتى من الخلفاء السابقين منهم، وبعد أن نكل بأعوان الأمويين استدعى الأوزاعى، فاختفى الأوزاعى ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه وقد أعد ما سيقوله فى ذلك اللقاء العصيب لينجو برقبته من جبار بنى العباس وعم الخليفة السفاح نفسه.وينقل ابن كثير رواية الأوزاعى نفسه عن ذلك اللقاء "قال الأوزاعى دخلت عليه وهو على سريره وفى يده خيرزانه والمسودة- أى القادة العباسيون وكانوا يلبسون السواد- عن يمينه وشماله معهم السيوف مصلته والعمد الحديد- أى الأعمدة الحديدية- فسلمت عليه، فلم يرد، ونكت بتلك الخيرزانة التى فى يده، ثم قال: يا أوزاعى ما ترى فيما صنعناه من إزالة أيدى الظلمة عن العباد والبلاد، أجهاداً ورباطاً هو؟ فقلت: يا أيها الأمير سمعت يحيى بن سعيد الأنصارى يقول: سمعت محمد بن إبراهيم التيمى يقول: سمعت علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". قال الأوزاعى فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم ثم قال: يا أوزاعى ما تقول فى دماء بنى أمية؟ فقلت: قال رسول الله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزانى، والتارك لدينه المفارق للجماعة" . وتنتهى الرواية بخروج الأوزاعى آمنا ومعه مائتا دينار ، وقد حاز الرضا باختراعه هذا الحديث الذى شرّع للعباسيين قتل المعارضين .
ـ ولا يزال قتل المرتد من المعلوم من الضرورة فى الدين الشيطانى حتى الآن .
الحلقة الثانية :
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
( وعن ابن عمر عن أبي بكر أنه قال بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم أهل العفو فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس )
التعليق
هل كان الغزالى حاضرا بين ابن عمر وأبى بكر ؟ وقوله ( بلغنا ) فمن أبلغه ؟ ثم هو يتحدث عن غيوب يوم القيامة ، ولم يكن للنبى محمد نفسه أن يتكلم فى الغيب . وهل كل من يعفو يكافئه الله جل وعلا يوم القيامة ؟ الذين سيكافئهم الله جل وعلا هم المتقون الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وليس مجرد العفو عن بعض الناس . فهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
( وقال الفضيل : بلغني أن نبيا من الأنبياء قال يا رب كيف لي أن أعلم رضاك عني قال انظر كيف رضا المساكين عنك . ).
التعليق
من أبلغه ؟ ومن هو هذا النبى من الأنبياء ؟ وكيف سمع الفضيل هو الحوار بين الله جل وعلا وهذا النبى من الأنبياء ؟ وهل رضى الرحمن جل وعلا مرتبط برضا المساكين عن هذا النبى ؟ ألا يعنى أن المساكين أرفع قدرا عند الله من هذا النبى ؟ فهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
وهل رضى الله جل وعلا فى هذه الدنيا أم فى الآخرة . إنه فى الآخرة ، حيث الجنة لمن رضى الله جل وعلا عنهم .
تدبر قوله جل وعلا عن أهل الجنة :
1 ـ ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة )
2 ـ ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) التوبة )
3 ـ ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة )
4 ـ ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة )
5 ـ ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) آل عمران )
6 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) البينة )
7 ـ (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر )
8 ـ ( فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) الليل )
( وقال صلى الله عليه وسلم : إياكم ومجالسة الموتى . قيل: ومن الموتى يا رسول الله ؟ قال : الأغنياء ) .
التعليق
1 ـ هذا حديث سبق به الغزالى ، لم يخترعه أحد قبله . وكتاب ( الإحياء ) ملىء بهذه الأحاديث ، والعراقى الذى قام بتخريج أحاديث الأحياء إعتاد أن يقول ( لا أصل له ) ، أى حديث لم يرد من قبل . الغزالى هنا لا يصنع إسنادا ، بل يروى بنفسه كما لو كان حاضرا مع النبى يروى عنه مباشرة . فهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
2 ـ معنى الحديث أن الأغنياء موتى وهم أحياء بيننا . وهذا يخالف القرآن الكريم الذى يجعل الكافرين موتى وهم أحياء . تدبر قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) الأنعام )
2 / 2 : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)الانعام )
2 / 3 : ( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) النمل )
2 / 4 : ( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) الروم )
3 ـ إن الغنى ليس نقيصة أخلاقية ولا دينية ، طالما يكسب الشخص المال بالحلال وينفقه فى الحلال ، ويُخرج منه حق الله جل وعلا للمستحقين .
4 ـ من القرآن الكريم نعرف أن النبى محمدا كان غنيا . تدبر الآيات التالية :
4 / 1 : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) الضحى ). هذا من أوائل ما نزل من القرآن الكريم.
4 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ ) (53) الأحزاب ). كانت له بيوت ، وكان يستضيف فيها الناس ، وبعضهم كان يقتحم بيوته بلا إستئذان ويتطفل ثقيلا بغيضا منتهزا سموّ خلق النبى محمد عليه السلام وحيائه .
( ...وقد بلغني يا أمير المؤمنين: أن جبرائيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أتيتك حين أمر الله بمنافخ النار فوضعت على النار تسعر ليوم القيامة" فقال له : " يا جبريل صف لي النار." ، فقال : " إن الله تعالى أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اصفرت ، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها ولا يطفأ لهبها . والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار أظهر لأهل الأرض لماتوا جميعا، ولو أن ذنوبا من شرابها صب في مياه الأرض جميعا لقتل من ذاقه ، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله وضع على جبال الأرض جميعا لذابت وما استقلت ، ولو أن رجلا أدخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه . " فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ، وبكى جبريل عليه السلام لبكائه.! فقال : "أتبكي يا محمد وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ " فقال : " أفلا أكون عبدا شكورا. ولم بكيت يا جبريل وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه ؟ قال : " أخاف أن أبتلي بما ابتلي به هاروت وماروت فهو الذي منعني من اتكالي على منزلتي عند ربي فأكون قد أمنت مكره " . فلم يزالا يبكيان حتى نوديا من السماء : "يا جبريل ويا محمد ، إن الله قد آمنكما أن تعصياه فيعذبكما ، وفضل محمد على سائر الأنبياء كفضل جبريل على سائر الملائكة" )
التعليق
1 ـ هذا فيلم هندى هابط ، إخترعه الغزالى .
2 ـ ونسأل :
من أبلغه ؟ وهل كان حاضرا ذلك الحوار بين جبريل والنبى محمد ؟ وهذا البكاء الدرامى لجبريل والنبى حتى جاءهما النداء الالهى بالنجاة من العذاب . فهل هذا وحى إلاهى ؟ أم هو وحى شيطانى ؟
3 ـ ثم إن هذا الوصف التفصيلى لجهنم يعنى إنها موجودة . هذا يخالف القرآن الكريم الذى يكفر به الغزالى . نرجو تدبر الآيات الكريمة التالية عن :
مجىء النار فى الآخرة :
1 ـ ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) الفجر )
2 ـ ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء )
3 ـ ( فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) النازعات )
وعن أن حطبها ووقودها هم الكفار بعد الحساب .
1 ـ ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) (24) البقرة )
2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) آل عمران )
3 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم )
6 ـ ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) الجن ) .
ثم ان من أساسات الاسلام والايمان عدم التفريق بين الرسل ، لأن التفريق بينهم يعنى تفضيل بعضهم على بعض ، وهذا بداية التأليه لمن يفضلونه ، وهذا ما حدث من المحمديين ، بدءوا بتفضيل محمد والتفريق بينه وبين من سبقه من الرسُل ، ثم جعلوه إلاها . لذا فإن أسطورة تفضيل خاتم النبيين على من سبقه تخالف القرآن الكريم ، الذى يمنع التفريق بين الرسل . نرجو تدبر قول الله جل وعلا :
1 ـ ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة )
2 ـ ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران )
3 ـ ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة )
4 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَ ذَاباً مُهِيناً (151) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (152) )
5 ـ ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الأحقاف )
التعليقات
بن ليفانت إذا لم تستح فقل ما شئت
توجد صفة متأصلة عند البشر، وهي أن الثقة بجهة ما (شخص، حزب، زعيم، ولي. إله) تجعل الإنسان يتقبل أي حديث من هذه الجهة على أنه صحيح ولا يحتاج لنقاش. وكلما ازدادت مكانة هذه الجهة عند الإنسان والثقة بها، كلما زاد الايمان بحديثها. إذا حدث أحيانًا تفاوت بين الحديث والعقل والمنطق، نصبح أمام عدة خيارات: نكذب الحديث ونفقد ثقتنا بالجهة المعنية. 2 ـ نحاول تدبر الحديث بحيث يصبح مطابقًا للعقل (هنا يجب مراجعة فهمنا للحديث، ومراجعة تحليلنا له).3. نصدق الحديث ونعطي العقل إجازة.
أي خيار سنأخذه ، يعتمد ،من جهة، على مقدار الثقة والايمان بالجهة المحدثة، ومن جهة اخرى (وهي في نظري الأهم) على مقدار الثقة بالعقل والمنطق. مع الأسف، هناك كثير من الناس يختاز الخيار الثالث، خاصة عندما يتعلق الأمر بحديث ولي أو إله. لذلك ليس غريبًا أن يصدق هؤلاء أحاديث مضحكة مثل ما ورد عن الغزالي.
أحمد صبحى منصور
جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول :
صدقت ، وأكرمك الله جل وعلا.
أعطى المحمديون عقولهم أجازة ، فأصبحوا لا يعقلون ولا يتفكرون ولا يفقهون.
أتذكر ما حدث لى فى الأزهر ( 1977 : 1980 ) بسبب الهجوم على الأولياء الصوفية وفى مقدمتهم الغزالى . ومع خصومى كتاب إحياء علوم الدين مطبوعا ومتداولا ، يعنى ليس من المخطوطات والوثائق . بل وهو موضع تدريس فى كلية أصول الدين فى قسم العقيدة والفلسفة.
ربما نجحنا فى تكسير هذه الأصنام الفكرية . نرجو هذا ، والله جل وعلا هو المستعان.
الحلقة الثالثة :
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
أولا :
خرافات عن ابليس
قال الملعون أبو حامد الغزالى :
( وقال الحسن بلغنا أن إبليس قال : سولت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم المعاصي فقصموا ظهري بالاستغفار ، فسولت لهم ذنوبا لا يستغفرون الله تعالى منها ، وهي الأهواء )
التعليق :
1 ـ توفى الحسن البصرى عام 110 هجرية ، فمتى إلتقاه الغزالى ؟
2 ـ ويزعم أنه قال ( بلغنا ) فمن أبلغه ؟
3 ـ وهل يقول إبليس ( محمد صلى الله عليه وسلم )؟ !
4 ـ وهل تحوّل إبليس من وظيفته فى إغواء بنى آدم الى أن يكون لهم ناصحا ؟ أليست هذه محاولة لتجميل إبليس ؟
5 ـ وإذا كان رب العزة جل وعلا قد قال لنا : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر ) ، فإمّا أن نؤمن بقوله جل وعلا وإمّا أن نصدّق قول هذا الغزالى .!
6 ـ كان إبليس قد طلب أن يظل فى إغواء بنى آدم الى يوم البعث ، نقرأ قوله جل وعلا :
6 / 1 : ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) الاعراف )
6 / 2 : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) الحجر )
6 / 3 :( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64)) الاسراء )
6 / 4 : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) ص ).
ونسأل : هل أخذ إبليس أجازة من مهمته لكى يمارس عكس مهمته ؟
7 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
8 ـ ألا يقوم هذا الغزالى بوظيفة وزير الاعلام لابليس ؟ !
9 ـ إمّا أن تصدّق هذا الغزالى الملعون وتكفر بالله جل وعلا ، وإمّا أن تكفر بما يقوله هذا الغزالى الملعون وتؤمن بالله جل وعلا . لا توسّط هنا .
( وقال وهيب بن الورد : بلغنا أن إبليس تمثل ليحيى بن زكريا عليهما السلام وقال : " إني أريد أن أنصحك ". قال : " لا حاجة لي في نصحك ، ولكن أخبرني عن بني آدم ". قال : " هم عندنا ثلاثة أصناف أما صنف منهم وهم أشد الأصناف علينا نقبل على أحدهم حتى نفتنه ونتمكن منه فيفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه ثم نعود إليه فيعود فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن منه في عناء ، وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزل الكرة في أيدي صبيانكم نقلبهم كيف شئنا قد كفونا أنفسهم ، وأما الصنف الثالث فهم مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء . " )
التعليق
1 ـ هذا الوهيب بن الورد من أبلغه ؟
2 ـ وهل كان حاضرا هذا اللقاء السرى بين يحيى رسول الله وابليس عدو الله ؟
3 ـ وهل يتلقى يحيى رسول الله وحيا من ابليس ؟
4 ـ هل يتفق هذا مع الوصف الالهى للنبى يحيى عليه السلام :
4 / 1 :( مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (39) آل عمران )
4 / 2 " ( يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12) وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً (13) وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً (14) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15) مريم ).
5 ـ ـ إمّا أن تصدّق هذا الغزالى الملعون وتكفر بالله جل وعلا ، وإمّا أن تكفر بما يقوله هذا الغزالى الملعون وتؤمن بالله جل وعلا . لا توسّط هنا .
( كما روى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم فرأى في النوم جسد رجل شبه البلور يرى داخله من خارجه ورأى الشيطان في صورة ضفدع قاعد على منكبه الأيسر بين منكبه وأذنه له خرطوم طويل دقيق قد أدخله من منكبه الأيسر إلى قلبه يوسوس إليه فإذا ذكر الله تعالى خنس . ومثل هذا قد يشاهد بعينه في اليقظة فقد رآه بعض المكاشفين في صورة كلب جاثم على جيفة يدعو الناس إليها وكانت الجيفة مثال الدنيا )
التعليق :
1 ـ ينسب هذا الى الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز ، ويجعل الراوى عنه مجهولا ، لم يكلّف نفسه عناء إختراع إسم له . ثم مجهول آخر لا إسم له هو الرجل الذى سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم . وليس مهما أن يكون هذا الرجل مجهول الإسم له مكانة عند الله ـ بزعمهم ـ حتى يسأل الله وتأتيه الاجابة . هذه الرواية بمن فيها من المجهولين تؤكد أن الغزالى يخاطب جمهورا من المواشى البشرية . كانوا ولا يزالون .
2 ـ وفى الرواية مشهد كاريكاتورى للشيطان داخل الجسد فى صورة ( ضفدع قاعد على منكبه الأيسر بين منكبه وأذنه له خرطوم طويل دقيق قد أدخله من منكبه الأيسر إلى قلبه يوسوس إليه فإذا ذكر الله تعالى خنس .)
3 ـ ثم يؤكّد الغزالى هذه الاسطورة بأن بعض الأولياء الصوفية أصحاب العلم اللدنى المكشوف عنهم الحجاب رأوا الشيطان ليس فى المنام بل فى اليقظة ، ليس فى شكل ضفدع ( في صورة كلب جاثم على جيفة يدعو الناس إليها وكانت الجيفة مثال الدنيا )
ثانيا : خرافات عن الجنّ
( وقال أيوب بن يونس بن يزيد بلغنا أنه يولد من أبناء الإنس من أبناء الجن ثم ينشئون معهم )
التعليق :
1 ـ هذا الأيوب بن يونس من أبلغه ؟
2 ـ هى عبارة غامضة : ( يولد من أبناء الإنس من أبناء الجن ثم ينشئون معهم ). هل هو إختلاط الأنساب بين الانس والجن ؟
( وروى جابر ابن عبد الله أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض قال يارب هذا الذي جعلت بيني وبينه عداوة إن لم تعني عليه لا أقوى عليه قال لا يولد لك ولد إلا وكل به ملك قال يارب زدني قال أجزي بالسيئة سيئة وبالحسنة عشرا إلى ما أريد قال رب زدني قال باب التوبة مفتوح ما دام في الجسد الروح قال إبليس يارب هذا العبد الذي كرمته علي إن لا تعني عليه لا أقوى عليه قال لا يولد له ولد إلا ولد لك ولد قال يارب زدني قال تجري منهم مجرى الدم وتتخذون صدورهم بيوتا قال رب زدني قال أجلب عليهم بخيلك ورجلك إلى قوله غرورا )
التعليق
1 ـ جابر بن عبد الله من الصحابة المعمرين . ومع ذلك يبقى السؤال : متى وكيف إلتقاه الغزالى ؟
2 ـ ثم هل كان جابر بن عبد الله حاضرا هذا الحوار الخرافى الذى دار بين آدم وربه جل وعلا بعد هبوط آدم للأرض؟ وهل كان حاضرا الحوار الخرافى الآخر بين الله جل وعلا وإبليس فى نفس الوقت ؟ وما معنى أن يقوم رب العزة جل وعلا بتقوية ابليس فى مهمته وتعضيده فى إغواء بنى آدم ؟ ألا يعنى هذا تجميلا لصورة إبليس ؟ والأ يعنى هذا إتهاما لله جل وعلا بالظلم إذ كيف يساعد ابليس فى إضلال بنى آدم ثم يدخل الضالين فى النار ؟
إمّا أن تصدّق هذا الغزالى الملعون وتكفر بالله جل وعلا ، وإمّا أن تكفر بما يقوله هذا الغزالى الملعون وتؤمن بالله جل وعلا . لا توسّط هنا .
( وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الثواب والعقاب وخلق الله تعالى الإنس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم كما قال تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل وصنف أجسامهم أجسام بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل الله تعالى يوم القيامة يوم لا ضل إلا ظله )
التعليق
1 ـ حديث إخترعه الغزالى ونسب روايته لأبى الدرداء ، ورواه كما لو كان قد لقى أبا الدرداء وسمع منه .
2 ـ يجعل الجن ثلاثة أصناف ، ويجعل الانس ثلاثة أصناف أيضا . وهى تقسيمات كوميدية . وتخالف ما جاء فى القرآن الكريم .
2 / 1 : فالجن منهم المؤمنون ومنهم الكافرون . قال جل وعلا :
2 / 1 / 1 :( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32) الأحقاف )
2 / 1 / 2 : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) الجن ). ونفس الحال مع البشر ، منهم المؤمنون ومنهم الكافرون ، ويأتى تشبيه الكافرين من الجن والإنس بالآنعام . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف )
أخيرا
قال لنا جل وعلا عن إبليس وعوالم الجن والشياطين : (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف )
الحلقة الرابعة :
أولا : إفتراءات الغزالى فى كراهية الدنيا والأغنياء والنساء
( وقال عبادة بن الصامت : إن للنار سبعة أبواب ثلاثة للأغنياء وثلاثة للنساء وواحد للفقراء والمساكين )
التعليق :
1 ـ عبادة بن الصامت صحابى من الأنصار مات عام 34 هجرية . فمتى إلتقاه الغزالى ورى عنه ؟
2 ـ وهل كان عبادة بن الصامت يعلم الغيب الذى لم يكن يعلمه النبى محمد عليه السلام ؟
3 ـ وما هذه الكراهية للنساء فى تخصيص ثلاثة أبواب من جهنم لهنّ ؟
4 ـ لقد قال جل وعلا عن ابواب جهنم : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر ). ولم يأت هذا التقسيم الظالم : ( ثلاثة للأغنياء وثلاثة للنساء وواحد للفقراء والمساكين ). لأن أصحاب النار هم الكفرة الفجرة ، وليس ذلك التقسيم . فهل الغزالى يعلم ما لم يعلمه رب العزة جل وعلا .؟
5 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( وقال أبو حازم : إياكم والدنيا فإنه بلغني أنه يوقف العبد يوم القيامة إذا كان معظما الدنيا فيقال هذا عظّم ما حقّره الله )
التعليق :
1 ـ هذا ال ( أبو حازم ) بدلا من أن يقول وعظا : إياكم والشيطان ، يقول إياكم والدنيا .!
2 ـ ينتمى أبو حازم الى الزُّهاد ، وكان من رواة الأحاديث ، ولم يكتف بالكذب على الرسول فإفترى على رب العزة جل وعلا بقوله ( بلغنى ) وأعطى لنفسه علم الغيب الذى لم يكن يعلمه النبى محمد عليه السلام .
3 ـ هذا إذا صحّ أن أبا حازم هو القائل . لكن الأقرب للصحة أن الغزالى هو الذى إفترى هذا ونسبه لأبى حازم .
4 ـ على أى حال : إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( قال ابن عباس : يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية ومشوه خلقها، فتشرف على الخلائق فيقال لهم : " أتعرفون هذه؟ " فيقولون : " نعوذ بالله من معرفة هذه " فيقال : " هذه الدنيا التي تناحرتم عليها ، بها تقاطعتم الأرحام ، وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم" . ثم يقذف بها في جهنم فتنادي : " أي رب أين أتباعي وأشياعي؟ " فيقول الله عز وجل : " ألحقوا بها أتباعها وأشياعها "..
التعليق :
1 ـ متى إلتقى الغزالى با بن عباس ؟
2 ـ ومن أعلم ابن عباس بغيب لا يعلمه النبى محمد وليس له ان يتكلم فيه ؟
3 ـ هذا دين الزُّهد الذى نشأ إحتجاجا على تركز الثروة فى أيدى الخلفاء الأمويين والعباسين وحواشيهم ، بينما عاش المثقفون فى فقر دفعهم الى الزهد ، وهو تكرار للتنسّك فى المسيحية ولنفس الظروف التى كانت قبل الفتوحات فى نفس المنطقة . والمضحك هنا أن الغزالى ينسب هذا القول الى جد الخلفاء العباسيين ( عبد الله بن عباس )
4 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( لقد بلغني أن بعض الصحابة وهو أبو بكر رضي الله عنه عطش فاستسقى فأتي بشربة من ماء وعسل فلما ذاقه خنقته العبرة ثم بكى وأبكى ثم مسح الدموع عن وجهه وذهب ليتكلم فعاد في البكاء فلما أكثر البكاء قيل له أكل هذا من أجل هذه الشربة قال نعم بينا أنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه أحد في البيت غيري فجعل يدفع عن نفسه وهو يقول إليك عني فقلت له فداك أبي وأمي ما أرى بين يديك أحدا فمن تخاطب فقال هذه الدنيا تطاولت إلي بعنقها ورأسها فقالت لي يا محمد خذني فقلت إليك عني فقالت إن تنج مني يا محمد فإنه لا ينجو مني من بعدك فأخاف أن تكون هذه قد لحقتني تقطعني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )
التعليق :
1 ـ الغزالى هنا يتصدّى للكذب بنفسه زاعما أنه بلغه أن بعض الصحابة ثم قرّر أن يجعله أبا بكر ، ثم فيلم هندى ملىء بالبكاء والدموع ، ثم ينسب للنبى محمد عليه السلام أن يخاطب شيئا غير مرئى ثم يتضح أنه الدنيا ، وأنها ( تراود النبى عن نفسه ).! ولما يئست منه توعدت من سيأتى بعده . وابو بكر يبكى خوفا من هذه الدنيا أن تكون لحقته مع انها فعلا لحقته بل غمرته بما سلبه فى الفتوحات من ذهب ومجوهرات وسبايا !..
2 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( وقال الفضيل : بلغني أن رجلا عرج بروحه فإذا امرأة على قارعة الطريق عليها من كل زينة من الحلي والثياب وإذا لا يمر بها أحد إلا جرحته فإذا هي أدبرت كانت أحسن شيء رآه الناس وإذا هي أقبلت كانت أقبح شيء رآه الناس عجوز شمطاء زرقاء عمشاء. قال فقلت : " أعوذ بالله منك " قالت : " لا والله لا يعيذك الله مني حتى تبغض الدرهم " قال فقلت : "من أنت" قالت : "أنا الدنيا " .! ) :
التعليق:
1 ـ الفضيل بن عيّاض مرة أخرى ، وقوله ( بلغنى ) وكلامه فى الغيب الذى لم يكن يعلمه خاتم النبيين عليهم السلام .
2 ـ وهو نفس الفيلم الهندى الهابط السابق فى التخويف من الدنيا ، والتى تعبر عن دين الزهد والتنسُّك بتعبير العصر .
3 ـ التمتع الحلال بالدنيا وبالرزق الحلال ليس جريمة أخلاقية أو معصية دينية ، بل تحريمها بإفتراءات دينية هو الكفر . تدبروا قوله جل وعلا : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الأعراف)
4 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( وبلغنا أن بعض أهل العلم قال ليجيء يوم القيامة قوم يطلبون حسنات لهم فيقال لهم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )
التعليق :
1 ـ هنا يتصدّى الغزالى بنفسه مفتريا زاعما أنه ( بلغنا ) ويسند قوله لمجهول ( بعض أهل العلم ) . يفعل هذا مستخفّا بأتباعه من مواشى البشر ، وزاعما علم الغيب الذى لم يكن يعلمه النبى محمد عليه السلام .
2 ـ قال جل وعلا : ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ(20)الاحقاف ). إمّا أن نصدّق بما قاله رب العزة جل وعلا ونقول ( صدق الله العظيم ) الذى لا يظلم أحدا ، وإمّا أن نصدق هذا الغزالى الذى يتحدث عن ( قوم ) بدون توصيف .
3 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( وقال صلى الله عليه وسلم يؤتى برجل يوم القيامة وقد جمع مالا من حرام وأنفقه في حرام فيقال اذهبوا به إلى النار ويؤتى برجل قد جمع مالا من حلال وأنفقه في حرام فيقال اذهبوا به إلى النار ويؤتى برجل قد جمع مالا من حرام وأنفقه في حلال فيقال اذهبوا به إلى النار ويؤتى برجل قد جمع مالا من حلال وأنفقه في حلال فيقال له قف لعلك قصرت في طلب هذا بشيء مما فرضت عليك من صلاة لم تصلها لوقتها وفرطت في شيء من ركوعها وسجودها ووضوئها فيقول لا يا رب كسبت من حلال وأنفقت في حلال ولم أضيع شيئا فرضت علي فيقال لعلك اختلت في هذا المال في شيء من مركب أو ثوب باهيت به فيقول لا يا رب لم أختل ولم أباه في شيء فيقال لعلك منعت حق أحد أمرتك أن تعطيه من ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فيقول لا يا رب كسبت من حلال وأنفقت في حلال ولم أضيع شيئا مما فرضت علي ولم أختل ولم أباه ولم أضيع حق أحد أمرتني أن أعطيه قال فيجئ أولئك فيخاصمونه فيقولون يا رب أعطيته وأغنيته وجعلته بين أظهرنا وأمرته أن يعطينا فإن كان أعطاهم وما ضيع من ذلك شيئا من الفرائض ولم يختل في شيء فيقال قف الآن هات شكر كل نعمة أنعمتها عليك من أكلة أو شربة أو لذة فلا يزال يسئل )
التعليق
1 ـ العراقى الذى قام بتخريج أحاديث الإحياء قال : (حديث يؤتى بالرجل يوم القيامة وقد جمع مالا من حرام وأنفقه في حرام فيقال اذهبوا به إلى النار الحديث بطوله لم أقف له على أصل ). يعنى أن الغزالى إخترعه بنفسه .
2 ـ بهذا ينسب الغزالى لنفسه علم الغيب الذى لم يكن يعلمه النبى محمد عليه السلام ، وكالعادة يستخفُّ بأتباعة من المواشى البشرية .
3 ـ إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا إبليسيا مباشرا فماذا يكون ؟
( بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل صعاليك المهاجرين قبل أغنيائهم الجنة بخمسمائة عام )
التعليق :
ـ نفس ما قلناه من قبل .
( يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم فيتمتعون ويأكلون )
التعليق :
1 ـ العراقى الذى قام بتخريج أحاديث الإحياء قال :( حديث يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم فيتمتعون ويأكلون الحديث لم أر له أصلا ) يعنى أن الغزالى إخترعه بنفسه .
2 ـ نفس ما قلناه من قبل .
( وبلغنا أن بغض خيار التابعين سئل عن رجلين أحدهما طلب الدنيا حلالا فأصابها فوصل بها رحمه وقدم لنفسه وأما الآخر فإنه جانبها فلم يطلبها ولم يتناولها فأيهما أفضل قال بعيد والله ما بينهما الذي جانبها أفضل كما بين مشارق الأرض ومغاربها ).
( بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سادات المؤمنين في الجنة من إذا تغدى لم يجد عشاء وإذا استقرض لم يجد قرضا وليس له فضل كسوة إلا ما يواريه ولم يقدر على أن يكتسب ما يغنيه يمسي مع ذلك ويصبح راضيا عن ربه فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )
التعليق :
الأديان الأرضية الشيطانية يملكها أئمتها ، لا فارق بين أديان المحمديين والمسيحيين والبوذيين والهندوس ..الخ . ودين الزهد إنتشر بسبب ظروف إجتماعية وسياسية ثم تضاءل الى أن إختفى تدريجيا فى العصر المملوكى . وظلت بعض آثاره فى مؤلفات الغزالى وابن الجوزى . ولم يتورّع هذا وذاك وأمثالهما عن إفتراء أحاديث ينسبون بعضها للنبى بأثر رجعى ، أو الى مجاهيل بلا أسماء . وإذا كان ابن الجوزى فى مؤلفاته خبيرا فى إفتراء الأسانيد والعنعنات فإن للغزالى جُرأة متناهية فى الافتراء بدون حاجة الى صناعة عنعنات وإسناد . يكفى قوله ( بلغنا ، بلغنى ، بعض كذا ) . كلهم يراهنون على بلاهة أتباعهم ، وكلهم يكسبون الرهان .
( ويروى أن الله تعالى قال في بعض كتبه : وأما الورعون فأنا أستحي أن أحاسبهم )
التعليق :
هنا يبلغ كفر الغزالى نهايته بهذا التطاول على رب العزة جل وعلا ..
ونتوقف عن التعليق فقد مللنا .
التعليقات
حمد حمد
صنعوا من البشر آلهة ولهم كتبهم المقدسه
حفظكم الله جل وعلا وبارك بعلمك وعمرك دكتور أحمد المحترم ، من خلال ما أقرأ لكتبك ومقالاتك في نقد وكشف زيف هذه الأساطير التراثيه الزائفه. أتعجب شديد العجب مع شعوري بالإشمئزاز والإحتقار لمن يضع تلك الكتب مساويه للقرآن العظيم بل والمكملة له ويصنع من هذا المؤلف صفاة وهاله من القدسيه كحجه الإسلام لهذا الأفاك الأشر الغزالي وكتبه (إحياء علوم الدين) وافتراءاته على رب العزة جل وعلا وغيره لمن سبقه من شياطين الإنس كالبخاري وأخوته والكثير وعجبي الشديد لمن يصدق بل ويروج لتلك الكتب ومؤلفيها لأهم عاشوا معهم ولا رأوهم وبينهم قرون عديده ناهيك عن جيوش من طلبه الجهل المقدس ، طريق التنوير طويل دكتور أحمد ومتعب جدا ولكن الأمل بالله جل وعلا وبجهادكم وجهاد أخوتنا بموقع أهل القرآن أصبحنا نرى بارقة أمل ونحن على ثقه بالله جل وعلا بأن النصر لقريب.
أحمد صبحى منصور
شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا
فى نقاش مع استاذ فى كلية أصول الدين ، قيل له إن فلانا ( أنا ) إكتشف حاجات صعبة فى إحياء علوم الدين ، فقال ذلك الشيخ إن ما يكتبه الغزالى فوق الأفهام ، وانها فلسفة عالية المستوى . هؤلاء يستحقون الغرق فى محيط الظلمات والبصقات.
بن ليفانت
أبواب النار
إن للنار سبعة أبواب ثلاثة للأغنياء وثلاثة للنساء وواحد للفقراء والمساكين.
استفسار: من أين تدخل المرأة الفقيرة؟ من باب النساء أم من باب الفقراء؟ كذلك المرأة الغنية؟ إذا كان الجواب: "باب النساء"، فمعنا هذا أنهم أقل عددًا من أصحاب النار من الرجال، وهذا ربما يناقض تصوراتهم للمرأة. ربما يطلبوا من "ترامب" أن يجد لهم حلأً، فمن سيوقف حرب اوكرانيا في يوم واحد، يمكنه حل هذا اللغز.
أحمد صبحى منصور
جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول
شكرا على هذا التعليق أخى استاذ بن ليفانت.
السخرية هى الاسلوب الأمثل فى مواجهة الخرافات المقدسة وأبقارها المقدسة.
أتصور شخصا سنيا او صوفيا يقرأ هذه المقالات ـ ماذا يكون رد فعله ؟ المعتاد ان ينطلق سبّا وشتما فى شخصى ..هذا هو المعتاد خلال العقود الماضية.
الحلقة الخامسة :
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
نسترجع إفتراءات الغزالى السابقة فى تبغيض الدنيا ومن يسعى للتمتع بها :
1 ـ ( قال ابن عباس : يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية ومشوه خلقها، فتشرف على الخلائق فيقال لهم : " أتعرفون هذه؟ " فيقولون : " نعوذ بالله من معرفة هذه " فيقال : " هذه الدنيا التي تناحرتم عليها ، بها تقاطعتم الأرحام ، وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم" . ثم يقذف بها في جهنم فتنادي : " أي رب أين أتباعي وأشياعي؟ " فيقول الله عز وجل : " ألحقوا بها أتباعها وأشياعها "..
2 ـ ( لقد بلغني أن بعض الصحابة وهو أبو بكر رضي الله عنه عطش فاستسقى فأتي بشربة من ماء وعسل فلما ذاقه خنقته العبرة ثم بكى وأبكى ثم مسح الدموع عن وجهه وذهب ليتكلم فعاد في البكاء فلما أكثر البكاء قيل له أكل هذا من أجل هذه الشربة قال نعم بينا أنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه أحد في البيت غيري فجعل يدفع عن نفسه وهو يقول إليك عني فقلت له فداك أبي وأمي ما أرى بين يديك أحدا فمن تخاطب فقال هذه الدنيا تطاولت إلي بعنقها ورأسها فقالت لي يا محمد خذني فقلت إليك عني فقالت إن تنج مني يا محمد فإنه لا ينجو مني من بعدك فأخاف أن تكون هذه قد لحقتني تقطعني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )
3 ـ ( وقال الفضيل : بلغني أن رجلا عرج بروحه فإذا امرأة على قارعة الطريق عليها من كل زينة من الحلي والثياب وإذا لا يمر بها أحد إلا جرحته فإذا هي أدبرت كانت أحسن شيء رآه الناس وإذا هي أقبلت كانت أقبح شيء رآه الناس عجوز شمطاء زرقاء عمشاء. قال فقلت : " أعوذ بالله منك " قالت : " لا والله لا يعيذك الله مني حتى تبغض الدرهم " قال فقلت : "من أنت" قالت : "أنا الدنيا " .! ) :
التعليق :
ليس من الاسلام كراهية الدنيا والزهد فيها . قال جل وعلا :
1 ـ عن ابراهيم عليه السلام :
1 / 1 : (وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ)النحل:122
1/ 2 : (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ)العنكبوت:27
2 ـ وعن المؤمنين :
2 / 1 : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) البقرة ) (
2 / 2 :(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)النحل:30
2 / 3 : (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)النحل:41
2 / 4 : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ ) القصص:60)
2 / 5 :( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الشورى:36 )
2 / 6 : (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) القصص:77
غاية ما هناك أن تكون الدنيا سبيلا للفوز بالجنة .
3 ـ الأسوأ إستخدام دين الله وإسمه العظيم فى إرتكاب أبشع الجرائم ، كما فعل أبو بكر ومن تلاه من الخلفاء الفاسقين . كان عندهم المال الإله الأعظم ، فى سبيله كانت فتوحاتهم الشيطانية بسفك الدماء والسلب والنهب والسبى والاسترقاق ، وفى سبيله كانت الفتنة الكبرى وملا تلاها من حروب أهلية ، والبداية كانت بسبب منطقة ( السّواد ) أو الأراضى الزراعية فى العراق وإستئثار قريش بها على أنها ( بستان قريش ) مما تسبّب فى الثورة على الخليفة عثمان ثم قتله . وتوالى سفك الدماء على نحو ما فصّلناه فى كتابنا عن (مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ).
ثورة الزنج :
1 ـ تركز المال فى قصور الحكام وأتباعهم بينما عاشت الأغلبية تحت الفقر والقهر . إنفجر الوضع فيما يعرف بثورة ( الزنج ) فى العصر العباسى الثانى ، حيث إعتاد الخلفاء إعطاء إقطاعات زراعية لأعوانهم من الأراضي البور في منطقة البطائح بالبصرة ، ووقع علي الزنوج العبيد عبء استصلاحها، وتخصص التجار في استجلاب هؤلاء الزنوج إلي جنوب العراق وحول الخليج ، وتكدست بهم هذه المنطقة حيث عملوا في استزراع الأراضي تحت ضرب السياط وسوء التغذية ، يحملون علي البغال الطبقة الملحية التي تكونت بفعل ظاهرة المد من الخليج العربي ويكشفون عن التربة الزراعية تحتها ويقومون بنقل أكوام الطبقة الملحية إلي حيث تباع ، وفي نظير هذا العمل الشاق كانوا يحصلون علي غذاء بائس من تمر وسويق ، في الوقت الذي كان فيه المترفون في بغداد بجانب الخليفة يأكلون طبق ( الجام) وهو لسان السمك ، ويبلغ ثمنه أكثر من ألف درهم!!. لذا كانت معسكرات الزنوج وقودا لثورة الزنج التي قادها مغامر مجهول الاسم تسمى باسم علي بن محمد وقد ادعي النسب العلوي والتشيع ودعا للثورة في المنطقة بين الأعراب النجديين ، وانتقل بهم الى جنوب العراق ،بعد أن غيّر دينه من التشيع الى الخوارج ، كى يتحبب الى الزنوج ويتألف ويتودد الى قادتهم . وبين دينى التشيع والخوارج استغل سوء الأوضاع والفجوة الهائلة بين الفقراء المعدمين في جنوب العراق وحول الخليج وبين المترفين في بغداد حول قصور الخلافة العباسية.وقد استمرت ثورته من 255 ــ 270هـ . وتكاثر أتباعه ولم تتغلب عليه الدولة العباسية إلا بشق الأنفس ، وقد دخل بأتباعه من الزنج البصرة وأعمالها وخربوها وسبوا النساء وأحرقوا ما وجدوه ، وأعقب ذلك الوباء الذي أفني خلقا لا يحصون ، وذكر المؤرخ الصولي المعاصر للثورة إن صاحب الزنج قتل من المسلمين نحو مليون ونصف المليون ، وأنه قتل في يوم واحد بالبصرة نحو ثلاثمائة ألف ، وكان له منبر في مدينته يصعد عليه يسب فيه الصحابة ، وقالوا أن المرأة الهاشمية في معسكره كان ثمنها بدرهمين وثلاثة دراهم ، وأنه كان عند الواحد من الزنج العشر من السبايا الهاشميات يطؤهن ويستخدمهن..
2 ـ شهد هذه المأساة ( الإمام مسلم ) المتوفى عام 261 فإخترع الحديث المشهور الذى يُشرّع الزهد بديلا عن الثورة المسلحة ، وهو ( رُبَّ أَشْعَثَ أغبرَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أَقسم على الله لَأَبَرَّهُ») . وهذا الحديث يعبر عن ( المثقفين ـ أو الفقهاء ) الفقراء من وضّاعى الحديث ، وكانوا يضعون أحلامهم الضائعة وأراءهم فى صيغة أحاديث تكتسب الصُّدقية وتصبح دينا أرضيا . وبذلك تأسّس دين الزهد كراهية فى الدنيا والتكالب عليها . وحديث ( مسلم ) يعبّر عن أحوال أولئك الفقهاء المحدثين الفقراء المحبطين المهمشين المثقفين الذين تميزوا برثاثة الهيئة وتعرضوا لاحتقار السادة ، وكان محرما عليهم الاقتراب من أبواب السلاطين والولاة ، كان البوابون والحراس مأمورين ب ( دفع ) أولئك ( العوام / السُوّقة ، الدهماء / الفقراء ) من الاقتراب من قصور المترفين السادة . لذا وضع أولئك المثقفون المهمشون إحباطاتهم فى هذا الحديث (رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه) . ، القصور مفتوحة على مصراعيها للشعراء و النخاسين تجار الرقيق والقادة وأصحاب الجاه ، وهم مطرودون بالأبواب . وبالتالى فلهم جاههم ( المزعوم ) ومنزلتهم ( المزعومة ) عند الاله الذى إخترعوه ، والذى ـ بزعمهم ـ لو أقسموا عليه لأكرمهم وأبرّهم وإستجاب لهم .كان أحدهم لا يجرؤ على الاقتراب من أبواب الولاة والسلاطين ، وكان لا يجرؤ أن يتصور نفسه فى حضرة السلطان وهو ( يُقسم عليه ) أن يفعل كذا ، ويستجيب له السلطان . نقول هذا من واقع الفهم للعصر حيث يملك الوالى ـ أن يضرب عنق من يريد بكلمة يقولها ، فكيف بالخليفة نفسه ؟ . لم يكن يجرؤ أحدهم على هذا التخيل مع السلطان ، لكن وجدوا الجرأة لكى يزعموا هذا على رب العزة جل وعلا ، إذ يجعلون الأشعث الأغبر يقسم على الله جل وعلا فيستجيب له الله جل وعلا . يقسم على الله يعنى يأمر الله .!! وهى عادة سيئة فى كل الأديان الأرضية أنهم يرفعون أنفسهم وآلهتهم المخلوقة فوق رب العزة جل وعلا . . ومنها هذا الحديث الذى يزعمون فيه ان شخصا ( زبالة ) يقسم على الله جل وعلا ، وبزعمهم يستجيب له الله جل وعلا . إن المؤمن لا يمكن أن يكون أشعث أغبر أبدا ، لأنه مأمور بالطهارة الحسية والطهارة القلبية المعنوية . مأمور أن يتطهر بالوضوء وبالغسل ، بل ألّا يقترب جنسيا من زوجته عند الحيض لأنه أذى ، أى مأمور بالتطهر الحسى من النجاسة والقذارة الحسية كما هو أيضا مأمور بالتطهر من رجس الاعتقاد فى البشر والحجر . المؤمن الذى يصلى خمس فرائض يوميا محافظا على طهارته مستحيل أن يكون ( اشعث أغبر ). ولكن الدين الأرضى يقوم بتصنيع آلهته من هواه وبأحاديث الشيطانية ، مفتريا على رب العزة جل وعلا ، ومتناقضا مع الاسلام دين الرحمن . ورأينا أن مؤلف هذا الحديث الفاجر الكافر قد صنع الاها يدخل عليه الأشعث الأغبر ويقسم على هذا الاله المزعوم أن يفعل ( كذا ) فيستجيب له هذا الاله المزعوم .
أخيرا :
ونأتى للغزالى فى ( الإحياء ) وهو يصنع أحاديث تؤكد حديث الأشعث الأغبر ، وتفترى إن الله جل وعلا يستجيب له فى صلاة الإستسقاء . يقول الغزالى :
1 ـ ( وقال الأوزاعي خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " يا معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة ؟ فقالوا : " اللهم نعم " ، فقال : " اللهم إنا قد سمعناك تقول ما على المحسنين من سبيل وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا اللهم فاغفر لنا وارحمنا واسقنا " . فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا ) .
2 ـ ( وقال عطاء السلمي : " مُنعنا الغيث فخرجنا نستسقي ، فإذا نحن بسعدون المجنون في المقابر ، فنظر إلي فقال : " يا عطاء أهذا يوم النشور أوبعثر ما في القبور ؟ ، فقلت " لا ولكنا منعنا الغيث فخرجنا نستسقي" ، فقال : " يا عطاء بقلوب أرضية أم بقلوب سماوية "؟ فقلت : " بل بقلوب سماوية" ، فقال : " هيهات يا عطاء قل للمتبهرجين لا تتبهرجوا فإن الناقد بصير. " ثم رمق السماء بطرفه وقال : " إلهي وسيدي ومولاي لا تهلك بلادك بذنوب عبادك ولكن بالسر المكنون من أسمائك وما وارت الحجب من آلائك إلا ما سقيتنا ماء غدقا فراتا تحيي به العباد وتروي به البلاد يا من هو على كل شيء قدير ". قال عطاء : فما استتم الكلام حتى أرعدت السماء وأبرقت وجادت بمطر كأفواه القرب ، فولّى وهو يقول :
"أفلح الزاهدون والعابدونا إذ لمولاهم أجاعوا البطونا
أسهروا الأعين العليلة حبا فانقضى ليلهم وهم ساهرونا
شغلتهم عبادة الله حتى حسب الناس أن فيهم جنونا )
3 ـ ( وقال ابن المبارك : قدمت المدينة في عام شديد القحط ، فخرج الناس يستسقون ، فخرجت معهم ، إذ أقبل غلام أسود عليه قطعتا خيش قد اتزر بإحداهما وألقى الأخرى على عاتقه، فجلس إلى جنبي فسمعته يقول : " إلهي أخلقت الوجوه عندك كثرة الذنوب ومساوي الأعمال وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك فأسألك يا حليما ذا أناة يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة " فلم يزل يقول : " الساعة الساعة " ، حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب . قال ابن المبارك : " فجئت إلى الفضيل فقال : " ما لي أراك كئيبا ؟ " فقلت : " أمر سبقنا إليه غيرنا فتولاه دوننا . " وقصصت عليه القصة ، فصاح الفضيل ، وخرّ مغشيا عليه . )
إخترعوا غلاما أسود بديلا عن الزنج الحقيقيين الثائرين .
الحلقة السادسة :
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
إفتراء مباشر على الله جل وعلا :
( وقال بعضهم رأيت رب العزة في النوم فسمعته يقول وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي فإنه صلى لي الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة )
التعليق :
المنامات من أنواع الوحى الشيطانى الذى زعمه السنيون الحنابلة والصوفية والشيعة ، وهى أنواع :
1 ـ الزعم برؤية رب العزة جل وعلا فى المنام ( مثل هذا الحديث الذى إخترعه الغزالى ونسبه ل ( بعضهم ) .
2 ـ الزعم برؤية النبى فى المنام .
3 ـ الزعم برؤية فلان من المشاهير أو من غيرهم يتحدث عن نفسه بعد موته ، أو يتحدث عن غيره بعد موته .
( وروى في بعض الكتب القديمة عن الله تعالى أنه قال إن عبدي الذي هو عبدي حقا الذي لا ينتظر بقيامه صياح الديكة )
التعليق :
نوع آخر من الافتراء على الله جل وعلا يزعم فيه أن الله جل وعلا قال ( فى بعض الكتب القديمة ). ما معنى هذه الكتب القديمة ؟ هل هى التى تُباع على الأرصفة ومحلات الروبيكيا ؟
( قال قتادة : إذا راءى العبد يقول الله تعالى انظروا إلى عبدي يستهزئ بي )
التعليق
قتادة بن النعمان صحابى من الأنصار مات عام23 هجرية . فمنى إلتقاه هذا الغزالى الملعون . وهو ينسب اليه قولا لرب العزة جل وعلا .
( وقال الفضيل بن عياض : بلغني أن الله تعالى يقول في بعض ما يمن به على عبده : ألم أنعم عليك ألم أسترك ألم أخمل ذكرك )
التعليق
يحلو للأفّاك الغزالى أن يسند بعض إفكه للفضيل بن عياض ، وقد سبق عرض مثل هذا ، وهو هنا يقول الكلمة المأثورة ( بلغنى ) ثم بعدها إفتراء على رب العزة جل وعلا .!
إفتراء مباشر على جبريل
لم يترك الأفّاك الملعون أبو حامد الغزالى ( الروح جبريل ) دون أن يفترى عليه . نستشهد بقوله :
1 ـ ( ويروى أن جبرائيل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل ابن عمر لو كان يصلي بالليل فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فكان يداوم بعده على قيام الليل )
التعليق :
من الذى روى ؟ لا نعرف ، ومن كان حاضرا هذا اللقاء ؟ لا نعرف . جبريل فى هذا الافتراء يهبط ناصحا لعبد الله بن عمر ، ويجعل النبى واسطة ومبعوثا من لدنه ليبلغ ابن عمر ، وأبلغ الرسول الرسالة وأدّى الأمانه ونصح لابن عمر ، واستجاب ابن عمر ( وتوتة توتة خلصت الحدوته )!
2 ـ ( وروى أنه صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهه فقال صلى الله عليه وسلم إنه جاءني جبريل عليه السلام فقال أما ترضى يا محمد أن لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة واحدة إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا ).
التعليق :
من الذى روى ؟ ومن الذى حضر وسمع ؟ ومن رأى البشرى فى وجهه ؟ وهل كان الغزالى حاضرا ؟ وهنا سؤال جبريل المزعوم ( أما ترضى يا محمد ) وهذا ال ( محمد ) الذى إخترعه الغزالى لم يُجب ، ربما لأنه كان منشغلا بمشاهدة مسلسل تركى . مع ان البشارة المزعومة فيها مكسب كبير فالذى يصلى عليه ـ عبادة ـ تتم مكافأته بعشرة أضعاف من الصلاة عليه . ولم يقل لنا الغزالى من الذى سيكافىء بهذه الصلوات العشر .! وهل إذا كان هو جبريل، فهل تفرغ لهذه المهمة التى يرد فيها فى كل زمان ومكان على كل من يصلى ويسلم ؟
أخيرا :
حقائق عن جبريل الروح فى القرآن الكريم نقولها للتوضيح :
بعيدا عن إفك الغزالى وبهتانه نقول هذه الحقائق القرآنية :
1 ـ لا يمكن للبشر أن يرى الملائكة إلا فى أحوال خاصة : وفيها يتجسدون بشرا ، كما حدث فى تبشير ابراهيم وزوجه وفى تدمير قوم لوط ، إقرأ قول ربك جل وعلا :
1 / 1 : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) هود ) وأيضا فى ( الحجر 51 : 75 ، الذاريات 24 : 37 القمر 37 ) ،
1 / 2 : وكما حدث فى حمل العذراء مريم بعيسى . قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً (21)مريم ) وايضا ( الأنبياء 91 ) ( التحريم 12 ) .
2 ـ وللنبى محمد عليه السلام حالة خاصة ، إذ رأى جبريل مرتين كما جاء فى سورة النجم وسورة التكوير ، وفيهما رآه بصورته الحقيقية فى البرزخ ، رآه بفؤاده وليس بعينه المادية . إقرأ قول ربك جل وعلا :
2 / 1 : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم )
2 / 2 : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ (23)التكوير )
3 ـ وللروح جبريل مهمة وقد انتهت بانتهاء القرآن نزولا ، وهى النزول بالوحى الالهى على الرسل ، قال جل وعلا :
3 / 1 : ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2) النحل )
3 / 2 : ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) (15) غافر ).
4 ـ ونزل الروح جبريل بالقرآن الكريم على قلب خاتم النبيين عليهم السلام ، قال جل وعلا :
4 / 1 : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل )
4 / 2 : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء )
4 / 3 : ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) البقرة ). وهنا إشارة للغزالى وأمثاله ، إذ أن لكل نبى عدوا من شياطين الجن والانس اصحاب الوحى الشيطانى ، يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا . وقد قال جل وعلا : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء ). والغزالى بما كتبه من إفتراءاته الشيطانية هو أفّاك أثيم . نقولها جهادا فى سبيل رب العالمين جل وعلا .
5 ـ ثم يتنزل جبريل والملائكة بالأقدار المكتوبة الحتمية للبشر من ميلاد ووفاة ورزق ومصائب فى ليلة القدر والتى تحدث فى هذا العام . هى ليلة القدر من شهر رمضان الذى أُنزل فيه القرآن . قال جل وعلا ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر ) ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة ).
6 ـ هذه حقائق قرآنية عن الروج جبريل ، وما عداها فهو غيب ليس للنبى أو لغيره أن يتكلم فيه . يكفى قوله جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الاسراء ).
الحلقة السابعة :
إفتراء مباشر من الغزالى على النبى محمد عليه السلام
( وقال صلى الله عليه وسلم (حرم الله على كل آدمي الجنة يدخلها قبلي ، غير أني أنظر عن يميني فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة فأقول ما لهذه تبادرني ؟ فيقال لي يا محمد هذه امرأة كانت حسناء جميلة وكان عندها يتامى لها فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ فشكر الله لها ذلك) .
التعليق :
ليس فى القرآن تحريم الجنة على كل آدم يدخلها قبل النبى محمد .
والنبى محمد لم يكن يدرى ما سيحدث له أو لغيره . قال جل وعلا : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الأحقاف )
2 ـ وكل أهل الجنة من كل زمان ومكان سيدخلون الجنة معا رفيقا لبعضهم . قال جل وعلا : ( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69) النساء ) .
3 ـ وأين فى كتاب الله تفضيل للمرأة التى ترفض الزواج لترعى بناتها ؟ وكيف يتفق هذا مع الحث على تزويج الأرامل لرعاية الأيتام ؟ قال جل وعلا : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء ) .
4 ـ ولقد تقرر فى القرآن الكريم حرية الأرملة فى الزواج بعد إنتهاء عدتها . قال جل وعلا : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة )
5 ـ قوله : ( فشكر الله لها ذلك) إفتراء على رب العزة جل وعلا .!
( وقال صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الأرض مادت بأهلها فخلق الجبال فصيرها أوتادا للأرض فقالت الملائكة ما خلق ربنا خلقا هو أشد من الجبال فخلق الله الحديد فقطع الجبال ثم خلق النار فأذابت الحديد ثم أمر الله الماء بإطفاء النار وأمر الريح فكدرت الماء فاختلفت الملائكة فقالت نسأل الله تعالى قالوا يا رب ما أشد ما خلقت من خلقك قال الله تعالى لم أخلق خلقا هو أشد عليّ من قلب ابن آدم حين يتصدق بصدقة بيمينه فيخفيها عن شماله فهذا أشد خلقا خلقه )
التعليق
هذا حديث غاية فى السخافة متناقض مع نفسه ومع قول الله جل وعلا : ( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ ) (51) الكهف ) ، وكيف يوجد البشر فى الأرض قبل خلق الجبال ؟ ثم هذا الخبل فى خلق الحديد والنار ثم الماء الذى يطفىء النار ثم الريح الذى يؤثر فى الماء .! ثم هذه الجملة الكافرة التى يزعم إن الله جل وعلا قال : ( لم أخلق خلقا هو أشد عليّ من قلب ابن آدم حين يتصدق بصدقة بيمينه فيخفيها عن شماله ).
( وقال صلى الله عليه وسلم : إن في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام )
التعليق :
مصطلح السائحون فى القرآن الكريم يعنى العابدون من المؤمنين والمؤمنات . قال جل وعلا :
1 ـ ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة ).
2 ـ ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً (5) التحريم ) .
ونفس المصطلح فى دين التصوف يعنى تنقل الصوفى فى البلاد ، بما يشبه مصطلح السياحة فى عصرنا . الغزالى إستعمل مصطلح السياحة وأسنده لملائكة جعل وظيفتهم تبليغ سلام ( أمة محمد ) على الاله الذى أسموه ( محمد) . ولأنه إله فلا بد له من ملائكة تنقل عبادة أمته اليه . الغزالى عريق فى الكفر .
( وقال صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة أتريد أن تكون رحمة الله عليك حيا وميتا ومقبورا ومبعوثا قم من الليل فصل وأنت تريد رضا ربك يا أبا هريرة صل في زوايا بيتك يكن نور بيتك في السماء كنور الكواكب والنجم عند أهل الدنيا ).
العراقى الذى قام بتخريج أحاديث الغزالى قال عن هذا الحديث : ( باطل لا أصل له ).
( وروى أنه كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجل إذا أخذ الناس مضاجعهم وهدأت العيون قام يصلي ويقرأ القرآن ويقول يا رب النار أجرني منها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا كان ذلك فآذنونى فأتاه فاستمع فلما أصبح قال يا فلان هلا سألت الله الجنة قال يا رسول الله إني لست هناك ولا يبلغ عملي ذاك فلم يلبث إلا يسيرا حتى نزل جبرائيل عليه السلام وقال أخبر فلانا أن الله قد أجاره من النار وأدخله الجنة ) .
التعليق :
( وروى ) من هو الراوى ؟ .
يفترى الغزالى هذه القصة عن رجل يتعبد بعيدا عن الناس ومع ذلك يسمع به الناس ، ويصل خبره للنبى فيترك مشاغله ليستمع اليه ليلا ، ثم يسائله صباحا ، وبعدها ينزل جبريل برسالة من الله جل وعلا للنبى أن يخبر ذلك الرجل ( الذى لا نعرف إسمه ) قد أجاره من النار ، أى مهما إرتكب بعدها فلن يدخل النار ، وسيدخلها مقدما بدون حساب . ألا سُحقا للغزالى ، ومن يؤمن بالغزالى .!
يعلق العراقى على هذا الحديث ، فيقول ( لم أقف له على أصل ).!
( وروى عبد الله بن المبارك بإسناده عن رجل أنه قال لمعاذ بن جبل حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت ثم سكت . ثم قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال لي : يا معاذ . قلت : لبيك بأبي أنت وأمي يا رسول الله . قال : إني محدثك حديثا إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة. يا معاذ إن الله تعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض ثم خلق السموات فجعل لكل سماء من السبعة ملكا بوابا عليها قد جللها عظما ، فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين أصبح إلى حين أمسى له نور كنور الشمس حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا زكته فكثرته فيقول الملك للحفظة : اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري . قال : ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد فتمر به فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية فيقول لهم الملك الموكل بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يفتخر به على الناس في مجالسهم . قال : وتصعد الحفظة يعلم يبتهج نورا من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فيجاوزون به إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم . قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كما يزهر الكوكب الدري له دوي من تسبيح وصلاة وحج وعمرة حتى يجاوزوا به السماء الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا به ظهره وبطنه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب في عمله . قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى أهلها فيقول لهم الملك الموكل بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه على عاتقه أنا ملك الحسد إنه كان يحسد الناس من يتعلم ويعمل بمثل عمله وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة يحسدهم ويقع فيهم أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري . قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحج وعمرة وصيام فيجاوزون بها إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو ضر أضر به بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري . قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صوم وصلاة ونفقة وزكاة واجتهاد وورع له دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك فيجاوزون به إلى السماء السابعة فيقول لهم الملك الموكل بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا به جوارحه اقفلوا به على قلبه إني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي إنه أراد بعمله غير الله تعالى إنه أراد رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصيتا في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله خالصا فهو رياء ولا يقبل الله عمل المرائي . قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر لله تعالى وتشيعه ملائكة السموات حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله عز وجل فيقفون بين يديه ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله قال فيقول الله لهم : أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على نفسه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي . فتقول الملائكة كلهم : عليه لعنتك ولعنتنا ، وتقول السموات كلها عليه لعنة الله ولغتنا وتلعنه السموات السبع والأرض ومن فيهن" قال معاذ قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ . قال : اقتد بي وإن كان في عملك نقص . يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن واحمل ذنوبك عليك ولا تحملها عليهم ولا تزك نفسك بذمهم ولا ترفع نفسك عليهم ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة ولا تتكبر في مجلسك لكي يحذر الناس من سوء خلقك ولا تناج رجلا وعندك آخر ولا تتعظم على الناس فينقطع عنك خير الدنيا ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار . قال الله تعالى والناشطات نشطا أتدري من هن يا معاذ قلت ما هن بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال : كلاب في النار تنشط اللحم والعظم . قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها قال يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله عليه )
التعليق
هذا فيلم هندى هابط نترك لكم حرية البصق عليه .
هذا الغزالى يستحق لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين .
اللهم إلعنه وإلعن من يؤمن به حجّة ل ( الاسلام ).!
الغزالى حُجّة الشيطان ( الحلقة الثامنة ) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 1 )
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
الغزالى والاسرائيليات :
عن الاسرائيليات قرآنيا
أهم الحقائق القرآنية عن بنى اسرائيل وأهل الكتاب :
1 ـ أكثرهم ضالون ، ومنهم مقتصدون معتدلون ومنهم مؤمنون سابقون . اليهود هم عُصاة بنى إسرائيل .
2 ـ فى حياة النبى محمد فى المدينة : العصاة منهم حاولوا إضلال المؤمنين ، وتآمروا عليهم ومنهم من حارب النبى محمدا معتديا .
3 ـ نزلت عشرات الآيات القرآنية فى تذكيرهم ووعظهم .
فيما سبق : برجاء الرجوع للآيات التالية : ( البقرة 40 : 105 ، 109 : 113 ، 120 ،122 : 123 ، 135 : 141 ، 145 : 147 ، 211 ) ( آل عمران 19 : 25 ، 61 ، 64 : 78 ، 84 : 85 ، 93 : 95 ، 98 : 100 ، 110 : 115 ، 181 : 184 ، 187 : 188 ، 199 ) ( النساء 44 : 55 ، 123 : 125 ، 153 : 162 ، 171 : 173 ) ( المائدة 12 : 19 ، 41 : 53 ، 57 : 85 ) ( الاسراء 107 : 109 ) ( الشعراء 197 )( القصص 52 : 55 ) ( الأحزاب 26 : 27 ) ( الحشر 2 : 6 ) ( البينة 1 : 6 )
عن الاسرائيليات تاريخيا
( كعب الأحبار ) هو منبع الاسرائيليات عند المحمديين . هو من أحبار اليهود ، قدم من اليمن الى المدينة فى خلافة عمر ، واعلن إسلامه ، وكان يتحدّث عن علمه اليهودى فإشتهر ، وزادت شهرته حتى انهم نسبوا له أحاديث عن النبى مع إنه لم ير النبى . ، وكان من تلامذته أبو هريرة . وكان ممّن تآمر على إغتيال عمر ونجا بدهائه من القصاص ، وانتقل الى حمص فى ولاية معاوية على الشام ، ومات فى حمص عام 32 . وفى الوقت الذى تحالف فيه كعب الأحبار مع معاوية فقد تحالف يهودى يمنى آخر مع ( على بن أبى طالب ) وهو ( عبد الله بن سبأ )، الذى قام بتثوير الناس على عثمان حتى قتلوه ، وهو الذى أعلن تأليه (على ) فى حياة ( على ) ، وهومبتدع أول فرقة شيعية وهى ( السبئية ).
يعنى إن من أسّسا الدينين الشيطانيين ( السنى والشيعى ) من اليهود . مساء الفُلّ .!
عن الغزالى والاسرائيليات
الغزالى الذى عاش فى القرن السادس الهجرى عايش المتوارث من شهرة كعب الأحبار ، وكان سهلا عليه أن يفترى أكاذيب وينسبها لكعب الأحبار وغيره ، ونستشهد ببعضها . يقول عليه اللعنة :
( فيروى عن كعب الأحبار أنه قال أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج موسى ببني إسرائيل يستسقى بهم فلم يسقوا حتى خرج ثلاث مرات ولم يسقوا ، فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام :" إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم نمام " ، فقال موسى : "يا رب ومن هو حتى نخرجه من بيننا ؟ " فأوحى الله عز وجل إليه : " يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمّاما ".! . فقال موسى لبني إسرائيل : " توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة " ، فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث. )
التعليق :
هنا وحى شيطانى يزعم فيه الغزالى إن الله جل وعلا يقول لموسى : (يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما ). نتذكر قول نوح عليه السلام للكفرة من قومه : ( مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) نوح ). وما قاله الغزالى عن رب العزة جل وعلا أشدُّ كفرا مما قاله قوم نوح .
( قال كعب : " يكون في آخر الزمان أقوام يقصون لحاهم كذنب الحمامة ويعرقبون نعالهم كالمناجل أولئك لا خلاق لهم ")
التعليق :
الغزالى يتكلم كما لو كان يجالس كعب الأحبار على القهوة ، ويفترى غيبا يزعم إنه سيحدث فى آخر الزمان ..
( وقال كعب الأحبار : كان سليمان عليه السلام في ملكه إذا دخل المسجد فرأى مسكينا جلس إليه وقال مسكين جالس مسكينا " ) ( وقال كعب الأحبار : ما في القرآن من يا أيها الذين آمنوا فهو في التوراة يا أيها المساكين . " ) ( وقال موسى إلهي أين أبغيك قال عند المنكسره قلوبهم )
التعليق :
الغزالى يفترى على كعب الأحبار وعلى التوراة ، وهذا فى دعوته الى المسكنة والذلة . ونسى قوله جل وعلا فى ارتباط الذل بالمسكنة بالكفر والعصيان :
1 ـ (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة )
2 ـ ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران )
وإرتباط العزّة بالايمان : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون )
الغزالى يفترى إسرائيليات دون نسبتها لكعب الأحبار :
( وقال سعيد بن جبير قحط الناس في زمن ملك من ملوك بني إسرائيل فاستسقوا فقال الملك لبني إسرائيل : " ليرسلن الله تعالى علينا السماء أو لنؤذينه " قيل له : " وكيف تقدر أن تؤذيه وهو في السماء ؟ " فقال : " أقتل أولياءه وأهل طاعته فيكون ذلك أذى له " . فأرسل الله تعالى عليهم السماء . "
التعليق :
بلغ الكفر بالغزالى أن يجعل قتل ( الأولياء بالمفهوم الصوفى ) يكون أذى لله جل وعلا . ويزعم إن الله جل وعلا خاف من هذه الأذية فانزل المطر .
( وقال سفيان الثوري بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال ،وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون فأوحى الله عز وجل إلى أنبيائهم عليهم السلام : " لو مشيتم إلي بأقدامكم حتى تحفى ركبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل ألسنتكم عن الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيا ولا أرحم لكم باكيا حتى تردوا المظالم إلى أهلها: ففعلوا ، فمطروا من يومهم .)
التعليق :
تبلغ إستهانة الغزالى بقرّائه المؤمنين به أن يأتى فى كلامه : (فأوحى الله عز وجل إلى أنبيائهم ) ليس نبيا واحدا بل كل أنبيائهم ، قام الغزالى بتجميعهم فى مكان واحد وزمان واحد ومناسبة واحدة . ثم كيف يمشون الى الله بأقدامهم وكيف تبلغ أيديهم عنان السماء . ؟
( وقال مالك بن دينار أصاب الناس في بني إسرائيل قحط ، فخرجوا مرارا فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى بأبدان نجسة وترفعون إلي أكفا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بطونكم من الحرام الآن قد اشتد غضبي عليكم ولن تزدادوا مني إلا بعدا ).
التعليق :
من أخبر مالك بن دينار بهذا ؟ ومن هو هذا النبى ؟ ومتى سمع مالك هذا الوحى بين ذلك النبى المجهول والإله الذى إختلقه الغزالى ؟
( وقال أبو الصديق الناجي خرج سليمان عليه السلام يستسقى ، فمرّ بنملة ملقاة على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول : " اللهم إنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب غيرنا " فقال سليمان عليه السلام : " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ")
التعليق :
1 ـ الاستاذ ( ابو الصديق الناجى والذى ليس بصديق ولا ناج ) كان حاضرا ذلك الحوار بين النملة والنبى سليمان . وفهم قولها ورآها بعينى رأسه وهى ترفع قوائمها للسماء .
2 ـ ونسى الغزالى أن الله جل وعلا أعطى سليمان ملكا لا يؤت مثله أحد بعده . قال جل وعلا : ( حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40) ص ). فهل يحتاج لدعاء نملة ؟
( وقال أحمد بن أبي الحواري كنت مع أبي سليمان الداراني رضي الله عنه حين أراد الإحرام فلم يلبث حتى سرنا ميلا فأخذته الغشية ثم أفاق وقال يا أحمد إن الله سبحانه أوحى إلى موسى عليه السلام : " مر ظلمة بني إسرائيل أن يقلوا من ذكري فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة " )
التعليق :
هنا وحى شيطانى بمنام يسمع فيه صاحب المنام إنه سمع وحيا قاله الإله الذى إختلقه الغزالى لموسى )
( روي في الإسرائيليات أن حكيما من الحكماء صنف ثلثمائة وستين مصحفا في الحكمةحتى ظن أنه قد نال عند الله منزلة فأوحى الله إلى نبيه قل لفلان إنك قد ملأت الأرض نفاقا وإني لا أقبل من نفاقك شيئا قال فتخلى وانفرد في سرب تحت الأرض وقال الآن قد بلغت رضا ربي فأوحى الله إلى نبيه قل له إنك لن تبلغ رضاي حتى تخالط الناس وتصبر على أذاهم فخرج فدخل الأسواق وخالط الناس وجالسهم وواكلهم وأكل الطعام بينهم ومشى في الأسواق معهم فأوحى الله تعالى إلى نبيه الآن قد بلغ رضاي فكم من معتزل في بيته وباعثه الكبر ومانعه عن المحافل أن لا يوقر أو لا يقدم أو يرى الترفع عن مخالطتهم أرفع لمحله وأتقى لطراوة ذكره بين الناس وقد يعتزل خيفة من أن تظهر مقابحه لو خالط فلا يعتقد فيه الزهد والاشتغال بالعبادة فيتخذ البيت سترا على مقابحه إبقاء على اعتقاد الناس في زهده وتعبده من غير استغراق وقت الخلوة بذكر أو فكر وعلامة هؤلاء أنهم يحبون أن يزاروا ولا يحبون أن يزوروا ويفرحون بتقرب العوام والسلاطين إليهم واجتماعهم على بابهم وطرقهم وتقبيلهم أيديهم على سبيل التبرك ولو كان الاشتغال بنفسه هو الذي يبغض إليه المخالطة وزيارة الناس لبغض إليه زياراتهم له كما حكيناه عن الفضيل ).
التعليق :
1 ـ يقول : ( روي في الإسرائيليات ) : هل هناك كتاب عنوانه (الاسرائيليات ) نقل منه الغزالى ؟ أم هو إستسهال الكذب ؟ ومن هو هذا الحكيم الذى ( صنف ثلثمائة وستين مصحفا في الحكمة ) ؟ وهل يصح أن يقال عن كتاب بشرى إنه ( مصحف ) ، بل 360 مصحفا بالتمام والكمال ؟ يعنى ليس 359 وليس 361 .!
2 ـ ثم يبلغ إستسهال الغزالى مداه ويبلغ إستخفافه بالقارىء مداه حين يسترسل فى الوحى المزعوم فلا تعرف ما هو الفاصل بين ذلك الوحى وتعليق الغزالى . يعنى على رأى المصريين سمك لبن تمر هندى .
تعليقات
غريبه...
مش هو ده الغزالي الذي استخدم منهج الشك للوصول الي الحقيقه...
ولكن طريقة الوصول كانت دائما تبهرني...
قال توصل الي الحقيقه بالقذف الالهي في قلبه...ولم ادر ماذا يقصد بتلك الجمله ....اهي وحي....ام هدي....
يبدو انهم قد ضلوا جميعا...
ولكن سؤالي دكتور احمد...
الم يوجد رجل رشيد التمس الحق في كتاب الله فتمسك به واعلن...الم يوجد رجل حكيم فهم المغزي وصرخ بانه في كتاب الله واعلن...
جميعهم ضلوا واضلوا وخلطوا وعكوا وافتروا علي الله ورسوله الكذب..
اتمني من الله ...بنبش حضرتك في قعر التاريخ لو تصادف بشخص صح وقد لاحظ الحق وثار من اجله ....وكتب واعلن...
هي ليه الناس دي نالت شهره ووصلت لنا كدا ولم تتوه في الطريق ...وتحرق كتبهم في في بغداد مثلا ايام الغزو
ليه الناس بتحبهم كدا....
ليه بيدافعوا عنهم....
شكرا جزيلا ورب يبارك فيكم
أحمد صبحى منصور
أنا أول من فضح الغزالى بعرض كتابيه ( إحياء علوم الدين ) و ( مشكاة الأنوار ) على القرآن الكريم ، كان هذا فى رسالتى للدكتوراة عام 1977 . وتعرضت لأول موجة إضطهاد داخل جامعة الأزهر وقتها . الغزالى الحقيقى تعرفه من كتاباته وليس مما يقال عنه .
الحلقة التاسعة : الغزالى والاسرائيليات ( الحلقة الثامنة / جزء 2 )
إقرأ هذه النماذج من إفتراءت هذا المخلوق على رب العزّة جل وعلا :
الاسرائيليات النصرانية :
أولا :
دخل كثير من أهل الكتاب فى الاسلام ، بعضهم حمل أوزار دينه السابق ، وأضافها الى الدين الأرضى الذى دخل فيه من سُنّة وتصوّف وتشيع . وحملت أحاديثهم هذا الإفك ، حتى ما سبق أن ردّ عليه رب العزة فى القرآن الكريم ، مثل زعمهم :
1 ـ بالخروج من النار : ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة ) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) آل عمران ). أحاديث كثيرة فى البخارى وغيره فى الخروج من النار بالشفاعة .
2 ـ بإحتكار الجنة لهم : ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) البقرة ) ، وهو نفس إعتقاد المحمديين فى أنفسهم ، لأنهم ( أمة محمد ) .
3 ـ بأنهم أبناء الله وأحباؤه : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة ) ، وهذا ما يقوله الصوفية وفق عقيدتهم فى الاتحاد والحلول ووحدة الوجود . وشرح الغزالى هذا فى كتابه ( مشكاة الأنوار ).
ثانيا :
خصوصية الغزالى فى الإحياء إنه كتبه فى إخضاع دين السنة للتصوف ، وقد أفرد كتابه مشكاة الأنوار فى شرح عقائد التصوف وجعلها ذروة الاسلام ، وأنه لا يعرف هذا إلا العارفون . وبسبب هذه الخصوصية فى الإحياء فإنه لم يجد حرجا أن يفترى أكاذيب عن المسيح دون حاجة الى نقل الأكاذيب المكتوبة فى ( العهد الجديد ) . تطوّع الغزالى بإفتراءات تخدم هدفه ، ونستشهد ببعضها .
قال :
( ويقال إن الله تعالى لم يذكر في كتابه من الأنبياء إلا المتأهلين ، فقالوا إن يحيى صلى الله عليه وسلم قد تزوج ولم يجامع ، قيل إنما فعل ذلك لنيل الفضل وإقامة السنة ، وقيل لغض البصر . وأما عيسى عليه السلام فإنه سينكح إذا نزل الأرض ويولد له. )
التعليق :
يعنى أن يحيى عليه السلام لم يتأهّل للزواج ، ثم ذكر رأيا آخر إنه تزوج ولم يعاشر زوجته جنسيا . أو لاقامة ( السُنّة ) يعنى إنه كان سُنيا قبل ظهور دين السُنّة . أما عيسى فسيتزوج ـ وعليك خير ـ عندما ينزل الى الأرض ، ( متى ؟ لا نعرف ) ، وعندها سينجب بالرفاء والبنين .! وكيف ينجب فى نهاية العالم ؟ ولماذا يا هذا ؟
( وروى أن عيسى صلوات الله عليه وسلامه خرج يستسقي ، فلما ضجروا قال لهم عيسى عليه السلام : " من أصاب منكم ذنبا فليرجع . " فرجعوا كلهم ولم يبق معه في المفازة إلا واحد ، فقال له عيسى عليهم السلام : " أما لك من ذنب ؟ " فقال : " والله ما علمت من شيء غير أني كنت ذات يوم أصلي فمرت بي امرأة فنظرت إليها بعيني هذه فلما جاوزتني أدخلت أصبعي في عيني فانتزعتها وتبعت المرأة بها . " فقال له عيسى عليه السلام : " فادع الله حتى أؤمن على دعائك " ، قال فدعا فتجللت السماء سحابا ثم صبت ، فسقوا . )
التعليق :
1 ـ يزعم أن عيسى إستسقى فلم يلق إجابة ، ودعا رجل مجهول فكانت الاستجابة . أى أن هذا الرجل المجهول أفضل من عيسى . ولماذا ؟ لأنه نظر لإمراة جميلة وعاقب عينه بقلعها ، وحمل عينه المقلوعة وسار بها خلف المرأة ، ولم نعرف موقف المرأة منها أو من عينه المقلوعة . فيلم هندى للكبار فقط .!
( وقد روي أن عيسى عليه السلام كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة . فقال لها : " كم تزوجت ؟ قالت : " لا أحصيهم " قال : " فكلهم مات عنك أم كلهم طلقك ؟ " قالت : " بل كلهم قتلت " فقال عيسى عليه السلام : " بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين كيف تهلكينهم واحدا بعد واحد ولا يكونون منك على حذر؟ ).
التعليق :
يجعل عيسى صوفيا مُكاشفا ( يعنى مكشوف عنه الحجاب ويعلم الغيب بالطريقة الصوفية ، وليس بما جاء فى القرآن الكريم . ) ورأى الدنيا عجوزا هتماء بدون تركيب طقم أسنان ، وتزوجت البلايين وقتلتهم . !
( بلغنا أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال : " يا علماء السوء تصومون وتصلون وتصدقون ولا تفعلون ما تؤمرون وتدرسون مالا تعملون فيا سوء ما تحكمون تتوبون بالقول والأماني وتعملون بالهوى وما يغني عنكم أن تنقو جلودكم وقلوبكم دنسة، بحق أقول لكم لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب وتبقى فيه النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكم من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم . يا عبيد الدنيا كيف يدرك الآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع منها رغبته؟ بحق أقول لكم إن قلوبكم تبكي من أعمالكم . جعلتم الدنيا تحت ألسنتكم والعمل تحت أقدامكم . بحق أقول لكم أفسدتم آخرتكم فصلاح الدنيا أحب إليكم من صلاح الآخرة . فأي الناس أخسر منكم لو تعلمون. ويلكم حتام تصفون الطريق للمدلجين وتقيمون في محل المتحيرين ؟ كأنكم تدعون أهل الدنيا ليتركوها لكم ؟ مهلا مهلا ، ويلكم ماذا يغني عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره وجوفه وحش مظلم ؟ كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم وأجوافكم منه وحشة متعطلة . يا عبيد الدنيا لا كعبيد أتقياء ولا كأحرار كرام ، توشك الدنيا أن تقلعكم عن أصولكم فتلقيكم على وجوهكم ثم تكبكم على مناخركم ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم ثم تدفعكم من خلفكم حتى تسلمكم إلى الملك الديان عراة فرادى ، فيوقفكم على سوآتكم ثم يجزيكم بسوء أعمالكم ).
التعليق
الغزالى يفترى هنا على مثال العهد الجديد ، مع إستعمال مصطلحات صوفية : ( علماء السوء ، عبيد الدنيا ) .
( وقال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما : " أحب عباد الله إلى الله الغرباء " . قيل : " ومن الغرباء ؟ . قال : " الفارون بدينهم يجتمعون يوم القيامة إلى المسيح عليه السلام " )
التعليق :
يزعم أن عبد الله بن عمر يعلم الغيب ويعرف أحب الناس الى الله جل وعلا ، وهم الغرباء ، أو من تنطبق عليهم أُغنية : ( غريب الدار ) ، وأنهم سيجتمعون مع المسيح يوم القيامة . ولماذا لا يجتمعون مع ( محمد )الذى إخترعوه وألّهوه ؟
( وقيل ما كان من كلمة تقال لعيسى عليه السلام أحب إليه من أن يقال له يا مسكين )
التعليق :
نفس الدعوة للمسكنة والمذلّة .
( وقال علي بن أبي طالب شبع يحيى بن زكريا عليهما السلام من خبز شعير فنام عن ورده حتى أصبح ، فأوحى الله تعالى إليه : " يا يحيى أوجدت دارا خيرا لك من داري؟ أم وجدت جوارا خيرا لك من جواري ؟ فوعزتي وجلالي يا يحيى لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة لذاب شحمك، ولزهقت نفسك اشتياقا ، ولو اطلعت إلى جهنم اطلاعة لذاب شحمك ولبكيت الصديد بعد الدموع ، ولبست الجلد بعد المسوح )
التعليق :
يزعم أن عليا بن أبى طالب سمع وحيا إلاهيا فيه تأنيب وتهديد هائل للنبى يحيى عليه السلام ، لأنه أكل ونام عن ( ورده ) . الورد مصطلح صوفى عن الأدعيات الصوفية ، ومفترض أن يحيى كان يتعبد بهذه الطريقة الصوفية .
إفتراء على نسق الإسرائيليات منسوب لبعض المشاهير
( وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها . )
التعليق :
يزعم أن معاذ بن جبل يعلم غيب الآخرة . ومطلوب التسليم بأن الغزالى لقى الصحابى معاذ بن أبى جبل .
( وعن مبارك بن فضالة قال وفد سوار بن عبد الله في وفد من أهل البصرة إلى أبي جعفر قال فكنت عنده إذا أتى برجل فأمر بقتله فقلت يقتل رجل من المسلمين وأنا حاضر فقلت يا أمير المؤمنين ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسن قال وما هو قلت سمعته يقول إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر فيقوم مناد فينادي من له عند الله يد فليقم فلا يقوم إلا من عفا فقال والله لقد سمعته من الحسن فقلت والله لسمعته منه فقال خلينا عنه .).
التعليق :
مبارك بن فضالة مات عام 164 ، فمتى إلتقى بالحسن بن على بن أبى طالب الذى مات عام 50 ؟ ، وهو يزعم أن الحسن يعلم غيب الآخرة . ثم هذا الكلام الحقير المُسىء لرب العزة جل وعلا : ( من له عند الله يد )، أى يكون صاحب فضل على الخالق جل وعلا . هذا كُفر فظيع .!
( وقال ابن الرماح ندمت على استظهاري القرآن لأنه بلغني أن أصحاب القرآن يسألون عما يسأل عنه الأنبياء يوم القيامة )
التعليق :
من أبلغ هذا الإبن الرماح ؟
( وقال مالك بن دينار سهوت ليلة عن وردي ونمت، فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون ، وفي يدها رقعة . فقالت لي : "أتحسن تقرأ ؟ فقلت : " نعم " ، فدفعت إلى الرقعة ، فإذا فيها : " أألهتك اللذائذ والأماني عن البيض الأوانس في الجنان تعيش مخلدا لا موت فيها وتلهو في الجنان مع الحسان ، تنبه من منامك إن خيرا من النوم التهجد بالقرآن " )
( ويروى عن أزهر بن مغيث وكان من القوامين أنه قال : " رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا ، فقلت لها : " من أنت ؟ " قالت: " حوراء " فقلت : " زوجيني نفسك " فقالت : " اخطبني إلى سيدي وأمهرني " فقلت : " وما مهرك "؟ قالت : " طول التهجد ".)
التعليق
الغزالى مهووس جنسيا بالحور العين ، ومثل المحمديين يؤمن بأنهن فى الانتظار . وقلنا إن أهل الجنة من الرجال والنساء سيكونون جنسا واحدا ، ويخلق الله جل وعلا من أعمالهم الصالحة الحور العين . وهذه كله فى الآخرة التى لم تأت بعد .
( وقال يوسف بن مهران بلغني أن تحت العرش ملكا في صورة ديك براثنه من لؤلؤ وصئصئة من زبرجد أخضر فإذا مضى ثلث الليل الأول ضرب بجناحيه وزقا وقال ليقم القائمون فإذا مضى نصف الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال ليقم المتهجدون فإذا مضى ثلثا الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال ليقم المصلون فإذا طلع الفجر ضرب بجناحيه وزقا وقال ليقم الغافلون وعليهم أوزارهم )
التعليق :
ما رأيكم فى هذا الملك الذى هو فى شكل ديك تحت عرش الإله الذى إختلقه الغزالى ؟ وما رأيكم فى ألوانه وجواهره ؟ الغزالى لا يعرف إختلاف الليل والنهار والتوقيت ، يظن أنه نفس الوقت فى الأرض وفى السماء وتحت العرش .! الغزالى عريق فى الكفر وفى الجهل .!
( قال عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بلغني أن السقط يصرخ يوم القيامة وراء أبيه فيقول : " أنت ضيعتني وتركتني لا اسم لي" فقال عمر بن عبد العزيز " كيف وقد لا يدري أنه غلام أو جارية ؟" فقال عبد الرحمن : " من الأسماء ما يجمعهما كحمزة وعمارة وطلحة وعتبة. ).
التعليق :
( السقط ) أى الجنين الذى مات قبل أن يكتمل . وجعله الغزالى يصرخ فى أبيه يوم القيامة أن ضيعه وتركه بلا إسم . والغزالى يروى عن حفيد معاوية بن أبى سفيان . يا له من أفّاك .!
( ويروى أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشى إلا ذاكر الله عز وجل .)
التعليق :
لم يذكر راويا يسند اليه هذا القول الكاذب الذى يجترىء على غيب الله جل وعلا .!
إنتهى الفصل الأول .
الغزالى حُجّة الشيطان :
الفصل الثانى : عقائد التصوف فى ( الإحياء )
الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الحلقة الأولى :
مقدمة للفصل الثانى
1- دخل الغزالي بالتصوف عصراً جديداً ، بتقرير التصوف السُنّى ، وقرّب بينه وبين دين السنة لصالح التصوف ، وجعل هذا التصوف فوق الاسلام .
2- وقد بدأ الغزالي فقيهاً تتلمذ على يد الجوينى إمام الحرمين ، وبعد موته قصد الغزالي نظام الملك وناظر العلماء بحضرته وتفوق عليهم ، فولاه نظام الملك تدريس المدرسة النظامية ببغداد فازدادت شهرته ، فاعتكف بالجامع الأموي بدمشق ، وصنف كتابه ( الإحياء ) وقضى آخر عمره في موطنه بطوس يوزع أوقاته بين مدرسة الفقهاء وخانقاة الصوفية .
3- وكتم الغزالي تصوفه وقت تلمذته للجوينى ( إمام الحرمين )،لأن إمام الحرمين كان يحتقر الصوفية ، وقد قال فيهم ( ما شغل هؤلاء إلا الأكل والشرب والرقص ) [1]. وبعد موت الجويني وخلو الجو للغزالي واشتهاره في حاضرة العالم الإسلامي – بغداد – وتصدره للعلماء فيها – أعلن الغزالي تصوفه وألف كتابه " الإحياء" .
4- بيد أن ذلك كله لم يكن عاصماً له من ثورة الفقهاء عليه ، ومع أنهم كانوا دونه علماً وشهرةً ونفوذاً إلا أنهم أفتوا بتكفيره وأحرقوا كتابه " الإحياء" في مواضع شتى في البلاد الإسلامية [2] ، حتى اضطر الغزالي إلى تصنيف مؤلفات يرد بها على منكري كتابه " الإحياء" ومنها " إشكالات الإحياء " ، وفيه يقول مستهينا بخصومه ( أدلة الطريق هم العلماء ورثة الأنبياء وقد شغر منهم الزمان ولم يبق إلا المترسمون ، وقد استحوذ على أكثرهم الشيطان )[3] .
5- وواجه الصوفية الإنكار على الغزالي وكتابه بأسلوبهم التقليدي وهو المنامات التي يدعون بها أن الرسول عليه السلام يؤيدهم ويهاجم خصومهم ، وحرصت المنامات الصوفية على أن تجعل النبي صلي الله عليه وسلم يبارك الغزالي و(الإحياء) ويهين المعترضين [4] ، وقالوا في أحد المنامات أن الإمام " ابن حرزهم " الفقيه المغربي كان قد بالغ في الإنكار على كتاب الإحياء وهمٌ بإحراقه فرأى الغزالي عند الرسول عليه السلام يقول له عن ابن حرزهم : يا رسول الله هذا خصمي فخذ لي حقي منه ، وأن النبي عليه السلام تصفح كتاب الإحياء وأثنى عليه ، وأمر بجلد " ابن حرزهم " ، واستيقظ الفقيه وأثر الجلد على جسده ، وانتهت الأسطورة بتصوفه [5] .
وابن حرزهم هذا لم يكن رأس المنكرين على الإحياء كما تصوره تلك الأسطورة فقد كان ابن رشد [6] خصم الغزالي وزعيم المنكرين عليه في المغرب ، أما ابن حرزهم هذا فمجهول جعله الصوفية بطلاً في منام يحقق غرضهم .. ويقول " العيدروس" معلقاً على إحراق كتب الإحياء في المغرب ( روى السمعاني أن بعضهم رأى فيما يرى النائم كأن الشمس طلعت من مغربها ، مع تعبير ثقات المعبرين ببدعة تحدث ، فحدثت في جميع المغرب بدعة الأمر بإحراق كتبه ) [7].
وبعض الصوفية عوضٌ الغزالي عن العنت الذي لاقاه من المنكرين فجعله مجدد الإسلام على رأس المائة الخامسة [8].
6 – ووصف الغزالي ما فعله خصومه بكتابه ( الإحياء ) فقال ( طعنوا عليه ونهوا عن قراءته ومطالعته ، وأفتوا بإطراجه ومنابذته ، ونسبوا مُمليه إلى ضلال وإضلال ، ورموا منتحليه وقراءه بزيغ عن الشريعة ) [9] .
وفي المقابل بالغ الصوفية في تقديس الإحياء ، إلى درجة المقارنة بالقرآن الكريم ، فاهتموا بحفظه بلفظه وتوارثوا التوصية به عند الموت ، وقيل فيه ( لو قلب أوراق الإحياء كافر لأسلم ، ففيه سر خفي يجذب القلوب شبه المغناطيس ) .. وقال الإمام النووي ( كاد الإحياء أن يكون قرآنا ) [10].
7- ويظل ( إحياء علوم الدين ) أخطر كتب الصوفية على الإطلاق . وتكمن خطورته في أنه لم يكن كتاباً مقتصراً على التصوف وحده كما فعل الطوسي في اللمع والقشيري في الرسالة قبل الغزالي ، وكما فعل ابن عربي في الفتوحات المكية والفصوص فيما بعد . ولكن الغزالي عرض لشتى الموضوعات وأوردها في خدمة هدفه الأصلي وهو التصوف والعلم اللدني الذي يتمتع به الصوفية دون العالمين ، ثم يعرض لعقائد التصوف في نواح متفرقة في ثنايا بحثه لموضوعات شتى قد تبدو بعيدة الصلة بالتصوف . وأدرك الغزالي مطاعن الفقهاء في عصره [11]، وتفوق عليهم بالمنطق والفلسفة فعرض في كتابه للموضوعات الفقهية بطريقة جديدة مخالفة للفقهاء السنيين ، أعلى فيها من شأن العوامل الباطنية في أداء العبادات كالنية والرياء والإخلاص ، وفي عرضه للفقه بهذا المنهج الجديد لم ينس التعريض بخصومه الفقهاء الذين غالوا في استقراء الحركات الظاهرية ، يقول الغزالي ( يتكلم الفقيه في الإسلام فيما يصح وما يفسد وشروطه ، ولا يلتفت إلا إلى اللسان ، أما القلب فخارج عن ولاية الفقيه .. وأما الصلاة فالفقيه يفتي بالصحة إذا أتى بصورة الأعمال مع ظاهر الشروط وإن كان غافلا في جميع صلاته من أولها إلى آخرها )[12].
وأتخذ الغزالي من هذا المطعن سبيلاً إلى أن العقيدة وبحوثها تخرج عن إمكانات الفقيه وليس من رجالها ، وبالتالي فليس في وسعه أن يفهم علوم المكاشفة – أو عقائد التصوف – التي انفرد بها الصوفية ( .. وإذا تكلم الفقيه في غير الدنيا – أي تكلم في صفات القلب وأحكام الآخرة – فقد تطفل )[13]. ثم ارتدى الغزالي ثوب الفقه فهاجم المتكلمين وأعتبر هذا العلم من البدع [14] ، وعلم الكلام ألصق بالفلسفة ، ومعلوم أنه ألف في الفلسفة ( تهافت الفلاسفة ) ينقم فيه على " ابن رشد " اتجاهه العقلي الأرسطي مع أن العقيدة الصوفية عند الغزالي مستقاة من الفلسفات الغنوصية اليونانية التي سبقت في شرح مقالة الاتحاد بالله .. ثم أن الغزالي كان يستعير أسلوب الفلاسفة في شرحه لعقائد الصوفية ..
فى تأسيس ( التصوف السنى ) احتاج الغزالي إلى إفتراء الأحاديث والتلاعب بالآيات القرآنية . وقد قام الحافظ العراقي بتخريج الأحاديث الواردة في الإحياء . طبقا لطريقة المحدثين فى ( الجرح والتعديل ) ووفضح الغزالى ، هذا مع تعاطف العراقي مع الغزالي واستدلال الصوفية بأقواله في هذا الشأن . والواقع أن كثرة الأحاديث الباطلة في الإحياء كانت أهم المطاعن التي ووجه بها الغزالي ولم يجده نفعاً ما دافع عنه أتباعه [15].
ونعرض لبعض مقالات الغزالى فى الإحياء ، ونعلق عليها :
يقول :
( التوحيد : القول فيه يطول وهو من علوم المكاشفة ) أي أن الغزالي يسد الطريق مقدماً على الفقهاء وهم محرومون من العلم الذي يكاشف الله به أولياءه ، ثم يقول ( للتوحيد أربع مراتب وهو ينقسم إلى لب وإلى لب اللب وإلى قشر وإلى قشر القشر :
فالمرتبة الأولى من التوحيد : هي أن يقول الإنسان بلسانه لا إله إلا الله وقلبه غافل عنه أو منكر له كتوحيد المنافقين ، والثانية : أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه ، كما صدق به عموم المسلمين وهو اعتقاد العوام ، والثالثة : أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق ، وهو نظام المقربين ، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار . والرابعة أن لا يرى في الوجود إلا واحداً ، وهي مشاهدة الصديقين ، وتسميه الصوفية الفناء في التوحيد ، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً فلا يرى نفسه أيضاً ، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياُ عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق ..).
2- ثم يشرح الغزالي في ضوء ما سبق أنواع الموحدين ، يقول ( فالأول : موحد بمجرد اللسان ، و يعصم ذلك صاحبه في الدنيا عن السيف .. والثاني : موحَّد بمعنى أنه معتقد بقلبه مفهوم لفظه وقلبه خال عن التكذيب بما انعقد عليه قلبه ، وهو عقدة على القلب ليس فيه انشراح وانفساح ، ولكنه يحفظ صاحبه من العذاب في الآخرة إن توفى عليه ، ولم تضعف بالمعاصي عقدته ... والثالث : موحَّد بمعنى أنه لم يشاهد إلا فاعلاً واحداً ، إذا انكشف له الحق كما هو عليه ، ولا يرى فاعلاً بالحقيقة إلا واحداً ، وقد انكشفت له الحقيقة كما هي عليه ، لا إنه كلف قلبه أن يعقد على مفهوم لفظ الحقيقة فإن تلك رتبة العوام والمتكلمين .. والرابع : موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد فلا يرى الكل من حيث أنه كثير بل من حيث أنه واحد ، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد ) [16].
ب) ولنا على الغزالي ملاحظات :
1- أنه جعل للنفاق درجة في التوحيد ، ثم جعل الإسلام توحيد العوام ، ويلمح إلى نوع من المقارنة بين الفريقين ، فالأول يعصمه الإقرار بالتوحيد من الموت بالسيف أما الثاني فيعصمه اعتقاده القلبي من العذاب في الآخرة . أما الصوفية فلا يأبهون بالجنة أو بالنار ( ولذلك قال العارفون ليس خوفنا من نار جهنم ولا رجاؤنا للحور العين ، وإنما مطالبنا اللقاء ومهربنا الحجاب فقط ، وقالوا ومن يعبد الله بعوض فهو لئيم كأن يعبده لطلب جنته أو لخوف ناره ، بل العارف يعبده لذاته فلا يطلب إلا ذاته فقط ) [17].
ولسنا في مجال التعليق على ذلك النص الذي يجعل الصوفية أنداداً لله ويفضلهم على الرسل الذين كانوا يعبدون الله رغبة ورهبة ، ويكفى أن نقرر أن ترفع الصوفية عن الجنة وسخريتهم بالنار تردد في مواضع شتى في الإحياء [18] كإحدى مظاهر عقيدة الاتحاد التي تسبغ الألوهية على الصوفية ..
ارتقى الغزالي بعقيدته الصوفية إلى المرتبتين الثالثة والرابعة .. بينما جعل المنافقين والعصاة في المرتبة السفلى ثم جعل صالحي المسلمين وهم (العوام ) في المرتبة التالية، وحرم عليهم الصعود لمرتبة العقيدة الصوفية لأن أساس العقيدة الصوفية في المرتبة الثالثة قائم على الكشف أي علم الغيب ، وهو للصوفية خاصة من دون الناس : يقول الغزالي عن المرتبة الثالثة ( أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين ) وشرح ذلك الكشف بقوله ( وقد انكشفت له الحقيقة كما هي ، لا أنه كلف قلبه أن يعقد على مفهوم لفظ الحقيقة ، فإن تلك رتبة العوام المتكلمين )..
لم يجد الغزالي سنداً للعقيدة الصوفية إلا الكشف أو الوحي الذي يتلقاه الصوفي من لدن ربه ، ومعنى ذلك أن هناك عقيدة جديدة نزلت من السماء تعلو فوق دين الله (الإسلام) .. ومعنى ذلك أن القرآن لم يشتمل على أسرار تلك العقيدة التي اختص بها الصوفية من دون الناس،ذلك أن القرآن والإسلام هما للعامة وزعمائهم من الفقهاء والمتكلمين ، وهما في الدرجة الدنيا في تقسيم الصوفية ..
قرر الغزالي في المرتبة الثالثة – أو المرتبة الأولى في عقيدة الصوفية – وحدة الفاعل ، ومعنى ذلك أن كل فعل يصدر عن البشر إنما يصدر في الحقيقة عن الله تعالى ، أي يسند أفعال البشر السيئة أو الدنيئة لله( تعالى عن ذلك علواً كبيراً ) مع أن الله تعالى يقول ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ .. النساء 79 ) والقول بالجبرية من أسس العقيدة الصوفية التي تجعل الله الروح المسيطر والكامن في المظاهر الحسية، وذلك يتناقض مع الإسلام والثواب العقاب والجنة والنار، وكلها في نهاية الأمر لا تهم الصوفية الذين يهتمون أساسا بالاتحاد أو التأليه.
ثم قرر الغزالي في المرتبة الأسمى وحدة الوجود ، أي الذوات على كثرتها ليست إلا وجوداً واحداً و ذاتاً واحدة حتى أن الصوفي يفنى فلا يرى نفسه ، وبالطبع لن يرى غيره ،لأنه يرى الله في كل شيء .
رغم ما واجهه الغزالي من إنكار فإنه لم يتخل عن عقيدته بل جعلها من مقامات التصوف عنده في كتابه ( إشكالات الأحياء ) الذي رد به على المنكرين ، يقول في مقام المشاهدة : إنها ( ثلاثة : مشاهدة بالحق ، وهى رؤية الأشياء بدلائل التوحيد ، ومشاهدة للحق ، وهى رؤية الحق في الأشياء ، ومشاهدة الحق ، وهى حقيقة اليقين بلا ارتياب)[19] . فالمشاهدة الأولى : إسلامية ، والثانية : تعبر عن الاتحاد ، والأخيرة : عن وحدة الوجود المطلقة .
التعليقات
بن ليفانت
اتابع الكتاب واتابع النصوص في كتاب الغزالي نفسه وأطالع أحيانًا بعضًا من المحتوى هنا وهناك، وأشعر أحيانًا أن قراءته مضيعة للوقت. الملفت للنظر أن التعليقات على الأحاديث الواردة في الكتاب كان منها على سبيل المثال: لم أجد له أصلًا، سنده ضعيف، غريب، ضعيف، مضطرب، ليس بالقائم، الخ. علاوة على ذلك فالغزالي يقص أحيانًا روايات دون سند، وكأنه يقول: هذه أخبار جاءته كصوفي عبر المكاشفة. السؤال الذي يمكن أن يطرحة أي إنسان: إذا افترضنا أن هنالك فعلًا بشر لديهم خط مباشر مع القيادة العامة، فكيف يمكننا أن نعرف الصادق من الكذاب؟ وإذا كان لدى الصوفيين مثل هذا العلم والقدرة، لماذا لم يقوموا بوضع هذا العلم في خدمة الناس؟
في الحقيقة أنا لا ألوم أمثال الغزالي، لكني ألوم من يصدق هذا الكلام، وهذا في رأيي كان ولا يزال ناتجًا عن لانحطاط الفكري والثقافي عند العوام، والذي ينتج عنه أيضًا الاشراك بالله، كما يذكرة القرآن مرارًا وتكرارًا. المسلمون يؤمنون بأن الله يعلم كل شاردة وواردة ويعلم ما في الصدور –يعني بالعربي الفصيح رح يسمعك رأسًا عندما تدعوه، يعني في خط مباشر معه، فلماذا تدفع برطيل لأحد الموظفين حتى يمشي المعاملة؟
أحمد صبحى منصور
شكرا استاذ بن ليفانت وأقول:
الفيصل أن التصوف دين بشرى شيطانى يملكه أصحابه وأئمته . لا بد من الفصل بين الاسلام ( وهوالقرآن ) وبين تاريخ المحمديين وشريعاتهم وأديانهم الأرضية . لا بد من تبرئة الاسلام من أولئك الذين ينسبون أنفسهم للاسلام ، وهم ألدّ أعدائه ، وهم الذين يشوّهون صورته.
الفصل الثانى :
الحلقة الثانية :
الغزالى فى الإحياء يقرر أفظع الكفر ( وحدة الوجود ) ( 2 )
مقدمة :
1 ـ أفظع الكفر أن تنكر وجود الله الذى ليس مثله شىء ، وتجعله هو الكون ، فالكون المخلوق هو الله ، والله هو الكون المخلوق ، بما يشمل كل المواد حتى القاذورات . ربما لم يخطر هذا الكفر على ذهن إبليس نفسه .
عندهم ( وحدة الوجود ) ببساطة تعنى أنه ( لا موجود إلا الله ) ، وأن الفارق بين الله والموجودات هى كالفارق بين البحر وأمواجه ، وأن الكون بما فيه ومن فيه هو ( فيض إلاهى ) جاء منه وهو هو ولا فارق أبدا . وهذا لا يراه إلا العارفون المكشوف عنهم الحجاب .
2 ـ هذا الكفر الحقير بدأ على إستحياء فى مقالات متفرقة قالها ( الجنيد ) ( 215 : 298 ) وهو عندهم ( سيّد الطائفة ) ، وأعلنها الحلّاج فكانت نهايته عام 309 . وجاء الغزالى ( 450 – 505) فنثرها فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) الذى وضع فيه أركان دين التصوف السنى ، ثم أفرد لهذا الكفر الحقير كتابه ( مشكاة الأنوار ). وبعد أن قرّره الغزالى تجرأ بعده قبيل العصر المملوكى ( محيى الدين إبن عربى ) ( 558 : 638 ) فكتب فيه بالتفصيل كتابه ( فصوص الحكم ) ونشره شعرا ( عمر الفارض ) ( 576 : 632) فى تائيته التى كانت أنشودة دينية فى عبادات وطقوس الصوفية .
أولا :
استخدم الغزالي مهارته في الفلسفة والمنطق في شرح عقيدة وحدة الوجود ، ولم يتورع عن المغالطة .
- فهو أحيانا يجعل المخلوقات أفعالا لله ويخلط بين الأفعال والصفات الإلهية ثم يخلط بينها وبين الله ،وذلك كله كي يحقق وحدة الوجود بين الخالق والمخلوقات : يقول : ( فسبحان من احتجب عن الظهور بشدة ظهوره واستتر عن الأبصار بإشراق نوره .. المتحقق بالمعرفة لا يعرف غير الله تعالى ، أو ليس في الوجود تحقيقاً إلا الله تعالى وأفعاله ، فمن عرف الأفعال من حيث أنها أفعال لم يجاوز معرفة الفاعل إلى غيره .. فكل موجود سوى الله تعالى فهو تصنيف الله تعالى وفعله وبديع أفعاله ، فمن عرفها من حيث صنع الله تعالى فرأى من الصنع صفات الصانع كانت معرفته ومحبته مقصورة على الله تعالى غير مجاوزة سواه )[20]
أي أنه قصر الوجود على الله تعالى وأفعاله واعتبر العالم الوجود الفعلى والحقيقى والوحيد ، ولا وجود له خارج هذا العالم ، إذ تتجلى فيه ذات الله باعتبار أن الفعل صفة لله. وتناسى أن صفات الله قائمة بذاته لا تنفصل عنه . لذا قال الله سبحانه وتعالى ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .الإخلاص1) أي في ذاته وصفاته ولم يقل ( كل هو الله واحد ) لأن ( أحد ) تمنع النظير في الذات والصفات معاً .
والغزالى أحياناً يخلط بين المخلوقات المخلوقة بقدرة الله تعالى والقدرة كصفة إلهية ، ثم يخلط بين الصفة وذات الله تعالى يقول ،( وجميع موجودات الدنيا أثر من أثارة قدرة الله تعالى ونور من أنوار ذاته ، بل لا ظلمة أشد من العدم ولا نور أظهر من الوجود ، ووجود الأشياء كلها نور من أنوار ذات الله تعالى [21]
أي أن الموجودات هي قدرة الله ، وقدرة الله هي ذات الله فوجود الأشياء كلها من أنوار ذات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا . ثم يخلط بين أفعال البشر وأفعال الله التي يجعلها صفات إلهية . ويرى ، أنها – أي الصفات – هي الأصل الذي تصدر عنه أفعال البشر المصلحين يقول ( والحداد يصلح آلات الحراثة والنجار يصلح آلات الحداد ، وكذا جميع أرباب الصناعات المصلحين لآلات الأطعمة ، والسلطان يصلح الصناع . والأنبياء يصلحون العلماء الذين هم ورثتهم ، والعلماء يصلحون السلاطين ، والملائكة يصلحون الأنبياء إلى أن ينتهي إلى حضرة الربوبية التي هي ينبوع كل نظام ومطلع كل حسن وجمال ومنشأ كل ترتيب وتأليف )[22] .
فهنا تدرج يبدأ بالحداد والنجار وينتهي بالله – وليس ثمة فارق في النوع عنده وإنما الفارق في الترتيب ، إذ كل الموجودات صدرت عن الله وأفعالها ترجع في النهاية إليه حسب عقيدة وحدة الوجود التي تجعل الجمال الإلهي يشمل كل الكائنات ويبدو فيها وتعبر عنه ، يقول ( وجمال الحضرة الإلهية في نهاية الإشراق والاستنارة ، وفي غاية الاستغراق والشمول حتى لم يشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت السموات والأرض ، فصار ظهوره سبب خفائه ، فسبحان من احتجب بإشراق نوره واختفى عن البصائر والإبصار بظهوره )[23] .
أي لأن الناس من غير الصوفية لا يقولون بهذا الرأي ولا يرون في مخلوقاته الظاهرة فقد خفي عنهم بشدة ظهوره في الموجودات ، وهم لا يرونه لأنهم محجوبون ، واستشهد الغزالي على ذلك بقول الشاعر الصوفي ) [24] .
لقد ظهرت فما تخفي على أحد
إلا على أكمه لا يعرف القمرا
لكن بطنت بما أظهرت محتجباً
فكيف يعرف من بالعرف قد سترا
أما الصوفية فلا يرون في الوجود المادي والمعنوي، إلا الله ولا يرون الله إلا في هذا الوجود أو بتعبيره ( فلم يروا في الكونين شيئا سواه، إن سنحت لأبصارهم صورة عبرت إلى المصور بصائرهم ).[25]
- ولأن عقيدة وحدة الوجود لا ترى فارقا نوعيا بين الله والمخلوقات فقد مثّل الغزالي لنظريته وبرهن عليها بما في مظاهر الكون من كثرة وتعدد في الشيء الواحد ليطبق ذلك على الله باعتباره مع الكون المخلوق وجوداً واحداً ..
ويقول عن الإنسان ( الشيء قد يكون كثيراً بنوع مشاهدة واعتبار ، ويكون واحداً بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار ، وهذا كما أن الإنسان كثيراً إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه ، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد إذ نقول أنه إنسان واحد ، فهو بالإضافة إلى الإنسانية واحد، وكم من شخص يشاهد إنساناً لا يخطر بباله كثرة أمعائه وعروقه وأطرافه وتفصيل روّحه وجسده وأعضائه ، والفرق بينهما أنه في حالة الاستغراق والاستهتار به مستغرق بواحد ليس فيه تفريق ، وكأنه في عين الجميع والملتفت إلى الكثرة في تفرقة ، فكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة ، فهو باعتبار واحد ، وباعتبارات أخرى سواه كثير ).[26]
فهنا مقارنة بين الله والإنسان ، فكما أن الإنسان واحد لمن ينظر نظرة سطحية إلا أنه أيضا متعدد بأعضائه وجوارحه وخلاياه .. وكذلك يكون الله واحدا باعتبار وكثيراً باعتبار آخر .. هكذا يبرهن الغزالي على وحدة الوجود متناسياً أن الله سبحانه وتعالى قال له (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .. الشورى 11).
ويقارن الغزالي بين أفعال الله وصفاته والشمس والماء ويقول: ( كما أن قوام نور الأجسام بنور الشمس المضيئة بنفسها ، ومهما انكشفت بعض الشمس فقد جرت العادة بأن يوضع طشت ماء حتى ترى الشمس فيه ، ويمكن النظر إليها ليكون الماء واسطة يغض قليلا من نور الشمس حتى يطاق النظر إليها ، فكذلك الأفعال واسطة تشاهد فيها صفات الفاعل ، ولا ننبهر بأنوار الذات بعد أن تباعدنا عنه بواسطة الأفعال )[27]
3 – ثم يتهرب الغزالي من الاستدلال على عقيدته بما جاء في كتاب الله ويعلن أن أسرار هذه العقيدة الدينية محظور أن تسجل في كتاب ، وأن من فعل ذلك فقد كفر ، ثم أنها لا تتعلق بالفقه وأحكامه الدنيوية : ( فإن قلت كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحداً وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحداً ؟ فأعلم أن هذه غاية علوم المكاشفة ، وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب ، فقد قال العارفون : إفشاء سر الربوبية كفر ، ثم هو غير متعلق بعلم المعاملة [28] ) أي الفقه .
أخيرا
بفضل الغزالى تمتعت عقيدة وحدة الوجود بمشروعية دينية فى العصر المملوكى وقد ساد فيه دين التصوف السنى الذى أرسى الغزالى دعائمه بكتاب الاحياء .
كان هناك انكار فى العصر المملوكى على ابن عربى وابن الفارض ، ولكن لم يصل الانكار مطلقا الى الغزالى فظل محتفظا بالتقديس وانه كما يزعمون حُجة الاسلام .
وابن تيمية الفقيه الحنبلى وأشهر الفقهاء فى العصر المملوكى هاجم أبرز القائلين بوحدة الوجود وهو عفيف الدين التلمسانى ( ت 690 ) تلميذ ابن عربى . وفى عفيف الدين التلمسانى قال المؤرخ ابن كثير وهو من اتباع ابن تيمية : (نسبت إليه عظائم في الأقوال والأفعال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض ، هذا مع أنه عمل أربعين خلوة كل خلوة أربعين يوماً متتالية) [29] . وأنه ( لا يحرم فرجاً وإن عنده ما ثم ( أي ليس هناك ) غير ولا سوى ( أي لا يوجد غير الله ولا سواه فالله هو كل شئ ) بوجه من الوجوه ، وإن العبد إنما يشهد السوي ( أي غير الله من العالم ) إذا كان محجوباً ، فإذا انكشف حجابه ورأى أن ما ثم غيره ( أي غير الله ) تبين له الأمر ، ولهذا كان يقول " نكاح الأم والبنت والأجنبية واحد " وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا : حرام علينا فقلنا حرام عليكم ") [30]
وقال عنه ابن تيمية ( هو من حُذّاق القائلين بالاتحاد علماً ومعرفة ، وكان يظهر المذهب بالفعل فيشرب الخمر ويأتي المحرمات ،وحدثني الثقة أنه قرئ عليه فصوص الحكم لابن عربي وكان يظنه من كلام أولياء الله العارفين فلما رآه يخالف القرآن قال : فقلت له : هذا الكلام يخالف القرآن فقال : القرآن كله شرك وإنما التوحيد في كلامنا ، وكان يقول : ثبت عندنا في الكشف ما يخالف صريح المعقول ، وحدثني عن من كان معه ومع آخر نظير له فمر على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم فقال له رفيقه : هذا أيضاً هو ذات الله ؟ فقال : وهل ثم ( هناك ) شئ خارج عنها ؟ نعم الجميع في ذاته ) [31] ..فالتلمساني حلقة وصل ضرورية بين ابن عربي والصوفية .
ولم يعدم العصر المملوكي من وجود تلامذة للتلمساني ( قال أحدهم لرفيقه – وكان يمشي في الإسكندرية – إن الله تعالى هو عين كل شئ ، فمر بهما حمار فقال : وهذا الحمار ؟ فقال : وهذا الحمار !! فروّث الحمار من دبره فقال له : وهذا الروث ؟ فقال : وهذا الروث !! ) . وهذه قصة حقيقية وقعت في القرن التاسع [32] ..
الفصل الثانى :
الغزالى فى الإحياء يقرر الحلول فى الله والاتحاد به تبعا لوحدة الوجود ( 3 )
الحلقة الثالثة :
ومن خلال ( وحدة الوجود ) نظر الغزالي إلى عقيدة الإتحاد والصوفي المتحد بالله ، فقصر تعريف الصوفي على من يؤمن بوحدة الوجود ، ومر بنا قوله عن الصوفية ( فلم يروا في الكونين شيئا سواه )[33] . وفي معرض حديثه عن شكر الله تعالى قال عن الصوفية (إن نظر بعين التوحيد المحض ( يعني وحدة الوجود ) ، وهذا النظر يعرفك قطعا أنه الشاكر وأنه المشكور وأنه المحب وأنه المحبوب ،وهذا نظر من عرف أنه ليس في الوجود غيره ) ( ..فإذا نظرت من هذا المقام عرفت أن الكل منه مصدره ، وإليه مرجعه ، فهو الشاكر وهو المشكور وهو المحب وهو المحبوب ومن هنا نظر " حبيب بن أبي حبيب " حيث قرأ " أنا وجدناه صابراً نعم العبد أنه أواب " فقال : واعجباه أعطى و أثنى , إشارة إلى أنه أثنى على إعطائه فعلى نفسه أثنى فهو المثني والمثنى عليه ، ومن هنا نظر الشيخ أبو سعيد المهيني حيث قرئ بين يديه ( يحبهم يحبونه ) فقال : لعمري يحبهم ودعه يحبهم فبحق حبهم لأنه إنما يحب نفسه إشارة إلى أنه المحب وهو المحبوب ، وهذه رتبة عالية لا تفهمها إلا بمثال على حد عقلك ، فلا يخفى عليك أن المصنّف إذا أحب تصنيفه فقد أحب نفسه ، والصانع إذا أحب صنعته فقد أحب نفسه ، والوالد إذا أحب ولده من حيث أنه ولده فقد أحب نفسه ، وكل ما في الوجود سوى الله تعالى فهو تصنيف الله تعالى وصنعته فإن أحبه فما أحب إلا نفسه )[34].
ومعنى ذلك أن الكافرين – وهم أيضاً صنعة الله – يتمتعون بحب الله باعتبارهم جزءا منه .. وهو خطأ ،لأن الله تعالى يقول لهم – مثلاً - (.. لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ .. غافر10) ، ولكن الغزالي – كما أسلفنا – لإيمانه بوحدة الوجود فلا يرى بأساً في تمثيل الله تعالى بالبشر ، ثم يقول الغزالي ليربط بين الاتحاد الصوفي ووحدة الوجود والإيمان بها (.. وهذا كله نظر بعين التوحيد ، وتعبر الصوفية عن هذه الحالة بفناء النفس ، أي فني عن نفسه ، وعن غير الله فلم ير إلا الله تعالى ، فمن لم يفهم هذا ينكر عليهم ) [35] .
- ووحدة الوجود هي الأصل في عقيدة الحلول ،والحلول هو اتحاد الله بالصوفي ، والاتحاد هو استغراق الصوفي في الله ، أي أن الحلول هو الصورة السالبة للاتحاد .. يقول الغزالي عن وحدة الوجود ( وهذه المشاهدة التي لا يظهر فيها إلا الواحد الحق تارة تدوم ، وتارة تطرأ ، كالبرق الخاطف ، وهو الأكثر ، والدوام نادر عزيز [36].
- وذلك المعنى قريب من شعور الصوفي بحلول الله فيه . والحلول على قدر درجة الصوفي وتحمله ، وقد اصطنع الغزالي أسلوب القصص في شرح الحلول . يقول مثلا كان إبراهيم بن أدهم في سياحته فسمع قائلا يقول :
كل شيء منك مغفور سوى الإعراض عنّا.
قد وهبنا لك ما فات فهب ما فات منّا .
فاضطرب و غشي عليه فلم يفق يوماً وليلة وطرأت عليه أحوال ، ثم قال :ثم سمعت النداء من الجبل : يا إبراهيم كن عبداً . فكنت عبداً واسترحت ) .[37] . فإبراهيم بن أدهم سمع بزعمه شعراً اتحادياً فغاب عن طبيعته البشرية واتحد بالاههم ( وطرأت عليه أحوال ) ثم ناداه ربه وأرجعه إلى بشريته فاستراح .. فهنا حلول استمر يوماً وليلة ...
ويقول ( حكي أبو تراب النخشبي أنه كان معجبا ببعض المريدين فكان يدنيه ويقوم بمصالحه .. فقال له أبو تراب مرة : لو رأيت أبا يزيد ؟ ( البسطامي ) فقل : إني عنه مشغول ، فلما أكثر عليه أبو تراب من قوله : لو رأيت أبا يزيد هاج وجد المريد ، فقال : ويحك ، ما أصنع بأبي يزيد ؟ قد رأيت الله تعالى فأغناني عن أبي يزيد ، قال : أبو تراب : فهاج طبعي ولم أملك نفسي ، فقلت : ويلك تغتر بالله عز وجل ، لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة ، قال فبهت الفتى من قوله وأنكره فقال : وكيف ذلك ؟ قال له : ويلك أما ترى الله تعالى عندك فيظهر لك على مقدارك ، وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره ، فعرف ما قلت فقال : أحملني إليه ) وتمضي الأسطورة فيموت المريد صعقاً عندما يرى أبا يزيد البسطامي ، ويفسر أبو يزيد موت المريد بقوله ( كان صاحبكم صادقاً واستكن في قلبه سر لم ينكشف له بوصفه ، لما رآنا انكشف له سر قلبه فضاق عن حمله لأنه في مقام الضعفاء المريدين ، فقتله ذلك )[38] .
أي أن حلول الله في المريد يختلف عنه في الشيخ ، فالحلول درجات ، والصوفي إذا تحمل حلولاً فوق طاقته فقد يهلك أو يفقد عقله كما حدث في رواية أخرى سبكها الغزالي ( روي أن بعض الصديقين سأله بعض الأبدال أن يسال الله تعالى أن يرزقه ذرة من معرفته (أي عقيدة الصوفية في الاتحاد والحلول) ، ففعل ذلك ، فهام في الجبال وحار عقله ووله قلبه وبقى شاخصاً سبعة أيام لا ينتفع بشيء ولا ينتفع به شيء ، فسأل له الصديق ربه تعالى فقال : يا رب أنقصه من الذرة بعضها ، فأوحى الله إليه : إنما أعطيناه جزءاً من مائة ألف جزء من ذرة المعرفة ، وذلك أن مائة ألف عبد سألوني شيئاً من المحبة في الوقت الذي سألني فيه هذا ، فأخرت إجابتهم إلى أن شفعت أنت لهذا ، فلما أجبتك فيما سألت أعطيتهم كما أعطيته ، فقسمت ذرة من المعرفة بين مائة ألف عبد فهذا ما أصابه عن ذلك ، فقال : سبحانك يا أحكم الحاكمين ، أنقصه مما أعطيته ، فأذهب الله عنه جملة الجزء وبقى معه عشر معشاره .. فاعتدل خوفه وحبه وسكن وصار كسائر العارفين )[39] .
وبهذه الطريقة الملتوية يحاول الغزالي أن يجد سنداً لعقيدة الحلول فيما حاكاه عن ربه من وحي الله الذي اختص به الصوفية ،فيما يزعمون ،والله تعالى يقول .. ({وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ... الأنعام 93 ) .
تعقيب على الغزالي ووحدة الوجود
أ ) بالغت بعض الفلسفات في وثنيتها إلى درجة إنكار وجود الله تعالى .. وتطرفت فلسفات أخرى في الرد فادعت أن الله موجود في كل شيء أو أنه مصدر الوجود وأن الأعيان صور للموجود الأكبر يتراءى فيها .
ب ) وكانت مصر والشام والعراق مراكز للفلسفات اليونانية والشرقية بمذاهبها المتعددة من وثنية وإلهية ، وقد سبق للفلسفة أن عمقت الخلاف بين المسيحيين حول طبيعة المسيح ، وأصبحت الفلسفة جزءاً من المسيحية ،وعند الفتح خفت صوت الفلسفة ثم استيقظ في صورة جدال احتدم بين المسلمين والمسيحيين في عصر المأمون ، وأضطر المسلمون لتعلم الفلسفة كي يردوا بها على المسيحيين الذين حذقوا أساليب الفلاسفة في الجدل والسوفسطائية .
وكان يمكن لهم الاستغناء بالقرآن الكريم ،وقد حوى كثيراً من الحوار مع أهل الكتاب ، إلا أنهم وقد تعلموا الفلسفة فقد وقعوا في هواها . وعملت الفلسفة على بعث المذاهب الدينية القديمة وأهمها وحدة الوجود ..
وقد تعلم الغزالي الجدل والمنطق والحكمة والفلسفة وبرع فيها وصنف .. وأشرب حب الفلسفة ووجد صداها في التصوف ، فآمن به وعلا به فوق الإسلام
يقول الغزالي ( التوحيد مسلك حق بين مسلكين باطلين ، أحدهما الشرك والثاني الإلباس ، وكلا الطرفين وسط ، والوسط إيمان محض وهو أحد من السيف وأضيق من خط الظل ، ولذا قال أكثر المتكلمين بتماثل إيمان جميع المؤمنين .. الخ ) [40].
وعجيب أن يشيد الغزالي برأي المتكلمين وهم أكثر الطوائف تعرضاً لنقمته وكراهيته في الإحياء.. ولكنه التأثر بالفلسفة وقد جمع بينهما ..
ج) ونرد على الغزالي ووحدة الوجود بتقرير الحقائق التالية : شهادة الإسلام – لا يمكن أن تكون فيها توسط فهي شهادة بأسلوب قصر – أي قصر الألوهية على الله تعالى وحده . وما عدا الله الحق من آلهة فهو باطل ({فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ... يونس32) .
هنا لا توسط بأي حال ، فإما إيمان كامل بالله المسيطر على كل شيء الذي لا شريك له من ولي أو رسول .. وإما شرك أو كفر ، وقليل الشرك يحول الإيمان كله إلى شرك ، فإما إيمان كامل بالله وحده إلاهاً وإما لا ، فالمشركون كانوا يؤمنون بالله ولكنهم أشركوا فعبدوا معه الأولياء والوسائط فخرجوا عن الاسلام ، وسيؤنبهم الله تعالى في الآخرة بقوله ({ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا... غافر12) . فهم لم يؤمنوا بالله إلا مع الآلهة والأولياء كوسائط فأصبحوا كفاراً .
- الشرك لا يختلف عن الكفر في المفهوم ودليلنا بالإضافة للآية السابقة قوله تعالى (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ... التوبة 17) . فاقترن اللفظان في أكثر من موضع بعبادة الله وعبادة الأولياء والأصنام و( الكفر) ومعناه التغطية والستر أي أنهم ستروا بشركهم عقيدة التوحيد التي فطر الله الناس عليها ..
- الإنسان في حقيقة أمره لا يمكن أن ينكر وجود الله ، قد يتمسك بالشرك ولكنه إذا صدق مع نفسه لحظة لأيقن عبث وجوده بمعزل عن قدرة الخالق ، فالله جل وعلا هو وحده فاطر السماوات والأرض ، وهو جل وعلا الذى فطرهم أى خلقهم من لاشىء ، وأخذ على أنفسهم العهد بعبادته وحده ، فنسوا عهد الله الأزلي فأشركوا وعبدوا معه الوسائط ، قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ... الأعراف 172 ). فالبشر فطروا على الإسلام مذ كانوا أنفساَ قبل الوجود الحسي ، أو بمعنى آخر فطرهم على الحنيفية ({فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ... الروم 30) .
- وكل إنسان يولد على الفطرة مسلماَ ثم يتأثر بثقافة المجتمع فيتعرف على الشرك . ولا محل لإنكار وجود الله الذي أشاعته الفلسفة اليونانية جدلاً بغير حق . فلم يحاول القرآن مطلقاً أن يدلل على وجود الله، وإنما برهن على وحدانيته وعبث الإشراك به. قال جل وعلا : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59 ) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ( 60 ) أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 61 ) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ ( 62 ) أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (64 ) أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 64 )النمل )
- ومن نافلة القول أن نناقش مذهب وحدة الوجود الذي يخلط بين الخالق والمخلوق والرب والمربوب، ويجعل في الإله صفات البشر الرذيلة والقبيحة على أساس وحدة الفاعل . ولكنّ نكتفي بتقرير أن جميع المذاهب قالت بثنائية الوجود أو الوجود الإلهي والوجود المخلوق .. إلا أن الصوفية خلطوا بين الوجودين وجعلوهما وجوداً واحداً أي وحدة الوجود ، وهذا غاية في الشرك والكفر إذا جعلوا الآلهة تتعدد بتعدد الموجودات من بشر وحجر وحيوان وجماد ..
ومشركوا قريش أهون حالاً ، فقد قالوا بالاتحاد فقط ، وقصروه على الملائكة حين اعتبروها بنات الله ، ونعى عليهم القرآن ذلك (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ، َأمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ }الزخرف 15، 16 ) .
أما الصوفية فقد قصروا الاتحاد على أنفسهم ثم تكرموا مع الكون فأشركوه في الألوهية ، وجاء الغزالي ليقنعنا بأن ذلك هو التوحيد المحض الذي لم يرد في كتاب ومحظور أن تفشى أسراره ، وأن دين الإسلام ما هو إلا الدرجة السُفلى الذي لا يليق إلا بالعوام .
ثم جعلوا الغزالى ( حُجّة الاسلام ) .!!
التعليقات
بن ليفانت
تساؤل وسؤال
الآية: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ ﴿الزخرف: ١٥﴾
النص هنا يستنكر أن يكون من عباد الله جزء من الله، ما يعني أن العباد أو من العباد ما هو ليس جزء من الله، فكيف تستقيم نظرية وحدة الوجود، وهناك شيء ما خارج هذه الوحدة؟
سؤال: هل كتب الغزالي شيئًا يخص هذه الآية، وكيف يفهمها؟
أحمد صبحى منصور
جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول:
هذا رد الاهى على العرب الذين زعموا ان الملائكة بنات الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا . وتكرر الردعلى هذا الزعم فى القرآن الكريم . ومثله الرد على زعم اليهود والنصارى إنهم أبناء الله وأحبّاؤه . والمفهوم ان الابن جزء من أبيه . وهذا ينافى ( لا إله إلا الله ) . وهناك مئات الايات القرآنية فى تأكيد وحدانية الله وانه جل وعلا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنه جل وعلا ليس كمثله شىء . وحدة الوجود تنفى الوجود المستقل للخالق جل وعلا ، وتجعل الكون بما فيه ومن فيه هو ( الله ) . وهذا أحطُّ نوع من الكفر. ولم يعلّق الغزالى على هذه الآية . كما تجاهل الآيات القرآنيةعن ( لا إله إلا الله ).
ربيع بو عقال
السؤال عن وجوده غير مجدي، بل هو تخريف وسفسطة
في ملتي واعتقادي أن السؤال عن وجود الخالق غير مجدي إطلاقا، بل هو تخريف وسفسطة، وماذا تستفيد من الجواب سواء كان بالسلب أو الإيجاب، وكيف ينفعك ويفيدك وأنت تنكر الوحي والاتصال والبعث والإرسال، إنما السؤال ـ يا صاحبي ـ أن يقال: هل اتصل الخالق بعباده أم لا ، وهل البعث حق كما يقال؟ أم هو حلم من نسج الخيال !؟
أحمد صبحى منصور
شكرا استاذ ربيع ، واقول
مهما بلغ كفر الانسان فهو عند الشّدة يتذكر ربه جل وعلا ويستغيث به . فرعون وهو يغرق أعلن إسلامه..
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
أولا :
ماذا يعنى تسمية الغزالى كتابه ب ( إحياء علوم الدين )
المواشى البشرية التى تقدّس الغزالى وكتابه ( الإحياء ) لم تفكر فى معنى ومغزى إسمه ( إحياء علوم الدين ) . وبسبب شهرته يكتفون بالقول ب ( الإحياء ).
نناقش العنوان :
1 ـ إحياء : يعنى شىء مات وقام الغزالى بإحيائه .
2 ـ علوم الدين : ما هى هذه العلوم ؟
3 ـ الدين : هل هو دين الاسلام ؟ أم الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين والتى راجت فى عصر الغزالى وأصبح من أئمتها ؟.
ونقول :
1 ـ عن ( إحياء ) . الاسلام لا يموت ولا يحتاج الى من يُحييه ، فهو القرآن الكريم الذى ضمن الله جل وعلا حفظه، قال جل وعلا: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر)، والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال جل وعلا :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت). وبه تكون حياة النفوس قال جل وعلا :(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام ) وفى أى عصر يكون منذرا لمن يعيش. قال جل وعلا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس )
2 ـ عن ( علوم ) : ليس فى دين الاسلام علوم ، ولم تأت فى القرآن الكريم كلمة ( علوم ). ولكن من إسماء القرآن الكريم : ( العلم ). قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)البقرة ).
2 / 2 : ( وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (145) البقرة ) .
2 / 3 : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) آل عمران ).
2 / 4 : ( وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ (37) الرعد ).
3 ـ عن ( الدين ) : ليس لكتاب الإحياء ـ طبقا لعنوانه ـ أى علاقة بالاسلام والقرآن الكريم ، سوى أنه لحرب الاسلام والقرآن الكريم ، ثم تصف المواشى البشرية التى تقدس الغزالى وكتابه بأنه كاد ان يكون قرآنا وأن الغزالى حُجّة الاسلام .
نحن نتقرب الى الله جل وعلا بأن نصفهم بالمواشى البشرية .
ثانيا :
الظروف التاريخية لكتاب ( الإحياء ) فى لمحات سريعة :
1 ـ الأديان الأرضية تنبت فى ظروفها التاريخية . وهذا ما حدث مع الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين . بدأ إنباتها عمليا بالفتوحات ، التى قام بها الخلفاء الفاسقون ، وما ترتب عليها من الفتنة الكبرى وحروب أهلية ، لا تزال المعلم الأساس فى تاريخ المحمديين ، وقد عرضنا لها فى كتب ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء " الراشدين ) ، ( الفتنة الكبرى الثانية ) ، ( مسلسل الخلفاء فى تاريخ الخلفاء ) . على هامش تلك الحروب والفتن بدأت حرب إعلامية باصطناع الأحاديث ، وبدأ دين التشيع بجهد اليهودى عبد الله بن سبأ ، وتكوّن دين السُنة معبرا عن سُلطة الحاكم ، ثم دين التصوف فيما بعد يعبّر عن أهواء العوام . هذا عدا أديان أخرى إندثرت مثل الزهد .
2 ـ فى كتابنا المنشور هنا ( الحنبلية ـ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى )، أوضحنا الظروف السياسية التى جعلت الخليفة المتوكل يجعل ( السُنّة ) الدين الرسمى ، ويُقرّب له متطرفى السنة وهم الحنابلة ، وقد سيطروا على الشارع بالحديث الذى صنعوه ( من رأى منكم منكرا فليغيره ). كان الخليفة المتوكل قد إضطهد الشيعة والصوفية والمعتزلة . وتكاثر أئمة الكذب على الله تعالى ورسوله ، وتتابعت كتبهم تؤطر للدين السنى بزعم ان ما تكتبه هو وحى سماوى تنسبه للنبى محمد عليه السلام بعد موته بأكثر من قرنين. هذا ما ارتكبه ابن حنبل ت 241 والبخارى 256 ومسلم 261 وأبو داود 275 والترمذى 178 والنسائى 303 وابن ماجه 275 . وقد أصبحوا فى العصور اللاحقة وحتى اليوم آلهة معصومة من الخطأ فى الدين السّنى ، لا يجوز الاقتراب منهم الا بالمدح والتبجيل ، وحتى الآن فإن مصير من ينتقدهم أو يناقشهم هو الاتهام بالكفر بالدين السّنى أو انكار السّنة .
3 ـ ظهر دين التصوف فى القرن الثالث الهجرى ،وساعد علي انتشاره ثم تسيده :
3 / 1 : ضعف الحكام وظلمهم وشقاقهم فيما بينهم من سلاجقة وايوبيين الي ان ورثهم المماليك الذين تفوقوا علي الجميع في الظلم والقسوة . وهذا الصنف من الحكام لا يستريح الي فقيه حنبلي يقول له افعل أو لا تفعل ويسيطر على الشارع بحديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) لأنه لا يعرف سوي العنف والسيف ويريد رجل دين ينافقه ويوافقه وينشر السلبية و( عدم الاعتراض ) والخنوع والخضوع للمستبد ويعتبر ظلمه عقابا الاهيا للرعية . ومن هنا وجد الحكام الظالمون ضالتهم في الصوفية الذين يجيدون فن الدعاء للحاكم وتقعيد اسلوب النفاق له .
3 / 2 ـ تقرب الصوفية للعوام بكل الطرق ، فلم يعد التبحر في العلم طريقا للولاية وانما مجرد الادعاء بالعلم اللدني والكرامات يفتح الابواب لكل طموح من العوام ليكون شيخا صوفيا طالما وجد من يصدقه من المريدين والاتباع . والعوام يجدون لدي التصوف كل ما يريدون اذا صاروا أتباعا للشيوخ الصوفية ، فاصحاب الهوى في الانحلال الطبيعي والشاذ يجدون مسوغا دينيا لدي الصوفية يحل لهم ما يشاءون، وهواة الغناء والرقص يجدون مجالا لهم في الحفلات والموالد الصوفية ، وهواة المآدب والطعام والرحلات يجدون ما يريدون خلال الموالد والنذور والسياحة الصوفية، ثم في النهاية يجد العوام طريقا بسيطا للتدين خلال ما تعوده اسلافهم وهو تجسيد الاله في قبر مقدس (ضريح ) وفي شيخ مقدس حي او ميت ، ويعتقد انه يدخل الجنة من خلال علاقته المادية المباشرة بذلك الاله المادي الذي يراه ويلمسه . أما المثقفون من الفقهاء فقد ضعف مستواهم العلمي بقدر ما زاد خضوعهم للسلطة القائمة ورأوا مصلحتهم في مسايرة الوقت.
4 ـ سيطر الاتراك السلاجقة السنيون على الدولة العباسية ، فى عهدهم كان الغزالى زعيم الفقهاء والصوفية معا، مع انحيازه للتصوف على حساب الفقه. إضطهد السلاجقة الحجاج الأوربيين القادمين للقدس ، فكانت الحملات الصليبية والتى أسست لها مستعمرات فى الرها وانطاكية والشام والقدس . وقام علاء الدين زنكى ثم نورالدين زنكى بحرب الصليبيين ، وكان من قواده آل أيوب .
5 ـ وصل نفوذ الدولة الفاطمية الى ضواحى بغداد نفسها ، ثم بدأ ينحسر مع تأسيس الامارات الصليبية. فى ضعف الدولة الفاطمية تنافس على وراثتها الصليبيون ونور الدين زنكى بقواده نجم الدين أيوب وإبنهصلاح الدين وأخيه شيركوه . وانتهى الأمر بأن يحتل صلاح الدين الأيوبى مصر وينهى الدولة الفاطمية سلميا ويؤسس الدولة الأيويبة فيها والتى ضمت أملاك سيده نور الدين زنكى فى الشام ، وواصل الحرب ضد الصليبيين . كان صلاح الدين الأيوبى ( ت 589 ) خصما لدودا للتشيع بنفس خصومته للصليبيين ، فإحتاج الى دين جديد توفيقى بين السُّنّة والتصوف الآخذ فى الانتشار ، فكان دين التصوف السنى الذى وضع الغزالى أساسه فى ( الإحياء ). فكان الإحياء هو المرجعية الدينية للدولة الايوبية ( 567 ـ 648 ). ثم ورث المماليك الدولة الايوبية بدينها التصوف السنى حيث إستقر فى المعلوم عندهم من دينهم أن الدين ( حقيقة وشريعة ) . الحقيقة هى : التصوف والشريعةهى : تأدية المناسك بالدين السُّنّى . واستمر هذا فى العصر العثمانى .أى إنّ ولادة دين التصوف السُّنى كانت ثمرة لجهد الغزالى ت 505 ، فى كتابه (احياء علوم الدين) والذى مزج فيه الفقه ( المعبر عن الدين السنى ) بالتصوف ، وبعثر عقائد التصوف بين سطور الاحياء ، ثم أفرد لها كتابه ( مشكاة الأنوار )، والذى أكد فيه عقائد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود. وعلى نفس الطريق سار آخرون كان آخرهم فى القرن التاسع الهجرى ـــ السادس عشر الميلادى ــ عبد الوهاب الشعرانى الذى عاصر نهاية العصر المملوكى وصدرا من العصر العثمانى ( 898 ـ 973 ) وظلت مؤلفاته الكثيرة مهيمنة على عقلية الأزهر طيلة العصر العثمانى. ولا يزال الدين الذى صنعه الغزالى هو دين الأغلبية من المحمديين حتى الآن .
6 ـ بتأثير الغزالى تأكّد فى العصر المملوكى تسامح السنيين الحنابلة المتشددين مع من جعلوهم صوفية معتدلين مع التسليم بالتصوف وأوليائه . إنصبّ إنكار ابن تيمية الحنبلى ومدرسته على متطرفى الصوفية ، وظهر فى القرن التاسع الهجرى ما يُعرف ب ( كائنة البقاعي وابن الفارض ) بدأت يوم الاثنين 14 شوال 874 هـ فى سلطنة قايتباى . واستمرت عاما . السبب أن الفقيه السنى ( البقاعى ) كتب كتابين فيهما تكفير ابن عربى وابن الفارض ، فإحتج كبار الصوفية ، وانتهى الأمر الى لا شىء .
7 ـ الذى يهمنا أنه ما من أحد جرؤ على الاقتراب من الغزالى وكتابه الإحياء أو حتى كتابه ( مشكاةالأنوار ). ظل الأمر هكذا الى قمت بفضح الغزالى وعدائه للاسلام فى رسالتى للدكتوراه عام 1977 . ودفعت الثمن ..ولا زلت .
[1]اليافعي روض الرياحين 14 .
[2]الشعراني : الطبقات الكبرى جـ 1 / 10 .
[3]إشكالات الإحياء 68 على هامش الإحياء.
[4]العيدروس : التعريف بالإحياء 12 ، 13 على هامش الإحياء .
[5]العيدروس نفس المرجع 9 : 12 .
[6]الشعراني: المرجع السابق جـ 1/ 10.
[7]التعريف بالإحياء 29 .
[8]نفس المرجع 34 .
[9]نفس المرجع 49 ، 15 إلى 22 .
[10]نفس المرجع 49 ، 15 إلى 22.
[11]قال ابن الجوزي ( كان الفقهاء في قديم الزمان هم أهل القرآن والحديث فما زال الأمر يتناقص حتى قال المتأخرون يكفينا أن نعرف آيات الأحكام من القرآن وأن نعتمد على الكتب المشهورة في الحديث .. ثم استهانوا بهذا الأمر أيضا ًوصار أحدهم يحتج بآية لا يعرف معناها وبحديث لا يدري أصحيح هو أم لا ، وربما أعتمد على قياس يعارضه حديث صحيح ولا يعلم .. تلبيس إبليس 115 ) .
[12]الإحياء جـ 1/ 19 .
[13]الإحياء جـ 1 / 19 .
[14]الإحياء جـ 1/ 20 .
[15]التعريف بالإحياء 27 : 29 .
[16]الإحياء ، جـ 1/ 211: 212 .
[17]إحياء جـ4/ 22.
[18]إحياء جـ 4/ 227 : 228 ، 254، 266، 299، 305 ، 308 ، 309 ، 326 مجرد أمثلة .
[20] إحياء جـ 2 / 247 : 248 .
[21]إحياء جـ 4 / 370 .
[22]إحياء جـ4 / 104 .
[23]إحياء جـ 4 / 276 .
[24] إحياء جـ 4 / 277 .
[25]إحياء جـ 2 / 236 .
[26]إحياء جـ 2/ 212 : 213.
[27]إحياء جـ 4 / 370 .
[28] إحياء جـ 4 212 : 213 .
[29]تاريخ ابن كثير جـ 12 / 326 .
[30]شذرات الذهب جـ 5 / 412 .
[31]مجموعة الرسائل والمسائل جـ 1 / 145 .
[32]تاريخ البقاعي مخطوط : 123 .
[33] إحياء جـ 2 / 236 .
[34] إحياء جـ 4 / 74 .
[35]إحياء جـ 4 / 74 .
[36]إحياء جـ 4 / 213 .
[37]إحياء . جـ 4 / 74 .
[38] إحياء جـ 4 / 305
[39]إحياء جـ4 / 288
[40]إشكالات الإحياء : 77 .