نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟

رضا البطاوى البطاوى في السبت ١٦ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
صاحب الكتاب حمدى شفيق وهو يدور حول زواج بعض الرسل(ص) بعدد كبير من النسوة وسبب تأليف الكتاب هو الرد على ما قاله بعض دعاة القنوات الفضائية من حيث الظروف وهو قوله :
"وبهذه المناسبة فقد سمع الناس بعض دعاة الفضائيات يتكلمون - بما لا يليق أبدا- حول ظروف زواج سيدنا موسى (ص)ببنت سيدنا شعيب (ص).
إذ حاول هؤلاء تقريب الأمور إلى الأذهان بالتشبيه بما يحدث في المجتمعات المعاصرة .."
وتحدث عن انتقاء الألفاظ عند الحديث فى الدين فقال :
ونعيد هنا ما قلناه في مواضع أخرى عن ضرورة انتقاء الألفاظ، و التزام الحرص والأدب مع خيرة خلق الله، فهذا من ثوابت العقيدة وليس من نافلة القول، ومخالف ذلك على خطر عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فمثلا: لا يجوز أبدا التعليق على اقتراح البنت على أبيها أن يستأجر موسى (ص)للقيام بالعمل بدلا منهما- لقوته وأمانته- على طريقة أن:
" البنت أحبت الولد والولد أحب البنت أو أي كلام مشابه من هذا النوع!! ونصيحتي لمن يتكلمون بهذا الأسلوب أن يتوقفوا فورا عن مثل هذا الهذيان حتى لا يضللون العوام ويشجعونهم على الخوض في مقامات الأنبياء الرفيعة بهذا " الاستظراف" الرخيص.
و هذا الأسلوب لا يبرره الزعم بأنه: يجتذب الشباب إلى الالتزام بذلك كما يحسب المدافعون .. فإذا كان البعض لا يمكن جذبه ولا كسبه إلا بهذا الأسلوب السخيف، فالله هو الغنى عنه و عن جميع الخلائق .. ولن يلد الباطل حقا أو خيرا أبدا."
وقد رد شفيق على الكلام السوقى لداعية الفضائيات ردا صحيحا فقال :
"ثم ما أدراك أن موسى (ص)قد تزوج بهذه البنت - بالذات- التي اقترحت على أبيها أن يستعمل سيدنا موسى دون الأخرى؟!! لم يحدد القران الكريم من منهما التي جاءت لتدعو موسى باسم أبيها، و لا تلك التي قالت:" يا أبت استأجره". ولقد عرض عليه الأب أن يزوجه إحدى ابنتيه بدون تحديد أيضا لأي منهما .. إذن لا يوجد دليل قاطع على أن تلك التي تزوجها هي ذاتها التي اقترحت استئجاره، و لا يوجد حتى أي إجماع بين المفسرين بهذا الشأن ..
ثم أين ومتى وقع هذا الحب إذا كان موسى (ص)قد وصل- بالكاد- إلى" مدين" وسقى لهما الأغنام والإبل، ثم استراح قليلا في الظل، إلى أن أرسل إليه أبوهما ليدعوه إلى بيته و ليكافئه على معروفه. وجاءت إليه إحدى البنتين تبلغه دعوة أبيها، ونص العلماء في كل التفاسير على أنها كانت عفيفة مستترة تغطى وجهها وتمشى بكل حياء وأدب. إنه لم ير حتى وجهها، فكيف أحبها كما قد يتوهم البعض؟!!."
وقام حمدى شفيق بنقل ما جاء فى تفسير الطبرى والرازى وغيرهم فى الموضوع فقال :
"ولنقرأ معا جانبا مما قال الإمام الطبري ، لأنه مفيد جدا أيضا في الرد على منكري النقاب الطاهر:": فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح، قالا: ثنا ابن فضيل، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب ، في قوله: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل عن عمر ، قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف بنحوه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قائلة بيديها على وجهها، ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها تقول {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا (. انتهى.
وقال الإمام الرازي في تفسيره:" " وقال محمد بن إسحاق في البنتين اسم الكبرى صفورا، والصغرى ليا، وقال غيره صفرا وصفيرا، وقال الضحاك صافورا والتي جاءت إلى موسى (ص)هي الكبرى على قول الأكثرين، وقال الكلبي: هي الصغرى، وليس في القرآن دلالة على شيء من هذه التفاصيل.". انتهى."
وبعد النقل انتهى شفيق إلى أن لا تحديد للزوجة هل هى المستحية أم من فى البيت فقال ناقلا عن غيره :
"لاحظ مقولة الإمام الرازي الأخيرة:" وليس في القران دلالة على شيء من هذه التفاصيل"
وتحدث عن حرمة الزيادة على النص القرآنى فقال :
"ألا ترى معي أن هذا أدعى إلى التزام الحرص وعدم محاولة إضافة: (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع؟!!
وقد أمر موسى البنت أن تمشى خلفه وليس أمامه أو إلى جواره، حتى لا يتبادل معها النظرات أو الكلام الذي لا ضرورة له؟!.
فالنبي المعصوم لم يتجاذب معها أطراف الحديث - كما قد تتوهم بعض العقول القاصرة - وسار أمامها إلى أن وصل إلى البيت، فرحب به الأب، وأجلسه معه، وأطعمه، وعرف قصته مع فرعون وقومه .. ثم عرض عليه تزويجه إحدى البنتين بلا تحديد. ووافق موسى (ص). وهكذا تم الزواج بلا أية مقدمات "درامية " وهمية .. ولا يجوز أن يظن غير هذا بهؤلاء الأطهار."
ثم وقع حمدى شفيق فى نفس الخطأ الذى عابه على داعية القنوات حيث ادعى أن زواجات الرسل وزوجات بناتهم تتم بالوحى فقال :
"ثم إن الأنبياء (ص)لا يتزوجون ولا يزوجون بناتهم إلا بوحي و أمر من الله تعالى، وليس لأن أحدا منهم – حاشا لله – قد وقع في غرام هذه أو تلك .."
بالطبع لا يوجد نص قرآنى يقول بهذا والنص الوحيد هو فى مسألة معينة وهى زواج خاتم النبيين(ص) من طليقة متبناه زيد لكى يظهر أن زوجات المتبنين ليسوا محرمين على من تبنوهم لأنهم ليسوا أولادهم وفى هذا قال تعالى :
"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"
وتحدث عن وصف الداعية موسى (ص) بالولد أو الشاب فقال :
"والسؤال الآن لكل علماء الإسلام: هل يجوز – طبقا لأي رأى كان في أي مذهب كان تحت أي ظرف كان- أن يوصف كليم الله (ص):"بالولد" أو " الشاب" أو غير ذلك من ألفاظ بلهاء لا يستطيع المتحدث أن يصف بها أحدا من الحكام و إلا .. ؟!!!
هل أصبح الأنبياء (ص)عرضة في هذا الزمان لكل من يتناول سيرتهم وأعمالهم بعقله القاصر وتعبيراته غير المدروسة و تشبيهاته غير المنضبطة؟!!
أما آن لهذا الذي يدعو" الفنانات " إلى" عدم الاعتزال" (بحجة أننا نحتاج إليهن لأداء أعمال فنية راقية كما يزعم) أن يستغفر الله، وأن يتوقف عن هذه الأساليب هدانا الله وإياه؟!!
ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه لا خصومة بيننا وبين أحد، وأننا لم نكن لنرغب على الإطلاق في الانشغال بمناقشة هذه التخاريف، لولا أنها تطرح على الملايين عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، فوجب التصدي لها وتفنيدها. وإنا لله وإنا إليه راجعون
و يمكن لمن شاء مزيدا من تفاصيل قصة موسى مع ابنتي شعيب (ص)جميعا الرجوع إلى أمهات كتب التفسير "
وبعد أن أنهى حكاية زواج موسى(ص) تحدث عن زواج داود(ص) وسليمان (ص)من زوجات كثيرات فقال :
"وهناك أيضا موضوع أخر شائك يسقط آخرون في هاوية الجهل به أو التطاول بشأنه على مقام النبوة الشريف ..وهو ظروف اقتران سيدنا داود وولده سيدنا سليمان (ص)بأعداد كبيرة من النساء والجواري.
فهناك من ينظرون إلى هذا الموضوع على ضوء حكايات " ألف ليلة وليلة"، على مؤلفها من الله ما يستحق!!
والمصيبة الكبرى أنني قرأت لأحد العلماء المعروفين كلاما حول هذا الأمر ملخصه أنه لا يصدق ذلك، واكتفى باستنكار الأرقام، على أساس أنه يستحيل على الرجل أن يجد وقتا أو طاقة - لأداء واجبه كزوج - مع كل هذه الأعداد الهائلة من الزوجات والجواري!!
ولم يفتح الله على " سيدنا " بكلمة أخرى يبدد بها الشبهات في نفوس الناس حول هذا الأمر!! و طالما أنه أثار الموضوع فقد كان لزاما عليه أن يحاول تقديم مزيد من الإيضاح حتى تطمئن قلوب العوام.
بل أخشى القول أنه هو نفسه قد غفل عن وجود حديث شريف صحيح- سنذكره بعد قليل - غفر الله لنا وله!!
وإذا كان هذا هو حال عالم معروف من العلماء المعاصرين ، فما بالك بغير المتخصصين فضلا عن غير المسلمين؟!!
هذا الموضوع ليس من قبيل الترف الفكري، بل هو بالغ الأهمية والخطورة، إذ أن الجهل أو سوء الفهم هنا تترتب عليه كارثة، وهى أن يكفر البعض أن دفعه ذلك إلى النطق بكلام سيء ضد النبيين الكريمين، كما سمعت بأذني ذات مرة من بعض النساء الجاهلات، فضلا عن العلمانيين و العلمانيات هداهم وهداهن الله، أو أراحنا منهم و منهن.
كما نخشى على من يكذب حديثا صحيحا قاله الرسول (ص) أن يهلك أيضا، عافانا الله من كل مكروه وسوء، ورزقنا وجميع المسلمين الثبات على الإسلام حتى نلقاه تعالى ..
وتحضرني هنا مقولة لابن عباس :" توشك السماء أن تمطر حجارة .. أحدثكم عن رسول الله (ص) فتقولون قال فلان وفلان؟!! ".قال هذا عندما ذكر حديثا فرد عليه أحد الحاضرين بأن فلانا قال كذا وغيره قال كذا ..
ترى. . لو كان الحبر ابن عباس حيا بيننا الآن، وسمع بأذنيه- مثلا -من يكذبون الأحاديث الصحيحة، أو آخرين يطعنون في السنة المطهرة بأكملها، ويقولون نأخذ بالقران الكريم فقط؟!!! ماذا كان سيقول؟!!
يقول العهد القديم – التوراة- أنه كان لسيدنا داود (ص) مائة زوجة وكثير من الجواري. كما ورد - بالتوراة - أنه كان لابنه سليمان ثلاثمائة زوجة وسبعمائة جارية. وذكروا أيضا أن رحبعام بن سليمان تزوج 18 وكانت له ستون جارية أي كانت له 78 حليلة!
و نشير أولا إلى أن هذه الأرقام يجب أن تؤخذ بحذر شديد، لما هو معلوم من أن نصوص التوراة والأناجيل قد تعرضت للتحريف والتبديل عبر العصور.
و مع هذا فإن تعدد زوجات وجواري سليمان (ص)ثابت عندنا بحديث شريف صحيح، لكن العدد أقل بكثير مما ذكرته التوراة المحرفة. .ونص الحديث:" عن أبي هريرة قال: " قال سليمان بن داود (ص)لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي (ص):"لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته" صحيح البخاري رقم 4944 في كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي"
وأخرجه أيضا في كتاب الأنبياء باب" ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب"
رقم3242
وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير باب من طلب الولد للجهاد
رقم 2664
وأخرجه في كتاب الأيمان والنذور- يعني الحلف-
باب كيف كانت يمين النبي (ص) رقم 6263
وأيضا في كتاب كفارات الأيمان باب الاستثناء في اليمين 6341
وفي كتاب التوحيد أخر كتاب في البخاري باب في المشيئة والإرادة " وما تشاءون إلا أن يشاء الله" رقم 7031
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (6 - 460)
"فحاصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون و مائة ".انتهى.
وقد اعترض البعض على الحديث قائلا:" وفي هذا أيضا نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قويا، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان (ص)بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبدا.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (ص)أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك، وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء إلى الله والإدلاء عليه، وإنما يتركه الغافلون عن الله عز وجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم (ص)لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى إنهن مائة كما سمعت، وتارة روى إنهن تسعون، وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون ... )
و قد أجاب شارحو الحديث من علماء السلف من على تلك الشبهات.
ففي الرد على الشبهة الأولى: قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ": والجمع بينها أن الستين كن حرائر وما زاد عليهن كن من السرارى أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التسعين، فمن قال تسعون ألغى الكسر ومن قال مائة جبره ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر. وأما قول بعض الشراح ليس في ذكر القليل نفى الكثير وهو من مفهوم العدد، وليس بحجة عند الجمهور، فليس بكاف في هذا المقام، وذلك أن مفهوم العدد معتبر عند كثيرين والله أعلم
وقال الحافظ ابن حجر في الرد على الشبهة الثانية:
"فيه ما خص به الأنبياء من القوة على الجماع الدال ذلك على صحة البنية وقوة الفحولة وكمال الرجولة مع ما هم فيه من الاشتغال بالعبادة والعلوم. وقد وقع للنبي (ص) من ذلك أبلغ المعجزة لأنه مع اشتغاله بعبادة ربه وعلومه ومعالجة الخلق كان مقللا للأكل والمشارب المقتضية لضعف البدن على كثرة الجماع، ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في ليلة بغسل واحد وهن إحدى عشرة امرأة وقد تقدم في كتاب الغسل .. ويقال إن كل من كان أتقي لله فشهوته أشد لأن الذي لا يتقي يتفرج بالنظر ونحوه"
وقال الحافظ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري:" ... خرق الله تعالى لهم العادة في أبدانهم كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم فحصل لسليمان عليه الصلاة والسلام من القدرة أن يطأ في ليلة مائة امرأة ... الخ".انتهى ...
و أما الشبهة الثالثة حول الحديث الشريف فانه لا يمتنع أن ينسى النبي سليمان (ص)، فالأنبياء يحتمل أن يحدث النسيان منهم كبشر كما ورد في القران الكريم.
ففي سورة الأعلى يقول الله لنبيه الكريم {سنقرئك فلا ننسى} [الأعلى /6]، وقال عز وجل: {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظلمين}، [الأنعام 68من الآية]
وقال عز وجل:
) واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) [الكهف /24.
وقال عز وجل: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا) [الكهف /60 - 61]، ومثل هذا في القرآن الكريم كثير .."
قطعا ما ذكره شفيق هو أدلة عليه وليس له فلو كان الحديث صحيحا لوقفنا على رقم واحد وليس أربعة أرقام متناقضة
ولو كان حديثا صحيحتا ما تناقضت الرواية فى كونهن نساء أو كونهم جوارى ومن المعروف حرمة جماع الجوارى وهى السبيات دون زواج لقوله تعالى :
" فأنكحوهن بإذن أهلهن"
وقد اعتبر الله السبى تعذيب فقال :
وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
فهل يبيح الله تعذيب النساء وأهلهم بالاغتصاب ؟
وأما حكاية أن الله يعطى الرسل(ص) معجزة كقوة الجماع فيناقض أن المعجزات تعطى للناس لكى يؤمنوا والناس لم يروا أى رسول وهو يقوم بجماع زوجاته ويقموا بالفرجة
ولذا قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
ومن ثم تلك المعجزة المزعومة لا يمكن رؤيتها من أحد لحرمة النظر إلى الفروج والجماع ومن ثم يجب قفل حجرة الزوجية
ولم يفكر حمدى شفيق فى عامل الوقت فلو قلنا أن الليل طوله 12 ساعة فمن المحال أن يجامع هذا العدد من النساء فى هذا الوقت فمثلا عندما يذهب للحجرة لن يقوم على الفور بغرس قضيبه ثم ينزل المنى فى دقيقة وإنما من آداب الجماع الجلوس والحديث وأكل بعض الطعام وخلع الملابس وبعد انتهاء الجماع يقوم بالاستحمام وارتداء ملابسه لعدم نقل العدوى من واحدى لأخرى وعندما يقوم بالخروج من الحجرة سيكون قد استغرق على الأقل ربع أو ثلث ساعة وهذا معناه أن 12 ساعة÷ 4 فى الساعة =48 ومن الليل لن يكفى للستين أو أى رقم أكثر
على أساس أن الرجل لديه قوة كبيرة
وتحدث حمدى شفيق عن وجود رأى خاص له فى المسألة فقال :
"ولكاتب هذه السطور رأى في سبب آخر لكثرة نساء النبي داود(ص) وابنه سليمان (ص).. لقد كان اليهود مصدرا للفتن والحروب في كل مكان و زمان، بطبيعتهم الإجرامية التي دفعتهم إلى عصيان وقتل الأنبياء، وتدفعهم دائما إلى العدوان على الآخرين، وتسبب هذا في اندلاع صراعات دامية مستمرة بينهم وبين الشعوب الأخرى. و من الثابت – تاريخيا - أن عصر داود ثم ولده سليمان (ص)قد وقعت فيه حروب كثيرة طاحنة وردت أخبار بعضها في التوراة. و حكى القران الكريم في سورة البقرة –من الآية 246 إلى الآية 251 - قصة المعركة بين طالوت وجالوت، التي تمكن خلالها داود (ص)من قتل الطاغية جالوت. ومن البديهي أن يهلك خلال هذه الحروب -المتواصلة عبر الأجيال -مئات الألوف من الجنود على الجانبين، و يحدث خلل اجتماعي خطير بسبب الأعداد الهائلة من الرجال القتلى، إذ يخلف هؤلاء عادة مئات الألوف من الأرامل والأيتام، وهذا هو المشاهد دائما عقب كل الحروب عبر التاريخ. وشريعة كل الأنبياء تحظر زواج المؤمنات من الكفار كما هو معلوم. وعدم إيجاد حل معقول ومقبول لهذه المشكلة معناه- لا محالة- أن تنتشر العلاقات غير السوية والانحلال الجنسي، وهذا أمر لن يسمح به نبي من الأنبياء عليهم السلام، خصوصا إذا كان هو الملك المسئول عن أمن البلاد و مصالح الرعية والأخلاق و الآداب العامة، وكان داود –ثم ابنه سليمان من بعده – ملكا ونبيا في ذات الوقت.
و لأن النبي كالأب للأمة، فمن الضروري أن يضرب- بنفسه الشريفة -المثل والقدوة للقلة النادرة التي بقيت من الرجال المؤمنين في كفالة هؤلاء الأرامل والأيتام، ولا يوجد حل نظيف طاهر يسمح به الدين، وتدعو إليه المروءة
ومكارم الأخلاق سوى اتخاذ هؤلاء الأرامل زوجات شريفات مع كفالة كل الحقوق لهن على قدم المساواة مع الأخريات.
لهذا اضطر كل من داود وسليمان (ص)إلى الاقتران بهذه الأعداد الكبيرة من الزوجات والجواري، كأعباء إضافية مفروضة على كل منهما - باعتباره نبيا وملكا - ليقتدي به أتباعه من الرجال القلائل الذين أفلتوا من الموت في الحروب.
وهذا هو الرأي المنطقي الذي تؤيده حقائق التاريخ، وهو أيضا التفسير الوحيد المقبول الذي يتناسب مع نبل و طهارة و أخلاق الأنبياء الرفيعة ومقامهم السامي.
ومن الضروري أن ننتبه كذلك إلى ما بثه اليهود – قاتلهم الله – من شائعات قبيحة وأكاذيب مفضوحة عن النبي الكريم داود (ص) فقد زعم أعداء الله أن داود (ص)افتتن بزوجة أحد قواده فأرسله إلى جبهة القتال ليموت هناك فيتزوج داود من أرملته التي أعجبه جمالها!! ونلاحظ أن النصارى يشاركون اليهود فى هذه الجرائم النكراء، لأنهم يؤمنون بالتوراة المحرفة باعتبارها العهد القديم عندهم، والعهد الجديد هو مئات الأناجيل التى ينفى بعضها البعض!! وهى فرية دنيئة أكد المفسرون الكبار – ومنهم الإمام ابن كثير – أنها باطلة، ومن الإسرائيليات التي يجب طرحها وعدم الأخذ بها. والإيمان بعصمة الأنبياء (ص)من ثوابت العقيدة، والطعن عمدا في طهارة المرسلين ونبل أخلاقهم هو كفر صريح يخرج صاحبه من الملة والعياذ بالله
لقد كان لداود زوجات كثيرات وعشرات من الجواري، ومن ثم لا يتصور أن تبقى له حاجة إلى غيرهن. وليس نبي الله الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما هو الذي يتحايل ليتخلص من قائده حتى يتزوج بعد ذلك من أرملته!!
ثم افتروا على ابنه سليمان بدوره، زاعمين أنه:"وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه1 Kgs:11:4: 4" .
وحاشا لله أن يميل قلب نبي ورسول عظيم مثل سليمان (ص)عن عبادة ربه مثلما زعم أعداء الله.
ويكفى للرد على تلك الفرية أن نشير إلى قوة سليمان وعزمه وتفانيه في دعوة الآخرين إلى الإسلام، والمثال الواضح هو القصة التي ذكرها القران الكريم في سورة النمل – الآيات من 15 إلى 44 - وهى تحكى قصة سليمان الذي ورث أباه داود في العلم والنبوة والملك أيضا. وتفصل كيف صبر (ص)على دعوة ملكة سبأ وقومها إلى الإسلام – المرة تلو الأخرى - واستمر يظهر لهم الأدلة والمعجزات حتى هداهم الله أجمعين إلى نبذ عبادة الشمس والدخول في عقيدة التوحيد مع سليمان (ص)
ولا عجب في افتراء أحفاد القردة والخنازير على النبيين الكريمين، فلم يسلم منهم نبي قبلهما ولا بعدهما.
ألم يقتلوا يحيى و أباه زكريا و غيرهما عليهم جميعا الصلاة و السلام؟!
ألم يحاولوا قتل هارون وعيسى ومحمد عليهم (ص) ألم يعبدوا العجل ثم تطاولوا على الذات العلية؟! "
قطعا هذا الرأى الذى ذكره شفيق رأى خاطىء فليس السبب فى كثرة الجوارى ونساء الرجلين(ص) هو تعويض قلة عدد المحاربين فهذا يتنافى مع أن النصر لا يعتمد فى الحروب على كثرة العدد ولذا كانت أشهر آية فى قصة طالوت(ص) وجالوت وداود (ص)هى :
" كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله "
وهو أمر ظل يتكرر فى عهود الرسل (ص)المختلفة
النصر فى الحروب لا يكون بكثرة عدد المقاتلين والحروب فى العهد القديم معظمها لا وجود له فالحرب الوحيدة التى ذكرت هى حرب طالوت(ص) وجالوت
وأما سليمان (ص) فلم يحاربه أحد لأنه حسب القرآن كان معه جيش من الجن والإنس والطير وهو جيش لا يهزم بأمر الله كما قال تعالى :
" وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون"
فسبأ مثلا لم تحارب سليمان(ص) مع قوتها ولكنها أسلمت واستسلمت ملكتها

اجمالي القراءات 340