هل عُرضت الأمانة (حرية الإختيار) على الملائكة والجن أيضا؟؟

عثمان محمد علي في الجمعة ١٥ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

هل عُرضت الأمانة (حرية الإختيار) على الملائكة والجن أيضا؟؟
سؤال مهم جاء تعقيبا على مقال (هل القرءان للإنس والجن أم للإنس فقط ) ::: يقول :::مشكور دكتورولي استفسار حول هذا الموضوع.. لماذا لم تعرض الامانه عليهم كما عرضها الله على الانسان والسماء والارض والجبال اذ ما اعتبرنا ان الامانه المقصودة هيا حرية الاختيار والعبادة..؟؟
==
التعقيب ::
أكرمكم الله أستاذ سامر.. سؤال مهم وربما لأول مرة أجد سؤالا عنه ولذلك ستكون إجابته فى مقال منفرد .
أعتقد من خلال فهمى لآيات القرءان فى هذا الموضوع أنهم (الملائكة والجن ) عُرضت عليهم الأمانة ولكن القرءان لم يُصرّح لنا بها لقوله تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ).. لأن القرءان الكريم يًخبرنابالعظة والعبرة فى قصصه عن الكون والمخلوقات ولا يذكر لنا كل تفاصيل الأحداث ، وإلا لو ذكرها كُلها لصار ألاف المُجلدات كما قال رب العزة جل جلاله (((قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)) الكهف 109..
وكذلك وجهة نظرى فى هذا مبنية أيضا على أن المولى جل جلاله أمر الملائكة بالسجودلآدم فسجدوا إلا واحدا منهم إستخدم حُريته فى طاعة أو عصيان أمر الله جل جلاله فعصى أمر الله ،وهو إبليس ،ودخل فى حوار وجدال مع المولى جل جلاله لتبرير رفضه لأمره سُبحانه وتعالى فأمهله المولى جل جلاله إلى يوم الحساب ، وفى نفس الوقت حوّله الخالق جل جلاله من جنس الملائكة إلى جنس يُشابه الجن فى الخلق والتكوين وذلك فى قوله تعالى (كان من الجن ) فالفعل (كان ) هُنا تعنى أنه أصبح مثل قوله تعالى فى الصيام (فمن كان منكم مريضا أو على سفر ) بمعنى من أصبح مريضا أو على سفر .
وكذلك من خلال قصص القرءان عن تنوع الجن بين فصائل من مسلمين لله رب العالمين ،ومن كافرين ومن عصاة .فهذا يعنى أنهم عندهم الحرية الكاملة والإختيار الكامل ( الأمانة ) فى الإيمان بالله وبلا إله إلا الله وبإتباع أوامر الله جل جلاله أو الكُفر بها وعصيانها مثلهم مثل الإنس تماما .وفى هذا يقول القرءان على لسان الجن ((وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا)) الجن 11.
وكذلك ::::::((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا.وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) الجن 14-15..
ومن هُنا أعتقد أن الأمانة (حرية الإختيار) قد عُرضت على الملائكة والجن أيضا وقبلوها .
اجمالي القراءات 129