لو كان النبي قد أوصي علي سابع جار فإن المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف لا يطيق علي ما يبدو أول جار.. بدقة أكثر لا يطيق اول جارة له في مسكنه بالتجمع الخامس.
ولو كان برنامج الإخوان المسلمين يبدي تسامحا هائلا مع المرأة فإن مرشدهم العام لا ينفذ ذلك.. ويتعرض لها بما لا يليق.. كما اتهمته جارته في محضر شرطة رسمي.
في الساعة الحادية عشرة والربع من صباح يوم الخميس قبل الماضي فتح المسئول عن الضبط في قسم أول " شرطة القاهرة الجديدة " النقيب أحمد درغام المحضر رقم ( 1966 ) إداري للسيدة ميرفت محمد مرسي يوسف كي تدلي بشكواها ضد جارها في السكن محمد مهدي عاكف الذي كتبت اسمه محمد فهمي عاكف.. ومعه شخص آخر اسمه عصام يسكن فوقها في العمارة التي ترتفع أربعة طوابق يقول الجيران إنه ضابط في الرقابة الإدارية.. وانضمت إليها في الشكوي ابنتها كيثي موسكاريلا.
اسمي ميرفت محمد يوسف.. السن 49 سنة.. ربة منزل.. مقيمة بالعمارة رقم( 290 ) بالحي الخامس.. الدور الأرضي.. وأحمل جواز سفر إيطالياً رقم 287258 .. وتقيم معي ابنتي كيثي ".. وبعيدا عن المحضر عرفنا أنها مصرية تحمل الجنسية الإيطالية ومتزوجة من إيطالي لكنه من الواضح أنه لا يقيم معها.
س: ما هي تفصيلات بلاغك؟.
ج: اللي حصل أنني أسكن وابنتي بالعقار المذكور شقة رقم واحد وعند شرائي الشقة فوجئت بقيام المشكو في حقهم ومعهم حارس العقار ويدعي نبوي أحمد بالتعرض لي أنا وابنتي ومضايقتنا بصفة مستمرة بدون سبب.
عندما أقمنا في الشقة فوجئت بمنعي من الدخول والخروج من الجراج بوضع سياراتهم الخاصة في مدخل الجراج بوضع جنزير عليه.. بجانب سد الباب الداخلي المؤدي إلي الجراج.. وقد قمت بتحرير محاضر عديدة من قبل.. وجرت معاينات سابقة ( دون طائل ).
ومنذ فترة وهم يسلطون حارس العقار لتهديدي أنا وابنتي بالاعتداء علينا وأمس فوجئت وأنا أدخل المسكن مع ابنتي بقيام ثلاثة أشخاص منهم محمد عاكف والسائق الخاص به وشخص آخر لا أعلمه بالتعدي علي بالسب والقذف بألفاظ لا أستطيع ذكرها وقاموا بإلقاء بعض الكراتين التي كانت موجودة في منزلي وبعض الفازات الفخارية التي كانت موجودة بحديقة منزلي.. وذلك بسبب قيامي بركن سيارتي داخل الجراج.. في المنطقة المخصصة لي.. علما بأن عقد شقتي يعطيني الحق في مساحة بالجراج علي المشاع وليس لأحد مكان محدد. لقد قاموا بتهديدي بالإيذاء بصفة مستمرة فحضرت أنا وابنتي لاتخاذ اللازم وإثبات الحالة وأخذ التعهد علي المشكو في حقهم بعدم التعرض لي ولأسرتي ولممتلكاتي.
س: متي وأين حدث ذلك؟.
ج: منذ إقامتي في الشقة وهم يتعرضون لي.. منذ حوالي شهرين وأخرها امبارح حوالي الساعة التاسعة بمسكني.
س: أمام من حدث ذلك؟
ج: أمام جميع الجيران بالمنطقة.
س: وما هو نوع الضرر الواقع عليك؟.
ج: قيام المشكو في حقهم بالتعدي عليّ بالسب والقذف أنا وابنتي والتعرض لي عندما أركن سيارتي بالجراج وقيامهم بركن سياراتهم أمام مدخلي الخاص واقتحام منزلي أمس.
س: وما سبب قيامهم بذلك؟.
ج: لا أعرف.. بدون سبب.
س: وهل توجد صلة بينك وبين المشكو في حقهم؟.
ج: هم جيراني في العقار والثالث حارس العقار.
س: هل توجد خلافات سابقة بينك وبينهم؟. ج: هم دائمو التعرض لي منذ شرائي الشقة وأنا قمت بتحرير محاضر ضدهم قبل ذلك.
س: وما اسم وعنوان المشكو في حقهم؟.
ج: محمد فهمي ( مهدي ) عاكف ومقيم في نفس العقار.. يسكن الدور الأول يسار السلم.. والأستاذ عصام ومقيم بنفس العقار ويسكن في الدور الثاني يسار السلم وحارس العقار وأولاده. س: هل لديك أقوال أخري؟.
ج: لا.
تمت أقوالها ووقعت علي أقوالها.
وجاء الدور علي ابنتها كيثي لتدلي بأقوالها.. إن كيثي فتاة في العشرين من عمرها.. طالبة في الجامعة الألمانية.. وتحمل جواز سفر إيطالياً رقم إيه يو 0046512.
س: ما هي أقوالك؟.
ج: نفس ما جاء في أقوال والدتي.
بعد تحرير المحضر انتقل معاون قسم الضبط في القسم للمعاينة وقال في تقريره: إنه بالانتقال الفوري وبمعاينة الجراج الخاص بالعقار المنوه عنه " تبين لنا أن الجراج يتكون من مكانين ومقفول عليه بجنزير حديدي ".. ويقيم في الجراج حارس العقار بمستلزمات حياته ( ثلاجة وسرير وبوتاجاز وحوض ومكتب وعجلة وبعض القمامة ) وهناك أيضا بعض الكراتين هي التي أشارت المبلغة إليها.
" وتمت معاينة المدخل الخاص بشقة المبلغة المتواجدة في الدور الأرضي وبالدخول من الباب الجانبي الخاص بالشقة تبين لنا وجود سيراميك مكسور ومجمع علي جانب سور العقار وكذا فازات ملقاة علي الأرض ".
وبعد إثبات ما تقدم أغلق المحضر.
هناك أربعة محاضر سابقة قدمتها المبلغة هي وابنتها ولكن شيئا ما كان يعطل سيرها في مسارها الطبيعي.. النيابة للتحقيق والتصرف.. وهو ما كان يثير دهشة المبلغة التي قررت هذه المرة أن تستدعي السفير الإيطالي وتطالبه بالتدخل لو كان مصير المحضر الأخير الدشت أيضا.
وقد تحول المحضر إلي النيابة التي نتوقع أن تستدعي المرشد العام للإخوان لسماع أقواله هو والبواب والجار.. وفي الوقت نفسه يكون محضر تحريات المباحث عن الواقعة قد جري الانتهاء منه.
تحدثت ميرفت يوسف إلينا تليفونيا لمدة دقائق وأجابت عن أسئلة سريعة وإن اعتذرت عن استكمال الحوار معها لأنها وعدت صحيفة أخري لم تذكر اسمها بعدم نشر القصة إلا بعدها.
سألناها: هل أرسل مهدي عاكف سكرتيره مسعود السبحي ( 70 سنة ) ليخفف من حدة ما حدث حتي يقنعها بالتنازل عن المحضر؟.. قالت: إنها ليست «هبلة» كي تتنازل.. خاصة أنهم اقتحموا شقتها ليجدوها علي راحتها في بيتها.. بالشورت.. ولم يكن من السهل عليها بسبب شدة المفاجأة أن تمد يدها لتأخذ ما يسترها.. كما أن الألفاظ التي سمعتها عن نفسها لم تقبلها.. ولم تصدق أنها تخرج ممن يتحدثون عن التدين.
لكن الأهم أن ابنتها ذهبت صباح اليوم التالي للواقعة إلي امتحان لها في الجامعة وهي في حالة نفسية سيئة أدت إلي أنها أدت الامتحان بطريقة سيئة ستنتهي بنتيجة أسوأ وهي حرمانها من التخفيض في المصروفات التي تمنحه الجامعة للمتفوقين.
الواقعة قيد التحقيقات.. لو صحت فإنها تنسف كل ما يقوله المرشد العام عن التسامح واحترام المرأة وعدم التعرض لغير المحجبات والاعتداء علي الممتلكات وحرمان الآخرين من التمتع بحقوقهم القانونية.
ربما لذلك كله فإن المبلغة تصر علي جملة واحدة: إنها لن تتركهم!