آيات يحتاج المُسلمون لإعادة فهمها .
تخلف المُسلمون في تدينهم وإبتعدوا عن الدين الحق والصراط المُستقيم منذ أن إتبعوا خطوات الشيطان وركضوا وراء غوايته وصده لهم عن سبيل الله ،بأنهم آمنوا وإتبعوا تلامذته الذين أوحى إليهم بزخرف من القول غرورا. فجعلوه في دين الله روايات للهو الحديث إبتدعها لهم لينطقوها ويدونوها ويُحافظواعليها ويرفعوها فوق كتاب الله وقرءانه المُبين ،وتبحروا فيها وجعلوها علوما ،وفصلوا في تبويبها وشرحها منذعصر(مالك بن أنس والشافعى وإبن حنبل ووو) إلى يومنا هذا ، وجعلوا لها مؤسسات علمية مثل الأزهر والقيروان وووو.مع أن رب العزة جل جلاله أرشدهم وحذّرهم من إتباع خطوات الشيطان ،وأنه يدعوهم إلى النار، وأنه سيصدهم عن سبيل الله ،وسيُزين لهم الباطل حقا في ثوب من زُخرف القول غرورا. إلا أنهم وللأسف وقعوا في بئر سحيق من أبيارمكر الشيطان وتلامذته ومازالوا ونسوا وهجروا قول الله جل جلاله لهم في آيات:
(إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ (6فاطر)
(۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ) النور21
(قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ (17الأعراف).
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ (112) وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ (113الأنعام).
فماذا فعل الشيطان ليُنفذ وعده في إضلال المُسلمين بعدما أوحى لتلامذته بزخرف القول من لهو الحديث ؟؟؟
جعل تلامذته وكبارأتباعه يُغيرون حقائق فهم أيات من القرءان ومعانيها ، وإتخذوا من تغييرهم لفهمها خطوط دفاع يتترسون وراءها ويدعون المسلمين للإيمان به ،ويهددونهم بعدم الإقتراب من إعادة فهمها لأنهم هم فقط المنوط بهم فهمها وفهم القرءان وشروحه وتفسيره .فنتج عن فهمهم الخاطىء الشيطانى هذا كل هذه العلوم التي تطعن في دين الله ورسالته وقرءانه الحكيم ،وهى علوم(السنة والحديث – الفقه – التفسير – التوحيد –الأخلاق والعقيدة – علوم القرءان وتجويده –الفلسفة الإسلامية والتصوف ) . وأمروا الناس أن يعبدون الله بها، ويتعاملون بها مع أنفسهم ومع البشرية من دون دين الله الحق ،فضلوا وأضلوا ،وإفتروا بعلومهم الشيطانية تلك على الله جل جلاله ودينه الحق ورسوله عليه السلام ، فخلقوا حياة مكونة من سلوكيات كاذبة ماكرة يستخدمون فيها كل أساليب الغش والخداع ، ويرتكبون فيها كُل الموبقات ذنوبهم وجرائمهم وخطاياهم ،،لأن عندهم مُسوغات وتبريرات إما بصلوات (من صلى كذا وكذا غفرت له ذنوبه ) أو بصيام (6 شوال وووو) أو (بالحج ) أو من قال كذا وكذا الف مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت كجبل أُحد ،اوبشفاعة النبى عليه السلام أو الصوفيون أو أو ، فأصبحت حياتهم تتردى من سىء لأسوأ في كل شيء وفى كل مجال ،وباتوا في ذيل الأُمم والحضارات . فكل هذا السوء والتردى بسبب تدينهم الفاسد المبنى على أباطيل روايات لهوالحديث وما نتج عنها من علوم في الوحلى الشيطانى.
==
فما هي الآيات التي يحتاج المُسلمون لإعادة فهمها لتقويم وإصلاح تدينهم ووضعهم ؟؟
وما هي الآيات التي غيرواحقائقها ومفاهيمها وفقهها؟؟
الأيات عديدة وكثيرة ولكننا سنختارما يرددون فهمهم الخاطىء لها لتبرير تدينهم وإتباعهم لخطوات الشيطان .
الآية الأولى ::
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (3) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ (4)
فيقولون عنها أنها تخص السنة النبوية ،وأن أحاديث النبى عليه السلام هي داخل نطاق (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (3) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ (4) فجمعوها مع القرءان الحكيم في وعاء واحد ،وانها مُنزلة من عند الله مثلما نزل وحى القرءان وقالواعنها (ألا إنى أوتيت القرءان ومثله معه ).. مع أنهم لوعادوا للقرءان لوجدوا أن الآية الكريمة تتحدث عن ساعة نزول القرءان وحده على النبى عليه السلام وكيفية نزوله . وأن التاريخ (تاريخ علم الحديث نفسه ) يُثبت أن النبى عليه السلام توفى ولم يثبت عنه ولم يُخلف وراءه رواية واحدة أو كلمة واحدة في دين الله غير القرءان الكريم .ولنقرأ آيات سورة النجم دون شرح لأنها شارحة ومُبينة لنفسها فيقول رب العزة جل جلاله (وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (3) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (9) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (10النجم).
==
الآية الثانية :
(وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (7) الحشر.
فيقولون أن روايات البخارى ومالك والشافعى وإبن حنبل ووووو هي مما أتاه الرسول عليه السلام للمسلمين فوجب علينا أن نأخذها ونعبد الله بها . فهل هذا فهم صحيح للآية الكريمة وتشريعاتها ؟؟
لا والأف لا ومليون لا :: فهذا الجزء من الآية السابعة من سورة الحشر جاء في سياق حديث القرءان عن القتال وتوزيع الفىء الذى إغتنمه النبى عليه السلام والمسلمون .فرفض بعض المنافقين الأنصبة التي أعطاها لهم النبى عليه السلام .لأنهم كانوا كعادتهم يلمزون النبى عليه السلام في الصدقات ولا يرضون بأنصبتهم فيها ويطمعون في المزيد حتى لو أخذوا الفىء والصدقات كلها لهم هم دون غيرهم .فنزل القرءان الكريم يأمرهم بألا يُخالفوا أمرالنبى عليه السلام ولا يلمزونه في الصدقات ولا في توزيع الفىء، وعليهم بالرضا بأنصبتهم وبما يُعطيه النبى عليه السلام لهم ،ويتوقفون عن الطمع الذى يطمعون فيه بأخذ حصة أكبر من حصتهم .فنزل القرءان يقول لهم (وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (7)...............
ولنقرأ هذه الجزء الكريم في سياق الأيات التي نزل فيها فيقول رب العزة جل جلاله (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (1) هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ (2) وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ (3) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (4) مَا قَطَعۡتُم مِّن لِّينَةٍ أَوۡ تَرَكۡتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيُخۡزِيَ ٱلۡفَٰسِقِينَ (5) وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (6) مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (7) لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ (8) وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (9الحشر).
وفى آية أخرى تتحدث عن غمزهم ولمزهم عن النبى عليه السلام في توزيعه للصدقات يقول رب العزة جل جلاله .
(وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) التوبة 85
فمن هذاالسياق نفهم أن (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا ) كانت عن توزيع الفىء والصدقات وليس عن القرءان ولا عن وحى ثانى مع القرءان .
==
الآية الثالثة ::
بعدما سلب تلامذة الشيطان وأولياءه أئمة الكفر والضلال والفسوق عقول وأفهام المُسلمين إستحدثوا لهم حُكما تشريعيا جديدا بتبديلهم لمعانى ومفاهيم وحقائق آيات من القرءان ليجعلوا بها من أنفسهم أوصياء على دين الله وعلى عقول الناس ،وليحتكروا بها دين الله لأنفسهم ،ثم ليقولواويقول الناس عنهم أنهم (رجال الدين) فيتخذون منه تجارة يشترون بآيات الله فيها ثمنا قليلا .فقالوا في فهم قوله تعالى (وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ (122) التوبة . أنها تجعل طائفة ما وحدها تتفقه في الدين وتتخذ منه وظيفة ،فهم رجال الدين وعلماءه فلا ينازعهم في هذا أحد . فحددوا لأنفسهم مظهرا وملبسا يرتادونه مختلفاعما يرتديه الناس ليمتازوا به على الناس. وجعلوا من أنفسهم (شيوخا في العلم ) فيُفتون بوصايتهم هذه في كل شيء حتى لو كان في مدارات وتركيب الذرة ونواتها وتفاعلاتها وإنشطارها !!!!!!!! فهل قوله تعالى (فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ) تعنى التفقه في الدين والقرءان والتشريعات أم شيئا آخر ؟؟
فلنقرأ الأية الكريمة في سياقها ثم نحتكم إليه ونتدبره لنتعرف على معناها الحقيقى .فيقول رب العزة جل جلاله ((مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأٞ وَلَا نَصَبٞ وَلَا مَخۡمَصَةٞ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَـُٔونَ مَوۡطِئٗا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنۡ عَدُوّٖ نَّيۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلٞ صَٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (120) وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةٗ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةٗ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (121) ۞وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ (122) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ (123التوبة).
فالأية الكريمة جاءت في سياق الحديث عن القتال وكيفية الإستعداد له .فهى تتحدث عن وجوب أن يكون هناك فرقة أو مجموعة من المتخخصين فى الجيش وظيفتها دراسة أرض المعركة وعدد وعتاد العدو(مخابرات أو إستطلاع فى الأنظمة الحديثة ) ليعودوا إلى قومهم بمعلومات يستطيعون من خلالها وعلى أساسها بناء خطة الدفاع والهجوم فى قتالهم معهم . فجملة ( ليتفقهوافى الدين )فى الآية الكريمة تعنى بحث طريق وأرض وظروف المعركة وليس الدين بمعنى الإيمان والعبادات ووووو.. ومن هُنا فليست دراسة الدين والإسلام والقرءان المبين حكرا على أحد،ولا وصايةعقلية فيها لأحد على أحد ،بل الجميع مُطالب بأن يتدبرالقرءان ويدرسه ويبحث عن حقائقه وتشريعاته ،ثم يتواصون بالحق فيها فيما بينهم ولو في المستويات ألأولية مستويات الهداية وذلك من خلال (خطب الجمعة ) ودراسة جماعية للمصلين لأيات من القرءان فيها على الأقل . فالدين كما قلنا ليس حكرا على شخص أو أشخاص او مؤسسة بعينها ،وإنما هو مسئولية فردية واجبة على كل شخص وسيٍسأل عنها منفردا يوم القيامة. فبفهمهم الخاطىء للآية الكريمة خلقوا لأنفسهم كهنوتا دينيا يُتاجرون به في آيات الله ويشترون بها ثمنا قليلا ،ويُدافعون عنه بدمائهم ،ويُسفهون ويتوعدون ويُهددون كل من إقترب من كهنوتهم بالرفض والنقد وبيان فساده الفقهى ،ويستعدون الدولة والمُجتمع عليه بحد الردة وقضايا إزدراء الأديان وووو.
==
الآية الرابعة:
(وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ) النساء 83
فكما فعلوا مع الأية رقم 3 في المقال فعلوا مع هذا الجزء من آية سورة النساء .فقالوا أن (وإلى أولى الأمرمنهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) أنه يخص الدين ورجال الدين فهم أولى الأمر في الدين . وهذا فهم خاطئ لأن الآية الكريمة لا تتحدث عن الدين (الإيمان والعبادات ) لا لا لا وإنما تتحدث عن شئون القتال والأخبار والمعلومات والشائعات الواردة عن العدو وتجهيزاته ومعداته وأرض المعركة وووووو . ولنقرأ الأية في سياقها لنتعرف على فقهها فيقول رب العزة جل جلاله (
(وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا (83) فَقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسٗا وَأَشَدُّ تَنكِيلٗا (84النساء).
فكما ترون وكما تتابعون من المصحف الآيات حتى الآية 96 من سورة النساء فالسياق يتحدث عن السلام والقتال والمعاهدات والمنافقين ، وعن إرجاع الأمر في المعلومات والشائعات لأهله من أولى الأمر والعلم والخبرة في شئون الحرب والسلام والمعاهدات وتحليل البيانات وإستخلاص المعلومات وبناء الإستراتيجيات على أساسها ،ولاعلاقة له بالإيمان القلبى والعبادات نهائيا .
ولكنهم كعادة تلامذة الشيطان إستحوذوا على عقول المسلمين وجعلوا من أنفسهم أوصياء على عقولهم ومفاهيهمهم في دين الله بتغييرهم لمعاني ومفاهيم وحقائق آيات الله جل جلاله فضاع المُسلمون معهم ،وضيعوا دُنياهم،وآخرتهم لإشراكهم بالله جل جلاله بإتباعهم لهم ولعلومهم وأكاذيبهم في دينهم ، ولهجرهم للقرءان ومحوهم لحقائقه.
==
فهل يستفيق المُسلمون من غفوتهم ويكفرون بعلوم الشيطان ودينه ليُصلحوا تدينهم ودنياهم وآخرتهم قبل فوات الآوان ؟؟؟
نرجو هذا .
=
اللهم بلغت اللهم فأشهد .
(فستذكرون ما أقول لكم وأُفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد ).