تعقيبا على ضرب تلميذة مسلمة لمعلمة فرنسية بسبب الحجاب .
قرأنا أن هناك تلميذة فرنسية فى المرحلة الثانوية من أصول مُسلمة رفضت طلب أستاذتها بخلع الحجاب فتطور الأمر بينهما إلى أن ضربت أستاذتها على وجهها وفرت هاربة من المدرسة ، فحدثت صدمة فى المجتمع الفرنسى وإعتبرت وزيرة التعليم الفرنسى أنها بذلك ضربت الجمهورية الفرنسية ، وربما يفصلوها من التعليم كُله
===
التعقيب .
من وجهة نظرى أن الخطأ مُشترك من الدولة الفرنسية ومن الجاليات المُسلمة هناك سواء كانوا مواطنين أو مُقيمين فرنسيين ... ففرنسا تتحجج بمنع إرتداء أى رمز دينى فى المدارس ،وهذا خطأ لأن كل بلاد العالم الغربى وكندا وامريكا بالرغم من أنهم بلاد علمانية أكثر من فرنسا فإنهم يسمحون للبنات المسلمات بإرتداء الحجاب وللطلبة الهندوس والسيخ بإرتداء رموزهم الدينية وللطلبة اليهود كذلك ، والحياة تسير بسلام وتناغم ومودة وصداقة وزمالة ومحبة بين كل الطلبة والتلاميذ والأساتذة والمعلمات وإداراة المدرسة ،بل إن المدارس بها مكان (مسجد مثلا) يصلى فيه المسلمين الظهر ،ثم يتحول إلى مكان عبادة لغير المسلمين بالتناوب وهكذا ... وأن كثيرا من البلدان الغربية وكندا وأمريكا سمحت للمحجبات بدخول كلية الشرطة وأصبحن ضباط شرطة ويؤدين وظيفتهن على أكمل وجه وهن مرتديات الحجاب .... فتعنت فرنسا ضد الحجاب هو تعنت لا مبرر قوى له وهو نوع من العنصرية التى يتمتع ويعيش فيها بعض (الجنس الفرنسى تحديدا) على غير الجنس الإنجليزى المنفتح على كل الثقافات والعادات المختلفة عنه ومعه فى الدين .
ثانيا :::
فكما إنتقدنا تعنت فرنسا فلابد أن نُعيد ونُكرر ونُذكر بناتنا وأخواتنا المهاجرات والمواطنات المسلمات فى بلاد الغرب وشمال أمريكا بل وفى العالم العربى والإسلامى أيضا بأن الحجاب (غطاء الراٍس) ليس له علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ، وأن من تؤمن أو من يؤمن بأن الحجاب (غطاء الرأس ) فريضة من الله وفريضة إسلامية فقد إفترى على الله جل وعلا وعلى رسالته وتشريعاته .
ثالثا ::
كتبت مرارا وتكرارا بأن الإصلاح الدينى يبدأ من مصر وبمصر فلو تم الإصلاح الدينى للمصريين فسيتبعه إصلاح دينى للمسلمين فى العالم كُله مُباشرة .لأن مصر هى نواة ومركز ثقل الفكر الدينى الإسلامى فى العالم كُله نظرا لوجود الأزهر ، ولمشايخه ومؤلفاتهم ووووو المنتشرون فى العالم كله ,ولا يستطيع أحد أن يُنكر هذه الحقيقة . فإذا فهم المصريون والمصريات أن الحجاب (غطاء الرأس ) ليس من تشريعات الإسلام وآمنوا به وطبقوه فسينعكس إيمانهم وتطبيقهم هذا إيجابا على كل المسلمين والمسلمات فى العالم كُله
وقد لاحظت وقرأت فى الفترة الأخيرة أن (شيخ الأزهر - أحمد الطيب) قد صرّح بأن الحجاب والنقاب عادة وليس عبادة وأنه لا توجد أوامر تشريعيه تأمر به... فهذا شىء جيد (مع أنه وصل متأخرا بعدما سبقناه ب30 سنة لكن المهم أنه وصل وتحدث بالحق فى هذا الموضوع الآن) ... فنحن نقول له ونطلب منه أن يُطبق هذا على أرض الواقع ::: كيف؟؟؟؟؟
بأن يسمح عمليا للإعلاميات والمذيعات الغير محجبات أن يُجرين معه أحاديث ولقاءات متلفزة وهن غير مرتديات للحجاب ......... وأن يسمح للسائحات الأجنبيات وللمصريات والعرب الغبير محجبات بدخول المسجد الأزهر بدون حجاب . وأن يُلغى قرار وجوب دخول طالبات جامعة الأزهر الجامعة بالحجاب وأن يتركهن بحريتهن مثلهن مثل كل زميلاتهن فى الجامعات الأُخرى ،من تريد أن ترتدى حجاب فهى حرة ،ومن تريد ألا ترتديه فى حرم الجامعة وفى المحاضرات فهى أيضا حُرة ...
وأن يُنادى ويُعلن للمُسلمات فى العالم كُله أنه يجوز للنساء أن يُصلين فى المسجد الحرام ويؤدين مناسك الحج والعمرة دون إرتداء الحجاب (غطاء الراس ) ..... فهل يجروء على هذا إنصافا لدين الله جل جلاله وتبرئته من إلصاق فريضة الحجاب (غطاء الرأس) به ؟؟؟؟؟؟ نتمنى أن يقدر على هذا ..
فنحن والحمد للله قلنا هذا ونُكرره .
===
فى النهاية ندعو فرنسا أن تكون أكثر تسامحا فى أمور لا ولن تمس الأمن القومى الفرنسى ، وندعو الجاليات المسلمة فى الخارج أن تعرف دينها حق المعرفة وألا تصطدم ببلادهم الأصلية لو كانوا مواليد الغرب وأمريكا الشمالية ولا بأوطانهم الجديدة التى إستقبلتهم وإحتضنتهم وأعطتهم الحرية الكاملة فى دينهم (دينهم الحقيقى الصحيح ) ...
==
حفظ الله العالم من سوء الفهم وما يترتب عنه وعليه من تعصب وتطرف من أى طرف من الأطراف .