ملة إبراهيم ،ومقارنة الأديان .

عثمان محمد علي في الثلاثاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


ملة إبراهيم ،ومقارنة الأديان .
سؤال من أخ كريم يقول فيه :: مساء الخير دكتور .عندى سؤالين بعد إذنك .القرءان يامر المسلمين بإتباع ملة إبراهيم فأين هى الآن ؟؟
السؤال الثانى . لماذا ترفض الإشتراك فى مناظرات وحوارات حول مقارنة الأديان ؟
==
التعقيب ::
شكرا جزيلا لحضرتك على السؤال ومساء ألأنوار .
ندخل فى الموضوع ::: وجهة نظرى وما أؤمن به حول أين هى ملة إبراهيم عليه السلام الآن ؟؟؟
الأصل فى كل (الأديان الربانية مجازا -اليهودية والمسيحية والإسلام وما قبلهم ) هو أنهم جميعا دين واحد منذ أن خلق الله آدم عليه السلام وهبط إلى الأرض هو وزوجه (زوجته ) وهو الإسلام . وذلك لقول الله جل جلاله لنا ،وبالتأكيد لمن سبقنا فى رسالاتهم (إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ) آل عمران 19.
وقالها إبراهيم ويعقوب عليهما السلام فى وصيتهما لأبنائهما ((وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ (132) أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ (133) البقرة .
فملة إبراهيم عليه السلام هى الإسلام ، وإتباع ملة إبراهيم هى إتباع لتشريعات الإسلام .........
فأين هى تشريعات الإسلام ؟؟
تشريعات الإسلام كانت موجودة فى كل رسالة نزلت على رسول من رسل الله منذ آدم إلى محمد عليهم السلام ، فهى التى كانت موجودة فى رسالة نوح ، وفى رسالات هود ويونس وهود وشعيب وصالح وصُحف إبراهيم وموسى وتوراة كل أنبياء بنى إسرائيل وإنجيل عيسى عليهم السلام جميعا ، فأين هى الآن ؟؟
أخبرنا رب العزة جل جلاله بأن بنزول القرءان الكريم على النبى محمد بن عبدالله عليه السلام أصبح مُصدقا ومُهيمنا على كل ما سبقه من كُتب ورسالات ربانية للبشر جميعامن قبله ...( وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (48) وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ (49) المائدة .
فأصبح القرءان الكريم جامعا لتشريعات وملل ورسالات رب العالمين التى سبقته وأصبح مُهيمنا عليها ،أى أصبح الإيمان بها إيمانا عاما مثل الإيمان بالأنبياء السابقين ،لكن التطبيق لتشريعات الرحمن لا يكون إلا مما جاء وبما جاء فى القرءان الكريم ...وبالتالى فمن يبحث عن ملة إبراهيم وصُحف إبراهيم ليتبعها الآن فهو يُضيع وقته ومجهوده وقدرته العقلية ،ونسى أن المولى جل جلاله قال له ( وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ ) يعنى الموضوع إنتهى أنت تؤمن بملة إبراهيم وصُحف إبراهيم عليه السلام ،ولكن لا تبحث عنهما ككتاب منفصل عن القرءان، ولا تعبد الله إلا بما عندك فى قرءانه المُبين ...
وهذه أمثلة سريعة على أن القرءان الكريم إحتوى على تشريعات ما سبقه من الرسالات الربانية .....((مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ (43) فصلت .
((وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (65) بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ (66) الزمر
((۞شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ (13) الشورى .
((إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى.صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)) الأعلى .
..... وآيات كثيرة وكثيرة تُفيد بان تشريعات رب العالمين لنا هى هى نفس تشريعاته سُبحانه وتعالى للأُمم السابقة
ومن كل هذا نؤكد على أن ملة إبراهيم عليه السلام الآن موجودة داخل رسالة القرءان الكريم ،فبإتباعك للقرءان الكريم تكون قد إتبعت ما جاء فى ملة إبراهيم وصُحفه عليه السلام .
===
إجابة السؤال الثانى عن رفضى للدخول فى حوارات ومناظرات حول (مقارنة الأديان ) .
أولا ..
جملة مقارنة الأديان جملة خاطئة شكلا ومضمونا وقلبا وقالبا . لماذا؟؟ لأنه كما قلنا سابقا ليس هناك أديان ربانية مُتعددة لنقارن بينها ولكن هُناك دين واحد لله رب العالمين جل جلاله منذ أن هبط آدم على الأرض وإلى أن تقوم الساعة وهو (دين الإسلام ) ...... ( إن الدين عند الله الإسلام )
ثانيا ::::
وكما قلت أيضا من خلال فهمى للقرءان الكريم وحقائقه علمت وآمن وأيقنت بأن القرءان الكريم أصبح مُصدقا ومهيمنا على كل ما سبقه من رسالات وكُتب وتشريعات ،فلماذا أدخل فى متاهات ومناظرات نتيجتها عندى صفر . فكيف أقارن بين القرءان والتوراة مثلا أو بين القرءان والإنجيل (على فرضية صحة التوراة والإنجيل الموجودين حاليا ) والقرءان الذى أؤمن به وبكل حرف فيه أخبرنى بأنه يحوى بداخله ما جاء فى كل ما سبقه من رسالات ؟؟؟ فبالتأكيد هى مضيعة للوقت وخبلان فى المُخ لو وقعت فى هذا الفخ الشيطانى .... فمناقشة مقارنة ألأديان من وجهة نظرى هى عبث ومنظرة على الفاضى ولا فائدة منها على الإطلاق فهى فشخرة بإطلاق بعض الجمل والعبارات التقعيرية التى يتباهى بها المتناظرين ليقولوا عن أنفسهم أو ليقول عنهم الناس أنهم فاهمين فى الأديان وفى مقارنة الأديان وأن فلان هزم فلان وترتان فى مناظرته عن الأديان ووووو فكل هذا الخبل الفاضى لن يجعل حضرتك تقتنع بكلامى عن دينى ولا أنا سأقتنع بكلامك وخصومتك للإسلام والقرءان فأتركه وأتبع دينك وتدينك.
حضرتك عايز تناقشنى أو تسألنى فى الإسلام فاهلا وسهلا فى سؤالك عن أى موضوع أو آيةداخل القرءان الكريم نناقشها ونتحاور حول مفهومى لها ،غير هذا فمعذرة وعذرا ليس لدى وقت أُضيعه فى سفسطة وجدال لا ثمرة له ولا طائل منه .
ثالثا ::
أنا قرأت قراءات حُرة أيام دراستى الجامعية من أكثرمن 40 سنة فى المسيحية من خلال كتاب (الإنجيل كتاب الحياة) ومؤلفات لموريس بوكاى عن مقارنة الأديان ، ولمحمد أُسد عن الإسلام يتحدى وكتب كثيرة لا أتذكر أسمائها الآن ، ثم بعد وصولى لكندا من 19 سنة دخلت فى مناقشات رغما عنى (ولأول مرة أقولها )من خلال حملة لمحاولة تنصيرى من خلال زيارات كثيرة لى من أساتذة مسيحيين (لهم فضل عليا فى هجرتى لكندا وأنا لهم من الشاكرين ويرحم الله من توفى منهم ويبارك فيمن هم على قيد الحياة ) بإيعاز من كنيسة مصرية حول الإيمان بالثالوث والمسيح المُخلص وووو، والإساءة من بعضهم للنبى محمد عليه السلام والقرءان ووووو وكأنهم فى حرب ضروس ضده عليه السلام شخصيا .فلم يجدوا منى سوى تفنيد وجهات نظرهم وبيان فساد وضلال معرفتهم ومعلوماتهم عن الإسلام والقرءان ورسول الإسلام عليه السلام , وأهدانى أحدهم مجلدا ضخما يحتوى على العهد القديم والعهد الجديد ،فتصفحته فوجدته لا يختلف كثيرا عن مؤلفات البخارى ومسلم وووووووو والتراث الذى نواجهه فكريا بالقرءان الكريم ...... فآمنت وأيقنت مليار % أن التوراة والأناجيل الموجودة حاليا ليسوا هم من أنزلهم الله جل جلاله على موسى وأنبياء بنى إسرائيل وعيسى بن مريم عليهم السلام جميعا ، وأنها مجرد كتابات ومؤلفات بشرية مثلها مثل روايات لهو الحديث فى البخارى وقصص الأنبياء وسيرة رجال حول الرسول وووووووووووووو ومسلسل محمد رسول الله الذى أنتجه وأذاعه التليفزيون المصرى فى الثمانينات ....... فمن يريد أن يقارن بين (العهد القديم والعهد الجديد والأناجيل) فليقارنها بالمؤلفات البشرية لبعض من ينتسبون للمسلمين مثل البخارى وإبن إسحاق ،وإبن هشام وووووو وما شابه ..
لكن مقارنتهم بالقرءان فأنت تظلم نفسك وتظلم القرءان وتُظهر جهلا عظيما بمعرفتك بهم وبالقرءان ..
ومن هُنا فلم ولن أدخل فى مهاترات ما يسمونه بمناظرات للمقارنة بين الأديان ........... فمن يريد أن يتحدث عن تدينه فليتحدث هو ولكن لن أُشاركه حديثه ولن أُعقب عليه فهو يتحدث عن تدينههو ولا دخل لى به . لكن كما قلت سابقا لو أرسل لى سؤالا أو إستفسارا عن موضوع ما فى الإسلام والقرءان فبكل حُب وإحترام سأُجيبه بما أعلمه وأفهمه عنه أو سأبحث الموضوع فى القرءان لأرد عليه بما فهمته إن لم يكن لى دراسة سابقة عنه .
اجمالي القراءات 702