محمد بوذهان مناضل امازيغي في منطقة الريف الجريحة
مقدمة متواضعة
لعل القضية الامازيغية في منطقة الريف قد اختلفت اختلافا جوهريا عن المناطق المغربية الأخرى حيث ان منطقة الريف الكبير معروفة بتاريخها الطويل في مقاومة الاستعمار الاسباني و الفرنسي اثناء سقوط جمهورية الريف سنة 1926 كحقيقة تاريخية لا يمكن تجاهلها باي حال من الأحوال او تحت أي مبرر مهما كان و نفي المرحوم عبد الكريم الخطابي و عائلته الموقرة الى احدى الجزر الفرنسية و بعدها الى مصر سنة 1947 الخ من هذه الاحداث التي تستحق ان تعرف بشكل دقيق في عصرنا الحالي باعتباره عصر الحريات و عصر إعادة كتابة تاريخ هذا الوطن القديم و الوسيط و الحديث دون اية نزعة مشرقية او غربية ....
لعل منطقة الريف الكبير كما اسميها قد وجدت نفسها بعد الاستقلال في قلب الانتفاضات الشعبية التي عولمت بالقمع و بالاغتصابات الخ من طرف السلطة المركزية و حزب الاستقلال في أواخر الخمسينات من القرن الماضي كرد فعل طبيعي على تهميش الامازيغية و الامازيغيين داخل اللعبة السياسية على الصعيد الوطني عموما و على تهميش منطقة الريف سياسيا و ثقافيا و اقتصاديا خصوصا حيث ان هذه الأمور أصبحت تقال بصريح العبارة في الجرائد و في ندوات المنظمات الحقوقية منذ انطلاقة تجربة هيئة الانصاف و المصالحة بالمغرب ..
لقد سبق لي ان تناولت موضوع حراك الريف منذ بداياته في أكتوبر 2016 الى الان عبر مقالات و حواراتي الصحافية الخيالية و تدويناتي الفايسبوكية دون أي خوف او تردد لانني احترم الوحدة الترابية و الوطنية لبلادنا كما هو الشأن بالنسبة لكل مكونات الحركة الامازيغية الثقافية و السياسية و كذا معتقلي حراك الريف القابعين في السجن الى حد الان في تشويه صريح لصورة المغرب كبلد قد قطع أشواط حقيقية و مهمة في مسار حقوق الانسان في عهد الملك محمد السادس دام له العز و التمكين..
ان من بين ثمار هذا المسار الحقوقي المتميز لبلادنا منذ سنوات تجربة هيئة الانصاف و المصالحة الفريدة من نوعها على صعيد فضاءنا الإقليمي خصوصا و الإسلامي عموما لان المغرب هو الذي له السبق الحقوقي على صعيد هذه الجغرافية الشاسعة في إقامة جلسات الاستماع العمومية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ما بين سنة 1956 و سنة 1999 .
انني اؤمن ايمان راسخ ن هذا الزخم الحقوقي المتميز لبلدنا هذا المغرب لا يستحق هذا التشويه المفضوح و الغبي بحكم ان حراك الريف كان يطالب بمجموعة من المطالب المعقولة من قبيل توفير الجامعة و المستشفى و رفع العسكرة عن منطقة الريف منذ سنة 1958 الخ من هذه المطالب الاجتماعية و الثقافية حيث املنا كبير في ملكنا المهام بغية اطلاق سراح هؤلاء الأبرياء الذين لم يرفعون السلاح ضد الوطن كما فعلت جبهة البوليساريو الانفصالية منذ سنة 1973 الى الان بشهادة الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة السمارة منذ عام تقريبا و لم يطالبوا بالانفصال عن المغرب بصريح العبارة منذ أكتوبر 2016 الى يونيو 2017 أي تاريخ اعتقالهم المؤسف بدون الدخول في التفاصيل المعروفة لدى الجميع ...
الى صلب الموضوع
أولا انني اشكر الأستاذ علي خداوي على ارسال معلوماته القيمة عبر الفايسبوك حول هذا الرجل المناضل بقلمه و بجريدته الشهيرة داخل المغرب و خارجه بفضل الانترنت حيث كان مقاله الافتتاحي في كل عدد من اعداد جريدته النادرة طيلة 15 سنة أي منذ سنة 1997 الى سنة 2012 يحمل هموم القضية الامازيغية بشموليتها بالشموخ و الجراة النادرة .
و قد عين في سنة 2001 كعضو في المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية لكنه انحسب منه مع صديقه الأستاذ علي خداوي و اخرين سنة 2005 لاسباب تتعلق بالاطار الثقافي و اللغوي للقضية الامازيغية منذ سنة 2001 او كما يقول هذا الرجل في مقالاته العديدة مخزنية القضية الامازيغية او سياسة الدولة الجديدة تجاه الامازيغية ..........
يشرفني عظيم الشرف و الفخر ان اكتب هذه السطور المتواضعة في حق الأستاذ و المناضل الامازيغي الحر محمد بوذهان الغني عن التعريف حيث ولد في منطقة سلوان بالريف سنة 1952 و عمل كاستاذ ثم كمفتش في مادة الفلسفة .
و هو مناضل امازيغي شرس حسب شهادة الأستاذ خداوي حيث أسست جريدة تاويزا أي التضامن سنة 1997 أي أواخر عهد الراحل الحسن الثاني حيث للإشارة ان الحركة الامازيغية وقتها كانت تعمل وفق المقاربة الثقافية و اللغوية للقضية الامازيغية منذ سنة 1967 الى ذلك التاريخ بالضبط .
لقد اثمرت هذه المقاربة على عدة مكاسب أولية لهويتنا الام في بدايات القرن الحالي من قبيل خطاب اجدير التاريخي في 17 أكتوبر 2001 و من قبيل تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية الخ من هذه المكاسب الداخلة في كل ما هو ثقافي و لغوي أي تحقيقا سياسة المخزن الجديدة تجاه القضية الامازيغية بجعلها بعيدة كل البعد عن مجالات حيوية مثل تدبير الشأن الديني الرسمي و مثل المسالة التنموية الخ من هذه المجالات الحيوية ..
و يقول الأستاذ خداوي في شهادته القيمة في هذا السياق لم يرضخ الأستاذ بوذهان لاية مساومة و أي اغراء باعتباره كان يدافع عن الحقوق الثقافية و اللغوية و التاريخية و السياسية لامازيغي المغرب حيث ان هذه العبارات هي كافية لندرك ان الأستاذ بوذهان كان ينظر الى القضية الامازيغية نظرة سياسية مثل المرحوم احمد الدغرني و نحن الان كجيل جديد يطمح الى تأسيس حزب سياسي ذو المرجعية الامازيغية الإسلامية حسب رايي المتواضع لان الآراء و وجهات النظر تختلف داخل حركتنا الامازيغية...........
و في سنة 2006 قد تواصلت مع الأستاذ بوذهان عبر الايميل لنشر مقالاتي المتواضعة في جريدته النادرة تاويزا حول فن الروايس و الدين الإسلامي حيث نشرت مقالان او 3 مقالات في هذه الجريدة المناضلة التي ساهمت في تنوير عقولنا نحو النضال الامازيغي بالقلم بالنسبة لي كمعاق لا يستطيع المشي و النطق بلسانه أي ان جريدة تاويزا تركت بصمات واضحة في عقلنا الجمعي الامازيغي ..
و لن ننسى جميعا ان الأستاذ بوذهان قد ناضل من اجل تحطيم أيديولوجية الظهير البربري من خلال كتابة مقدمة كتاب الظهير البربري اكذوبة سياسية في المغرب المعاصر للمرحوم الأستاذ محمد منيب الصادر سنة 2002 و كتابه الالكتروني يحمل عنوان الظهير البربري حقيقة ام خرافة سنة 2012 حيث ارسله لي بالمناسبة حيث ان هذه الأيديولوجية الحقيرة قد ساهمت بشكل عظيم منذ سنة 1956 في الفصل التام بين الامازيغية و الإسلام على مستوى السلطة و نخبتها الدينية و السياسية من خلال طمس الإسلام الامازيغي و تضخيم الإسلام حسب تاويل ما يسمى بالحركة الوطنية ثم الإسلام الوهابي منذ سنة 1979 الى الان مع كل ما انتجه هذا الإسلام الدخيل من التطرف و الإرهاب و الالحاد الخ من هذه الظواهر الخطيرة و المتواجدة في مجتمعنا للأسف الشديد مع ان اجدادنا الامازيغيين قد اسلموا على يد الرسول الاكرم حسب بعض الروايات التاريخية قالها سيدي الحسين جهادي في كتابه القيم حول الدولة البرغواطية ...
و خلاصة القول انني ادعو الله للأستاذ محمد بوذهان بالشفاء العاجل من مرضه كما اخبرني الأستاذ خداوي منذ الشتاء الماضي حيث انني على دربه انشاء الله باعتباري قد كتبت كتاب تحت عنوان الامازيغية و الإسلام و أيديولوجية القامعة لهما
.......................
توقيع المهدي مالك