كلمات وردت مرة واحدة فى القرءان كيف نفهمها ؟؟
سؤال مهم :
تحياتى دكتور، من فظلك كيف نفهم الكلمات التى ذكرت مرة واحدة فى القرآن متل (الكوثر).و (زنيم)؟؟
===
التعقيب :
يا مساء الخيرات أستاذ ....... .
منهج مدرسة موقع (اهل القرآن) فى فهم مُصطلحات القرءان الكريم عموما يعتمد على فهمها من خلال السياق الذى وردت فيه فهو دائما ما يشرحها ،فالقرءان المبين يشرح بعضه بعضا ويُبين بعضه بعضا وهذا نوع من أنواع بيان القرءان ..... فمثلا مُصطلح (الكوثر ) يُفهم من الآية (إنا أعطيناك الكوثر ) فما الذى اعطاه رب العالمين للنبى عليه السلام متفردا به عن البشر ؟؟؟ أعطاه رب العالمين رسالة القرءان الكريم .. إذن فالكوثر إسم للقرءان الكريم وليس حوضا أو نهرا فى الجنة كما يزعُم التراثيون وأصحاب روايات لهو الحديث ...ولو بحثنا فى القرءان الكريم فسنجد أنه هو الكتاب الأوحد فى كل الكُتب الموجودة عبر تاريخ البشرية الذى يُعطيك معلومات بكثرة وبغزارة كلما قرأته ودرسته وتدبرته حتى لو قرأته ألف مرة ستخرج منه كُل مرة بمعلومات جديدة تًضاف إلى ما كنت تعرفه من قبل عن حقائقه وتشريعاته وهو الكتاب الوحيد الذى يتمشى فى معلوماته مع كُل عصر ،,هو الكتاب الوحيد الذى يُعطي مستويات من الفهم تبدأ بمستوى الهداية إلى مستوى الرسوخ فى العلم القرءانى ،فلذلك سُمى ب(الكوثر.)
ومن هنا فالكوثر هو إسم وصفة من أسماء القرءان الكريم .
==
ولو طبقنا هذا المنهج على فهم كلمة (زنيم ) فسنجد أنها وردت فى سياق آيات سورة القلم التى تتحدث عن صفات ذميمة للمُكذبين بآيات الله فى القرءان الكريم ،والتى تقول(وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ (11) مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (15))) ...... وأن ما جاء بعد كلمة وصفة (زنيم ) هو (( أن كان ذا مال وبنين ) . فمنها نفهم أن (زنيم ) تعنى صفة ذم للإنسان المُختال الفخور الذى يختال ويغتر بأمواله وأولاده .وهذه الصفة حذرنا منها رب العزة جل جلاله فى قوله تعالى ( وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ)) الحديد 23
==
أما من يلجأون للقواميس العربية ليفهموا منها معانى مُصطلحات القرءان فغالبا وكثيرا ما يُخطئون ويأتون بمعان لها بعيدة كُل البعد عنها . وكان الأولى بهم أن يفهموها من سياق الأية والآيات التى وردت فيها ........
فمثلا قالوا عن (زنيم ) أنه (إبن الزنا) وأنه (الإنسان الذى لا أصل له ،أو الذى ينتسب إلى قوم وهو فى الأصل ليس منهم ) ..فهذا المفهوم عن (زنيم ) يتعارض مع حقائق القرءان وحكمه ووصف للإنسان . لأن القرءان الكريم لا يسخر من شخص بسبب نسبه ،أو هل هو إبن زواج شرعى أو إبن زنا وسفاح ... القرءان يتعامل مع إيمان الإنسان وأعماله وسلوكياته هو وليس مع سبب وجوده فى الحياة فليس للإنسان القدرة على الإختيار فى أن يولد من زواج شرعى أو من زنا وسفاح .
===
الخلاصة ::
دائما سياق الآيات هو الذى يشرح مُصطلحاتها وكلماتها ،وعلى العرب والمُسلمين تصحيح معانى كلماتهم ولسانهم وقواميسهم ومعاجمهم طبقا لمعانيها فى القرءان الكريم لأنه الأصدق فى ذلك ،ولأنه كتاب رب العالمين العليم الخبير وأن القواميس والمعاجم اللغوية وضِعت وكُتبت بعد القرءان الكريم فهو الذى يحكم عليها وليس العكس ..