رمضانيات
- يقول روجيه غارودي في كتابه نداء الى الاحياء( الصوم هو توقف ارادي للايقاع الحياتي ،تأكيد حرية الانسان بالنسبة لل(أنا) ولرغباته،وفي نفس الوقت استدعاء الجوع للحضور فينا كما لو كان جوع شخص أخر في الذات يجب علينا الاسهام في انتزاعه من البئس ومن الموت)
مأجمل هذا التعبير ، الذي لخص فيه روجيه غارودي عبادة الصيام، هذه العبادة العظيمة ،بحيث ربط مابين الانسان وحرية الاختيار.وبالوقت نفسه أكد حقيقة التوقف الارادي ،النابع من الايمان ،وربط ذلك بحقيقة &Ccecedil;لصوم الاجتماعية ،ألا وهي أن صومك أيها المسلم لن يكتمل إلا إذا شعرت بمن هم بحاجة لمساعدتك.وعبر عن ذلك بقوله... يجب....وهذا تأكيدا على أن الصيام ليس فقط الصلاة, والقيام والجوع والعطش... هذه لها غائيات اكبر من ذلك ,فحتى نحصل على ثواب هذه العبادة ، لابد لنا من ممارسة وفعل عمل الخير ، والشعور أن هناك من هم بحاجة لنا والبحث عنهم بصمت حتى لانخسر ثواب هذه الاعمال.
سألني صديق لي . لماذا فرض علينا الصيام مدة شهر .(ثلاثين يوما) في أغلب الاحوال. لماذا لم يفرض عشرة ايام مثلاً او مئة يوم؟.
سمعت البارحة من احد الاصدقاء أنه قرأ في دراسة لعدد من المختصين، الذين تخصصوا في دراسة الانفس ... قد يكونواعلماء نفس.... أن الانسان ،إذا اراد ان يقتلع عن عادة سيئة قد ابتلي بها، أو أراد أن ينمي عادة حميدة عنده ، يلزم هذا الانسان مدة ثلاثين يوما بالتمام والكمال ، حتى يقتلع عن عادة السوء ، أو يربي عادة حميدة. أليس هذا برهانا ، على ان صيام شهر رمضان ، كما فرضه الله عز وجل علينا شهرأ كاملاً ، وكما علمنا رسوله الكريم صلوات الله عليه وسلامه ، كيف نصوم هذا الشهر ، هو الحد الادنى ،للتغير في عاداتنا وسلوكنا نحو الافضل ، ذلك إذا كان صيامنا وقيامنا خالصا لوجه الله.
(سنريهم اياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)
لا أدري هل تقبل الله عز وجل صيامي وقيامي وعملي في شهر رمضان؟
سؤال مشروع ، صحيح لانعلم الغيب، وصحيح ان الثواب والعقاب سيكون يوم الحساب،
لكن هل يمكن أن نتنبأ .....، ولوبشكل نسبي . وهل نستطيع التكهن بأن الخالق عز وجل قد قبل صيامنا وقيامنا واعمالنا بعد انتهاء شهر الصوم.أقول يمكن والله أعلم. إذا انتهى رمضان شهر البركات ،وشعرت في نفسي بشيء من الحزن على مفارقته ،ومفارقة لياليه التي أكثرت فيهاالقيام ، وأيامه التي صمتها بصمت وهدوء،وأعمال الخير التي ساهمت بها.... وشعرت انني تغيرت نحو الافضل اتجاه ديني وشكل عباداتي، تغيرت في سلوكي ،فأصبحت اكثر هدوءا، واكثر تأملاً ، واصبحت عادة تدبر كتاب الله عادة أصيلة في تكويني أمارسها بانتظام حتى بعد الصيام. وإذا تغيرت علاقتي مع أسرتي لتصبح كما ارادها الله عز وجل.... عندها على أن أتيقن بأن الله قد قبل صيامي واثابني عليه إن شاء الله.