سؤالان فى المعاملات اليومية بين الناس .
السؤال الأول ::
مساء الخير دكتور عثمان
أنا اخذت ذهب زوجتي لانني كنت في حاجه ماسه اليه ..
وزنته وعرفت عدد جراماته ...ثم بعته واخذت المال وعندما وسعها ربي عليا اردت ان اعيد لها عدد جرامات الذهب كما اخذتها ..قالت لي ارغب في شراء ذهب مثلما اخذته مني....ذهبنا للصائغ ...لشراء الذهب بنفس قيمة الجرامات الاولي بسعر اليوم ...وإذا بالمصنعيه تتكلف 15 الف جنيه .
قالت زوجتي ...ادفع المصنعيه لي ...
فقلت لا ...لا دخل لي بالمصنعيه ...انا اخذت عدد جرامات ..ورددت اليكي المبلغ كما هو بسعر اليوم ....ليس عليادفع المصنعيه ...
فقالت ليس لي شأن أخذت ذهبي مشغول رده اليا مشغول ....
قال بل أسأل أولا ......
أفتنا أثابكم الله دكتور عثمان بما فهمته من كتاب الله ...هل لي ان ادفع المصنعيه لها أم انها تتحملها فأنا أخاف الله ؟
وشكرا جزيلا
==
السؤال الثانى ::
موضوع للنقاش: جائع سرق رغيف خبز واكله فشبع؛
يشكر الله ام يستغفره؟؟
==
التعقيب ::
إجابة السؤال الأول ::
لابد أن يدفع ثمن مصنوعية الذهب .لأنه أخذه ذهبا مشغولا ومدفوع المصنوعية ولم ياخذخ سبيكة ليس عليها مصنوعية ...وليتق الله ويتذكر قوله تعالى ((((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا))
(((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ))
((فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ))
فهذه أمانة ، وكان هذا عقدا بينها وبينك حتى لو كان عقدا وكلاما شفهيا غير مكتوب وليست عليه شهود.
==
إجابة السؤال الثانى عن سرقة رغيف خبز ليُنقذ حياته به .هل يشكر الله أم يستغفره على ذنبه لأنه سرق رغيف خُبز؟؟؟
يشكر الله ، ويبحث بنفسه عن سبب جوعه ويُعالجه ويتفاداه (لو كان هو المُقصر وأوصل نفسه لهذه الحالة وقد كان بإمكانه تفاديها) .
وإذا كان السبب خارج عن إرادته وطاقته فيبحث هو والمجتمع عمن تسببوا فى جوعه الذى كاد أن يُهلكه ويودى بحياته إلى الموت .فلو كانت قوانين وتشريعات جائرة تُضييق عليه رزقه فليطالبوا بتغييرها ....ولوكان نتيجة لحكومة فاسدة سارقة لموارد الشعب وثرواته فليطالبوا الحاكم والبرلمان بإقالتها ومحاسبتها ومحاكمتها ، ولو كان الحاكم هو السبب نتيجة لغبائه وإستبداده وديكتاتوريته وتبذيره وسرقاته وظُلمه فليعمل هو والمجتمع على إقالته ومحاكمته ومحاسبته وإسترداد حقوقهم وأموالهم منه ومن ملأه وزبانيته سلميا ،وإن لم يستجب ويتنحى ويخضع طواعية للمُحاكمة فعليهم أن يزيحوه من الحكم بالقوة ، ويُحيلوه للتحقيقات والمساءلة والمحاكمة .
الإسلام أقر وشّرع بإباحة (أكل الميتة إضطرارا لإنقاذ النفس من الموت ) فمابالك بوجود طعام طيب أمامه وهو جائع والجوع قد يتسبب فى فقدانه لوعيه وموته. وكذلك طالبنا الإسلام بإقرار العدل فى المعاملات ومنها العدل فى توزيع السلطة والثروة بين الناس وبالإصلاح المُستمر ومقاومة ومواجهة الفساد والظلم والفاسدين والظالمين .