ف 3 ب 3 : التوقف مع مصطلحى ( اللغة واللسان )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٩ - أغسطس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

ف 3 ب 3 : التوقف مع مصطلحى ( اللغة واللسان ) 

كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )

 الباب الثانى : بين مصطلحات اللسان العربى القرآنى وغيره

 الفصل الثالث : التوقف مع مصطلحى ( اللغة واللسان )

مقدمة :

1 ـ  من الأخطاء الشائعة قولنا ( اللغة العربية ، اللغة الانجليزية ..اللغة الفرنسية ..الخ ) . كلمة ( لغة ) من الكلمة اليونانية ( لاغوس ) ، ومنها الكلمة الانجليزية :(Language ) . أما فى اللسان العربى الأصيل وفى اللسان القرآنى فإن ( لغة ) من ( اللغو ). المعنى العربى القرآنى هو ( اللسان العربى ) وليس ( اللغة العربية ) .

نعطى تفصيلا :

أولا : ( اللغة )

قرآنيا :

( اللغة ) من ( لغا /  لغوا )، فما هو معنى  مصطلح ( اللــغـــو )  في القرآن الكريم ؟ :

1 ـ اللغو بمعنى الكذب : يقول جل وعلا : (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً)النبأ:35

2 ـ اللغو بمعنى الإثم : يقول جل وعلا : (يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ) الطور:23 ) (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً)الواقعة:25 ) . ولذا فلن يكون فى  الجنة  (لغو ) ، يقول جل وعلا :(لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً ) مريم:62 ) ، (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً)النبأ:35 ، (لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً)الغاشية:11)

3 ـ اللغو بمعنى ( الهجص أو الكلام الهزل )، يقول جل وعلا :(لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ) البقرة:225 )(لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ) المائدة:89 )

4 ــ لغو المشركين حين يُتلى القرآن الكريم  : وقد يكون اللغو خوضا فى آيات الله حين يُتلى القرآن الكريم ، ويتنوع الخوض من الثرثرة وعدم الانصات حين يُتلى القرآن الكريم عصيانا لقوله جل وعلا:( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الاعراف ) الى إتخاذ القرآن الكريم تسلية للسمر ، وهذا أيضا ما كان المشركون يفعلونه ،  يقول جل وعلا : (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67)المؤمنون )، وكل ( لغو ) يمنع هداية القرآن الكريم من الوصول الى قلب المستمع ، اى يسمع صوت القارىء دون أن يسمع القرآن نفسه ، وهذا أيضا ما كان يفعله المشركون ، يقول جل وعلا : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) ويتوعدهم رب العزة بعذاب شديد : ( فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)) فصلت ). لم يقل رب العزة ( الذين كفروا من قريش أو فى مكة ) وإنما جعلها عن الذين كفروا فى كل زمان ومكان .

وكل ما سبق هو نفس ما يفعله المحمدون فى تعاملهم مع القرآن من خوض ولغو وتسلية فى مناسبات العزاء وعلى المقابر وفى الحفلات، وهم فى كل الأحوال يسمعون ( صوت ) الذى يتغنى بالقرآن أو ( المقرىء / المنشد )الذى ( يُنشد ) القرآن ، ويتصايحون إعجابا بصوته ، دون أن يستمعوا وينصتوا ويفقهوا القرآن نفسه .

5 ـ أخبث أنواع اللغو ، هو ( لغو) الدين الأرضى . هنا يكون ( اللغو )، بترديد أكاذيب الأحاديث والمنامات وخرافات الكرامات .  المؤمن مأمور بالاعراض عن هذا اللغو الكافر الذى ينتقص حق رب العزة جل وعلا بتقديس غيره.

5 / 1 : والأمر بالاعراض عن المشركين تكرر كثيرا فى القرآن الكريم ، ليس الاعراض عن أشخاصهم ولكن عن أقوالهم وأفعالهم والتى تعتبر خوضا ولهوا ولعبا ولغوا.  ونتدبر قوله جل وعلا : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ )(68) الانعام ) (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ  )  (140) النساء).

5 / 2 :  ويقول جل وعلا فى صفات المؤمنين المفلحين : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون:3 ). فالمؤمن الذى يخشع فى صلاته ويستحضر تركيزه فى الصلاة خشوعا هو نفسه الذى يُعرض عن لغو الخرافات والمفتريات الدينية . 

5 / 3 : والمؤمن لا يشهد الزور ، بمعنى لا يقول زورا شاهدا فى محكمة ، ولا يشهد بمعنى لا يحضر مجالس الزور التى تتناقل زورا خرافات الكرامات والأحاديث الشيطانية المنسوبة كذبا لله جل وعلا ورسوله ، ولا يحضر أو يشهد ( موالد ) الأولياء والأئمة . وإذا مرّ بها صدفة مرّ مرور  الكرام ، يقول جل وعلا فى صفات (عباد الرحمن ):( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) الفرقان:72 ).

5 / 4 : والمؤمن إذا سمع هذه الأحاديث المزورة لا يكتفى بالاعراض وإنما يقول لأصحابه : لكم دينكم ولى دين ، يقول جل وعلا عن صفات المؤمنين الحقيقيين : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)القصص:55 ).

أخيرا :

فى كل ما سبق لا علاقة مطلقا بين كلمة ( لغا ، لغوا ) وكلمة ( لغة ) . البديل لمعنى كلمة (لغة ) هو ( اللسان ) تقول ( اللسان العربى ) ولا تقول ( اللغة العربية )

ثانيا : اللسان :

مقدمة :

1 ـ اللسان هو عضو النطق الأساس فى جسد الانسان ، تشترك معه الشفتان فى نطق بعض الحروف ( الباء و الفاء والميم )، يقول جل وعلا عن اللسان والشفتين :( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ):9 البلد ). والله جل وعلا هو الذى ( أنطق كل شىء ) فى الدنيا والآخرة ( فصلت 21 ) ، وقد أعطى الله جل وعلا لداود وسليمان معرفة منطق الطير والنمل ( النمل 16 ــ ). وليس الصوت وحده وسيلة النطق والاتصال . وحتى الانسان يتفاهم ويتواصل بالاشارات . وهناك دواب تنطق بالرائحة وبالضوء وقرون الاستشعار والحركة والرقص وذبذبات الأمواج والهواء . وكل هذا من آيات الخالق جل وعلا ، والتى لا يزال يتعرف عليها العلم الحديث .

2 ــ ولكن رب العزة أشار الى آية عظيمة فينا تختص باللسان واللون ، يقول جل وعلا : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)الروم:22 ). هنا ربط بين آية خلق السماوات والأرض وآية إختلاف ألسنتنا وألواننا . يمكن القول بأن الصلة بينهما هى العظمة الهائلة فى خلق السماوات والأرض وفى إختلاف ألسنتنا وألواننا بحيث يكونان معا آيات للعالمين . وقد يكون فهم هذه العظمة الهائلة فوق طاقتنا الآن ، ولكن ربط إختلاف ألسنتنا بإختلاف ألواننا يستدعى بحثا علميا مقدورا عليه . وربما له صلة بالتعليم الالهى لآدم ( الأسماء كلها ). قال جل وعلا : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) البقرة ).  يرث الطفل من أبناء آدم قدرة غريبة على التعلم والنطق بما يدور حوله ، ويتكيّف بهذا لسانه . لقد خلق الله جل وعلا اللسان البشرى ناطقا معبرا عن العقل البشرى ، وأعطى الطفل فى سنواته الأولى قدرة عجيبة يتمكن بها لسانه من تعلم لهجة أهله  بسرعة . ومن يهاجر الى بلد آخر يتكلم ( لسانا مختلفا ) يعانى فى نطق ( اللهجة ) التى ينطق بها الوطن الذى هاجر اليه ، لأن لسانه قد تعود وتمحور وتشكل من طفولته على لهجة بلده الأصلى .  ولو كان معه إبن صغير فإن هذا الابن سرعان ما يستوعب لهجة الموطن الجديد ويتكلم بها كأهلها .

 4 ــ وحين ترحل فى شبابك الى وطن جديد وتتكلم دائما بلسان هذا الوطن الجديد بحيث تنسى لسانك الأصلى فإنك حين ترجع لوطنك الأصلى لتتكلم باللسان القديم يكون نطقك معوجا . وهناك من يعيش فى أوربا ردحا من الزمن ينسى فيه لسانه المصرى ثم يعود وقد (إعوجّ ) لسانه ، فيتندر عليه اهله وعلى لسانه ( المعووج ) وأنه أصبح ( خواجة ). وموسى عليه السلام ترك مصر وعاش ردحا من الزمن مع أهل مدين ، ينطق بلسانهم ، وحين عاد الى مصر ونزل عليه الوحى بتكليف برسالة الى فرعون ـ دعا ربه جل وعلا فقال : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي  يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) طــه:27 : 28 ). هذا لأن لسانه قد تعود على لسان أهل مدين .

5 ــ ونعطى تفصيلات أخرى عن معنى اللسان .

اللسان بمعنى القول الذى ينطقه عضو اللسان

لأن اللسان هو الذى ينطق بالأقوال فإن رب العزة يستعمل ( اللسان ) بمعنى القول . ومنه :

1 ـ يقول جل وعلا لخاتم النبيين : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)القيامة:16 ). ويقول عنه (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)النحل:103 ). والتفاصيل فى بحثنا عن ليلة القدر وليلة الاسراء وان النبى محمدا هو الذى كتب القرآن بيده .

2 ـ وجاء عن موسى وهارون : (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ) الشعراء:13 ) ( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ)القصص:34 )

3 ـ وعن المنافقين فى موقعة الأحزاب : ( فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ) الأحزاب:19 )، وعن منافقى الأعراب : (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنْ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) الفتح:11 )

4 ـ وعن المتلاعبين بالكتاب من أهل الكتاب ، وكيف أنهم كانوا ينطقون كلاما من عندهم بلهجة من يتلو الكتاب خداعا للمؤمنين ، يقول جل وعلا : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ ) آل عمران:78 ).(مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ  )النساء :46 ). وعن لعن الكافرين على لسان داود وعيسى يقول جل وعلا : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) المائدة:78 )

5 ـ وعن المشركين الكافرين وما ينطقون من مزاعم يقول جل وعلا :(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمْ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمْ الْحُسْنَى ) النحل:62 ). وعنهم حين يحاربون المؤمنين بالسنان واللسان يقول جل وعلا :  (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ ) الممتحنة:2 ).

6 ـ وتحذيرا للمؤمنين من التقول على رب العزة فى الحلال والحرام إفتراءا وكذبا يقول جل وعلا : (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ )  النحل:116 )، وعن موضوع الإفك وكيف تداولته ألسنتهم يقول جل وعلا مؤنبا المؤمنين : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ) النور:15 )

لسان الرسالة السماوية :

1 ــ كل رسول نطقت رسالته بلسان قومه وليس ب (لغة قومه ) يقول جل وعلا : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ  ) إبراهيم:4 )

2 ـ ونطقت الرسالة الخاتمة باللسان العربى ، وليس باللغة العربية ، يقول جل وعلا : ( وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً ) الأحقاف:12 )، (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)الشعراء:195 ) (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً)مريم:97 )(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)الدخان:58 ).

الحساب على ما تلفظ به اللسان :

يقول جل وعلا :  (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النور:24 )

اللسان بمعنى الذكرى الطيبة :

دعا ابراهيم عليه السلام فقال (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ)الشعراء:84 )، وإستجاب له ربه جل وعلا : يقول جل وعلا : (وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) مريم:50 ).

اجمالي القراءات 1281