الصين تلجأ الى الفلك والغيب لتفسير مآسيها

في الجمعة ١٦ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الجمعة 16 مايو

أ. ف. ب.



--------------------------------------------------------------------------------




هونغ كونغ : في الثقافة التقليدية الصينية حيث لكل رقم مدلول ومعنى وحيث كان الاباطرة يستمدون سلطتهم من السماء والكوارث تنبىء بنهاية سلالة، فتح زلزال سيشوان الباب على مصراعيه امام كل انواع الشائعات والخرافات.

ففيما بلغت اخر حصيلة رسمية مرشحة للارتفاع لقتلى الزلزال 22069 الف شخص، توجه الصينيون الى النجوم وعلم الارقام والعرافين او المنجمين علهم يجدون تفسيرا لهول معاناتهم.

وتكاثرت التنبوءات من كل حدب وصوب ولاسيما عبر الانترنت، فيما حملت سنة 2008 اصلا الى الصين احوال جوية سيئة للغاية تسببت في مقتل اكثر من مئة شخص اثناء ثلاثة اسابيع من تساقط الثلوج، فضلا عن اضطرابات في التيبت وزلزال اعتبر "الاكثر تدميرا" الذي تشهده البلاد منذ 1949 على حد قول رئيس الوزراء وين جياباو.

ويلجأ الصينيون الى النجوم بحثا عن تفسيرات كما يولون اهمية كبرى للارقام حتى انهم يدفعون احيانا مبالغ خيالية ليتمكنوا من الحصول على رقم 8 الذي يعتبر عادة فأل خير، او تفادي الاقامة في الطابق الرابع من مبنى اذ ان الرقم 4 يمثل الموت.

والسلطات الصينية نفسها تعطي اهمية لهذه المعتقدات. وقد اختارت اطلاق اشارة البدء للالعاب الاولمبية في 8-8-2008 في الساعة 8.00 مساء.

لكن الرقم ثمانية يقف ايضا وراء كل كوارث العام كما يرى عدد من مستخدمي شبكة الانترنت.و12 ايار/مايو يوم وقوع الزلزال العنيف -الذي يعطي مجموع ارقامه 1+2+0+5 رقم 8- يصادف قبل 88 يوما من بدء الالعاب الاولمبية.

ويقول جيروم بارم برفسور التاريخ الصيني في جامعة استراليا "هكذا يواجه الناس مثل هذه الكوارث من خلال البحث عن مدلولات للارقام والدورات" الفلكية.

واضاف "ان احد الامور التي تسعى الحكومة لتفاديها هو ان يعتقد الناس العاديون ان القوى السماوية غاضبة مما يجري على الارض"، مذكرا بان كثيرين اعتبروا الزلزال الذي ضرب في 1976 تانغشو واوقع اكثر من 240 الف قتيل نذيرا بموت ماو تسي تونغ.

ولفت الباحث ايضا الى "ان الحكومة تكرس جهدا كبيرا للدعاية من اجل ان تظهر بانها ناشطة وقادرة على مواجهة مثل هذه الكارثة". لكن بالرغم من كل ذلك يؤكد المنجم ريمود لو في هونغ كونغ ان 2008 اي سنة الفأر تنبىء بحسب علم الفلك الصيني بالبلبلة والكوارث. واوضح "انها سنة تقع تحت رمز المياه والارض وذلك يعني ان الارض غير مستقرة والمياه قوية جدا".

ورداءة الطقس في فصل الشتاء التي بدأت في 25-1 (اجمالي الارقام يعطي رقم 8) حملت الثلوج اي المياه. وقال "ان الارض غير مستقرة والزلزال قد وقع".

واضاف ان يوم الزلزال كان "يوما مزدوجا للفأر في مواجهة برج الحصان مما يعني ان امر ما كان سيحصل"، مشيرا الى ان سنة الفأر تحمل توترات خصوصا وان الزعيمين الصينيين الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو ينتميان الى برج الحصان لكونهما من مواليد العام 1942.

حتى ان التعويذات الاولمبية التي تمثل اربعة حيوانات والشعلة الاولمبية تجسد احداثا مشؤومة بحسب البعض.وهكذا ذكرت صحيفة ساوث مورنينغ تشاينا بوست الصادرة في هونغ كونغ نقلا عن رسائل تم تناقلها عبر الانترنت، ان الظبي كان ينبىء بحدوث اضطرابات دامية في التيبت في اذار/مارس.ودب الباندا جينغجينغ الذي يعيش خصوصا في منطقة سيشوان الاكثر تضررا بالزلزال كان ينبىء بحدوث زلزال...





اجمالي القراءات 3985