أثر التصوف في الفنون المعمارية والزخارف المملوكية والخط العربى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٥ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

أثر التصوف في الفنون المعمارية والزخارف المملوكية والخط العربى

كتاب : أثر التصوف  المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الثانى  :( أثر التصوف الثقافى فى مصر المملوكية )

  أثر التصوف في الفنون المعمارية والزخارف المملوكية والخط العربى ...

مدخل

1 ـ ليس فى الاسلام اهتمام بالمظهر لأنه دين التقوى القلبية فى الايمان بالخالق جل وعلا وحده ، وبإخلاص العبادة له وحده . والصلاة فى الاسلام لا يشترط فيها أن تكون فى جماعة ، بل ربما تكون صلاة الجماعة فرصة للرياء كما كان يفعل المنافقون خداعا لله جل وعلا . عنهم قال جل وعلا : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) التوبة) .ولا يشترط ان تكون الصلاة فى مساجد ، بل المهم ان يكون العابدون فى ( بيوت ) يعمرونها بالتقوى . قال جل وعلا : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) النور )  وأن تكون الصلاة خاشعة لرب العزة ، فالمؤمنون المفلحون هم الذين فى صلاتهم خاشعون وعليها يحافظون. قال جل وعلا : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) المؤمنون). هى ( إقامة الصلاة) التى تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر. قال جل وعلا :  (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )(45)العنكبوت )، وتعمير المساجد ليس بزخرفتها ولكن بتعمير قلوب روادها بالخشوع والتقوى . قال جل وعلا : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18) أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19)التوبة ). هذا فى الاسلام القائم على تعمير القلوب والسمو بالسلوك .

2 ــ أما الدين الأرضى فهو مؤسس على الاحتراف الدينى والتدين السطحى المظهرى ، لذا ترتفع فيه المعابد سامقة عالية مزخرفة مزينة ، تبعث الرهبة فى النفوس ، ليحوز الحجر على التقديس ، وخصوصا حجر القبر المقدس أو الصنم المقدس أو الوثن المقدس .

والعمائر المملوكية الدينية لا تزال شاهدا على الفخامة حتى الآن ، وهى تشكل معظم الآثار الدينية فى القاهرة . ومن عجب أننا لا نجد من آثار المماليك قصورا لهم ، وحتى القلعة مركز الحكم ومقر السلطة ـ بناها صلاح الدين الأيويى . ولم يحرص المماليك على بناء قصور لهم بجوارها ، بل حرصوا على بناء (ترب ) أو مدافن ومقابر لهم ، وأقاموا على تلك الترب مؤسسات صوفية فخمة من الخارج مزخرفة من الداخل ، وعينوا فيها من يتفرغ فى الدعاء لهم ليدخلوا الجنة ، ووظّفوا من يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير وقراءة قرآن وتعليم أيتام ليكون هذا ثمنا لدخولهم الجنة وتكفيرا عن ظلمهم البشع . وهم بذلك ممثلون حقيقيون لأتباع أى دين أرضى ( مزخرف ) ( منمق ) ، تخفى زخرفته ظلما للخالق جل وعلا وللناس أيضا . ويوم القيامة سيرون أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار . قال جل وعلا : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة )

3 ــ ونعطى لمحة عن أثر التصوف فى الفنون المعمارية في القباب والزخارف بأنواعها حتى في غير المعمار....

 القــبــاب

1 ـ توجد القباب فى معظم معابد الأديان الأرضية ، بل تتشابه قباب بيوت العبادة للمحمديين والمسيحيين ، لذا كان سهلا تحويل كنيسة آيا صوفيا فى القسطنطينية الى مسجد محمد الفاتح بعد فتحها . ويرى الباحثون المتخصصون أن القباب كانت أهم مميزات العمارة المملوكية الذى كان العصر الذهبى للعمارة الدينية ، فهو عصر التصوف وعصر القباب أيضا.، وأُطلق على المماليك (بناة القباب) ، حيث كانت القبة إحدى ميزات ثلاث للعمارة المملوكية ، تلك العمارة التي كان يلحق بها ضريح المنشيء ، فانتشرت القباب على منشئات دينية وغير دينية ، وانتشر بناء المدافن الكبيرة وهى تتشابه فى تصميمها الى حد كبير [1].

2 ـ وتقدمت صناعة القباب الحجرية في العصر المملوكي ووصلت الى  الذروة جمال خطوطها وزخارفها من الداخل والخارج ، [2] ، وبذل معمار العصر جهده لتشرف القباب على الطريق [3] ..وظهرت أنواع مختلفة من القباب، منها نصف الكروية والمضلعة والبيضاوية،  بل وجدت قبة كبيرة تنتهي فى اعلاها بمنور فوقه مثمنة تحمل قبة صغيرة مضلعة ، وهي قبة الشيخ المنوفي [4]..

3 ـ وتنوع استخدام القباب فكانت تستعمل غطاء للأضرحة خصوصا . واستخدمت القباب الصغيرة كمناور في سقف المسجد وردهات الدور لإضاءتها ، بل وسُقفت الحمامات بالقباب ، وأُستعملت لتغطية الميضات (دورات المياه) في وسط صحون المساجد المكشوفة  [5] ، وعملوا على التنسيق بين القباب والمآذن.  [6]  ليصبحا معا أهم علامتين للعمارة الدينية فى العصور الوسطى .

4 ـ وتطورت القبة  فى عصر المماليك البحرية فكانت أكبر حجما وتدل على مكان  القبلة كما في مسجد بيبرس والناصر محمد والمارداني . وشهدت دولة المماليك البرجية نهاية تطور القبة ذات المقرنصات مع زيادة عدد صفوف المقرنصات ، وصغر حجم القبة والإسراف الشديد في زخارف القبة الخارجية .

5 ــ واعتنى عصر المماليك البرجية بالأضرحة مع التسيد المطلق وقتها للتصوف وتقديس أوليائه ، فأصبح الضريح أهم أجزاء المنشأة ، وكان الضريح قبل ذلك فى دولة المماليك البحرية فى ركن غير ظاهر . أكثر من هذا ، فقد أحيا عصر المماليك البرجية الأسلوب الفاطمى الشيعى فى تشييد أبنية مستقلة للأضرحة . [7] .

6 ـونذكر بعض الأمثلة لأهم القباب المملوكية :

فالقبة أهم ما يسترعى النظر فى مجموعة السلطان قلاوون ( الخانقاة وملحقاتها )، والقبة فى هذه المجموعة تعلو الضريح ،ويتوسطها قبر المنصور قلاوون  وقبر ابنه الناصر محمد وقبر الحفيد علاء الدين اسماعيل . وتعتبر من أروع المدافن الأثرية ، وتظهر فيها التأثيرات السورية من الشرق والتأثيرات الأندلسية من الغرب )[8] ، تبعا للقدوم الصوفى لمصر من الشرق والغرب .

وواجهة مسجد الأمير سلار والأمير سنجر الجاولى فريدة في نوعها ، وتجاورهما مئذنة ، وتمتاز القبتان بشكلهما المضلع من الخارج .

وفي الرواقين الجانبين فى ضريح وخانقاة السلطان برقوق تجري البائكات في اتجاهين متعامدين مكونين قبابا منخفضة محمولة على مثلثات كروية .

وتشمل خانقاه برسباي بالقرافة على قبة حجرية عظيمة تظهر فيها عظمة القباب المملوكية الطراز [9] ،

7 ـ وقد روعى فى تصميم بناء المسجد نفس تصميم المدرسة والضريح  [10]..وكان تشييد الخوانق سببا في إيجاد مظاهر معمارية متعددة كالمقعد لصاحب المنشأة ليجلس عليه عند زيارته لها. واتخذ  المقعد اشكالا واوضاعا مختلفة  [11]...

الـزخــــــرفــــة

1 ــ زادت العناية بواجهات المساجد كقاعدة متبعة في العصر المملوكي  [12] . وبتصغير مساحة  المنشأة في الدولة البرجية بولغ في النقش والزخرفة .[13] . ومن المعروف ان المساجد القديمة كانت خالية من أي نقش من الخارج ، وجدرانها كانت غاية في البساطة . أما مساجد المماليك فإن لها واجهات فخمة وقوارير غائرة ومداخل غير نافذة وأفاريز منقوشة  [14].. وتفنن المعمار المملوكى في زخرفة الواجهات والأبواب بتتابع طبقات أو مداميك أفُقية من أحجار مختلفة الألوان أوفي عمل تجاويف او حنايا عمودية او بالمقرنصات والولايات المحفورة في الحجر والخط الكوفي  [15]..

2 ـ وقد قسمت الزخارف في الخوانق : إلى : زخارف خطية : بالخط النسخ غالبا وبالخط الكوفى أحيانا ، وزخارف نباتية بحتة او أرضية ، وزخارف هندسية ، منها البسيط  كالمثلث والمربع والمعين ..الخ ، أو مركبة تتكون من أشكال نجمية ورسوم معقدة التركيب ، وإما زخارف مسمارية، وتنقسم إلى : محاريب بالجص والرخام ، وزخارف بالشرفات وزخارف بالأعمدة والدعائم وزخارف بالمقرنصات وأخرى بالعقود او بالأقبية او الصنج المعشقة أو المداخل والنوافذ.. [16]..

3 ـ وابتعدت الزخارف عن تصوير وتجسيد البشر تحاشيا لعبادة الأصنام ، بينما وقعوا فى تقديس القبور ، وهو ألعن وأضل سبيلا .!

زخــرفــة الـكــتــب

1 ــ ومن ناحية أخرى كانت العناية بزخرفة جلود المصحف والكتب . ويرى السبكي انه من الحلال تحلية المصحف بالذهب مطلقا ، واما غير المصحف فقد اتفق أنه لا يجوز تحليته بالذهب [17]. وزخرفة المصحف ــ كتلحين القرآن ــ جهد صوفي يهتم بالمظهر ويهمل المضمون،  لذا عمل الصوفية في ذلك الميدان . وازدهرت بهم حرفة تذهيب المصاحف مع حرفة تجليد الكتب وزخرفتها.

2 ــ وكان الشيخ شمس الدين بن هبة الله بارعا في تذهيب المصاحف [18] . وعمل اتباع الشيخ جمال الدين الشيرازي في تجليد الكتب  [19] ، وتكسب بصناعة تجليد الكتب الشيخ سالم ( القرشي ثم الحموي  ثم المكي ثم القاهري  [20] أي انه طوف بتلك البلاد من حماة الى مكة ومنها الى القاهرة التى استقر بها حيث تروج حرفته، وتوظف صوفيا في حانقاة سعيد السعداء .

3 ــ وانفردتمصر المملوكية بنوع معين من الجلود ، قوام زخرفته رسوم هندسية او أشكال متعددة الاضلع مجتمعة في اشكال نجمية . وقد اشتهرت صناعة التجليد عند الأقباط قبل الفتح العربى ، إلا انها تطورت واتخذت الشكل (الاسلامى ) منذ القرن السابع بابتداء ازدهار التصوف. ثم بلغ فن التجليد في مصر أرقى مراتب التقدم في القرن الثامن، ومنذ ذلك الوقت قادت القاهرة فن التجليد ، حتى لقد استقدم تيمورلنك إلى بلاطه مهرة المجلدين المصريين .

4 ــ ويمتاز تجليد الكتب العربية والمصاحف والربعات المملوكية ( أجزاء المصحف ) بتغطية جلدة الكتاب كلها بزخارف هندسية متشابكة مطبوعة بالآت محمّاة ، وكان يزيد في رونقها زخارف ذهبية مضغوطة ....

5 ـ وبلغت صناعة التجليد في مصر أوج عظمتها حقا في القرن التاسع الهجرى الذي شهد انتاج أفخر المخطوطات وأثمن المصاحف ذات الخطوط الجميلة والزخارف من الجلود الفاخرة . ويعتبر هذا القرن العصر الذهبي لصناعة تجليد الكتب والمصاحف من حيث المهارة الفنية والغنى والرشاقة التي تتضح في زخارف ورسوم الجلد التي تضم المخطوطات والمصاحف. ورأيت بنفسى بعضها فى قسم المخطوطات فى دار الكتب المصرية ـ لا تزال تحتفظ برونقها بعد مئات السنين .!

6 ــ وعنوا أيضا بباطن المجلد وألبستها مع الكعب واللسان . واشتهر ذلك الابداع الفني عموما في القرن التاسع وبداية القرن العاشر. وغطت الزخارف أحيانا السطح كله بالضغط أو الدق بآلات بسيطة .

7 ــ ولا شك أن فنون العمارة المملوكية وزخارفها قد أثرت على فن التجليد لدرجة أننا نجد الأشكال الهندسية والطبيعية سواء في الحجر والحصى والخشب ــ في جلود بعض المخطوطات والمصاحف التي ترجع إلى نفس العصر . [21]

8 ــ  وقد تأثرت أوربا بذلك الفن عبر الحروب الصليبية . وتوسع بعض الباحثين في نواحي تأثير تلك الحرب في تقدم اوربا فى فن زخرفة جلود الكتب [22]..

الكتابة الفنية :ـــ ( فنّ الخطّ العربى )

1 ــ كانت الكتابة الفنية إحدى عناصر الزخرفة في المعمار وتجليد الكتب . فواجهات الحوائط كان يتم زخرفتها بآيات قرآنية وأحاديث مكتوبة بخط رائع ، وكذلك الحال فى تجليد الكتب .

 2 ـ  وقد حرصوا على تدريس مادة ( الخطّ ) وأنواع الخطوط في المؤسسات الصوفية ، وإخترع الصوفية أنواعا جديدة من الخط ، أصبح منسوبا اليهم ، الى جانب الخطوط المختلفة المعروفة باسم ( النسخ ، الرقعة ، الكوفى )..الخ . وعرفت المؤسسات الصوفية وظيفة التكتيب أى تعليم هذه الخطوط المختلفة ، ومدرس الخطّ أو ( التكتيب ) كان يعلم الخط المنسوب للصوفية وغيرهم ، كما ورد في حجة جوهر اللالا . وممن تولى هذه الوظيفة في الخانقاة الأشرفية برسباي الشيخ فخر الدين موسى.  وممن اشتهر بخطه في العصر المملوكي الشيخ خطاب الدنجيهي ، وقد كتب عدة مصاحف وغيرها للسلطان قايتباي ويشبك الداودار ، وتصدر للتكتيب بالجامع الأزبكي .

3  ـ ومدرس الخط ( أو التكتيب ) كان ينال أجازة ( أو شهادة ) في الخط تسمح له بتدريس الأنواع المختلفة من الأقلام الصوفية بالخوانق وغيرهم . وكانت الاجازة أو الشهادة الدراسية ــ بوجه عام ــ  يمنحها الأساتذة لطلابهم في مادة معينة عندما يصبح الطالب قادرا على تدريسها لغيره كعنوان للإجادة . وكان الشيخ أبو الفضل بن الأعرج السنباطي كاتب وثائق الغوري (ممن تصدي للتكتيب ) فى عصره  . وجاء في وثائق وقف الغوري :( يصرف لرجل كاتب ديّن ( أى متدين ) خيّر مأمون عالم بعلم الكتابة مُجازا  بالأقلام السبعة ( انواع الخطوط السبعة ) يقرره الناظر في وظيفة التكتيب بهذا الوقف ، على أن يتردد للمكتب المذكور....فى كل أسبوع ، ويعلم الناس فنون كتابة ما يرغبون في تعليمه منه )[23]  [24]

هذا .... وقد كانت خيمة المولد النبوي التي صنعت لقايتباي من عجائب الزخرفة فى عصرها  يقول عنها ابن اياس : ( وكانت تلك الخيمة من جملة عجائب الدنيا ... وكانت كهيئة القاعد ولها أربعة أواوين وفوقهم قبه بقمريات ، والكل قماش ، وكان فيها تقاصيص غريبة وصنايع عجيبة ، لم يعمل الآن مثلها ابدا ، فكانت اذا جاءت أيام المولد يحضرون جماعة من النواتية نحو خمسمائة انسان ، حتى ينصبونها في الحوش السلطاني . وكانت ضمن شعار المملكة )... (تاريخ ابن اياس 5 / 172 تحقيق محمد مصطفى )



[1]
ــ لين بول سيرة القاهرة 199 ، 200 ــ عبدالجواد تاريخ العمارة 2/ 311 ، 237 ، 324 ، سامح : العمارة الاسلامية  78 ، عمائر اينال 57

[2]ــ عمائر اينال 57

[3]ــ نجيب : مدرسة قرقمافس 491 حاشية 3

[4]ــ عمائر اينال 69

[5]ــ دللى العمارة العربية 9 ، كلوت بك : لمحة عامة إلى مصر 1 / 584

[6]ــ كريستى :  تراث الإسلام 151 : 152

[7]ــ تاريخ العمارة 2 / 329 ، سامح 210 : 213

[8]ــ سامح 82

[9]ــ سامح 82

[10]ــ سامح 86 ، 97 ، 99 عمائر اينال 57

[11]ــ دولت الخوانق 182

[12]ــ تاريخ العمارة 2 / 326 ، عمائر اينال 59

[13]ــ عمائر اينال  62

[14]ــ لين بوك سيرة القاهرة 198

[15]ــ سامح . العمارة الإسلامية 78 ، عمائر إينال 59 ، 67 ، 68

[16]ــ دولت الخوانق 188 : 207

[17]ــ معيد النعم 172

[18]ــ المنهل الصافي مخطوط 5 / 255

[19]ــ شذرات الذهب 7 / 331

[20]ــ الضوء اللامع 4 / 242

[21]ــ عبد اللطيف إبراهيم دوريات القاهرة 20 / 82 : 93

[22]ــ كريستي  تراث الإسلام 88 : 91 عبد اللطيف ابراهيم دوريات القاهرة 20 ر 86

[23]ــ وثيقة الغورى وتعليق 267 عبد اللطيف إبراهيم

[24]ــ تاريخ ابن اياس 5 / 172 تحقيق محمد مصطفى

اجمالي القراءات 847