هامش الربح أضعافا مُضاعفة فهل هو حلال أم حرام ؟؟

عثمان محمد علي في الأربعاء ٠٣ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

هامش الربح أضعافا مُضاعفة فهل هو حلال أم حرام ؟؟
سؤال مُهم ومُتعلق بحياتنا ومُعاملاتنا اليومية :
أعمل بالسياحة وأعرف ومتأكدة من أن هامش الربح يكون باضعاف مُضعافة مثل سلعة ثمنها 100 جنيه ويبيعها صاحب المحل للسائح ب2000 جنيه أو 2500 جنيه ،فهل هذا الربح حلال أم حرام ؟؟
==
التعقيب :
موضوع مهم يا أستاذة وخطير .ويتجاهله ويتغافل عنه ويُغمض عينيه عنه أصحاب مبدأ شيطان (التجارة شطارة ) والتجارة عرض وطلب وكتبت عنه سابقا بشكل عام ..
الأساس فى المعاملات فى الإسلام أن تكون قائمة على العدل ، وألا تتحول الثروة لتتركز فى أيادى فئة قليلة جدا من الناس على حساب باقى الشعب ،ولهذا حذّر القرءان الكريم الناس من هذا فى قوله تعالى ( وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ) ...... وفى قوله سُبحانه وتعالى (لكى لا يكون دولة بين الاغنياء منكم) . وعلى صاحب المال أن يعلم بأنه خليفة ووكيلا عليه وليس مالكا له ( كى لا يكون دولة بين الاغنياء منكم) ..((وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ))..... وأنه عليه تقوى الله فى كل شىء (قل إن صلاتى ونُسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين)).... ومن تقوى الله فى المُعاملات إقامة العدل فى البيع والشراء بحيث لا نُبخس الناس أشياءهم بيعا ،اونسرق أموالهم بحجة العرض والطلب ،ولا شراءا بأن نشتريها بأبخس الأثمان لأننا المنفذ الأقوى فى تصريف منتجاتهم وبضاعتهم .........
فالعدل يقتضى ألا ننظر لبلد المُشترى ولا لدرجة ثرائه وغناه ولكن لهامش الربح الذى يُحقق العدل بين الطرفين (البائع والمُشترى ) ...... ونحسب هامش الربح كالأتى :
سعر السلعة من المنتج أو من الشركة الوسيطة الذى أشتريها منه وأُضيف عليه -
تكلفة وصولها للمحل بتاعى + إيجار المحل + مرتبات العاملين + الكهرباء والمياة والنظافة ورسوم المحليات والسجل التجارى + الضرائب ومرتبات المحاسب الذى يقوم بتقديم مستنداتى وتعاملاتى مع هيئة الضرائب + الإكراميات والرشاوى والتماحيك والإتاوات التى أدفعها لأولاد الكلب الفاسدين المُرتشين علشان مصالحى تمشى وما يعملوش لى قضايا تموين ووووووو (وعلى فكرة دفعى لهذه الإتاوات والرشاوى ليست حراما عليا ولكن حرام على المُتلقى والمُرتشى ) + مرتبى أنا كموظف فى المحل أيضا + إستهلاك الأصول الثابتة وعُمرها الإفتراضى وهى الأرفف والفترينات والثلاجات وووووووو.... ثم أحسب كُل هذه المصروفات فى خلال سنة مثلا ستُقدر ب(100 الف جنيه ) ... فُهنا أُضيفها على رأس المال الذى إشتريت به البضاعة خلال السنة ،وعدد دورانه خلال السنة مثلا رأس المال (50 الف جنيه ) وبيدور 5 مرات فى السنة ، وأقسم وأوزع الإجمالى على أصناف البضاعة التى أُتاجر فيها مع مراعاة سرعة دوران انواع على حساب أنواع اُخرى .... ولنفترض مثلا أن سعر البضاعة خلال السنة (250 الف جنيه ) + تكلفة تشغيل المحل وووو (100 الف جنيه ) . فهنا يكون سعر البضاعة الإجمالى هو 350 الف جنيه . وهنا أحسب هامش الربح على القيمة الإجمالية بواقع من 20 إلى 40 % على أقصى تقدير على كُل سلعة .... يا سيدى نبحبحها شوية كمان علشان خاطر السياحة ووووو وكل الحجج الفاضية والفارغة دى ونخليها 60% ...... فمثلا السلعة أنا بأشتريها ب50 جنيه ) لو أضفت عليها هامش الربح من 20 إلى 40% فى الأماكن العادية سأبيعها ب(70 جنيه على أقصى تقدير ) وفى الأماكن السياحية ب(80 جنيه ) .... وهنا سأكون قد حققت العدل والقسط والمعروف فى البيع والشراء مع تقوى الله سُبحانه وتعالى وإبتعدت تماما عن (أكل أموال الناس بالباطل ) وسُاقابل ربى سُبحانه وتعالى وأنا لست خائفا من أنى إرتكبت أى معصية فى معاملاتى وتجارتى ، وقد صرفت وأنفقت على نفسى وأولادى وتصدقت وأخرجت زكاتى من مال حلال طيب بأقصى درجة عندى من تقوى الله جل جلاله ........................................ما عدا ذلك فهو غش وتدليس وأكل لأموال الناس بالباطل وحرام حرام حرام سواء كان المُشترى من فاقوس شرقية أو من سويسرا ... فالعبرة فى البيع والشراء بتقوى الله وليست بجنسيات المُشترى .........وما يفعله التُجار وأصحاب المحلات والمطاعم السياحية من وضع هامش ربح أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ثمن التكلفة هو أكلهم لنار فى بطونهم يوم القيامة وهم لا يشعرون ولا فرق بينهم وبين الكافرين والمُشركين حتى لو صام وصلى وحج وإعتمر الف مرة فى السنة .. لماذا ؟؟؟ لأنه آمن ببعض الكتاب وتشريعاته وكفر ببعضها وإتبع شيطانه وهواه ووساوسه وملذاته فيها ......................................
وينسحب هذا على كُل المهن الأُخرى فى الزراعة والصناعة ،والمهن التى يُغالى أصحابها فى أجورهم الشخصية بحيث يُصبح هو مليونيرا أو مليارديرا على حساب مص دماء باقى أفراد الشعب ،وتحويل الثروة إلى أيادى فئة قليلة لا تتجاوز (1% ) من الناس ،وباقى الشعب يلهث ليصل إلى كفاف الكفاف من مُستلزمات وإحتياجات أُسرته وعائلته ........ وكذلك ينسحب هذا على كل شركات وقطاع الإسكان ،بل إن قطاع الإسكان أفظع فى كُفره بآيات الله جل جلاله فى معاملاته ...........
اللهم بلغت اللهم فاشهد .
اجمالي القراءات 1504