قراءة فى مقال السيباستيانيزم .. أسطورة الملك العائد مع الضباب

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٠١ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى مقال السيباستيانيزم .. أسطورة الملك العائد مع الضباب
صاحب المقال مغربي اندلسي والمقال يدور حول عقيدة تشابه أكذوبة المهدى المنتظر والمسيح المخلص والبوذا القادم .... نشأت فى البرتغال وهى خاصة برجوع ملك برتغالى يسمى سيباستيان فى المستقبل ليقود قومه للانتصار على الشر العالمى وهم يقصدون بالشر هنا المغاربة أو المسلمون فى المغرب
عرف الرجل العقيدة فقال فى مستهل مقاله :
"السيباستيانيزم هي عبارة عن عقيدة فكرية وإيديولوجية سادت خلال القرن السادس عشر وامتدت حتى القرن العشرين، مفادها أن الملك سيباستيان إمبراطور البرتغال لم يمت بعد وأنه لازال على قيد الحياة وينتظر فقط اللحظة المناسبة للعودة إلى العرش وصد الهيمنة الأجنبية، ومعه ستعود أمجاد البرتغال وسيعلو شأنها بين الأمم .."
قطعا أكذوبة عودة ميت إلى الحياة شائعة فى معظم الأديان القديمة وهى أكذوبة اخترعها المنافقون لتثبت أولياءهم الذين وضعوهم كملوك او رؤساء على العروش والكراسى رغم ظلمهم وقيامهم باضطهاد شعوبهم والشعوب غيرهم
فالغرض من الخرافة ألا يتحرك الناس لتغيير ظلم الحكام انتظارا منهم للوهم الكاذب الذى لن يأتى ابدا فالتغيير يأتى بتغير الكل للأحسن وهو العدل كما قال تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
وكما تتعارض مع أساس التغيير فى القرآن تتناقض أيضا فى عدم عودة الموتى كما قال تعالى :
"كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"
وقال :
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ"
واستعرض الرجل تاريخ سيباستيان المعروف فقال :
"لكن قبل الخوض في تفاصيل هذه العقيدة، دعونا نتعرف أولا على الملك سيباستيان ونعرف ظروف موته أو اختفائه بحسب زعم البعض ..
هو سيباستيان الأول .. ولد في الـ 20 من يناير عام 1554، والده هو الملك جون مانويل، نصب سيباستيان ملكا بالوصاية في الحادي عشر من يونيو عام 1557، حيث تربع على عرش الإمبراطورية البرتغالية التي كان نفوذها ممتدا على سواحل آسيا وإفريقيا والأمريكيتين ..
أراد الملك الشاب تغيير النظرة العامة التي أخذت عن حكم أجداده فقد كان حكمهم يتسم بالضعف لذلك حاول أن يعلي من شأن امبراطوريته وأن يكون اسمه بارزا بين أسماء ملوك أوروبا .. استمر حكمه حتى الثالث من أغسطس عام 1578
محاولة عابثة نحو المجد قصة الملك سيباستيان وفصول موته المثيرة للجدل تبدأ من هنا، حيث أراد الملك الشاب شن حملة صليبية من أجل السيطرة على المغرب حتى لا يعود المسلمون للسيطرة على الأندلس مجددا بمساعدة الدولة العثمانية، فلذلك اتصل بخاله الملك فيليب ملك اسبانيا الذي حذره من التوغل في المغرب لكن طموح سيباستيان وإقدامه جعلاه لا يستمع لنصيحة خاله.
والمغرب آنذاك كان يقبع وحيدا في أقصى الغرب الأفريقي، ممتنعا عن الدخول في طاعة العثمانيين الذين وصل سلطانهم إلى الجزائر، وخاض ضدهم حروبا كثيرة، واتفق آنذاك خلع السلطان "محمد المتوكل على الله" واستيلاء عمه على حكمه لأنه رأى نفسه أولى بالحكم من ابن أخيه الطاغية، فأضمر المتوكل الفتك بعمه عبد الملك فلجأ إلى البرتغاليين يطلب حمايتهم ويدعوهم لدخول المغرب لاسترداد حكمه مقابل تنازله عن الشواطئ المغربية لصالح البرتغال.
قبل الملك البرتغالي هذا العرض ووجد الظرف مناسبا جدا لشن حملة عسكرية خاطفة على هذا البلد المعزول المنهك القوى بمشاكله الداخلية والخارجية، وفي نفس الوقت سيسبق منافسته اسبانيا في اقتسام كعكة المغرب، وهكذا جهز جيشه مدعوما بعشرين ألفا من عسكر الإسبان، وجنود من إيطاليا وفرنسا وألمانيا بالإضافة إلى البرتغال.
أبحرت السفن الصليبية من ميناء لشبونة باتجاه شمال المغرب يوم 24 يونيو1578، ثم رست بطنجة وفيها لقي سبستيان حليفه المتوكل، ثم تابعت السفن سيرها والتقى الجمعان في موقعة وادي المخازن قرب مدينة القصر الكبير شمال المغرب في يوم الأربعاء الموافق للرابع من شهر آب (أغسطس) 1578، انتهت بانتصار المغاربة.
فقدت البرتغال ملكها ومعظم نبلائها وجنرالاتها في تلك المعركة مع الجيش المغربي فقدت الإمبراطورية البرتغالية في هذه المعركة عاهلها وسيادتها وملكها وجيشها والعديد من رجال الدولة، ولم يبق من العائلة المالكة إلا شخصا واحدا، فانقضت عليها اسبانيا وأخضعتها لسيادتها ردحا من الزمن .. كانت كارثة بكل المقاييس وبذلك فشلت أحلام الملك سيباستيان بتحقيق المجد لإمبراطوريته.
وعلى الرغم من الاحتياطات العديدة التي اتخذها الحكام في إخفاء خبر مقتل الملك سيباستيان إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك وبدأ الخبر يتفشى كالنار في كومة قش بين مصدق ومشكك، ولم يستطع هؤلاء تأجيل إعلان النبأ، وفي يوم الأحد 24 أغسطس، تم إعلان الخبر الكارثة، ودقت أجراس الكنائس في جميع أنحاء المملكة معلنة في حزن عميق نهاية دون سيباستيان الأليمة."
وقص الرجل علينا ابتداء أكذوبة عودة سيباستيان من خلال الصراع بين أسبانيا والبرتغال الذين ورثوا مملكة سيباستيان فقال :
"البوادر الأولى لظهور السيباستيانيزم
قضى الملك البرتغالي سيباستيان نحبه في أغسطس 1578 في معركة وادي المخازن، ورغم صحة الواقعة إلا أن البرتغاليين لم يستطيعوا تصديق ما حدث، وبدؤوا يقولون أن سيباستيان لم يمت وسيعود للحكم وستستقل البرتغال، وتحول أمل عودته لظاهرة مرضية تدعى "السيباستيانيزم" امتدت عبر مئات السنين.
استمدت السيباستيانية قوتها من الغموض الذي أحاط بموت العاهل البرتغالي فهل مات حقا أم أنه هرب من ساحة المعركة ولازال حيا يرزق؟؟
إن المؤرخين والكتاب اللذين كانوا في خدمة إسبانيا، رغبة منهم في تدعيم مشروعية فيليب الثاني، أكدوا في رواياتهم أطروحة مقتل ملك البرتغال في المعركة، ولكي يسبغوا على ذلك طابعا أكيدا من الصحة، قدموا أوصافا عن طبيعة جروح دون سيباستيان وعددها، وفضل الكتاب البرتغاليين إلتزام الصمت حول هذا الموت، سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالشرف الوطني، أو حفاظا على أمل الشعب في مسألة وراثة العرش. وبناء على ما ورد في النصوص لمؤرخين مغاربة فأن جثة الملك التعس قد وضعت في صندوق مساء يوم المعركة، وغطيت بالجير تجنبا لتعفنها، ثم أرسلت إلى القصر الكبير، وبعد ذلك، قدم سلطان المغرب الجثة هدية إلى فليب الثاني، وقد سلم جثمان دون سيباستيان رسميا وهو في حالة لا يمكن التعرف عليها وذلك يوم 4 ديسمبر 1578، ولما صار فليب الثاني ملكا على البرتغال، دفن الجثة في صومعة بيليم ( belem ) حيث يوجد قبر دون سيباستيان اليوم بين قبر دي كاموس وقبر سكودي غاما؛ الأول عن يمينه والثاني عن شماله، إلا أنه على الرغم من رغبة الإسبان في فرض موت دون سيباتستيان بكيفية لا جدال فيها عن طريق مشهد الجنازة الفخمة، فإن ظروفا مثيرة جاءت لتؤكد غداة هزيمة وادي المخازن انتظار عودة الملك المختفي، من طرف الجماهير البرتغالية التي جعلت موته يحاط بهالة من القدسية."
وأما العقيدة التى شاعت بين البرتغاليين فهى أن الملك سيأتى على حصان أبيض من خلال الضباب وسيقوم بالانتقام من كل الأعداء وفيها قال الرجل :
"ونشأت عندها أسطورة عودة الملك سيباستيان .. وبحسب الاسطورة فأن الملك سباستيان سيعود في يوم ضبابي فوق حصان أبيض، ووصل اعتقاد البعض إلى حد الإيمان بأن سيباستيان قطع البحر وأنه ينتظر على متن سفينة ترسو على نهر تاجه "أطول أنهار شبه جزيرة الأندلس يمر من البرتغال وإسبانيا"، وهو ينتظر فقط الفرصة لإعلان نفسه والخروج لاسترداد العرش.
انتشر هذا الفكر بشكل رهيب ليس في البرتغال وحسب بل حتى في البرازيل والتي كانت أكبر مستعمراتها آنذاك، وحصدت آلاف الأرواح نتيجة لظهور هذا الفكر المستوحى من أسطورة سيباستيان الملك العائد. فمع إعلان الجمهورية سنة 1889 أصبحت البرازيل دولة علمانية، فظهرت حركات مناوئة للنظام الجديد وظهر معها الفكر السيباستياني .. وبحسب المعتقد سيعود سباستيان للدفاع عن الحق الإلهي للملكية في البرازيل المنحدرة مباشرة من الملوك البرتغاليين وسيعيد المذهب الكاثوليكي الذي أزيل من الدولة من قبل الجمهوريين، وأبرز من حمل هذا الفكر لأغراضه السياسية كان هو أنطونيو كونسيلير والذي قاد حركات تمرد واسعة في شمال شرق البرازيل للإطاحة بالنظام الجمهوري في البلاد، وبنفس الإيديولوجية السيباستيانية وقعت حرب كوندو1897 وحرب كونتيستادو1912 - 1916."
وذكر الرجل أن الناس عندما يشعرون بالخطر علي حياتهم ولا يقدرون على عمل شىء يلجئون إلى استعادة الخرافات كعودة سيباستيان ومن ثم ظهرت عودة الكذوبة للبرازيل مع المجاعة وفيها قال :
"الدون سباستيان ظل حاضرا في المخيلة الشعبية عند البرازيليين حتى بعد مرور قرون على وفاته كان آخرها في سنة 1930 م، بعد مرور 352 سنة على تغييبه حسب اعتقادهم، حدثت أزمة تموين في المدن وخرج أنبياء يبشرون برجوع الدون سيباستيان وهم يرددون:
بعد ليلة النار سيظهر دون سيباستيان
وعندها ستفتح الخزائن ثانية، وستمتلئ بالمؤن
وبفضل الملك، سيعم الرخاء
وسيظهر دون سيباستيان ثانية
شعار الثوار: " لا توجد انتخابات. الدون سباستيان سيعود " .."
وظهرت نفس الأكذوبة فى البرتغال عندا غزا نابليون البرتغال وفيه قال :
"وتشير المصادر أيضا أنه حين احتلال نابليون للبرتغال سنة 1807 .. صاح الجنود البرتغال وهم في أوج المعركة "يعيش الدون سيباستيان" .. وكان حينها قد مر على وفاته 229 سنة!!
للإشارة فقط، فأسطورة (الملك الذي سيعود في صباح يوم ضبابي) لا زالت شائعة إلى يومنا هذا كإرث ثقافي لغوي."
وكما هى العادة فى ظاهرة العودة ادعى الكثيرون أنهم العائد لاصلاح الأمور ومن هؤلاء برازيلى جمع الناس حوله وادعى أنه سيباستيان كما هو الحال فى منطقتنا الحالية فهناك أكثر من عشرة كلهم يدعى أنه المهدى ولكن هذا المدعى البرازيلى انكسف أمره بسبب الفارق السنى بينه وبين سيباستيان الميت وفيه قال :
"سيباستيان البرازيلي المزعوم
ومن الأمور الطريفة لهذه الأسطورة ظهور العديد من المغامرين والمدعين اللذين زعم كل واحد فيهم أنه الملك المختفي!
ففي سنة 1584 ظهر رجل في بينماكور، وهي قرية صغيرة تقع على الطريق الرابطة بين سلمانك ولشبونة، ادعى أنه الملك دون سيباستيان .. كان راهبا وابن عشرين سنة، كان هذا الراهب قد تعرف على أرملة رجل قضى في المعركة واعتنت به، بدأ أمره بالتجوال في الأرياف مدعيا أنه نفسه شارك في المعركة، ثم شرع بالرطن بكلام يقول لمستمعيه أنها لهجة مغربية حفظها من وطيس المعركة!
بعض السذج ظنوا أنه ربما يكون الملك الذي اختفى! فاتفق أولا مع شخصين ليصحباه وليمثلا حاشية الملك الغائب، كان أحدهم يقول بأنه "كريستوفار دا تافورا" الحاجب المقرب لدون سيباستيان، وادعى الآخر أنه الأسقف "غاروا"
وصلت أخبار ما يقوم به هذا الثلاثي الكاذب إلى سلطات لشبونة، وتعرفوا على الدعي بسهولة، لأن الدون سيباستيان كان عمره في حدود الثلاثين، طويل القامة وأبيض البشرة وشعره أشقرا، بينما الدعي في العشرين من عمره بقامة متوسطة وبشرة سمراء، وقد ألقي القبض عليه هو وصاحبيه وأرسل إلى لشبونة التي دخلها وهو راكب على حمار بشكل مقلوب " حيث أدار وجهه لعقب الحمار " إلا أنه أصر أمام التحقيق أنه لم يدع قط أنه الملك دون سيباستيان، وإنما الناس هم اللذين كانوا يطلقون عليه ذلك، اقتنعت المحكمة بعد مقارنة شهادته مع شهادة غيره وحكمت عليه بالأشغال الشاقة إلا أن صاحباه، لم تسعفهما شهادة الشهود فأعدما."
وأما المدعى الثانى فقد هاحم العاصمة ولقى مصرعه ايضا كما يقوزل الرجل :
"الدون سباستيان الثاني عرف باسم " ملك إيرسرا " كان ناسكا متعبدا، استقر في ذلك المرفأ الصغير الموجود عند مصب نهر الطاج، حيث كان يكفر عن خطاياه السالفة، منتظرا العودة إلى أهله، وبعد أن انضمت إلى قضيته جماعة كبيرة من المتعصبين عزم على الزحف إلى لشبونة ليتوج بها ملكا وقد أرسلت لمواجهته قوة عسكرية يترأسها القاضي "ديوغودا فانسيكا"
في كل الديانات والثقافات هناك شخصية المخلص الغائب التي ينتظرها جميع المؤمنين .. وقد استغل الكثير من الدجالين هذه القصص ليزعموا بأنهم هم المنقذ الغائب ألقي القبض على " ملك إيريسرا" وحوكم وأعدم شنقا يوم 14 يونيو1585 مع بعض أتباعه وقد احتفظ بإسمه الحقيقي وهو ماتيوس ألباريس."
" وظهر مدعى ثالث يقول فيه الرجل :
الدون سباستيان الثالث .. ويعد أشهر من انتحل شخصية الملك المختفي، ظهر سنة 1594 ولكن ليس في البرتغال وإنما في قلب قشتالة نفسها، وقد عرفه التاريخ لنا بإسم "جبرائيل إسبينوزا حلواني مادريكال" الذي حير طوال شهور عديدة قضاة الملك الكاثوليكي، وحين كشفت الخدعة حكم عليه بالإعدام وقد قدم نفسه ليعدم دون أن ينكر أو يصرح بحقيقة هويته."
وادعى رابع نفس الأمر وأعدم ايضا فيما قال الرجل :
"الملك المزيف الرابع .. رأى النور في يونيو1598 في مدينة البندقية، وبناء على أقواله فإنه هزم في المغرب وفر منه، والتحق بعد ذلك بصقلية ثم بغلايري، وبعد أن أقام بالبندقية مدة عامين انتقل إلى توسكاني حيث ألقى القبض عليه الدوق الأكبر، وسلمه إلى السلطات الإسبانية بنابولي، وقد حكمت عليه هذه الأخيرة بالأشغال الشاقة في شهر مايو1601 م، لكن بما أنه استمر في استمالة الأتباع داخل السجن فقد نقل إلى سان لوكاردي براميدا حيث أجري التحقيق في قضيته من جديد وحكم عليه بالإعدام شنقا هو وأربعة عشر من أتباعه في 29 شتنبر 1603، ولعل الرجل كان أحد رهبان مدينة كلايري وترك الرهبانية وكان يسمى ماركو توليو كاتيرون."
وتحدث الرجل عن أن الشعر والروايات عملت على تجذير العقيدة الكاذبة فقال :
"قد يتبادر إلى أذهاننا أن قصة عودة ملك -ميت أصلا -سواء مات وقت المعركة أوبعدها هي ضرب من الجنون خاصة عندما نعلم أن المؤمنين بهذه النظرية اعتقدوا بصحتها وقد مضى على اختفاء الملك مئات السنين .. ولكن إن تأملنا قليلا سنجد أن للأسطورة جذور قديمة، فقد ألف الشاعر ثاباتيرو باندارا ما بين 1530و1546 قصائد غنائية تتنبأ بظهور الملك الذي سيخلص العالم من المآسي وسيعلي شأن البرتغال على المستوى العالمي، وبذلك فإن أسطورة عودة سيباستيان الذي توفي سنة 1578 تندرج ضمن هذا السياق، وساهمت أفكار ثاباتيرو وأبياته الغنائية في رؤية أهل البرتغال في ملكهم سيباستيان ذلك البطل المرغوب والمخلص، فهم لم يتقبلوا فكرة مقتله بتلك الطريقة المخزية فانتشر اعتقاد شعبي يقضي بعودته يوما ما، بل ظن البعض أنه قد عاد بالفعل وأنه ينتظر مرة على ظهر سفينة ومرة في جزيرة معزولة ومرة أخرى على نهر التاج."
وتحدث عن قيام الساسة المعارضين للحكومة فى البرتغال باستخدام الأكذوبة لانتقادها فقال :
"ظاهرة السيباستيانيزم في وقتنا الحالي
يستخدم السبستيانيزم من قبل بعض المثقفين والسياسيين في البرتغال لانتقاد المجتمع البرتغالي بصفة عامة، وفي مجالات معينة كالاقتصاد بصورة خاصة، قائلين أننا دائما ننتظر حلول سحرية وجاهزة لحل مشاكلنا تماما مثلما ننتظر عودة سباستيان."
وتحدث ان الشعراء والأدباء البرتغال بعضهم ساعد على انتشار الأكذوبة من خلال تأليف القصائد وغيرها فقال :
"أخيرا ..
السيباستيانيزم ليست ظاهرة سياسة فقط بل هي ظاهرة ثقافية أيضا كان لها روادها في الأدب والشعر والمسرح حيث كتب الأديب البرتغالي "لويس دوكامويس" وهو معاصر للملك سباستيان قصيدة شعرية أهداها لروح الملك المفقود بعنوان " Os Lus ي adas" (Les Lusiades ).
وأيضا من أهم الأعمال المنساقة في فكر حركة السيباستيانيزم نجد كتاب "رسالة" للكاتب البرتغالي الشهير "فرناندو بيسوا "وهو شاعر وأديب وناقد أدبي ومترجم وفيلسوف .. خلد هذا الشاعر اسم "دون سيباستيان " بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه ترجمها للعربية نزار اغري:
الدون سبستيان ملك البرتغال
مجنون .. نعم مجنون لأني اشتهيت العظمة
هذه التي لا يمنحها القدر
لم أستطع احتواء يقيني داخلي
ولهذا وحيث يقوم الشاطئ الرملي.
ومؤخرا في سنة 2002 صدر مؤلف للبرازيلي "ايدانوغوريز" مؤلفا في هذا الشأن وكذلك كتابا لسونيا لوغو، وقصة الملك المختفي استأثرت أيضا على اهتمام الفرنسيين وكتب المسرحي الفرنسي بول فوشير عام 1839 مسرحية بعنوان " théâtre "Don Sébastien de Portugal ""
قطعا صدور هذه الأعمال هو أمر مقصود سواء من خلال الشخص نفسه لايمانه بالعقيدة الكاذبة أو من خلال من يوحى لهم بالكتابة عنه وغالبا ما يكون من يوحى بهذا هم المخابرات

اجمالي القراءات 790