لا نُدافع عن الإلحاد ولا لهو الحديث ولكن عن حرية أتباعهما الدينية.

عثمان محمد علي في الإثنين ٢٧ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

لانُدافع عن الإلحاد ولا عن لهو الحديث ،ولكن عن حرية المُلحدين والتراثيين.
أيها المسلمون لا تظلموا الإسلام .
كل فترة نقرأ عن حكم قضائى بسجن (مُلحد ) لأنه أعلن إلحاده ونشر فيديوهات أساء فيها للإسلام ، وتمت مُحاكمته طبقا لقانون (إزدراء الأديان ) .ونحن نقول لمن رفعوا عليه دعاوى قضائية ولمن حاكموه واصدروا احكامهم بسجنه ::
نحن لا نُدافع عن الإلحاد ،ولاعن الإيمان بروايات شياطين لهو الحديث وفقه أئمة السوء والضلال أيضا ،ولكن نُبرىء الإسلام من أفعالكم ومن أحكامكم ومن قضائكم وتشريعاتكم الجائرة الظالمة بإسم الإسلام ، ونُدافع عن حرية (المُلحدين ،وعبدة التراث والقبور والأنصاب)الدينية .ونُذكركم بأن هناك مئات الآيات القرءانية التى تؤكد على معنى واحد واضح وهو (حضرتك مالكش دعوة بحريته فى دينه ولا حريته فى إيمانه ولا فيما إختاره هو لنفسه ،فأنت لست مسئولا عنه يوم القيامة )وأنتم تحفظون هذه الآيات القرءانيةأكثر منى ، وكذلك وجود مئات من آيات أُخرى تؤكدعلى أن الدين هو دين الله ،وأن له يوما إسمه (يوم الدين )وأن المولى جل جلاله هو (مالك يوم الدين )، وأنه سبحانه وتعالى نهى المُسلمين وعلى رأسهم النبى عليه السلام فى أن يتعرضون لحرية الكافرين(المُلحدين) والمُشركين والمنافقين الدينية ، وأن رسالاته ورسالتهم من بعده تنحصر وتقتصر على بلاغ رسالة القرءان للناس وللعالمين سلميا وفقط، . فلو تولوا وأعرضوا عنها وحتى لو أساءوا لها فلتعرض ولتعرضوا عنهم ،فقد إنتهت مسئوليتكم بإعلانكم وبلاغكم لرسالة القرءان وإنتهى دوركم ،فلتتولواعنهم وتتركوا حسابكم وحسابهم فى دينكم ودينهم إلى الله يوم القيامة ..
فيا أيها المُسلمون (المشايخ والمحامون والقضاة الذين رفعتم قضايا وحكمتم عليهم بالسجن ) هل أنتم أعلم وأدرى بشئون دين ربكم جل جلاله منه هو سُبحانه وتعالى ؟؟؟؟؟
هل لا تعلمون أنكم بمحاكماتكم وعقابكم لهم أنكم بهذا جعلتم من أنفسكم (آلهة )مع رب العالمين تُحاسبون الناس على دينهم ؟؟؟
فهل انتم أيضا أحرص على دين الله من نبيه ورسوله محمد بن عبدالله عليه السلام الذى لم يُحاسب أحدا فى حياته على دينه ؟؟
فهل أبو هريرة وأمثاله ورواياتهم وطاعتهم عندكم أغلى وأعلى وأعز من الله جل جلاله وطاعته وقرءانه المُبين وآياته ؟؟
==
الخطورة أيضا أصدقائى ليست فى مشايخ الكراهية فقط ،ولكن فى قوانين مُقيدة للحريات ،وقوانين تقتل أصحاب الفكر والرأى معنويا ثم جسديا بالسجن والمعتقلات مازالت موجودة وسارية ويُحكم بها يوميا فى بلادنا العامرة ..
المُشكلة هى أن نظل صامتين على هذه القوانين التى يختبىء وراءها مشايخ الكراهية وأصحاب الفضيلةوالمُستبدين معهم ليتخلصوا بها من خصومهم الفكريين . فأولى خطوات الإصلاح الحقيقى هى تحرير الحُريات العامة من أغلالها ،وفك قيودها ،ورمى سلاسلها القبيحة فى أعماق المحيط الأطلنطى إلى غير رجعة .ثم القيام بإصلاح التشريعات المدنية لجعلها تحمى الفكر والثقافة والمُفكرين والمُثقفين والباحثين والكُتاب من أى سوء يطالهم ويطال أرزاقهم وعائلاتهم .... ولنتخذ من عصر الليبرالية والحرية فى مصر عصر أسرة محمد على قدوة حينما طبعوا كتاب (قاسم أمين عن -حرية المرأة ) وكتاب (طلعت حرب -الذى رد فيه على -قاسم أمين) فى مُجلد واحد ، ولم يُسجن هذا ولا ذاك .
لو عاش المُفكرون والمثقفون المصريون والعرب حياة الحُرية التى تحميهم وتحمى حُريتهم الفكرية لسقط الفكر التراثى الآسن العفن ، ولسقط معه مشايخ الإرهاب والكراهية والجمود والإنغلاق فى أقل من 6 أشهر ، ولأصبحوا هم وتراثهم أضحوكة كُل عاقل فى مصر وخارجها .ولكن للاسف الإستبداد دائما يحتاج إلى الكهنوت الشيطانى التراثى ويحتمى فيه وبنصوصه ليستمر فى سُلطانه وسطوته وإستفادته الرخيصة من حجب النور عن الناس وعن العقول .
فلنُدافع جميعا عن الحرية الدينية للجميع ، ولتكن دعوتنا لمناهجنا وأفكارنا وما نؤمن به سلمية . وحسابنا وحساب هذا وذاك وهو وهم وهن فى دينهم على الله يوم القيامة .... فمحاسبة الناس والمساس بهم وتوقيع عقوبات دنيويةعليهم وحرمانهم من حقوقهم المدنية بسبب دينهم وتدينهم مخالف للقرءان ،ويؤدى بفاعله ومن شارك فيه إلى نار السموم يوم القيامة خالدا فيها أبدا .
==
اللهم بلغت اللهم فأشهد .
((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ))
اجمالي القراءات 1491