قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ١٠ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر .. فصوص الحكم قرآن العرفاء
صاحب الحوار هو طالب علم وهو يدور حول مزاعم الصوفية أن كلامهم هو وحى من الله وفى هذا قال فى مستهل كلامه :
"يزعم العرفاء والمتصوّفة بأنّ كل ما يكتبونه أو يتفوّهون به هو وحيٌ منزّل من قبل الله سبحانه وتعالى فهم إما يتلقونه مباشرة عن الله بلا وسيط! أو بالإلهام و حديث القلب أو عن طريق الوحي بواسطة جبرائيل!!"
وتحدث عن أنهم لا يسمون كلام الله المزعوم معهم وحيا وإنما يسمونه كشفا حتى لا يظهر كذبهم فقال :
"لكنهم يسمون كل ذلك (كشفاً) للتحايل والخداع لأنّ تسمية كشفهم بأنه وحيٌ بصريح العبارة سيعرضهم للإحراج في حال تقرّر اختبارهم في سائر المسائل بلا سابق إنذار!!
ولهم في هذا الخصوص عبارات كثيرة متفرّقة في طيات مصنفاتهم"
وقام طالب علم باختيار نصوص من كتاب فصوص الحكم وغيره لابن عربى مجريا حوارا خياليا بينه وبينه ليبين فساد معتقدات القوم وهو يسأله أسئلة وتكون الاجابة من كتبهم وقد قال :
"ولكي نسلّط الضوء على هذا الموضوع دعونا نصحبكم معنا في هذه الرحلة الحوارية مع زعيم العرفاء الأكبر ابن عربي لنتباحث معه حول تفاصيل مختلفة في هذا الموضوع.
طالب علم: كيف حالكم يا شيخ العرفاء؟!
إبن عربي: يحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده!”فصوص الحكم ابن عربي ص83."
هنا يبين طالب علم أن الصوفية يعتبرون أنفسهم هم الله والله هو الصوفية ثم سأله عن كونه كتبه وحى من الله أم لا فقال :
"طالب علم: يا شيخ العرفاء دعك عن موضوع وحدة الوجود فنحن نريد التحدّث معك حول قضية أخرى شائكة!
هل صحيح ما نُقل عنك من أنّك تزعم بأنّ كتبك منزّلة من السماء كالقرآن وأنك تتلقاها عن الله سبحانه وتعالى كما يتلقى رسول الله (ص)القرآن الكريم؟!
إبن عربي: (نعم يا طالب علم) إنما نورد في كتابنا (الفتوحات المكية) وجميع كتبنا ما يعطيه الكشف ويمليه الحق (الله) هذا طريقة القوم (العرفاء).
“الفتوحات المكية ابن عربي ج2 ص424 - 425.
طالب علم: وما الفرق بين مؤلفاتكم ومؤلفات باقي العلماء؟!
إبن عربي: شتان بين مؤلف يقول حدثني فلان رحمه الله عن فلان رحمه الله وبين من يقول حدثني قلبي عن ربي وإن كان هذا رفيع القدر فشتان بينه وبين من يقول حدثني ربي عن ربي أي حدثني ربي عن نفسه!! “الفتوحات المكية ابن عربي ج1 ص100.
طالب علم: على هذا فأنت تزعم هنا بأنك لا تنطق عن الهوى؟!
إبن عربي: (نعم يا طالب علم) لا أتكلم إلا على طريق الأذن كما أني سأقف عندما يحد لي فإنّ تأليفنا هذا (الفتوحات المكية) وغيره (كالفصوص) لا يجري مجرى التواليف ولا نجري نحن فيه مجرى المؤلفين فإن كل مؤلف إنما هو تحت اختياره وإن كان مجبوراً في اختياره أو تحت العلم الذي يبثه خاصة فيلقي ما يشاء ويمسك ما يشاء أو يلقي ما يعطيه العلم وتحكم عليه المسألة التي هو بصددها حتى تبرز حقيقتها ونحن في تواليفنا لسنا كذلك إنما هي قلوب عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما ينفتح له الباب فقيرة خالية من كل علم!!
“الفتوحات المكية ابن عربي ج1 ص102."
وما سبق دليل على أنهم يدعون أن الله يوحى لهم مباشرة أو عبر رسول مثلهم مثل رسل الله (ص)والسؤال التالى أظهر فيه طالب العلم أنهم يناقضون الوحى الإلهى وحتى الروايات بما فى كتبهم فقال :
"طالب علم: يا شيخ العرفاء إنّ في كتبك ما يخالف القرآن الكريم والحديث الشريف والعقل فلربما ألفتَ الكتاب من رأيك وتوهمتَ أنه من الله؟!
إبن عربي: الله تعالى رتب على يدنا هذا الترتيب فتركناه ولم ندخل فيه برأينا ولا بعقولنا فالله يملي على القلوب بالإلهام جميع ما يسطره العالم في الوجود فإنّ العالم كتاب مسطور إلهي!!”الفتوحات المكية ابن عربي ج2 ص163."
ثم بين أن ابن عربى ادعى أيضا العروج للسماء ورؤيته لآيات الله وأنهم معصوم طاهر فقال :
طالب علم: وكيف يملي الله عليك هذه الكتب؟ وأين؟
إبن عربي: إعلم (يا طالب علم) أنه لما وصلت إلى هذا المنزل (المقام) في وقت معراجيَ الذي عرج بي ليريني من آياته سبحانه ما شاء ومعي الملك (أي جبرائيل)!”الفتوحات المكية ابن عربي ج2 ص609
طالب علم: ما شاء الله! الله الله! لم تكتفِ بإدعاء الوحي بل زدتَ عليه القول بعروجكَ إلى السماء؟! لا ينقصك إلا القول بالعصمة والطهارة أيضاً؟!
إبن عربي: نعم أنا معصوم ومطهّر وان ما يوحى إليّ فُرقان كالقرآن تماماً!
اللّه أنشأ من طيٍ وخولانِ ... جسمي فعدّلني خلقاً وسوّاني
وأنشأ الحق لي روحاً مطهرةً ... فليس بنيان غيري مثل بنياني
إني لأعرف روحاً كان ينزل بي ... من فوق سبع سماواتٍ بفرقانِ
“الفتوحات المكية ابن عربي ج3 ص442.
فالعلم الإلهيّ هو الذي كان سبحانه معلمه بالإلهام والإلقاء وبإنزال الروح الأمين (جبرائيل) على قلبه وهذا الكتاب (الفتوحات المكية) من ذلك النمط عندنا فو اللّه ما كتبت منه حرفاً إلا عن إملاء إلهيّ وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روع كياني!!
“الفتوحات المكية ابن عربي ج3 ص442."
وبين طالب علم أن الصوفية يبرهنون على صحة الوحى المزعوم الذى كتبوه بحكايات كاذبة فقال :
"وقد بيّن حبيبنا القاضي الطباطبائي منزلتي الرفيعة فقال: ليس في البرايا بعد النبي والأئمة من يضاهي محيي الدين ابن عربي في معارفه العرفانية وحقائقه النفسية!!!”العارف الكامل ترجمة كمال السيد و أحمد العبيدي ص11 التوحيد كمال الحيدري ج1 ص 232.
طالب علم: وما الدليل على كل ما ذكرته؟
إبن عربي: ألم تسمع ما قاله القاضي الطباطبائي عن كتابي الفتوحات حيث بيّن بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!!
قال القاضي: لقد كتب محيي الدين (ابن عربي) كتاب «الفتوحات» في مكّة المكرّمة، ثمّ بسط جميع أوراقه على سقف الكعبة وتركها سنة لتُمحى المطالب الباطلة منها ـ إن وُجدت بهطول الأمطار، فيتشخّص الحقّ منها عن الباطل. وبعد سنة من هطول الأمطار المتعاقبة جمع تلك الأوراق المنشورة فشاهد أنّ كلمة واحدة منها لم تُمحَ ولم تُغسلْ.”الروح المجرد الطهراني ص341."
وتحدث طالب علم أن كتاب ابن عربى نجاسة ولهذا تجنبه المطر فى حكايتهم فقال :
"طالب علم: كلامك مضحك يا شيخ العرفاء ولكن لربما يكون القاضي الطباطبائي صادقاً في تلك الرواية! فالغيث طهورٌ ورحمة ويبدو أنّ كتابك بلغ من نجاسة الكفر درجةً جعلت حتى الأمطار تتجنبه وهذا ما يفسّر عدم انمحاء حرف من كتابك! بالفعل شر البلية ما دعاك للضحك!
انّ كلامك لا يقبله عاقل ولكن دعنا نجاريك في الحديث ونقول لك: كيف نَزَلَ عليك كتاب الفصوص؟!
إبن عربي: (يا طالب علم) إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرةٍ (رؤية) أُريتها في العشر الآخرة من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده صلى الله عليه وسلم كتاب فقال لي: هذا ((كتاب فصوص الحكم)) خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أمرنا. فحقّقت الأمنية وأخلصت النيّة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حدّه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان وسألت الله تعالى أن يجعلني فيه وفي جميع أحوالي من عباده الذين ليس للشيطان عليهم سلطان وأن يخصّني ما يرقمه بناني وينطق به لساني وينطوي عليه جناني بالإلقاء السّبُوحي والنّفث الروحي في الروع النفسي بالتأييد الاعتصامي حتى أكون مترجماً لا متحكماً ليتحقق من يقف عليه من أهل الله أصحاب القلوب أنه من مقام التقديس المنزّه عن الأغراض النفسية التي يدخلها التلبيس وأرجو أن يكون الحق لما سمع دعائي قد أجاب ندائي فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي ولا أنزل في هذا المسطور إلا ما ينزّل به عليّ ولست رسول ولكني وارث ولآخرتي حارث.
“مقدمة فصوص الحكم ابن عربي بتعليق العفيفي ص 47 - 48.
طالب علم: تقول بأن رسول الله أهداك الكتاب وقال لك: (هذا كتاب فصوص الحكم) فهل تسمية كتاب الفصوص جاءت من هنا؟!
إبن عربي: نعم. لم أطلق على كتابي اسم فصوص الحكم وإنما جاء اسمه من عند الله تعالى وقد عرّف النبي الكتاب بهذا الاسم!! وهذا ما ذكره لكم الدكتور محسن جهانكيري أستاذ الفلسفة في جامعة طهران حيث يقول: يُستشفُ من عبارة ابن عربي (فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به) انّ ابن عربي لم يطلق على كتابه اسم فصوص الحكم وإنما كان اسمه من عند الله تعالى أو انّ الرسول قد أسماه بهذا الاسم!! “محيي الدين بن عربي الشخصية البارزة في العرفان الإسلامي الدكتور محسن جهانكيري ص 14 - 15."
وبين طالب علم انه بالرغم من كونه وحى من الله كما يزعم ابمن عربى فغنه جعله وحى من الرسول(ص) فقال :
"طالب علم: انّ هذا القول من الطرائف ولكن ماذا عن قولك بأنّ الكتاب من عند رسول الله (ص)؟
إبن عربي: لكي تتيقن يا طالب علم من كون كتاب الفصوص مقدّس ستجد أنّ الله قد أمر حيدر الآملي بشرحه وقال بأنّ كتابي هو كتاب رسول الله حينما قال:
أمرني الحق تعالى بشرح فصوص الحكم الذي هو منسوب إلى رسول الله (ص) وأعطاه للشيخ الأعظم محيي الدين الأعرابي (كذا) قدس الله سره في النوم وقال له: أوصله إلى عباد الله المستحقّين المستعدّين ...”جامع الأسرار حيدر الآملي ص 69."
وتحدث طالب علم أن الحلم لا يمكن أن يكون وحيا عند الشيعة الذى هو منهم فقال :
"طالب علم: إنّ إدعاءكم هذا ادعاءٌ باطل وبغير دليل فنحن الشيعة الإمامية لا نقبل بالأحلام كدليل (مستقل) نستند عليه ونركن إليه في عقائدنا فكل ما ذكرته من الأكاذيب واضحةِ البطلان!
إبن عربي: وكيف لا تصدّق يا طالب علم وقد شهد لي حيدر الآملي بالصدق حينما قال: إنّ الشيخ الحاتمي (ابن عربي) وليّ من أولياء الله تعالى والولي لله تعالى لا يقول إلا الواقع لأنّ صدور الكذب منه مستحيل! “نص النصوص في شرح الفصوص حيدر الآملي ص105.
طالب علم: هل تقسم على أنه وحي منزّل؟
إبن عربي: واللّه ما كتبت منه حرفاً إلا عن إملاء إلهيّ وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روع كياني!!”الفتوحات المكية ابن عربي ج3 ص442."
وفى الحوار الخيالى بين لابن عربى تناقض كلامه فى كون كتابه وحى من الله وكونه وحى من رسول الله(ص) فقال :
"طالب علم: يا شيخ العرفاء المتصوفة يكفي في رد كلامك انه متناقض يضرب بعضه بعضاً، فمرة تقول بأنّ النبي أعطاك الكتاب، ومرة تقول بأنك تلقيته مباشرة عن الله! وتناقضك هذا يكشف عن بطلان دعواك. إبن عربي: يجيبك عن هذا حيدر الآملي حيث يقول: الكتاب فصوص الحكم يكون من رسول الله (صم) ويكون وصل إليه (لابن عربي) منه (أي من النبي) على الوجه المذكور من غير خلاف (عند العرفاء) ويكون فصوص الحكم عديم المثل والنظير مثل القرآن!!”نص النصوص في شرح الفصوص حيدر الآملي ص104."
وبين طالب علم أن ابن علابى يجعله كتابه مثل القرآن فقال :
"طالب علم: يا ساتر! مثل القرآن؟؟!!
إبن عربي: نعم يا طالب علم مثل القرآن كما بيّن ذلك حبيبنا حيدر الآملي في قوله: كان للنبي (ص) كتابان النازل عليه والصادر منه أما الكتاب النازل فالقرآن وأما الكتاب الصادر فالفصوص وبيّنا أنهما عديما المثال والنظير وانحصار نوعيهما في شخصيهما. أما الشيخ الأعظم (ابن عربي) فقد بينا أيضاً أنّ له كتابين: الواصل إليه والصادر منه وأما الكتاب الواصل إليه (من النبي) فالفصوص وأما الكتاب الصادر منه فالفتوحات وبينا أنهما عديما المثال والنظير في نوعيهما وانحصار نوعيهما في شخصيهما.
“تفسير المحيط الأعظم حيدر الآملي ج1 ص22.
وقد ذكر الآملي في موضع آخر بدل كلمة (واصل إليه) كلمة (النازل لأجل الشيخ الأكبر فصوص الحكم)!!”تفسير المحيط الأعظم حيدر الآملي مقدمة الطبعة الثانية )
وتحدث طالب علم أن كل الصوفية يرمنون بكون كتاب الفصوص وحيا كالقرآن فقال:
"طالب علم: استغفر الله ربي وأتوب إليه أعوذ بالله من هذا الكفر تجعل كتاب الفصوص المشحون بالكفريات والخرافات في مقام القرآن الكريم الذي {لَا يَاتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
ولكنّ ما لفت انتباهي هو قول حيدر الآملي (من غير خلاف) فهل يعتقد كل العرفاء بأنّ كتاب فصوص الحكم منزّل كالقرآن؟!(فصوص الحكم) وصل إليه من النبي (صم) على الوجه الذي أخبر به هو (ابن عربي) في أوله (أي في أول كتاب الفصوص) وقد كتبوا له شروحاً ومدحوه مدحاً لا مزيد عليه وإلى الآن وهم على هذا والحق في طرفهم وليس الحال إلا كما ذهبوا إليه.”نص النصوص في شرح الفصوص حيدر الآملي ص102.
فلاحظ يا طالب علم قوله (بأسرهم) فهي تدل على أنهم جميعاً يعتقدون بهذا!!
طالب علم: قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَاتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَاتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
إنّ الله سبحانه وتعالى نفى إمكانية أن يأتي أحد بمثل القرآن الكريم بحيث لو اجتمعت الجن والأنس على أن يأتوا بمثله لا يستطيعون! فكيف تدّعون انّ فصوص الحكم المشحون بالهرطقات مماثل للقرآن الكريم؟!"
وبين طالب علم أن الصوفية يعتبرون كل كتبهم مع تناقضها مع القرآن وحى من الله وكأن الله سبحانه وتعالى عن ذلك يكذب نفسه بنفسه فقال :
"إبن عربي: إنّ الفصوص والفتوحات وكل ما نكتبه كالقرآن لا يستطيع أحد أن يتأتي بمثله!!
طالب علم: وما دليلك على هذا الادعاء الفارغ؟!
إبن عربي: وهل الطباطبائي (صاحب الميزان) يقول شيئاً فارغاً؟ إنّه قد قال بكل صراحة: لم يستطع أحد في الإسلام أن يأتي بسطر واحد كمحي الدين (ابن عربي)!!
“التوحيد كمال الحيدري ج1 ص232 نقلاً عن شرح المنظوم المطهري ج1 ص239."
وتحدث طالب علم أن ابن عربى يقدم كتابه على معارف الأئمة فقال :
طالب علم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وماذا عن المعارف التي سجّلها الأئمة عليهم السلام وأصحابهم؟ كيف قدمتم عليها خزعبلاتكم يا ابن عربي؟!
إبن عربي: إذهب واسأل الطباطبائي (صاحب الميزان).
طالب علم: سوف يسأله منكر ونكير عن هذه وغيرها من أباطيل العرفاء في قبره! طيّب .. ولماذا يا ابن عربي نُزّل فصوص الحكم على النبي أولاً (كما تدّعي) ثم إليك؟! لماذا لم ينزّل عليكَ مباشرة؟!
إبن عربي: لقد وضّح حبيبنا حيدر الآملي بأنّ كتابي (فصوص الحكم) لا يمكن صدوره عن أي أحد إلا عن رسول الله لأنه كالقرآن عديم المثال والنظير!!
فيقول: فمثلُ هذا الكتاب (فصوص الحكم) المشتمل على أعظم أسرار أنبياء الله تعالى وعلومه وأشرف رسله وأوليائه وخواصه لا يجوز صدوره إلا من مثل هذا النبي الكامل المكمّل المطلع على علوم الأولين والآخرين لأنه (أي كتاب فصوص الحكم) لو كان صدوره من غيره أي من غير هذا النبي الكامل المكمّل لكان وضعاً للشيء في غير موضعه كالقرآن أعني كما أنّ القرآن لم يجوز أن ينزل على غيره ... فكذلك صدور هذا الكتاب الموسوم بالفصوص فإنه لا يجوز أن يصدر عن غيره!!!"نص النصوص في شرح الفصوص حيدر الآملي ص81.
ورد طالب علم على هذا الزعم بنقل من كتاب الخوئى فقال :
"طالب علم: إنّ هذا الادعاء مرفوض عند العقلاء ولا يقبله العلماء والفقهاء فقد قال الميرزا حبيب الله الخوئي رداً على إدعاءك هذا: ولعمري إن هذه الرؤيا إما إفك و إفتراء لا أصل لها أصلاً وإنما نسجها من تلقاء نفسه لتفتين مردته الحمقاء وترويج كتاب ضلاله أو أضغاث أحلام نفثها الشيطان في روعه وألقاها في أمنيته وكيف يمكن أن يؤتيه النبي كتاباً فيه هدم أساس دينه وتخريب بنيان مذهبه وملّته؟"منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة الميرزا حبيب الله الخوئي ج13 ص165.
فما تقول يا ابن عربي رداً عليه؟!
إبن عربي: كفانا مؤونة الرد على هذا حيدر الآملي حين قال: اعلم أن بعض الناس (الفقهاء) من المحجوبين عن الله تعالى وعن أسراره المكنونة في الأنبياء والأولياء قد ظنوا أن هذه الصورة التي جرت بين النبي (ص)والشيخ (ابن عربي) لم تكن واقعة ولا صحيحة في نفس الأمر بل كانت كذباً وافتراء على النبي كما ظن بعض الكفار هذا المعنى في القرآن بعينه ونسبوه إلى السحر والشعر والافتراء والكذب"نص النصوص في شرح الفصوص حيدر الآملي ص77."
وبين طالب علم أن الصوفية جعلوا الفقهاء مثل كفار فريش وهو كلام لا يعقل وبين أنه من ألف الكتاب وليس هو وحيا فقال :
"طالب علم: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ساويتم الفقهاء العظام بكفار قريش؟!! وكل هذا لعدم قبولهم بكتابكم الخرافي فصوص الحكم؟!
دعك من كل هذا يا شيخ العرفاء ولنرجع إلى قولك بأنّ كتابك فصوص الحكم منزّل كالقرآن (على حد زعمك)
لقد وجدنا العارف القيصري وهو صاحب أكبر وأهم شرح لكتابك الفصوص يقول في شرحه للمقدمة: "قوله (أي ابن عربي) خذه واخرج به (أي أخرج بكتاب الفصوص) إلى النّاس أي خذه منيّ في سرك وغيّبك واخرج به إلى عالم الحس والشهادة بتعبير إيّاه وتقريرك معناه بعبارة تناسبه وإشارة توافقه "تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس للخميني 49 وفي طبعة لبنان فصوص الحكم بتعليق الخميني ص 26.
أقول: إنّ معنى كلام القيصري في قوله (بتعبيرك إياه وتقريرك معناه) هو أنّ فكرة كتاب فصوص الحكم من رسول الله صلى الله عليه وآله والمترجم والمعّبر عن هذه الفكرة هو أنت.
المعنى واضح يا ابن عربي فليس كتاب فصوص الحكم منزّل عليكم كما تدّعي بل هو من تعبيركم أنتم كما قال القيصري!"
وتحدث طالب علم أن الخمينى يؤمن بأن كتاب الفصوص موحى به فقال :
"إبن عربي: ألَم تقرأ يا طالب علم استدراك الخميني على الشارح بنفي تلك النسبة فقد جاء تصريحهُ اعتراضاً على قول القيصري قائلاً له: ليس ما ذكر (ابن عربي) تعبيراً بل تنزيل فإنّ ما تلّقاه (ابن عربي) سرّ أهل المعرفة من الكمّل!! “تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس للخميني 49 وفي طبعة لبنان فصوص الحكم بتعليق الخميني ص 26.
فتلاحظ يا طالب علم أنّ الخميني ينص بكل صراحة على أنّ كتابي منزّل ويرفض قول القيصري بأنّ الكتاب من تعبيري وانشائي!
ولتأكيد معنى كون كتابي منزّل قال الخميني أيضاً: وهذا الكتاب (فصوص الحكم) لمّا كان بحسب مكاشفة الشّيخ (ابن عربي) من عطيّات رسول الله صلّى الله عليه وآله ومنحه وهي بعينها عطيّات الله تعالى تكون هداية الطالبين وإرشاد المسترشدين!“تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس للخميني 49 - 52 وفي طبعة لبنان ص 26 - 27.
والجميعُ يعلم يا طالب علم بأنّ الصادر عن رسول الله هو نازلٌ عليه فيكون كتابي فصوص الحكم حسب تصريح الخميني هذا تنزيلٌ أيضاً!! وهو كتاب هداية وارشاد كما ذكر في نفس النص!
ومحاولة بعضهم صَرف كلمة (التنزيل) عن معناها محاولة بائسة لا يمكن صمودها أمام كل هذه الأدلة والبراهين التي ذكرتُها لك إلى جانب القرائن الدالة على ذلك.
إنّ كلامي وكلام العرفاء هو عن كون هذا الكتاب الذي بين يدّي هو (تنزيل) تلقيتهُ عن رسول الله (ص)
يا طالب علم باللهِ عليك رسول الله يتلقى عمن؟
عن الجن مثلاً؟
فلا معنى لقول المعترضين أنّ المراد هو التلقي عمن هو أعلى.
أنا (ابن عربي) أتلقى عن رسول الله (ص)الذي هو بدوره يتلقى عن الوحي لا شك!"
وأنهى طالب الحوار بأن ابن عربى والصوفية يزعمون أن كتاب الفصوص وحى من الله ولو كان من عند الله ما كذب القرآن فقال :
"طالب علم: إلى هنا ننهي حوارنا معكم يا شيخ العرفاء المتصوفة بعد أن اتضحَ بجلاء إن شاء الله لمن تابع حوارنا معكم بأنّك تدّعي الوحي، وتزّعم أنك تلقيتَ كتاب فصوص الحكم عن الله تعالى بواسطة رسول الله (ص). وجميع أصحابك العرفاء أيضاً يعتقدون بقدسية هذا الكتاب وانّه منزّل من السماء كالقرآن وانه عديم المثال والنظير ولم يستطع أحد في الإسلام أن يأتي بسطر مثله! وأنّ تسميته أيضاً كانت عن الله سبحانه وتعالى، بينما لو تفحّص القارئ الكريم هذا الكتاب لوجد فيه ما يناقض القرآن الكريم والسنة المطهرة والعقل فهو كتاب مشحون بالكفريات والخزعبلات كقولك بوحدة الوجود وتشبيه الله بخلقه ورؤية الله في الآخرة! وقولك (والعياذ بالله) بكفر مؤمن قريش شيخ البطحاء أبي طالب صلوات الله عليه وإيمان فرعون! بل القول بأنّ فرعون من العرفاء الشامخين. هذا عدا عن قولك بعدم النص على الخلافة وقولك بانتهائية العذاب في نار جهنم وتحوّل العذاب إلى عُذُوبة! وقولك بأنّ الذبيح إسحاق وليس إسماعيل، وقولك بتخطئة الأنبياء وتصحيح عمل الكفار! وغيرها من الكفريات والخرافات الكثيرة التي لا يسع المجال لذكرها .."
وبين طالب علم فى النهاية أن الكتاب هو صادر عن مجنون ومن يصدقه مجانين مثله فقال :
"إنّ إقرار العرفاء بأن كتابك فصوص الحكم منزّل من السماء يعني نسبة تلك الكفريات والخرافات المسطّرة في كتابك لله ورسوله (والعياذ بالله)!!
قال تعالى {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}
فإذا كان أصحابك العرفاء على هذا المستوى من الإسفاف والتهريج لا يحترمون عقولهم ولا عقول الآخرين ويزعمون مثل تلك المزاعم المفضوحة البيّنة البطلان ويتجرّؤن على الله ورسوله بدون أدنى حياء أو وجل فكيف نصدّق خزعبلات كشفهم ونأمن مكرهم؟!"

اجمالي القراءات 1140