مجدى خليل يكت رؤية شخصية أقدمها إلى لجنة قيد الناخبين للإنتخابات البطريركية

في الأحد ٠٨ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

قيد وتسجيل الناخبين: ملاحظات شخصية

مجدى خليل

هذه رؤية شخصية أقدمها إلى لجنة قيد الناخبين للإنتخابات البطريركية، فإذا كانت مفيدة وبها أفكار تساعد على عملية ضبط الأنتخابات فليؤخذ بها وإن  كانت غير مفيدة وغير عملية فليتم تجاهلها، وما غرضى منها سوى أن يتم ضبط عملية قيد الناخبين بحيث تؤدى الغرض منها من أختيار هؤلاء الحريصين على مستقبل الكنيسة وعلى عمل الله فى أختيار البطريرك بعيدا عن الحزبية والشللية والمصالح الشخصية.

 

اول هذه الملاحظات هى أن اللأئحة توسع عملية أختيار البطريرك بحيث لا تقتصر على رجال الدين فقط وأنما أيضا يضاف إليهم الأرخنة العلمانيين (بالمفهوم الكنسى للعلمانى طبعا)، وأنا شخصيا أميل إلى أن تكون عملية الأنتخاب مقصورة على الأكليروس والرهبان، ولكن إذا كانت اللأئحة تقول غير ذلك فنحن ملتزمون باللأئحة فى هذه الأنتخابات، ومن ثم يكون التحدى فى اختيار أفضل الأشخاص لهذه المهمة الكنسية النبيلة.

ثانيا:الشروط الموجودة فى اللأئحة الخاصة بالناخب بها أمور تقديرية مطاطة فى توصيف الناخب وأمور محددة يمكن بناء عليها تحديد الناخبين، ومن ثم يمكن أن تضيق أو توسع قاعدة الناخبين وفقا لرؤية لجنة الناخبين،وأنا شخصيا أميل إلى عدم توسيع القاعدة الناخبة بحيث يصعب إدارة العملية الإنتخابية وأيضا عدم تضييقها بحيث يمكن التأثير على القاعدة الإنتخابية.

ثالثا:للتأكد التام من شخصية الناخب لا يكفى الإطلاع على بطاقة الرقم القومى وأنما يفضل أن يزكيه أثنان من رجال الدين المشهود لهم بالأمانة وواحد من الأراخنة المعروفين فى كنيسته،وأن يتم التسجيل والتأكد من الناخب واعطاءه بطاقة الأنتخاب قبل يوم الأنتخاب بمدة كافية، وذلك لتفادى الدفع بناخبين ببطاقات مزورة من بعض الجهات الأمنية  لتحويل الإنتخابات إلى اتجاه محدد لصالح شخصيات محددة.

رابعا: أيضا ينبغى التدقيق فيما يتعلق بشروط الناخب الأخلاقية، فمثلا تعرفه اللأئحة على أنه أرخن، وهى كلمة تعنى قائد فى شعبه باليونانية، كما أن كلمة الارخن فى الكنيسة القبطية ارتبطت بالتقوى والورع، ولهذا تشترط اللأئحة أن يكون الناخب معروفا بصادق إيمانه واتصاله المستمر بالكنيسة. وهذا كلام مهم حيث أن درجة تقوى الشخص وإيمانه تنعكس فى شكل نزاهته وحرصه على أختيار الشخص الأفضل روحيا لهذه المهمة السامية، ومن هنا تكون التزكية للناخب مهمة مثلها مثل التزكية للمرشح فكلاهما يشكلان جناحى العملية الإنتخابية التى سيتحدد بناء عليها أختيار البطريرك.

خامسا: تشترط اللأئحة أن لا يكون الناخب قد سبق الحكم عليه فى جناية أو جنحة ماسة بالشرف، وهذا موضوع مهم ويحتاج إلى الوضوح والصراحة مع العديد من الشخصيات القبطية العامة التى لا ينطبق عليها هذا الشرط، حيث أنه فى داخل البطريركية نفسها شخصيات قبطية علمانية لا ينطبق عليها هذا الشخص، فلا ننسى أن البطريركية كانت مسرحا لأجهزة الأمن وعملاءه فى العقود الأخيرة، وفى هذه الحالة تحتاج اللجنة إلى التمسك الحرفى والدقيق باللأئحة مهما إن كان هذا الشخص.

سادسا:أما فيما يتعلق بالمهجر، وهو يحوى أكبر كتلة قبطية متميزة وظيفيا وعلميا،فينبغى تحديد عدد يليق منهم للمشاركة فى هذه الأنتخابات وأن تكون هذه الأنتخابات موجودة فى مراكز أقتراع بالخارج، فمن غير المنطقى أن يسافر الشخص آلاف الأميال ويحصل على أجازة من عمله، علاوة على التكاليف للتصويت فى القاهرة،فى الوقت الذى يمكننا فيه تفادى ذلك بسهولة.

سابعا:وفقا للأئحة يجب نشر جداول الناخبين فى ثلاثة صحف بالعربية وذلك لفتح باب الطعون والتظلمات، وكلما دققنا فى جدول التسجيل وأحكمنا المعايير والتزمنا بروح اللأئحة ونصها كلما كانت الطعون والتظلمات محدودة ويمكن التعامل معها ومعالجتها.

ثامنا: يجب أن تتم جميع مراحل العملية الإنتخابية فى شفافية كاملة وبحضور من يرغب من وسائل الإعلام ومن يريد المراقبة من جمعيات المجتمع المدنى.

 تاسعا: وكما سبق وقلت أن القرعة الهيكلية لا تكون كاشفة لإرادة الله إلا إذا كنا نحن أمناء مع الله فى كافة المراحل من التزكية والترشيح وأختيار الناخبين ومراقبة كافة مراحل الأنتخابات بأمانة، فالقرعة الهيكلية ليست أهم من المعمودية، فالذى ينزل فى جرن المعمودية بدون إيمان لا تأثير للسر عليه، ولهذا يقول الكتاب  المقدس من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن، ففاعلية سر التناول أو المعمودية هى أيماننا بهذه الأسرار وأمانتنا فى تطبيقها، ولكنها لا تفيد فى حالة عدم أيماننا، فإذا لعبت الحزبية والشللية والتضليل وتدخلات الدولة فى أنتخاب ثلاثة أشخاص غير مؤهلين لهذا المنصب السامى، فلا قيمة للقرعة فى هذه الحالة، لأنك تطلب من الله أن يختار شخص لا يصلح، وتكون القرعة هنا عملية  اختيار عشوائى وليس اختيار الهى،واحب أنبه إلى أننا قد نخدع أنفسنا ولكننا لا نستطيع أن نخدع الله.

واخيرا: هذه نصيحتى للناخب أن لا يلتفت حتى إلى توصيات الأب الكاهن الذى ينتمى إلى كنيسته أو إلى اسقف يعرفه فيما يتعلق بالتصويت وأنما فقد أن يراعى ضميره الأخلاقى والمسيحى، ولا ننسى أننا كلنا بشر ولنا أخطاء، واذكر القراء الاعزاء بخطأ البابا البطريرك ثاؤفيلوس، وكان رجلا قديسا وبارا وخال القديس كيرلس عمود الدين، ورغم هذا قام بعمل مشين بكل المقاييس حينما برر وتواطئ مع الأمبراطورة فى نفى البطريرك القديس يوحنا ذهبى الفم، وأتذكر وانا طالب ثانوى أننى قرأت لقداسة البابا شنودة مقالا فى الكرازة عن العلامة أوريجانوس بعنوان : القديس الذى تخاصم بسببه قديسون مع قديسين،أى أنه حتى القديسين لهم زلاتهم واخطاءهم  ولا يوجد فى البشر شخص كامل سوى يسوع المسيح الذى شابهنا فى كل شئ ما عدا الخطية، ولهذا فهو المثال الوحيد لنا فى هذه الحياة.

اجمالي القراءات 3945