عودة إلى شهادة الإسلام هل هى واحدة أم إثنتين ؟؟
الشهادة فى الإسلام هل هى( أشهد أن لا إله إلا الله ) أم نُقرنها ونُتبعها ب( وأشهد أن محمدا رسول الله ))؟؟
التعقيب :
كتبت قبل ذلك أنها شهادة واحدة وهى (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) وليست مُقترنة أو متبوعة ب( وأن محمد رسول الله ) .وقلنا أن عادة المصريين فى ختام أحاديثهم ووداعهم لبعضهم البعض بأن يقول أحدهم (لا إله إلا الله ) فيرد الآخر عليه (محمد رسول الله ) عادة خاطئة ومليئة بالشرك بالله حتى لو كان فى ظاهرها أنها جملة جميلة من وجهة نظره ... وذلك إستنادا على أن الشهادة فى القرءان الكريم هى شهادة واحدة (﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18].وقوله تعالى ((﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾ [محمد: 19].فضلا عن ان ذكر إسم النبى فى شهادة الإسلام مع إسم الله فيه ثُنائية وإزدواجية فى (لا إله إلا الله ) وهذا كُفر بواح وشرك بالله عظيم .و كذلك أن من تشريعات القرءان وأوامره ألا نُفرق بين أحد من رسل الله فى أى شىء (((﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة:. وأن ذكر النبى محمد عليه السلام مع لا إله إلا الله فيه تفضيل له على الأنبياء وتفريق بينه وبينهم عليهم السلام جميعا .وهذا مخالف للقرءان المُبين.
واليوم قرأت آية قرءانية عظيمة كتبها صديق عزيز على صفحته من باب التذكرة بالقرءان الكريم يقول فيها المولى جل جلاله (﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة: 165]. فشعرت وكأنى أقرأها لأول مرة .وهذه هى عظمة القرءان المبين.كل مرة تقرأه يفصح لك عن سر من اسراره..فهذه الآية الكريمة تنفى تماما ازدواج الشهادة وثُنائيتها ،وتؤكد على أنها شهادة واحدة ،واقرارا واحدا بلا اله الا الله...وان مشاركة(وأشهد أن محمد رسول الله ) يجعل حُب النبى محمد عندك كُحب الله وهذا منهى عنه تماما فى فى القرءان الكريم ..ومُصادفة عجيبة فقدشاهدت اليوم فيديو لرجل شيعى عراقى من عامة الشعب يتحدث ويقول( الله ومحمد وعلى) .ثم اكمل كلامه فى الموضوع الذى كان يتحدث فيه .فقلت هذا الرجل نهاره اسود بهذه الثلاثية. إن لم يستغفر رب العالمين ويتب عن هذا الضلال والشرك العظيم ..ههههههه. مُشكلة البشرية ،ومُشكلة المُسلمين ليست فى الإلحاد ولكن فى (الشرك بالله .فكل البشرية يؤمنون بوجود إله (إلاه ) ولكن يُشركون معه إيمانهم بثنائية أو ثلاثية أو خلقا آخر من خلقه بشرا أو حجر أو حيوانا .....
ويتجاهلون أن كل الرسالات نزلت لتؤكد أولا على(لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) ،وانها مفتاح الحساب يوم القيامة .فلو كان معها إشراك بالله فقد حبط العمل كُله وأصبح صفرا كبيرا ،وإن صلحت تبدأ مراحل الحساب والمقاصة بين الحسنات والسيئات والعمل الصالح فى مواجهة العمل الطالح ،فمن ثقلت موازينه بالحسنات والعمل الصالح فهو من أهل الجنة ،ومن خفت موازينه وأحاطت به خطيئته وسيئاته فهو من أصحاب النار ... أما المُشركون بلا إله إلا الله فهم على النار لا محالة .(﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف: 105](﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48] .حتى النبى والنبيين جميعا من قبله جاءهم تحذيرمن الشرك بالله فى قوله تعالى (﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: 65].
أتمنى ان يُصحح كُل مُسلم شهادته بالإسلام وألا يُقرن (لا إله إلا الله ) بذكر أحد من رسل الله أو البشر معها لكى لا يُحبط عمله يوم القيامة ويجد نفسه من أصحاب النار وقد كان يحسبُ أنه يُحسن صُنعا..
اللهم بلغت اللهم فأشهد.