الكتاتني
كشفت مصادر بحزب الحرية والعدالة عن أن اجتماع مجلس شورى الإخوان الذى عقد أول من أمس، وكان من المنتظر أن يعلن على إثره موقف جماعة الإخوان المسلمين النهائى من انتخابات الرئاسة، انتهى إلى التأجيل لمدة يومين بعد أن حصر الاجتماع خيارات الجماعة بشكل نهائى ما بين ترشيح الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، لانتخابات رئاسة الجمهورية، أو الامتناع عن تقديم مرشح من الأساس، خصوصا بعد أن فشلت محاولات الجماعة إقناع عديد من الشخصيات بقبول الترشيح مثل المستشار حسام الغريانى.
وكان الاجتماع الذى عقد أول من أمس، ورفض المشاركون فيه بعد انتهائه الإدلاء بأى تصريحات للإعلام، قد ناقشوا اختيارات أربعة طرحت أمام الجماعة، أولها ترشيح أحد القيادات الإخوانية، ثانيها دعم مرشح حالى، وثالثها التفكير مرة أخرى بمرشح جديد من خارج الجماعة (وهما خياران لم يحظيا بالتأييد وتم استبعادهما نهائيا)، أو عدم الدفع بمرشح رئاسى من الأساس.
خيار دعم أحد أعضاء الجماعة، انحصرت الأسماء التى نوقشت فى إطاره بين كل من خيرت الشاطر، والدكتور محمد مرسى، والدكتور الكتاتنى، إلا أن المصدر نفسه قد أكد أن الجماعة لن تدفع بالشاطر كونه لا يحظى بكامل الأهلية القانونية، وذلك بسبب الحكم الذى صدر من قبل بحقه، ولم يتم رد الاعتبار إليه، وقد أكد المصدر أن إصدار البرلمان قانونا بالعفو السياسى هو أمر وارد، تملك الجماعة تنفيذه على الفور، إلا أنه يحتاج إلى تصديق المجلس العسكرى عليه، وإجراءات تنفيذية أخرى وهو ما قد يستطيع معها المجلس العسكرى عدم السماح للشاطر بالترشح أو تعطيل الخطوة على الأقل.
أما طرح المفاضلة بين د.محمد مرسى، ود.سعد الكتاتنى، فى الاجتماع نفسه فكان لصالح الثانى الذى يتولى رئاسة البرلمان المصرى، الذى كان أداؤه على مدار الأشهر الماضية محل انتقاد من قطاعات واسعة من السياسيين، وصفوه بالانحياز لصالح التيارات الإسلامية داخل البرلمان وخصومة الثورة والثوار.
ووفقا لهذه التصريحات، فإن اختيار جماعة الإخوان المسلمين صار محصورا بين أمرين، إما تقديم رئيس البرلمان الحالى مرشحا رئاسيا عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وإما عدم الدفع بمرشح من الأساس، وترك حرية الاختيار للقواعد فى ما بين المتنافسين، ويؤكد محللون أن ترك الاختيار حرا لقواعد الجماعة هى خطوة غير مأمونة العواقب على التنظيم صاحب التاريخ الأكبر فى مصر، كونها خطوة لن تجد مبررا منطقيا تستطيع الجماعة تسويقه لقواعدها، لتفسر بها تهربها من تقديم مرشح أو دعم مرشح بعينه سوى الخوف من المواجهة مع العسكر، كذلك فقد يؤدى الأمر إلى انفراط عقد التنظيم القائم بالأساس على التوجيه من أعلى، خصوصا مع وجود قطاعات واسعة داخل الجماعة تفضل دعم أبو إسماعيل وأبو الفتوح والانخراط بفاعلية أكثر فى حملاتهما.