سؤال عن الإنتخابات المصرية .
سؤال من صديق يقول فيه :
أنا موظف ومُضطر أن أذهب للإدلاء بصوتى فى الإنتخابات الرئاسية خوفا من تقارير عملاء أمن الدولة ،ومُضطر أن أُغير شهادتى فيها وأُصوت لصالح مُرشح مُحدد .فهل عليا ذنب ؟؟
التعقيب :
الأصل فى الإشتراك فى الأعمال والتشريعات المدنية فى الإسلام أن تكون قائمة على (الحُرية ،والشورى ،والأمانة فى إلإدلاء بالرأى ) .فليس من حق أحد أن يُجبرك أن تشترك فى عمل عام (حتى لو كانت إنتخابات رئاسية أو تشريعية )،وليس من حق أحد (فرد أو مؤسسة إعتبارية ) أن تُجبرك على التصويت لمُرشح ترى أنه ليس على القدر الكافى لتولى المسئولية . وأعتقد أنك لو تغيبت عن التصويت فى الإنتخابات فلن يُحاسبك أحد ،ولن يُحاكمك أحد قانونيا ،وبالتالى فأنت لست مُضطرا للإشتراك فى عمل مدنى أنت غير مُقتنعابه ولا بكيفية إدارته ،ولا بالأشخاص المُرشحين فيه ،ولو ذهبت وإخترت أحدا أنت غير موافق عليه فأنت هنا قد وقعت فى كبيرة وجريمة (شهادة الزور وقول الزور وخيانة الأمانة ) وهذه كبائر وجرائم تتساوى فى خطورتها مع الشرك بالله .
فلك مُطلق الحرية فى أن تختار أن تنج بنفسك من غضب الله أو أن تقع فى كبيرة وجريمة قول وشهادة الزور وخيانة الأمانة .(فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور).
==
أتذكر أنى فى إنتخابات رئاسة الجمهورية التى كانت بين (مرسى وشفيق وصباحى ووووووو )إخترت (أبو العز الحريرى - يرحمه الله ) لأنى لا يُمكن أشهد زورا وأختارأحدا غيره منهم فى وجوده ضمن المُرشحين ،لأنى أعلم وأعرف وأثق فى أنه كان أفضل مُرشحا لرئاسة الجمهورية وقتها ،ولو كان مكان مُرسى ما إستطاع أحد أن ينقلب عليه ، ولأصبحت مصر فى مكان ومكانة أُخرى ،و تسير على الطريق الصحيح فى الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية الحقيقية المبنية على أصول علمية وعلى فقه الأولويات ... لكن للأسف لم يكن وراءه ظهيرا تنويريا كافيا لتقديمه للعامة من الناس .
رحم الله أبو العزيز الحريرى كان آخر مُرشحا رئاسيا محترما ونظيف اليد ونزيها وراقيا ومثقفا لرئاسة مصر فعليا بعد (النحاس باشا ) رئيس وزراء مصر وحاكمها الفعلى فى عهد (فاروق الأول ) .