الحوينى والقعقاع

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٠ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سمعت مقطعا على اليوتيوب للشيخ أبو إسحاق الحويني يفيد بعدم وجود الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي، وأن جميع أخبار هذا الصحابي الجليل هي من طريق سيف بن عمرو التميمي المتهم بالكذب ووضع الأحاديث، فأرجو إفادتي بهذا الشأن، وهل هذا الكلام صحيح؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ هذا الحوينى جاهل ..


2 ـ فى بداية ونشأة علم  الحديث كانوا يشككون فى رواة التاريخ . ومشهور ان الامام مالك كان يطعن فى ابن اسحاق وهما مولودان فى المدينة وعاشا فيها معا . والامام أحمد ألغى تماما السيرة والمغازى ولم يعترف بهما هذا جهل هائل ، فهم  كانوايخلطون بين ( الحديث النبوى ) الذى يعتبرونه دينا وبين التاريخ الذى هو ليس فى الحقيقة دينا ، بل هو علم بشرى . إرتفع مستوى الوعى فيما بعد ، وحدث نوع من الفصل بين التاريخ والحديث .  الطبرى كان عمدة التاريخ فى العصر العباسى الثانى ولا يزال اكبر مصدر لتاريخ من سبقه ، وكان ينقل عن  ابن اسحاق الواقدى و ابن سعد وسيف بن عمر وأبى مخنف . وسائر من اعتمد عليهم الطبرى والواقدى و ابن سعد هم من حمل الروايات التاريخية ولا يوجد غيرهم . بدأ المؤرخون الأوائل بنقل كل الروايات مع تعارضها وتداخلها ، فعل ذلك الواقدى وابن سعد والطبرى . ثم إرتفع الوعى فظهر منهج تنقية الروايات وإختيار ما يراه المؤرخ الأصدق منها ، وهذا ما فعله ابن الأثير فيما كان ينقله عن الطبرى .

هذا فيما يخص تدوين التاريخ .

3 ــ أما البحث التاريخى الذى يقوم به المتخصصون فهو علم له أصوله ، وقد كتبنا فيه كتابين عام 1984 . وهو ما نلتزم به فى بحوثنا التاريخية . والأساس هو الفصل بين التاريخ ( بداية من السيرة النبوية وتاريخ الصخابة الى ما بعده ) والدين . الدين عندنا هو القرآن الكريم فقط . أما الأحاديث فهى ثقافة عصرها . وتلك الأحاديث وكتب التاريخ إنعكاس للعصر الذى تم تدوينها فيه . 

اجمالي القراءات 8815