من اجل التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية كما اسميها الجزء الأول
مقدمة تأسيسية
باعتباري صاحب كتاب الامازيغية و الإسلام و أيديولوجية الظهير القامعة لهما يشرفني بكل التواضع ان افتح موضوع غريب بالنسبة للبعض و مثير بالنسبة للبعض الاخر الا و هو التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية كفكرة قد ولدت لدي منذ غشت الماضي على اثر تدوينات الأستاذ المناضل عبد الله بوشطارت الفايسبوكية حول الإسلام الامازيغي و حول اتساع نفود التيار الوهابي الوحشي في منطقة سوس العالمة خصوصا و المغرب عموما بشكل مخيف و مقلق للغاية امام انظار الجميع بما فيهم وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية الموقرة و الوصية على امن الشعب المغربي الروحي ..
ان طرحي المتواضع لهذا الموضوع الهام لم يأتي هكذا بل جاء في سياق زمني ممتد منذ 2011 الى الان بكل الصراحة حيث كنت وقتها اكتب مقالاتي حول موضوع الامازيغية و الإسلام في موقع تمازغا بريس الذي كان يديره الأستاذ حمو الحسناوي بالمناسبة و بالإضافة الى مواقع امازيغية أخرى .
ثم قررت كتابة كتابي الحالي سنة 2013 تحت عناوين مختلفة حيث ان قصتي مع كتابي هذا هي طويلة للغاية حتى فقدت الامل بالمرة..
لكن الوالد قد شجعني على التمسك بخط الامل فقررت مراجعته مراجعة شاملة من ناحية المضامين في رمضان لسنة 2022 و اتصلت بدار افريقيا الشرق فكانت البداية لكل شيء جميل في مساري ككاتب معاق و كان خروجه الى حيز الوجود في المعرض الدولي للكتاب و النشر بالرباط في يونيو الماضي بفضل دار افريقيا الشرق للنشر و اشكرها بالمناسبة ........
ان هذا السياق الزمني الممتد منذ سنة 2011 الى الان قد عرف مجموعة من الاحداث الإيجابية او السلبية الى حد السواء بالنسبة للقضية الامازيغية بشموليتها حيث لعل اخطرها على الاطلاق بالنسبة لي هي تدبير حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية الإسلامية الدخيلة علينا لمدة 10 سنوات من التراجعات المؤلمة في قضيتنا الام و في قضايا أخرى الخ بمعنى ان مرجعية الحزب الاخوانية هي السبب الجوهري فيما وصلت اليه الهوية الامازيغية و حركتها الثقافية و المدنية و السياسية الان بحكم ان أدوات الحزب منتشرة في مساجد بلادنا طولا و عرضا و في وسائل التواصل الاجتماعي التي دخلت الى بيوت عائلاتنا بهدف تشويه نضالنا الامازيغي عبر ربطه مباشرة بالالحاد أي عدم انتماء الى أي دين او بالعلاقات الرضائية خارج اطار الزواج او بالعلمانية في سياقها الغربي الخ من هذه المفاهيم المستعملة في خطاب الحركة الامازيغية منذ اكثر من 20 عام في ظل سياق المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حيث آنذاك لم يظهر تيار وهابي قوي في سوس مثل الان .
و وقتها أي في 12 سنة الأولى من عمر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية كانت معركة الفاعليين الامازيغيين مع اسلام السلطة و تيارات الإسلام السياسي حول قضايا المراة و التطبيع مع دولة إسرائيل و اصلاح مادة التربية الإسلامية و تاصيل لوجود العلمانية الاصيلة كما اسميها في مجتمعنا المتدين الخ من هذه الأمور الإيجابية للحركة الامازيغية وقتها...
لكن الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي عبر امينه العام المرحوم احمد الدغرني قد ذكر في الحقيقة بوجود شيء اسمه بالإسلام الامازيغي لمواجهة اسلام الحركة الوطنية القائم على العروبة و على السلفية الوطنية أي أيديولوجية الظهير البربري بمعنى تكفير أية علاقة بين الامازيغية بشموليتها و ديننا الإسلامي طيلة 14 قرن على كل المستويات و الأصعدة أي ان العرب هم عماد حضارتنا الإسلامية في شمال افريقيا و جنوب الصحراء الافريقية و الاندلس أي ان هذا التذكير بوجود هذا المعطى الديني لم يكن عبثا او خرافة كما يقول بعض الملحدين الامازيغيين عندما أسست مجموعتي فايسبوكية تحت اسم الاتجاه الامازيغي الإسلامي في أكتوبر 2019 ........
ان هذا الموضوع الهام و الأساسي له راهنته و أسباب نزوله حيث ان الحركة الامازيغية لم تستطيع الى حد الان ان تخلق حزب ينطلق من المرجعية الامازيغية كما يسمى منذ سنة 2005 تاريخ تأسيس حزب المرحوم دا حماد الدغرني على أسس التراث السياسي للدولة الموحدية باعتبار ان المرحوم كان معجب بمؤسس هذه الدولة المهدي بن تومرت حسب تصريح الأستاذ احمد الخنبوبي في مدينة تيزنيت في شتنبر 2018 اثر حفل تكريم المرحوم الدغرني بمعنى ان تجربة الحزب الامازيغي هي نابعة من الأرض المغربية مائة في مائة و نابعة من حضارتنا الامازيغية الإسلامية مائة في مائة....
غير ان السلطة مارست شتى أنواع التضيق و المنع تجاه هذا الحزب باعتباره كان يدعو الى احياء الأعراف الامازيغية و كان يدعو الى الحكم الذاتي لجهات المغرب الخ..
ان التنظير للمرجعية الامازيغية الإسلامية هو نقاش طويل بين مؤيد و معارض داخل الحركة الامازيغية او خارجها حيث انني ادرك تمام الادراك ان ادخال الدين في السياسة هو صعب لكن الواقع الحالي يفيد ان التيار الوهابي في منطقتنا خصوصا و المغرب عموما اصبح قوي بالناس البسطاء و العلماء و يستغل الدين الإسلامي بشكل خطير لضرب هويتنا الامازيغية الإسلامية في مختلف تفاصيلها و ضرب حقوق المراة الخ........
ان اجدادنا الامازيغيين قد اعتنقوا الإسلام عن الاقتناع و الطواعية حسب الروايات التاريخية المعروفة حيث ثار اجدادنا الكرام ضد ظلم ولاة الدولة الاموية الفاجرة بالنسبة لي ككاتب متواضع بالإسلام الحقيقي و قيمه العليا من قبيل الحرية و المساواة و اكرام المراة الخ من قيم الإسلام الاصيلة في عهد الرسول الاكرم بالدرجة الأولى و في عهد الخلفاء الراشدون بالدرجة الثانية كما أقوله دائما في مختلف مقالاتي حول القضية الامازيغية او حول التنوير الإسلامي لانني حريص اشد الحرص على عدم الدخول في متاهات لا نهاية لها و لا فائدة لها الان..........
لقد استطاع اجدادنا الكرام طرد هؤلاء الاعراب من وطننا هذا المغرب سنة 123 للهجرة باعتبارهم جاءوا الى ارضنا لنهب خيراتنا المادية و الرمزية و جعل جداتنا جواري لدى خليفة المسلمين و وزراءه و ليس لنشر الإسلام و قيمه الرفيعة و منذ ذلك التاريخ الى حدود سنة 1956 عاش اجدادنا الامازيغيين حضارتهم الإسلامية المستقلة عن المشرق العربي حيث ان هذا المجال التاريخي لم يكن يذكر مصطلحات من قبيل السلفية الوطنية او العروبة او الوهابية و السؤال الكبير بالنسبة لي الا يستحق هذا المجال التاريخي مرجعية امازيغية إسلامية ..........
للحديث بقية
توقيع المهدي مالك