الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها
ف 1 : الاسلام السلوكى هو جوهر العلمانية الاسلامية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٨ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 ف 1 : الاسلام السلوكى هو جوهر العلمانية الاسلامية

كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ).

الباب الثانى : علمانية الدولة الاسلامية وشريعتها

  ف 1 : الاسلام السلوكى هو جوهر العلمانية الاسلامية  

مقدمة

1 ـ  الاشكالية الكبرى هنا أن الدولة الاسلامية الحقيقية تجدها فى النظم السياسية الغربية التى تتصور الاسلام عدوا لها، وأن الذى يناقض الاسلام ودولته المدنية هو نظم المحمديين السياسية الدينية كما فى ايران والحركات الساعية للحكم  كالاخوان المسلمين.

2 ـ  لذا لا بد من تحديد المفاهيم أولا ، فنحن نتحدث عن الاسلام وليس عن المحمديين . والاسلام عندنا هو القرآن الكريم فقط ، وليس المصادرالبشرية  المزورة التى نسبها أئمة المحمديين لله سبحانه و تعالى ورسوله محمد باسم الحديث النبوى أو الحديث القدسى . الاسلام ليس له علاقة بأديان المحمديين ( السنة أو النتشيع أو التصوف ) ومذاهبها وطوائفها وطُرُقها  التى انتشرت ونسبت أقوالها بالتزوير لله سبحانه وتعالى ورسوله عبر منامات وأحلام وعنعنات واسنادات لا تصمد للمنهج العلمى.

3 ـ اذا نحن هنا نتحدث عن الاسلام كما جاء فى القرآن ، ومنهجنا فى فهم القرآن هو المنهج الموضوعى فى فهم أى كتاب بشرى؛ فنحن لا ندخل على القرآن الكريم بأفكار مسبقة نريد اثباتها أو نفيها بالقرآن عن طريق انتقاء ما يوافق هوانا من الآيات ، بل نقرأ كل الآيات المتصلة بالموضوع ونستخلص منها حقائق القرآن ونقبلها سواء اتفقت أو اختلفت مع السائد فى أفكارنا ومعتقداتنا ، بل نضحى بهذه الأفكار انحيازا منا للاسلام العظيم والقرآن الكريم .

 كما أننا لا ندخل على القرآن ونفهمه بمصطلحات التراث المختلفة فيما بينها والمختلفة عن مصطلحات القرآن. ان للقرآن الكريم مصطلحاته الخاصة التى يمكن معرفتها بمراجعة تلك المصطلحات خلال سياقها القرآنى. باختصار هذا هو منهجنا فى فهم حقائق الاسلام ، وتناقض تلك الحقائق مع مفتريات المحمديين .

 4 ـ وقد درج المحمديون على  تكفير العلمانية لمجرد أنها منتج غربى.  وبالرجوع للقرآن الكريم تبين لنا ان الاسلام السلوكى هو جوهر العلمانية ، وقد تحتلف علمانية الاسلام عن العلمانيات الغربية .

5 ـ على ان العلمانية الغربية ليست مذهبا واحدا بل هى مذاهب واتجاهات مختلفة ، ولا يزال فيها متسع للاجتهاد والاختلاف والتجديد مع وجود حراك فكرى مستمر فى الغرب الذى يرفع شعار حرية الفكر والمعتقد ، ويمارس من خلالها كل صور النقد والنقاش للثواب حتى ما كان منها متصلا بالعلمانية أو بالكنيسة.

6 ـ حسنا . لسنا هنا فى معرض المقارنة بين علمانية الاسلام وعلمانية ـ أو علمانيات ـ  الغرب . انما هدفنا هو توضيح عاجل للعلمانية الاسلامية كما جاءت فى القرآن الكريم . تلك العلمانية الاسلامية الى نزلت وحيا قرآنيا منذ أربعة عشر قرنا فى العصور الوسطى المظلمة  ، فى عصر الاستبداد السياسى والدينى والسيطرة الكنسية فى أوربا المسيحية.

أولا :

عموما : الاسلام السلوكى هو جوهر العلمانية الاسلامية

1 ـ دعنا نعتبر ( العلمانية ) مشتقة من هذا العالم المادى الميتافيريقى وليس لها صلة بما وراء الطبيعة ( الميتافريقى ). وبالتالى فهى مهمومة ومهتمة بالبشر الآن فى هذه الحياة الدنيا ، ولا شأن لها بهم فى اليوم الآخر .

2 ـ هذه العلمانية هى بالضبط ( الاسلام السلوكى ) وشريعته التى تنحصر فى الانسان المُسالم الذى يأمنه غيره ، وله تمام الحرية فى معتقداته ، لأن الهداية للحق مسئولية شخصية ، من إهتدى فلنفسه ومن ضل فعلى نفسه ، والمسئولية الشخصية تعنى ألّا تزر وازرة وزر أخرى . والاسلام القلبى العقيدى بعباداته له اليوم الآخر ، وليس هذا اليوم ، وهو يوم الدين حيث يحكم الرحمن جل وعلا بين البشر فيما هم فيه مختلفون ، يشمل هذا جميع الأنبياء على قدم المساواة مع البشر .  

3 ـ لذا تجد مستويين من الخطاب : خطاب تشريعى حسب السلوك الظاهرى الذى يستطيع البشر الحكم عليه ، ومستوى غيبى لا يستطيع الحكم عليه إلا علّام الغيوب ، والذى مرجعيته له جل وعلا وحده يوم الدين . القاضى بين الناس لا يعلم سرائرهم وليس له أن يحكم على نواياهم ، هو يحكم على الظواهر ويطلب أدلة مادية مثبتة .

4 ـ الدولة الاسلامية كانت جزيرة مُحاطة بأعداء يتربصون بها من كل جانب ، وكانت مفتوحة لكل قادم بشرط أن يكون مسالما مأمون الجانب . بعض النساء هاجرن ، وكان هناك إحتمال وارد أن تكون هجرتهن للتجسس ، كان المطلوب هو إختبار ( أمنى ) لهن ، وليس اختبارا بإيمانها القلبى الذى لا يعلمه إلا الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) (10)  الممتحنة ) . نلاحظ هنا :

4 / 1 : أن الايمان القلبى ليس واردا فى هذا الامتحان لأنه لا يعلمه إلا الرحمن . المطلوب هو الايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان .

4 / 2 ـ الدخول فى الاسلام لا يعنى مطلقا الدخول القلبى خضوعا للخالق جل وعلا وتسليما له وإنقيادا لطاعته ، فهذا لا يعلمه إلا الذى يعلم الغيب والشهادة . و إنما هو الدخول فى السلام دين الله جل وعلا فى تعامل البشر فيما بينهم .

5 ـ عاش العرب فى غارات متبادلة وكانت لهم ( أيام العرب ) وأشعارهم فيها . ثم فى النهاية تركوا هذا الى السلام ودخلوا دين الدولة الاسلامية ورآهم النبى محمد عليه السلام يدخلون فيه أفواجا ، فقال له ربه جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) النصر ). محمد عليه السلام لم ير مافى قلوبهم من الاسلام القلبى من اخلاص الدين لرب العالمين ، لأنه عليه السلام لم يكن يعلم الغيب عموما ولم يكن سرائر القلوب خصوصا ، ويكفى أن المنافقين الذين مردوا على النفاق كانوا الأقرب اليه ولم يعرفهم ، إنهم الخلايا الجاسوسية النائمة التى أرسلتها قريش ، على أن تكتم نفاقها ، فإذا نجح محمد فى دعوته أسرعوا بقطف ثمار نجاحه بعد موته ، وهذا ما حدث فعلا بالخلفاء الفاسقين وصحابة الفتوحات ، وهو الذى أثّر فى تاريخ العالم بعد موت النبى محمد وتدمير دولته الاسلامية ، ولقد أخبر الله جل وعلا عنهم فقال : (  وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)  التوبة ). لم يكن النبى يعلمهم وهم الأقرب اليه ، وأخبر رب العزة جل وعلا بعذاب دنيوى مستقبلى لهم ثم ينتظرهم عذاب عظيم يوم القيامة . وقع هذا فى طاعون عمواس ومجاعة الرمادة عام 18 هجرية فى خلافة عمر بن الخطاب .  

6 ـ شريعة الدولة الاسلامية العلمانية تتطلب دليلا مثبتا فى إيقاع العقوبات سواء باعتراف صريح بلا أكراه ، أو بأدلة جازمة ( مثبتة ) ( مُبينة ) فىيما يمكن مشاهدته ، أو ( عالم الشهادة ) .

7 ـ شريعة الدولة الاسلامية العلمانية تتعرف على عدوها الخارجى بالسلوك الظاهرى ، بأنه الذى يهاجمها حربيا وعليها أن تدافع عن نفسها ، قال جل وعلا : (  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)  البقرة ). فإذا انتهوا عن الاعتداء توقف الدفاع. ،  قال جل وعلا : ( فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) البقرة ).

8 ـ الدولة الاسلامية تتعرف على الفارق بين عدو يعتدى وآخر لا يؤمن مخلصا بالله جل وعلا لكنه سلوكيا لا يعتدى ، وبالتالى فطبقا للاسلام السلوكى يختلف التعامل ، قال جل وعلا : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ).

ثانيا :

إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بين الاسلام القلبى العقيدى والاسلام السلوكى بمعنى السلام

 1 :  المحمديون أفسدوا معنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .

الخلفاء الفاسقون مثل أسلافهم الجاهليين كانوا ( يؤدون ) الصلاة وبقية معالم ملة ابراهيم المتوارثة من حج وصيام ولكن مع تقديس البشر والحجر  وإقامة للقبور المقدسة فى المساجد . اضاف الخلفاء الفاسقون فسقأ أفظع ، هو إستخدام الصلوات الخمس فى أفظع الموبقات ، وهى الفتوحات وحروبهم الأهلية . لم ينقطعوا عن تأدية الصلوات الخمس أثناء حروبهم وسلبهم ونهبهم وسفكهم الدماء ، أى جعلوا تأدية الصلوات الخمس وسيلة لأفظع الآثام ، بل جعلوا الوالى على البلاد المفتوحة هو ( والى الصلاة ) ، وكان بناء المساجد أول ما يفعلون . وحتى الآن تجد الأكثر تدينا من المحمديين هو الأكثر فسادا فى أخلاقه وتعاملاته . وحتى الآن تجد أكابر المجرمين فى كوكب المحمديين يتنافسون فى إقامة المساجد بأموال السُّحت ، ويحتلون الصفوف الأولى فى صلاة الجمعة أمام الكاميرات . يتناسون أن :

1 / 1 : العبادات فى الاسلام هى مجرد وسائل للتقوى ، قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة ) .

1 / 2 : الصلاة وسيلة لاجتناب الفحشاء والمنكر ، قال جل وعلا عن إقامة الصلاة : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت ).

  2 ـ قرآنيا : تختلف ( إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ) بين الاسلام القلبى العقيدى والاسلام السلوكى بمعنى السلام .

  2 / 1 : إقامة الصلاة والمحافظة عليها فى الاسلام القلبى العقيدى جاءت فى قوله جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) المؤمنون ) .

2 / 1 / 1 : المفهوم هو أنه ليس كل المؤمنين مفلحين يستحقون جنة الفردوس يوم الدين . المؤمنون المفلحون هم فقط الخاشعة قلوبهم أثناء صلواتهم ، والفاعلون فى زكاة أو تطهير قلوبهم ، الذين يجتنبون الفواحش ، والذين يراعون العهود . بهذا هم على صلاتهم يحافظون . وبهذا هم الوارثون للفردوس الخالدون فيها .

2 / 1 / 2 : المؤمنون سلوكيا فقط ليسوا مقيمين للصلاة وليسوا ممّن يؤتون الزكاة وطهارة القلوب .

2 / 1 / 3 : الذى يحكم على هذا هو عالم الغيب والشهادة ، وسيكون هذا يوم الحساب .

  2 / 2 : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يختلف معناها فى الاسلام السلوكى . إنها ببساطة تعنى التوبة عن الاعتداء الحربى دخولا فى السلام .

 بعد أن دخلت قبائل العرب فى الاسلام السلوكى أفواجا أصبحت قريش منعزلة ، فاضطرت الى الدخول فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام والأمن والأمان . عقدوا عهدا مع النبى محمد عليه السلام ، ثم نقضوا العهد وإعتدوا ، وهمُّوا بإخراج النبى من مكة . نزلت سورة ( التوبة ) بالبراءة منهم ، ومنحهم الأشهر الحُرُم مهلة لهم ليتوبوا . ومعنى توبتهم هو الكفُّ عن العدوان ، وهذا هو ما يمكن مشاهدته والحكم عليه . قال جل وعلا : ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ )( 5) التوبة )، ( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) التوبة ).

أخيرا

الاسلام السلوكى بمعنى السلام هو جوهر علمانية الاسلام وجوهر شريعته.

اجمالي القراءات 2247