ما معنى أن يتخذ الإنسان إلهه هواه ويُضله الله على علم؟؟
ممكن بيان معنى من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم في الآية الكريمة التالية (أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23الجاثية)؟؟
وبيان معنى وليس الذكر كالأنثى في الآية الكريمة ﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾)
وهل هذا القول هو قول الله ام قول الله يخبرنا به عن قول أم مريم زوجة عمران ؟
==
التعقيب :
وردت هذه الآية الكريمة((أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ))(23الجاثية) في معرض حديث القرءان عن القرءان من الآية الأولى وحتى الرابعة والعشرين من سورة الجاثية ،وعن موقف المُكذبين له ،والمكذبين بالبعث وباليوم الآخر وبالحياة الآخرة . وهى تعطينا مثالا حيا الآن للذين يتخذون آلهتهم أهوائهم وأضلهم الله على علم .
من أمثال هؤلاء شيخ الأزهرومشايخ الأوقاف والمفتى ومشايخ المنابر والفضائيات ووووووو الذين يتخذون أهوائهم آلهة لهم من دون الله بإتباعهم للبخارى والشافعى وووووووو بالرغم من أنهم متعلمون ،ودارسون وطبيعة دراستهم تفرض عليهم أن يتدبروا القرءان العظيم ويستخرجوا حقائقه وتشريعاته ويدعون الناس إليها ، إلا أنهم هجروه (وركنوه على الرف وتحت الوسائد وفوق المكاتب وداخل تابلوهات السيارات ومادة للتسلية في سرادقات العزاء) وإتخذوا أقوال وروايات البشر بديلا عنه و دينا لهم. يُدافعون عنها بعلم (بغض النظر عن صحة هذا العلم أو فساده ) ،ويدعون الناس إليها ، وإلى هذا العلم (علم الحديث والفقه والتوحيد والتفسير والتجويد )ويقولون لهم هذا هو الدين .وبالتالى فهم ومن على شاكلتهم إتخذوا آهوائهم آلهة لهم .
والإنسان في دينه بين أمرين لا ثالث لهما إما الحق وإما الضلال ولا يُمكن أن يجتمعان .
فإما أن يتخذ المولى جل جلاله وحده إلاها له ،ويُخلص له دينه كُله سبحانه وتعالى .
وإما أن يتخذهواه وأمنياته وإستحسانه وإستبشاره وفرحه بآلهته المزعومة من البخارى والشافعى والكلينى والحلاج والجنيد وابن تيمية ووووووو آلهة له ،ويُخلص لها فى دينه من دون دون دين الله، فيُدافع عنها ويرفع كلامها فوق كلام الله ويجعل أقوالها حاكمة على كتاب الله ومُبطلة لتشريعاته (﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾
((﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾)
فالقرءان الكريم وصفهم وصفا دقيقا صادقا مُباشرا بأنهم إتخذوا إلهتهم أهوائهم ، اى إتخذوا أهوائهم ألهة لهم فعبدوهم(حتى لوكانوا يزعمون أنهم يعبدون الله ) فهى عبادة على طريقتهم هم التي قالها لهم البخارى وووووو فأشركوا بها فى دين الله. فهنا يكون قد ضل على علم . أي انه مُتعلم ووووو فإتخذ علمه هذا في الضلال .
==
وهناك حقيقة نفسية ذكرها لنا القرءان الكريم وأخبرنا بها وهى أن الضلال دائما يكون مرتبطا بحصول الشخص الضال المُضل الداعى للضلال على قدر كبير من العلم،وغالبا ما يكون علما باطلا وفاسدا مثل علم الحديث والفقه والتفسير وعلوم التجويد والتوحيد وهكذا .فيكون في قرارة نفسه مُعترفا بالحق ولكنه كارها له و يُنكره ويأتى بغيره إنتصارا لذاته هو ولهواه هو (ويقول في قرارة نفسه هو ليه انت اللى توصل للحقيقة دى ولم أصل انا إليها ،وليه تكون انت الرائد فيها ولست أنا وهكذا وهكذا ) فيتكبر ويستكبرعلى التواصى فى الحق ،وعلى أن يقول نعم انت رأيك صح وانا كنت على خطأ . لماذا ؟؟ لأنه (فلان الفلانى ) او (الشيخ الفلانى – أو الإمام الأكبر ) أو ( انه أكبرسنا وشهادة رسمية الأستاذ الدكتور ..... -).وفى هذا يقول القرءان ((وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم)).
((وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم))).
.)(فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم)).
فكيف لشيخ الأزهرمثلا وهو الإمام الأكبر وصاحب الفضيلة ،ووصل من العمر 90 سنة وصاحب الركاب والتشريفات وووووووو ويطلع لمؤاخذة جاهل وأجهل من الدواب ،ويعترف بجهله أمام العالم ويقول نعم أنا كنت على خطأ في كل ما قلته ودرسته ودعوت الناس إليه وووو وأنه ليس من دين الله ؟؟؟؟ فمستحيل يعمل كده لأنه إتخذ إلاهه هواه وأضله الله على علم .
وعلى فكرة أنا كنت أعرف شخصية كبيرة جدا شيخا أزهريا كان رئيسا للجمعية الشرعية في الثمانينات والتسعينات (وهى توازى مكانة الأزهر ولها حوالى 50% من مساجد مصر) قال لإبنه (وإبنه مازال حيى يُرزق وأحد دعاة التنويرإلى حد ما ) لا أستطيع أن أقول ما تقوله بعد هذا العُمر وأنا في مكانتى هذه وانا رئيسا للجمعية الشرعية ،انت ما تعرفش المشايخ يعملوا فيا إيه ، وظل إبنه كاتما للحق حتى مات والده الشيخ الأزهرىالشهيررئيس الجمعية الشرعية ،ومن بعد وفاته إنطلق إبنه في دعوة التنويرالجزئى .
فالموضوع بالنسبة لهم موضوعا شخصيا في المقام الأول. ومن هنا فهو إتخذا هواه وذاته وغروره ومكانته وسطوته وسلطانه وسُلطته إلاها له .
ومن المعروف أن الجاهل(غير المتعلم وغير الدارس) لا يُجادل ولا يُناقش (ممكن يشتم ويسب ووووو ) لكنه لا يستطيع المُجادلة ولا الحوار لأنه ليس لديه علم . اما واحد مثل شيخ الأزهر أو الشعراوى ممكن يقعد معاك سنة كاملة يُجادلك بالباطل ويدافع عن جهله المقدس ويخوض فى آيات الله. فهذا ضلال على علم .
==
طيب الذي يتبع هواه في الشهوات الأُخرى هل هذا يدخل ضمن أضله الله على علم ام على جهل ؟
أما عن إتباع الشهوات البسيطة البعيدة عن الدين وعن الإشراك بالله ، فهذه من المعاصى ولها توبة وإستغفاربالعمل الصالح وذكر الله ، أما لو كان فيها إنكارلدين الله و لحقائق القرءان وتشريعاته فهنا يكون فاعلها قد إتخذ إلاهه هواه. ونهاره إسود ههههههه يوم القيامة .
==
أما عن (وليس الذكر كالأنثى ) فهذا قول أُم مريم عليهن السلام ،وذكره القرءان الكريم في معرض حديثه عن ميلاد مريم ،لأنها كانت تتمنى أن يكون جنينها ووليدها ذكرا ليستطيع أن يقوم على خدمة المسجد كما نذرته له ،ولكنها رُزقت بفتاة (إنثى )،ورغم ذلك أوفت بنذرها ووهبتها لخدمة بيت الله.