انا عايشه مع راجل حياته كلها زنا هل عليا ذنب ؟؟؟

عثمان محمد علي في السبت ١٦ - سبتمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

انا عايشه مع راجل حياته كلها زنا هل عليا ذنب ؟؟؟
سؤال من سيدة كريمة تقول فيه :
انا عايشه مع راجل حياته كلها زنا هل عليا ذنب ؟؟؟
==
التعقيب ::
بإختصار وفى نقاط سريعة .
أولا- كان الله معك وفى عونك، ودعواتك لزوجك بالهداية والتوبة .
ثانيا –
قولا واحد . ليس عليك يا سيدتى أي ذنب في إرتكاب زوجك أي كبيرة أو معصية من المعاصى وذلك لقول القرءان الكريم في آيات كثيرةعن المسئولية الشخصية والفردية لكل إنسان يوم القيامة ويوم الحساب نذكر منها على سبيل المثال للتذكرة بها قوله جل جلاله ((كُل نفس بما كسبت رهينة)).
وقوله سبحانه وتعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ))...
وقول رب العزة ((يوم تاتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)) ..
وقول رب العزة (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))
وعن الأقربين وعلاقتهم ببعض يوم الحساب يقول رب العزة جل جلاله (((فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ.يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ.وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ.وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ.لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.)
= ومن هُنا وطبقا لحقائق القرءان الكريم فكل إنسان مسئول عن نفسه وعن أعماله هووليس عن أعمال الآخرين .
ثالثا .
دور حضرتك يقتصر فقط على نُصحه وإرشاده ووعظه بأن ما يفعله بإرتكابه للفاحشة حرام حرام حرام وأن من يُصرعليها ولا يتوب منها توبة صادقة مع نفسه ومع ربه جل جلاله فمصيره إلى النار ((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )) وذلك لكى لا تكونى من الذين كتموا آيات الله ولم ينصحوا بها ،ولتكون شهادة لك يوم القيامة بأنك لم تكتمى إيمانك ولم تكتمى الحق ودعوتى زوجك إليه .
رابعا :
هدايته هو هي مسئوليته الشخصية وسيُحاسب على إختياره يوم القيامة (من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى )
وليس لحضرتك أو لأاحد ولاية عليه في ضرورة أن يهتدى ، هو حُر .المُهم أنه علم الحق بأن الزنا حرام والإصرارعليه وعدم التوقف عنه سيؤدى به إلى نار جهنم (انا انزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما انت عليهم بوكيل ). ((ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ))
 
خامسا ::
إرتكابه لجريمة الزنا لا يُعطيك الحق في طلب الطلاق طالما أنه يُعاملك معاملة حسنة في كل حقوقك الزوجية والأُسرية ويُنفق على بيته وعلى أولاده ويُعاملهم معاملة حسنة ويقوم على ولايتهم . وليس لأولاده أي حق في أن يُعاملوه معاملة سيئة بسبب معاصيه مهما كانت فله عليهم البر والإحسان والإحترام الكامل ،والنُصح أيضا دينيا وإجتماعيا بطريقة حسنة وبالأدب الكامل معه .
الخلاصة ::
ليس عليك ذنب في إرتكاب زوجك لفاحشة الزنا ،وأن دورك يقتصر في نصحه وإرشاده وموعظته بأن الزنا حرام وفقط .وتيقى مسئولية هدايته وتوبته وعودته للإيمان بالله والعمل الصالح مسئوليته هو ،وليس لأحد أن يُكرهه أو يُجبره عليها .
==
يتبقى أن نبحث بشكل عام عن عوامل ربما ساعدت على إنتشار فاحشة الزنا وإرتكاب بعض المتزوجين من الرجال لها للعمل على تقليلها قدرالإمكان . وهنا نسأل عدة أسئلة كعصف ذهنى للتفكير في الموضوع ....
فهل الزوج لديه قوة جنسية مُفرطة ولا تكفيه زوجة واحدة ؟؟؟
فله أن يتزوج بأُخرى .
هل زوجته سيدة مُهملة ونكدية وتجعل حياته كلها جحيم فلذلك إنقطع عنها وبحث عن إرتكاب الفاحشة ؟؟؟
فله أن يُقومها وينصحها فإن لم تستجب فليُطلقها ويتزوج بأُخرى .
هل زوجته وصلت لعُمر وسن ما يسمونه (سن اليأس ) وإنقطع الحيض عنها مما أدى فسيولوجيا ووظيفيا لقلة الرغبة الجنسية عندها بل ربما أحيانا للنفور منها وكراهيتها مما تُسببه لها من ألام ، وهو مازال قادرا صحيا وبدنيا وفى حاجة للعلاقة الزوجية فلذلك بحث عنها في إطار غير شرعى ؟؟؟
فهنا نقول له ولها هو يحتاج للعلاقة الزوجية ولابد له أن يتزوج بأُخرى وليكن حريصا على عدم الإنجاب من زوجته الجديدة في عُمره الكبير هذا لكى لا يترك عند وفاته أطفالا يتامى ،فاليُتم مسألة صعبة للغاية في ظل ظروف معيشية وإجتماعية سوداء تعيشها بلادنا .فليبحث عن الزواج من سيدة مُطلقة أو أرملة ولديها أطفال وعندها إكتفاء ذاتى من الأطفال ،او من سيدة لا تُنجب لسبب عضوى طبى وما أكثرهن .
هل الزوج مريض نفسيا وعنده إدمان للعلاقات المُحرمة ؟؟
هنا يجب عرضه على طبيب نفسى لمُساعدته فى علاجه من هذا الإدمان .
 
== ويجب أن تتقبل الزوجة الأولى هذا الأمر وتتعايش معه . هو صحيح صعب عليها ولكن نحتاج إلى تغيير ثقافة المُجتمع من تعدد الزوجات لسبب قهرى وحقيقى ، ولها كُل الحق وكامل الحُرية في أن تُكمل حياتها معه أو أن تطلب الطلاق.المُهم أن نعمل على تقليل إنتشار وإشاعة الفاحشة في المُجتمع وأن يكون البديل هو الزواج بطريقة شرعية مُعلنة إذا إقتضت الضرورة لهذا الزواج .
اجمالي القراءات 1517