الجيش السوري يهاجم حي بابا عمرو في حمص

في الأربعاء ٢٩ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

عمان (رويترز) - قالت مصادر في المعارضة السورية ان القوات السورية شنت هجوما بريا على حمص يوم الاربعاء في محاولة فيما يبدو لاخضاع حي بابا عمرو الذي تسيطر عليه قوات المعارضة والذي تحمل حصارا وقصفا عنيفا دام 25 يوما.

وقال النشط محمد الحمصي لرويترز من حمص "الجيش يحاول إدخال مشاته من ناحية ساحة الباسل لكرة القدم وهناك مواجهات شرسة بالبنادق والاسلحة الآلية الثقيلة."

وأضاف أن الجيش قصف المنطقة بضراوة يوم الثلاثاء وخلال الليل قبل أن يبدأ هجومه البري.

وهناك عدد من الصحفيين الغربيين محاصرون في بابا عمرو لكن نشطاء سوريين هربوا المصور البريطاني بول كونروي الى بر الامان في لبنان يوم الثلاثاء في عملية شابتها الفوضى وقتل فيها بعض منقذيه.

ولم يتسن التحقق من التقارير الواردة من بابا عمرو بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الاعلام في سوريا حيث يسعى الرئيس بشار الاسد جاهدا لاخماد الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا.

ويقول نشطاء ان مئات المدنيين قتلوا في أحياء محاصرة بحمص تسيطر عليها المعارضة منهم 20 على الاقل امس. وتسقط قذائف وصواريخ على بابا عمرو منذ الرابع من فبراير شباط. ويقتل قناصة من الجيش المدنيين الذين يجسرون على الخروج من منازلهم.

وتطالب اللجنة الدولية للصليب الاحمر وشريكته المحلية منظمة الهلال الاحمر العربي السوري بوقف لاطلاق النار ليتمكنا من اجلاء الجرحى المدنيين وتوصيل مساعدات غذائية وطبية يحتاجها السكان بشدة.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن التابعة للاسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار الماضي.

وقال لين باسكو وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لمجلس الامن يوم الثلاثاء "تشير تقارير جديرة بالثقة الى ان العدد الاجمالي للقتلى حاليا يتجاوز دائما 100 مدني في اليوم بينهم كثير من النساء والاطفال. من المؤكد أن العدد الاجمالي للقتلى حتى الان أعلى بكثير من 7500 شخص."

وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان "ارهابيين مسلحين" قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

ومع تصاعد الاستياء الدولي من العنف قالت فرنسا ان مجلس الامن يعكف على مسودة قرار جديد بشأن سوريا وحثت روسيا والصين على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضده كما حدث مع مسودتين سابقتين.

وقال مبعوثون غربيون ان مسودة القرار التي صاغتها واشنطن ركزت على المشكلات الانسانية لمحاولة نيل تأييد روسيا والصين وعزل الاسد. لكنهم قالوا ان المسودة ستلمح أيضا الى ان الاسد هو سبب الازمة وهو موقف تعارضه روسيا بالتحديد.

وعندما سئلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عما اذا كان يمكن القول ان الاسد مجرم حرب قالت "يمكن المجادلة بانتسابه لهذه الفئة" لكنها أضافت أن استخدام مثل تلك الاوصاف "يحد من الخيارات المتاحة لاقناع الزعماء بالتنحي عن السلطة."

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ضد مسودة قرار في الرابع من فبراير شباط كانت من شأنها تأييد دعوة الجامعة العربية الاسد الى التنحي. وأشارت الصين الى تحول محتمل في وقت متأخر أمس عندما أبلغت نبيل العربي الامين العام للجامعة أنها تؤيد الجهود الدولية لارسال مساعدات انسانية الى سوريا.

وحث يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني على اجراء الحوار السياسي في سوريا وهو ما استبعده معارضو الاسد في الوقت الذي يستمر فيه العنف وحذرت روسيا من التدخل في سوريا تحت ستار انساني.

وانسحب المبعوث السوري الى الامم المتحدة في جنيف من اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد أن قال ان على الدول أن تتوقف عن التحريض على الطائفية وتقديم السلاح للمعارضة السورية.

وتم تهريب كونروي الذي يعمل لصالح صحيفة صنداي تايمز في لندن الى بر الامان في لبنان من حمص أمس. وقالت الصحيفة ان كونروي "بصحة جيدة ومعنوياته مرتفعة."

وكان كونروي بين عدد من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو حيث قتلت ماري كولفين المراسلة الحربية المحنكة وكانت تعمل أيضا لحساب صنداي تايمز وأيضا المصور الفرنسي ريمي اوشليك في قصف يوم 22 فبراير شباط. وما زالت جثتاهما موجودتين هناك.

وأحاط الغموض بمصير المراسلة الفرنسية التي تتعاون مع صحيفة لوفيجارو اديت بوفييه التي أصيبت في نفس الهجوم. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بادئ الامر انه علم أن بوفييه تم اجلاؤها لكنه قال لاحقا ان هذا النبأ لم يتأكد.

وقال نشطاء ان بوفييه عادت الى بابا عمرو مع الصحفي الاسباني خابيير اسبينوسا والمصور الفرنسي وليام دانيل بعد محاولة فاشلة لتهريبهم

اجمالي القراءات 2664