من مصر لسوريا وإيران والبحرين واليمن والسعودية وحتى روسيا والهند ..
اتهامات تعاطي الخمور والترامادول تطارد الثوار والمحتجين

في الإثنين ٢٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً


  • طغاة العالم يواجهون الثورات باتهامات العمالة لأمريكا وإسرائيل وإيران وصربيا وتلقي تدريبات في الخارج للتخريب
  • البحرين: الثوار تدربوا في سوريا وإيران .. سوريا:عملاء لأمريكا.. روسيا : المحتجون عملاء أوربا.. إيران : بتوع أمريكا
  • في مصر:الثوار عملاء غزة وإيران وحزب الله وأمريكا وإسرائيل وصربيا وتركيا .. والبرادعي عميل أمريكاني إيراني روسي
  • إيران: المعارضة تقبض من أمريكا .. ومعارضة البحرين من إيران .. ومعارضة الهند وروسيا: غربية.. دوخيني يا لمونة
  • السعودية :لوبي إيراني عربي يحرض المعارضة.. الهند: المنظمات توزع خمور.. وفي روسيا : المعارضون شواذ

كتب- أحمد شهاب الدين:

يتصدر المشهد العالمي الآن موجة من الاحتجاجات ضد الاستبداد والفساد
الأمر الذي لم ينج منه دول العالم المتقدم مثل أمريكا والصين وبريطانيا،
وتم التعامل مع هذه الموجات بالعنف والتخوين واتهامات العمالة من قبل
الأنظمة الغارقة في الاستبداد والفساد. وتتصدر هذه الاتهامات العمالة
وتنفيذ أجندات خارجية لنشر الفوضى وهدم الدولة، بشكل يكاد يكون متطابق ابتداء من مصر مرورا بسوريا والبحرين واليمن وإيران انتهاء بالصين وروسيا وأخيرا الهند .

وخلال الأيام القليلة الماضية تصدرت عناوين الصحف الهندية انتقادات
رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج لمنظمات المجتمع المدني التي تحصل على تمويل خارجي من الولايات المتحدة، مشيرة إلى الاتهامات الموجهة لهذه المنظمات بتأجيج الرأي العام للقيام بمظاهرات ضد المفاعلات النووية في “كودانكولام”، والتحقيقات الرسمية الجارية حاليا مع هذه المنظمات بخصوص التمويل الأجنبي.
وذكرت صحيفة “انديان اكسبريس” نقلا عن مسئولين أنه يتم التحقيق مع تسع منظمات مجتمع مدني على الأقل متورطة في “تأجيج” الرأي العام ضد المفاعل النووي في كودانكولام، فضلا عن “إساءة استخدام” أموال كانت مخصصة لأغراض أخرى غير القيام بمظاهرات.
وأفادت الصحيفة بأن المسئولين الهنود يشكون في أن المتظاهرين يحصلون على أموال كثيرة من منظمات مجتمع مدني يدير أغلبها مسيحيون، وأن وزارة الداخلية أرسلت فريقا من المسئولين لفحص حسابات هذه المنظمات ومن بينها منظمات “تثقيف الشعب من أجل التحرك والحرية” و”الرؤية الجيدة” و”ناجر كويل” و”ماديوراى”.

وفي روسيا شن فلاديمير بوتين حملة ضد أمريكا واستهدفت السفير الأمريكي الجديد، وبدأت هذه الهجمات في الانتخابات البرلمانية في ديسمبر، وبدأ تكثيفها في 4 مارس مع بدايات الانتخابات الرئاسية، حيث ذكر التليفزيون الرسمي الروسي بأن المعارضين يتلقون الأوامر من أمريكا، ووصف في حلقات أعدها التليفزيون الرسمي السفير الأمريكي بأنه داعم المظاهرات، وتطور الهجوم إلى مستوى آخر حيث تم نشر مقاطع فيديو على الإنترنت لشبيه للسفير الأمريكي وهو يمارس الشذوذ الجنسي مع الأطفال! واتهم بوتين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنها أرسلت إشارة إلى المتظاهرين للبدء في الاحتجاجات على نزاهة الانتخابات البرلمانية 4 ديسمبر.
ولأن المنظمات الحقوقية المنوط بها الكشف عن انتهاكات تلك الأنظمة
يبادلها كل المستبدين العداء، ففي روسيا 27 نوفمبر أثناء إعلان الرئيس
الروسي بوتين ترشحه للانتخابات الرئاسية اتهم منظمة “جولوس” الحقوقية
المستقلة المختصة بمراقبة الانتخابات بأنها تحصل على تمويل من الولايات
المتحدة الأمريكية، وأوروبا للتأثير على الانتخابات ومنذ ذلك الحين تحولت
مكاتبها في موسكو وسامراء إلى التحقيق الضريبي، ووصل الأمر إلى دعوة بعض النواب في روسيا إلى فرض حظر على المنح الأجنبية إلى المنظمات الروسية.

تأخذ الهستيريا بعض الدول إلى اتهام دول ذات مصالح متضاربة بتحريك الثورة في بلادها، فكما اتهم النظام السابق إيران وروسيا وأمريكا والصرب
بـ”إثارة الاضطرابات” في مصر، وكما يتهمون البرادعي بأنه عميل أمريكاني إيراني روسي لتخريب مصر، وبأن 6 إبريل تلقت تدريبات في صربيا أو كما قال آدمن صفحة المجلس العسكري على فيسبوك إذا كانت 6 إبريل تدربت في صربيا على تخريب مصر فنحن تعلمنا في حرب أكتوبر حب مصر.
نرى هذه الهستيريا أيضا في البحرين حيث اتهموا النشطاء بالعمالة لإيران والمنظمات الحقوقية بالعمالة لأمريكا والغرب، فلنتأمل الحوار الشهير للملك حمد في “ديلي تليجراف” أجراه مراسل الصحيفة كون كوفلين في 12 ديسمبر 2011 يقول: “ما بدأ كاحتجاج لتحسين مستويات المعيشة، سرعان ما تحوّل إلى دعوة لتغيير النظام في البحرين، وكانت هذه محاولة لنقل الانتباه بعيداً عن المشاكل في سورية وإيران، وجعل الناس ينظرون بدلاً من ذلك إلى البحرين والسعودية والكويت”.
وأضاف: “لدينا أدلة على أن عدداً من المواطنين البحرينيين المعارضين للحكومة تدربوا في سورية، ورأيت الملفات وأبلغت السلطات السورية، لكنها تنفي أي تورط لها في ذلك”. وحولت البحرين اتهاماتها للغرب
ودولة خليجية رفضت ذكر اسمها، ففي حوار للقائد العام لقوة دفاع البحرين
المشير خليفة بن أحمد آل خليفة مع صحيفة الأيام بتاريخ 14 / 2/ 2012 كشف آل خليفة كما يزعم عن وجود 22 منظمة غير حكومية تعمل ضد مملكة البحرين 19 منها تتواجد في أمريكا و3 أخرى في إحدى الدول الخليجية وجميعها تمول من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الخليجية، وزعم أنه واجه الولايات المتحدة بهذا الأمر وبالحقائق ولكن أمريكا تنصلت منها بحجة أنها منظمات غير حكومية، وأكد أيضا أن الهجوم الإعلامي الشرس ضد المملكة أمر مخطط له منذ فترة وأن هناك اتفاق بين سبع دول لتبادل الأدوار فيما بينها لتشكيل ضغط على البحرين خلال الأزمة . لكنه لم يذكر هذه الدول أو الهدف من وراء هذا الضغط على البحرين.
وفي إيران بعد الانتخابات المثيرة للجدل التي فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد في يونيو 2009 اتهم رجل الدين المحافظ ورئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي أعضاء المعارضة بأنهم تلقوا أموالا من الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام الإسلامي، وأعلن أيضا أن واشنطن قد تكون دفعت مليار دولار لمن وصفهم ” المحرضون على الفتنة ” يقصد المعارضين ووصف مير حسين موسوي على موقعه الإليكتروني جنتي بأنه “كذاب”.
وقال خاتمي على موقع منظمته الاليكتروني ” نلاحظ أنهم يلجأون إلى الكذب والإهانةة والتشهير لتبرير القمع وانتهاج سياسة سيئة ” وتظهر الآن اضطرابات في إيران بين الحين والحين فالانتخابات البرلمانية سيتم إجراؤها في مطلع مارس وهي أول انتخابات بعد التي أجريت عام 2009 ، وذكر موقع كلمة الإصلاحي التابع للمعارضة الإيرانية على الانترنت يوم 15/2/2012 أن قوات الأمن تحاصر ميدان الحرية “ازادي” ويتزايد عددها وعدد المواطنين كل دقيقة.
وأضاف الموقع أن قوات الشرطة تنتشر بصورة ملفتة للنظر في مناطق أخرى بالعاصمة، وفي تصريحات رسمية للسلطات الإيرانية اتهمت فيها زعماء المعارضة بأنهم جزء من مخطط غربي للإطاحة بالنظام الإسلامي، ويبدو أننا سنشاهد المسلسل الذي نراه في روسيا معادا في إيران أثناء الانتخابات القادمة.
وفي السعودية أيضا يعاني الأقلية السعودية الشيعية من الإهمال الجسيم من
قبل النظام السني، وعندما انتفضوا من أجل حقوقهم وتزامن الأمر مع حقوقيين ونشطاء في جدة ينتمون إلى المذهب السني أيضا بحثت السعودية عن دولة خارجية تلصق بها تهمة إثارة الاضطراب في بلد تحاول أن يظهر بمظهر القوة والتماسك.
وتم اتهام إيران بأنها “مصدر تخريب”، وأن قوة إيران تكمن في التخريب، وأن هناك “لوبي إيراني -عربي” ممول من طهران. ووجه بعض الكتاب الذين يتبنون موقف السلطة اتهامات للمثقفين والحقوقيين بلعب “دور التشويش على الرأي العام العربي… فمن العوامية إلى لندن ومرورا بالبحرين ومصر ولبنان والعراق وغيرها من الدول”.
ولعل سوريا هو أوضح وأقرب مثال على ذلك حيث تنقل الصور ومقاطع الفيديو على الفضائيات واليوتيوب ما يفعله نظام الأسد في شعبه، ورغم مقتل مراسلين صحفيين نقلت شهاداتهم عن حقيقة القتل الذي يمارسه بشار وقواته في حق الشعب، إلا أن الأسد مازال يتمسك بأن هذه “مؤامرة عالمية عربية” لأنه متمسك بخيار الممانعة ضد إسرائيل.
ويلتفت العام مع مقتل صحفيين دفعوا حياتهم ثمنا من أجل نقل الصورة
الحقيقية عن مجازر الأسد. مثل ماري كولفن التي قالت في آخر كلماتها على موقع فيسبوك: “لا أدري كيف يمكن أن يقف العالم متفرجا أمام كل هذا الغثيان، يجب أن أكون قاسية من الآن، أرى الأطفال يموتون كل يوم،
والشظايا، والأطباء لا يمكنهم فعل أي شيء.. أشعر بالعجز والبرد، سأستمر في الخروج من أجل المعلومات”.
ولازالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التابعة للنظام تتهم الصحافة
العالمية والمرصد السوري الحر بأنهم يشوهون الحقائق ويتهمون الجيش السوري الحر والمنظمات الحقوقية والمجلس الوطني السوري بالعمالة لإسرائيل وأمريكا.

اجمالي القراءات 3271