حوار صحفي خيالي مع احد رموز التنوير الإسلامي بمصر الجزء الاول؟
مقدمة متواضعة
ان حاجة الانسان الى الايمان بدين معين هي شيء طبيعي للغاية لان هذا الأخير هو كائن ضعيف الى اقصى الدرجات و الحدود امام اسرار هذا الكون الشاسع بقوانينه الناظمة و بنجومه الخ من هذه العجائب التي ظلت تكتشف منذ ان بدا الانسان يفكر الى حدود الان لان علم الانسان هو نسبي امام علم الله المطلق سبحانه و تعالى ..
ان حاجة الانسان الى الايمان بدين معين هي التي تترجم مدى الحاح هذا الأخير الى معرفة اخبار بعد الموت حيث هناك سؤال ازلي منذ ان يدا الانسان يفكر الى نزول الديانات السماوية الا و هو هل هناك حياة بعد الممات.
و لهذا أجاب الله من خلال نصوصه المقدسة عموما و كتابه الخاتم أي القران الكريم على هذا السؤال الازلي بالإيجاب أي هناك حياة بعد الممات للعمل الصالح أي الجنة و للعمل الخبيث أي الجحيم بمعنى ان هذه الدنيا هي مجرد طريق الى الاخرة مع الإشارة ان العمل الصالح هو أنواع و ابعاد من امطاء الأذى عن الطريق الى الجهاد في سبيل الله و الجهاد في عصرنا الراهن هو تنوير العقول و المجتمعات الإسلامية بغية تأسيس مشروع إسلامي معاصر لا يتجاهل ما هو إيجابي في تاريخنا الإسلامي أي عهد الرسول الخ .
و لا يتجاهل ما وصله الغرب المسيحي من النظم السياسية المعاصرة و من الاكتشافات العلمية الكبرى منذ سنة 1492 ميلادية أي اكتشاف القارة الامريكية الى يوم الناس هذا أي ان الغرب المسيحي قد سبقنا بقرون من الإصلاح الديني و الإصلاح السياسي الخ بمعنى ان الغرب المسيحي قد نجح في تأسيس دول ديمقراطية على أسس العلمانية و حقوق الانسان و العيش الكريم الخ من هذه المصطلحات النسبية لان لا توجد ديمقراطية مطلقة او حقوق الانسان مطلقة الخ في اية دولة داخل هذا العالم الشاسع ..
انني لست هنا في سياق الدفاع عن هذا الغرب المسيحي باي حال من الأحوال باعتباره له ماضي استعماري اسود في دول شمال افريقيا و دول جنوب الصحراء الافريقية و دول الشرق الأوسط و مازال هذا الغرب يستغل خيرات هذه الأقطار الإسلامية عموما و دول جنوب الصحراء الافريقية خصوصا .............
انني نشات في بيئة امازيغية إسلامية في منطقة سوس حيث بدات رحلتي الطويلة مع التنوير الإسلامي كما اسميه بمقالات سطحية حوالي سنة 2005 حول الإسلام و التطرف الديني في موقع الحوار المتمدن.....
في سنة 2007 حيث ارسل احدهم لي عبر الايميل فيديو عبارة عن رسوم متحركة يظهر رجل و هو يمارس الجنس مع طفلة و آنذاك لم افهم شيئا لكن مع مرور الوقت و السنوات بدات افهم ان هذه الرسوم المتحركة كانت تجسد رسولنا الاكرم عليه الصلاة و السلام و هو يمارس الجنس مع ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها و هي طفلة ذات تسع سنوات كما هو مكتوب في كتب تراثنا الإسلامي في العصر العباسي عموما و صحيح الامام البخاري خصوصا مما يعني ان تراثنا الإسلامي فيه العديد من الكوارث و الاخبار لا تصح نسبتها الى الرسول الاكرم من الناحية العقلية و من الناحية الدينية من قبيل اسرار فراشه مع زوجاته باعتبارهن أمهات المؤمنين بصريح القران الكريم حيث ان الإسلام قد حرم علينا افشاء اسرار حياتنا الحميمة مع زوجاتنا و ما بالكم برسول الله الذي وصفه الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز بانه على الخلق العظيم ...
و طبعا فان التنوير الإسلامي هو اراء و وجهات النظر حيث انني قد اعجبني المرحوم محمد شحرور الذي ترك تراث ذهبي في إعادة قراءة كتاب الله قراءة معاصرة حيث قرات له كتاب الكتاب و القران و كتاب الدولة و المجتمع هلاك القرى و ادزهار المدن .
و قد اعجبني رموز التيار التنويري بالمغرب أمثال الأستاذ عبد الوهاب رفيقي و الأستاذ احمد عصيد الخ .
في مصر الحبيبة علي الأستاذ احمد صبحي منصور مؤسس موقع اهل القران هذا في الولايات المتحدة سنة 2006 و بدات الكتابة فيه سنة 2016 لان هذا الموقع هو مفتوح امام الجميع لنشر أفكارهم و هوياتهم الثقافية مثلي و الأستاذ اسلام البحيري المعروف ببرامجه التلفزيونية منذ سنة 2012 تقريبا و جريدة اليوم السابع منذ سنة 2007 و له بحث شهير في نفس الجريدة حول زواج الرسول بامنا عائشة رضي الله عنها حيث ان خلاصة بحثه القيم ان رسولنا الاكرم قد تزوج امنا عائشة و هي بالغة سن 18 سنة .......
انني اود ان اختم هذه المقدمة المتواضعة بالقول انني ابن الحضارة الامازيغية الإسلامية التي ابدعت تنويرا إسلاميا منذ مئات السنين من خلال القوانين الوضعية الامازيغية تحرم عقوبة الإعدام و تحرم ضرب المراة و تميز بين الدين و الشأن العام الخ مع العلم ان اجدادنا الامازيغيين كانوا اشد تشبثا بالدين الإسلامي أي ان العقلانية الامازيغية قد سبقت النهضة العربية في مصر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي لكن لا احد قد ادرك هذه الحقيقة التاريخية ...............
الى صلب الحوار الخيالي
يشرفني ان استضيف احد رموز التنوير الإسلامي بمصر الا و هو الأستاذ طارق عبد الغفور حيث ولد في احدى قرى صعيد مصر سنة 1950 ......
السؤال 1 من هو طارق عبد الغفور ؟
الجواب اهلا باحبابنا في بلدنا الثاني المغرب حيث اسمح لي الأستاذ مالك بتقديم نبذة قصيرة عن شخصي المتواضع انا اسمي طارق عبد الغفور ولدت سنة 1950 بإحدى قرى صعيد مصر التي شاهدتموها في الدراما الوطنية المصرية داخل اسرة كبيرة من الفلاحين و العلماء في مؤسسة الازهر الشريف بالقاهرة .
و كان ابي عالم تنويري على طراز المرحوم العالم الجليل محمد عبدو الخ .
لقد بدات مساري الدراسي في كتاب قريتنا في سن 7 سنوات حيث حافظت القران الكريم كله في عمر عشر سنوات ثم السنة النبوية الشريفة الخ من هذه العلوم الشرعية ثم انتقلت الى مدينة القاهرة لاستكمال مراحل دراستي الثانوية و الجامعية بمؤسسة الازهر الشريف سنة 1964 ثم تخرجت منها سنة 1970 فاصبحت اطار في وزارة الشؤون الدينية ....
السؤال 2 كيف كانت الأجواء السياسية وقتها بعد هزيمة حرب سنة 1967 ؟
الجواب كانت مصر تحت نظام الراحل جمال عبد الناصر الشمولي باسم القومية العربية حيث كنا قبل الهزيمة لا نطرح اية أسئلة حول الوضع العام ببلادنا بعد ثورة الضباط الاحرار على النظام الملكي سنة 1953 .
لكن بعد الهزيمة اصبح البعض ذوي النزعة السلفية داخل الازهر الشريف يقول قد انهزمنا بسبب عدم تطبيق شرع الله في ارضه حيث ان الطاغية جمال عبد الناصر قد اعدم الشهيد سيد القطب و لم يفرض الحجاب الشرعي على نساء مصر و على بناتها.
السؤال 3 ما رايك في هذا الكلام وقتها و الان؟؟
الجواب آنذاك كنت أرى عدم ارتداء المراة للحجاب الشرعي أي مع النقاب كان نوعا من تجاوز الحدود الشرعية باعتبار نشاتي في الصعيد كوسط محافظ للغاية حيث ادا وجد رجلا ابنته في الغابة مع رجل غريب فانه سيقتلهما معا غسلا للعار و الشرف .
اما الان فارى ان المراة من حقها لبس ما تشاء شريطة ان تكون محترمة ...
السؤال 4 متى شعرت بدخول الوهابية الى مصر ؟
الجواب عندما تولي الراحل الرئيس المؤمن انوار السادات مقاليد الحكم أوائل سبعينات القرن الماضي ثم انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 حيث ان الانتصار هو عند الله بدون اذنى شك..
لقد قرر هذا الرئيس المؤمن كما كان يسمى ارجاع علاقات مصر الدبلوماسية مع السعودية التي كانت مطوعة في عهد جمال عبد الناصر القومي و بالتالي أراد انوار السادات ان يظهر بعد انتصار حرب أكتوبر 1973 بمظهر الرئيس المؤمن بمنح اكبر مساحة للخطاب الديني الوهابي في الإذاعة و في التلفزيون لمواجهة التيارات اليسارية و التيارات التنويرية بالقول ان الوهابية هي النسخة الاصيلة لتطبيق الإسلام في مصر الحضارة و التنوير الديني منذ قرن التاسع عشر للميلاد..
السؤال 5 متى بدات مسارك الطويل مع التنوير الإسلامي ؟
الجواب مباشرة بعد مقتل الرئيس المؤمن انوار السادات امام الملا في أكتوبر 1981 حيث ان هذا الاغتيال يحمل بصمات للجماعات الإسلامية المتطرفة بصريح العبارة ..
قد كنت وقتها اطار في وزارة الشؤون الدينية أي كنت قريب من حقلنا الديني الرسمي الذي اصبح بملابس الوهابية المتوحشة كما تسميها في مقالاتك و قررت آنذاك انطلق في نضالي الطويل ضد هذا السرطان الخبيث داخل دولتنا و داخل مجتمعنا و كنت اجلس في احدى المقاهي الشعبية بالقاهرة اتحدث مع صديقي الذي هو صاحب هذا المقهى المعلم عمر حول هذه الأمور و يقول لي دائما انك مجنون باعتبارك تمشي على خطى السراب لان مباحث امن الدولة تعتقل اليساريين و الشيوعين و حتى بعض الإسلاميين الذين عبروا عن العصيان تجاه الدولة بوصفها كافرة لا تطبق شرع الله............
قد بدات كتابة مقالات صحفية في بعض الجرائد اليسارية حول ضرورة تجديد الخطاب الديني الرسمي و ضرورة إيقاف تمويل السعودية للجماعات الإسلامية المتطرفة داخل مصرنا الحبيبة لكنني لم اكن اتخيل ماذا سيحدث لي و زوجتي الموقرة جراء هذا الموضوع المنشور في صيف سنة 1990 ..........
السؤال 6 ماذا سيحدث لك و لزوجتك ؟
الجواب كان صيف سنة 1990 ساخن على كل المستويات حيث دخل الراحل صدام حسين الى الكويت للاحتلال و السيطرة على هذا البلد الخليجي الشقيق حيث كان الناس هنا في مصر او في أي بلد مسلم على وقع هذه الصدمة القوية..
و في ظل هذه الأجواء المشحونة تعرضت للاختطاف في عز النهار امام مكتبي من طرف احدى الجماعات الإسلامية المتطرفة حيث قادوني الى شيخهم في فيلا كبيرة خارج القاهرة ثم تم احضار زوجتي بالقوة من منزلنا حيث اغتصبوها امامي بدون أي اعتبار لاخلاق الإسلام .........
ثم قال شيخهم لي ان دمك و عرضك هما حلال علينا باعتبارك تعمل لصالح الدولة المارقة التي تحلل الحرام و تحرم الحلال ..
ثم قال لي انك تسب السعودية باعتبارها تقيم شرع الله و حدوده و تدعم المجاهدين في سبيل الله في أفغانستان و في فلسطين الخ من بلاد الإسلام و بلاد الكفار لدى لقد حكمنا على زوجتك بالاعدام امامك و عليك ب800 جدة تحت هذه الفيلا الكبيرة .
السؤال 7 ماذا حدث بعد ذلك لك؟؟
الجواب قد قضت في هذا الجحيم 3 سنوات من العذاب و التعذيب الجسدي و النفسي حيث كانت هذه الجماعة سرية لا تعرفها مباحث امن الدولة المصرية .
في ليلة رمضانية سنة 1993 استغلت وقت صلاة التراويح قصد الهروب من هذه الفيلا و فعلا نجحت في عملية الهروب و اتجهت نحو قسم الشرطة لوضع البلاغ ضد هذه الجماعة الإرهابية التي اغتصبت زوجتي ثم تقتلها بدم بارد الخ من هذه الأفعال التي يعاقب عليها القانون الجنائي في هذه البلاد.
و ثم ذهبت الى منزلي بالقاهرة ثم اكتشفت مدى التخريب الذي تعرض له هذا المنزل و استحضر ذكرى زوجتي الشهيدة في كل ركن من اركانه ثم ابكي بكاء الأطفال و طرحت على نفسي 1000 سؤال و سؤال ثم نمت على فراشي بدون تناول أي شيء في ذلك الشهر المبارك .....
و في اليوم الموالي استيقظت على اذان صلاة الصبح فقمت بالوضوء و ذهبت الى مسجد سيدنا الحسين بالقاهرة و صليت الصبح مع الناس و كانت أجواء ايمانية جميلة في شهر الغفران و التوبة ..
السؤال 8 هل رجعت الى كتابة المقالات مجددا ؟
الجواب نعم لكن بالقوة حيث انتقد الوهابية و جماعة الاخوان المسلمين باعتبارهما وجهان لعملة واحدة الا و هي الوحشية الصحراوية بشبه الجزيرة العربية ..
لكن وزارة الشؤون الدينية طالبت مني التوقف فورا على كتابة هذه المقالات التي أصبحت تزعج السعودية و شيوخ السلفية في طول البلاد و عرضها و فعلت كانني لم اسمع هذا الطلب أصلا و جاء قرار طردي من الوزارة و ادخالي الى السجن بتهمة ازدراء الدين الاسلامي و افساد عقيدة الامة و كان هذا سنة 1995 و حكمت علي ب10 سنوات سجنا مع الاعمال الشاقة .....
لقد شعرت آنذاك كانني اسقط في فخ ثم استطعت الصعود منه ثم اسقط في فخ أخر.........
للحديث بقية في الجزء الثاني....
المهدي مالك