اللبث في القرآن
لبث نوح(ص) في دعوة قومه :
بين الله أنه أرسل أى بعث نوح(ص)إلى قومه وهم شعبه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما والمراد بقى معهم يدعوهم للإسلام تسعمائة وخمسين سنة
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "
لبث ابراهيم(ص) للمجىء بالعجل:
بين الله لنبيه(ص)أن الرسل وهم الملائكة جاءوا إبراهيم (ص)بالبشرى والمراد أتوا إبراهيم (ص)بالخبر السعيد فقالوا له سلاما أى الخير لك فقال لهم سلام أى الخير لكم ،فما لبث أن جاء بعجل حنيذ والمراد فما مكث سوى وقت يسير حتى أتى بعجل سمين ليأكلوا مصداق لقوله "فجاء بعجل سمين".
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ "
لبث يوسف(ص) في السجن :
بين الله لنبيه(ص)أن يوسف (ص)قال للساقى الذى ظن أنه ناج منهما والمراد الذى عرف أنه خارج حيا من الحبس من الرجلين :اذكرنى عند ربك والمراد تحدث عن قضيتى مع ملكك حتى يخرجنى من الحبس ،فلما خرج من السجن أنساه الشيطان ذكر ربه والمراد أغفلت الشهوة الحديث مع ملكه عن قضية يوسف(ص)فكانت النتيجة هى أن يوسف(ص)لبث فى السجن بضع سنين والمراد بقى فى الحبس عدة سنوات بسبب نسيان الساقى للحديث مع ملكه
وفى هذا قال تعالى :
"وقال للذى ظن أنه ناج منهما اذكرنى عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث فى السجن بضع سنين "
لبث موسى(ص) عند فرعون :
بين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال لموسى (ص)ألم نربك فينا وليدا والمراد هل لم نرعاك عندنا رضيعا ولبثت فينا من عمرك سنين أى وبقيت عندنا من حياتك أعواما والغرض من السؤال هو إخبار موسى (ص)بفضل فرعون عليه وهو تربيته سنوات عديدة فى بيته،وقال وفعلت فعلتك التى فعلت والمراد وارتكبت جريمة القتل التى ارتكبت وأنت من الكافرين أى المجرمين
وفى هذا قال تعالى :
"قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين "
لبث موسى(ص) في مدين :
بين الله لنبيه(ص)أن الله قال لموسى (ص):وفتناك فتونا أى وامتحناك امتحانات عديدة فلبثت سنين فى أهل مدين أى فبقيت سنوات فى أصحاب مدين ،وهذا يعنى أنه أقام عشر سنوات فى بلدة مدين وقال ثم جئت على قدر يا موسى أى ثم أتيت فى الموعد يا موسى (ص)وهذا يعنى أن موسى(ص)قد حضر فى الموعد الذى حدد الله سلفا ،وقال واصطنعتك لنفسى أى وخلقتك لأمرى والمراد أن الله خلق موسى (ص)لطاعة حكمه
وفى هذا قال تعالى :
" وفتناك فتونا فلبثت سنين فى أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى واصطنعتك لنفسى "
لبث الجن في العذاب بعد موت سليمان(ص)
بين الله لنبيه (ص)أن الله لما قضى عليه الموت والمراد لما أمر لسليمان (ص)بالوفاة ما دلهم أى ما عرفهم وفاة سليمان(ص)إلا دابة الأرض وهى حشرة الأرضة تأكل منسأته أى تطعم عصاه والمراد تقرض عصا سليمان(ص)فلما خر أى سقط على الأرض بلا حراك تبينت الجن والمراد عرفت الجن :أن لو كانوا يعلمون الغيب والمراد لو كانوا يعرفون أخبار المستقبل ما لبثوا فى العذاب المهين أى ما مكثوا فى العقاب الشديد بعد وفاته
وفى هذا قال تعالى:
"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين "
لبث يونس(ص) في بطن الحوت
وفى هذا قال تعالى:
" فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون "
بين الله لنبيه (ص)أن يونس لولا أنه كان من المسبحين وهم المطيعين لحكم الله للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون والمراد لبقى فى جوف الحوت حتى يوم يرجعون للحياة وهو يوم القيامة
وفى هذا قال تعالى:
" فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون"
اخصاء لبث أهل الكهف:
بين الله لنبيه(ص)أنه ضرب على آذانهم فى الكهف سنين عددا والمراد أمسك وصول الكلام إلى نفوسهم فى الغار سنوات كثيرة حتى لا يستيقظوا من نومهم وبعد ذلك بعثهم أى أرسلهم للحياة للسبب التالى أن يعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا والمراد أن يعرف أى الفريقين أعد للذى مكثوا وقتا وهذا يعنى أن يعرف الفريق الذى عد سنوات غيابهم عدا صحيحا من الفريق الأخر الذى كان عده خاطئا
وفى هذا قال تعالى :
"فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا"
تساؤل أهل الكهف عن مدة لبثهم:
بين الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بأمر بعثهم أى أحياهم الله حتى يتساءلوا بينهم أى حتى يستخبروا بعضهم البعض فقال قائل أى واحد منهم:كم لبثتم أى كم نمتم ؟والسبب فى سؤاله هذا هو أنه رأى منظرهم غريبا لا يدل على النوم العادى فقالوا له :لبثنا أى نمنا يوما أو بعض أى جزء من اليوم وهؤلاء أجابوا الإجابة العادية لأنهم فى عاداتهم وعاداتنا أن الإنسان قد ينام يوما أو جزء من اليوم ،ويبين له أن الفتية لما رأوا مناظرهم عرفوا أنهم ناموا أكثر من المدة التى ذكروا بكثير فقالوا لبعضهم ربكم أعلم بما لبثتم أى إلهكم أعرف بالمدة التى نمتم
وفى هذا قال تعالى :
"وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم "
مدة لبث أهل الكهف:
بين الله لنبيه (ص)أن القوم لبثوا فى كهفهم أى ناموا فى غارهم مدة قدرها309عام بالحساب وهو العدد
وفى هذا قال تعالى :
"ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين عددا وازدادوا تسعا "
الله عالم بمدة لبث أهل الكهف :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول الله أعلم بما لبثوا والمراد إن الله أعرف بما نام أهل الكهف فى كهفهم ،له غيب أى خفى السموات والأرض أبصر به أى أسمع والمراد أعرف به وهذا يعنى أن الله يعرف كل شىء مسرور أى مكتوم فى الكون
وفى هذا قال تعالى :
"قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض "
لبث المتسائل عن كيفية الاحياء:
بين الله لرسوله(ص) أن عليه أن يأخذ الدرس أيضا من قصة الرجل الذى مر أى فات على قرية وهى بلدة خاوية على عروشها والمراد خالية إلا من مساكنها فقال:أنى يحى أى يعيد الله هذه بعد موتها أى وفاتها فكان عقابه على الشك فى قدرة الله على البعث هو أن أماته أى توفاه الله لمدة مائة عام أى سنة ثم بعثه أى أعاده الله للحياة فقال الله له على لسان الملك:كم لبثت أى نمت؟فرد قائلا:لبثت أى نمت يوما أو جزء من اليوم فقال له:لبثت أى نمت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه والمراد شاهد أكلك وماءك لم يتغير وهذا ليعرف قدرة الله على إبقاء المخلوق أى مدة كانت دون تغيير وقال الملاك له:وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس والمراد وشاهد حمارك لتعرف قدرتى على اهلاك الخلق ولنجعلك علامة للخلق والمراد معجزة ليعرفوا قدرة الله وقال الملاك:وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما أى وشاهد عظام الحمار كيف نركبها ثم نغطيها لحما والغرض من القول هو تعريفه بقدرة الله على إحياء الموتى وعند هذا تبين أى ظهرت له الحقيقة فقال :أعلم أى أعرف أن الله على كل شىء قدير والمراد أن الله لكل ما يريده فاعل .
وفى هذا قال تعالى :
"أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير"
لبث النبى(ص) في مكة دليل على نبوته:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار لو شاء الله ما تلوته عليكم والمراد لو أراد الله ما أبلغت القرآن لكم أى ولا أدراكم به والمراد ولا عرفكم به عن طريقى وهذا يعنى أن الله أراد إبلاغهم القرآن ،وقال فقد لبثت فيكم عمرا من قبله والمراد فقد عشت معكم سنينا من قبل نزوله أفلا تعقلون أى "أفلا تذكرون"كما قال بسورة يونس والمراد هل لا تفهمون معنى كلامى معكم وهذا يعنى أن عليهم أن يفهموا أن القرآن من عند الله لأنه عاش معهم سنوات قبل نزول القرآن ومع هذا لم يقله أو يعلموا أن أحد علمه شىء مثل القرآن
وفى هذا قال تعالى :
"قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون"
لبث الكفار قليلا لو طردوا النبى(ص):
بين الله لنبيه(ص)أن الكفار كادوا أن يستفزوه من الأرض والمراد أرادوا أن يبغضونه فى البلد بإيذاءهم له والسبب أن يخرجوه منها أى يبعدوه عن مكة لبلد أخر ويبين الله له أن الكفار لا يلبثون خلافه إلا قليلا والمراد لا يبقون أحياء بعد طردهم له من البلد سوى وقت قصير ينزل عليهم بعده العذاب المهلك ويبين له أن هذه سنة من قد أرسل الله من قبله من رسله والمراد أن الخروج من البلدة الظالمة هى عادة من قد بعث الله من قبل محمد(ص) من أنبياء الله ثم هلاك أقوامهم بعد خروجهم ولن يجد لسنة الله تحويلا والمراد لن يلق لحكم الله تبديلا مصداق لقوله بسورة فاطر"ولن تجد لسنة الله تبديلا"
وفى هذا قال تعالى :
"وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا "
تلبث المنافقين بالفتنة:
بين الله للمؤمنين أن المنافقين لو دخلت عليهم من أقطارها والمراد لو ولج الكفار على المنافقين من أبواب البيوت ثم سئلوا الفتنة والمراد ثم طلب منهم الخيانة للمسلمين لأتوها أى لفعلوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا والمراد وما فكروا فى عدم الخيانة إلا وقت قصير ثم وافقوا الكفار على طلبهم
وفى هذا قال تعالى:
"ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا "
ظن الكفار لبثهم ساعة في الدنيا في القيامة :
بين الله لنبيه(ص)أن يوم يحشر أى يجمع الكفار مصداق لقوله بسورة التغابن"يوم يجمعكم"كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار والمراد كأن لم يعيشوا إلا وقتا من النهار وهذا يعنى أن الكفار يتصورون أنهم لم يعيشوا سوى ساعة من شدة العذاب وهم فى الساعة يتعارفون بينهم أى يتعاملون بينهم بالأديان
وفى هذا قال تعالى :
"ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم "
ظن الكفار لبثهم قليلا في الدنيا :
بين الله لنبيه(ص)أن عليه أن يقول للكفار عسى أن يكون قريبا يوم يدعوكم والمراد لعل أن يصبح حادثا يوم يناديكم فتستجيبون بحمده أى فتقومون بأمره وتظنون إن لبثتم إلا قليلا والمراد وتعتقدون إن عشتم سوى وقتا قصيرا ومن هنا يتضح أن القرب وهو الحدوث سيكون يوم ينادى الله الخلق فيقومون أحياء بأمر الله وعند ذلك يظن الكفار أنهم عاشوا مدة قصيرة
وفى هذا قال تعالى :
"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا"
تخافت الكفار أنهم لبثوا عشر:"
بين الله لنبيه(ص)أن يوم القيامة هو اليوم الذى ينفخ فيه فى الصور والمراد ينقر فيه فى الناقور حتى يقوم الخلق وفيه يحشر الله المجرمين زرقا والمراد يجمع الله الكافرين وردا أى وفدا والكفار يتخافتون أى يتناجون والمراد يتكلمون بصوت هامس فيما بينهم فيقولون :إن لبثتم إلا عشرا أى إن عشتم إلا ساعة وبين له أنه أعلم بما يقولون أى أعرف أى أدرى بالذى يتحدثون به إذ يقول أمثلهم طريقا أى أفضلهم قولا :إن لبثتم إلا يوما والمراد لقد عشتم يوما فى الدنيا ،وهذا يعنى أن أفضل أقوال الكفار فى يوم القيامة فى مدة البقاء فى الدنيا هو أنهم بقوا فى الدنيا يوم واحد.
وفى هذا قال تعالى :
"يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما "
سؤال الكفار عمد مدة لبثهم في الدنيا:
بين الله لنبيه (ص)أن الملائكة سألت الكفار كم لبثتم فى الأرض سنين عددا والمراد كم بقيتم فى الدنيا أعواما عددا ؟فكان جوابهم هو لبثنا أى عشنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين والمراد فاستخبر المحصين وبالطبع هو جواب يظهر لنا حالة الذهول التى تصيب الكفار يوم القيامة فتجعلهم لا يعرفون ما يقولون فقالوا لهم إن لبثتم أى عشتم إلا قليلا أى مدة قصيرة لو أنكم كنتم تعلمون أى تفهمون الحق
وفى هذا قال تعالى :
"قال كم لبثتم فى الأرض سنين عددا قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون "
حلف الكفار على لبثهم ساعة في القيامة:
بين الله لنبيه(ص)أن يوم تقوم الساعة والمراد يوم تحدث القيامة يقسم المجرمون والمراد يحلف الكافرون:والله ما لبثنا غير ساعة والمراد ما عشنا غير يوما مصداق لقوله بسورة طه"إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما "وكذلك كانوا يؤفكون والمراد بتلك الطريقة وهى الكذب "كانوا يكفرون بآيات الله"كما قال بسورة البقرة
وفى هذا قال تعالى :
"ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون"
اللبث حتى القيامة في الدنيا:
بين الله لنبيه (ص)أن الذين أوتوا العلم وفسر العلم بأنه الإيمان والمراد الذين أعطوا الوحى وهو الحكم قالوا للكفار :لقد لبثتم فى كتاب الله والمراد لقد عشتم فى الدنيا فى حكم الرب إلى يوم البعث أى القيامة فهذا يوم البعث وهو القيامة ولكنكم كنتم لا تعلمون أى لا تؤمنون به
وفى هذا قال تعالى:
"وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون "
تخيل الكفار أنهم لبثوا ساعة في الدنيا :
طلب الله من نبيه (ص) ألا يستعجل لهم والمراد ألا يطلب للكفار العذاب لأنهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون والمراد كأنهم يوم يشاهدون ما يخبرون وهو العذاب لم يلبثوا إلا ساعة من نهار والمراد لم يبقوا فى الدنيا إلا جزء من النهار وهذا يعنى أنهم يتصورون يوم القيامة أنهم لم يعيشوا فى الدنيا عمرهم وإنما جزء قصير
وفى هذا قال تعالى:
" ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار "
تخيل أخر للكفار من هول القيامة أنهم لبثوا ليلة أو نهار:
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار يسألونه أى يستفهمون منه عن الساعة وهى القيامة فيقولون إيان مرساها والمراد متى وقت وقوعها ويقول الله له فيم أنت من ذكراها والمراد فيما أنت من علمها؟
وبين له أن إلى ربك منتهاها والمراد إن إلى خالقك علمها وهذا يعنى أن "علمها عند الله "وحده كما قال بسورة الأحزاب فالله وحده يعرف موعد حدوثها،ويقول له إنما أنت منذر من يخشاها والمراد "إنما أنت مذكر" من يخاف عذابها وبين له أن الكفار يوم يرونها أى يشاهدون وقوعها كأنهم لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها أى كأنهم فى اعتقادهم لم يعيشوا فى الدنيا إلا ليلة أو نهارها .
وفى هذا قال تعالى:
"يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها"