خرافات وحقائق عن الأيام الأولى من شهر ذي الحجة .
عثمان محمد علي
في
الإثنين ١٩ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
خرافات وحقائق عن الأيام الأولى من شهر ذي الحجة .
سؤالان مُركبان عن الأيام الأولى من شهر ذي الحجة ، السؤال الأول يسأل صاحبة عن صحة إجابة التراثيين على هذا السؤال : لماذا يصوم المسلمين التسع الاوائل من ذي الحجه ؟؟ فيقولون :
لأن كل يوم من هذه الأيام فيه حدث مهم.
أول يوم هو اليوم الذى غفر الله فيه لأدم الذنب عندما أكل من الشجرة المُحرمة.
اليوم الثانى هو اليوم الذى إستجاب الله فيه لدعاء يونس وهو في بطن الحوت.
اليوم الثالث. هو اليوم الذى إستجاب الله فيه لدعاء زكريا ورزقه بإبنه الذى كان يتمناه .
اليوم الرابع هو اليوم الذى ولد فيه عيسى .
اليوم الخامس هو اليوم الذى ولد فيه موسى.
اليوم السادس هو اليوم الذى فتح الله لنبيه فيه أبواب الخير .
اليوم السابع هو اليوم الذى تُغلق فيه أبواب جهنم حتى تنتهى العشرة أيام .
اليوم الثامن هو يوم التروية .
اليوم التاسع هو يوم عرفة .فمن صام هذا اليوم كان كفارة للسنة الماضية والسنة القادمة ..
اليوم العاشر وهو يوم العيد ومن قرب فيه قربانا كان كفارة له من كل ذنوبة .
السؤال الثانى ::
عندما نقول هذه الأيام العشرة من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا و العمل الصالح فيها مضاعف أليس هذا شرك بالله بأن فضلنا أيام على أيام وادعينا ان الله يضاعف فيها الحسنات . علما أنني حسب ما سمعت من بعض الأخوة ان الليالي العشر المذكورة في سورة الفجر هي أيام وليالي هلاك قوم عاد وثمود وفرعون ؟ وهل فعلا توجد أيام أفضل من أيام كيوم الجمعة ويوم عرفة ووو. علمت سابقا ان من يدعي ان الصيام فيها من تشريعات الله او ان الرسول حضَّ على ذلك فهو مشرك بالله. وكذلك صيام الأثنين والخميس ووو فهو مشرك بالله لأنه يُشرّع مع الله. أليس هذا بصحيح؟؟
==
التعقيب :
دأب الحشويون وصُناع الحديث على إختلاق قصص وحكايات في مناقيب ومزايا وفضائل أيام أو شهورأوأماكن أواشخاص،وربطوها بالدين لتكتسب قُدسية عند عوام الناس ومن هذه الحشويات التى ذكروها في لهو الحديث ما وضعوه في أسباب وفضل صيام ال9 أيام الأولى من ذي الحجة .وخطيئتهم وخطيئتهم من يؤمن بخرافاتهم هذه هي أنهم يتحدثون فيها عن أمور ومعلومات تتعلق بعلم الغيب ،وليس عن علم الغيب لأفراد أولأمور تاريخية عادية وبعيدة عن الدين ،لا ، لكنها متعلقة بالأنبياء عليهم السلام ،وجعلوها جزءا من الدين .ولو كانوا يؤمنون بالله وبكتابه الكريم لعلموا أنه لا يحق لهم أن يتحدثوا في غيب ماضوى مُرتبط بأنبياء أو بأُمم سابقة تحدث عنها القرءان الكريم ،ولا عن غيب مُستقبلى تحدث عنه أيضا إلا من خلال ما تحدث فيه القرءان وذكره في آياته الكريمات . فلا يُمكن أن أتحدث مثلا عن نبى الله نوح إلا بما ذكره القرءان عنه وعن قومه ،فلو تحدثت عنهما من خارج حديث القرءان عنهما فسيكون حديثا لا دليل عليه ولا صحة له وكله من صنع الخيال وخرافات ،والأخطر من هذا سيكون رجما بالغيب وحديث في غيب لم يُحدثنا عنه رب العزة جل جلاله في قرءانه العظيم ،والأخطر والأخطر عندما أتخذ من هذه الخرافات والرجم بالغيب مادة لخلق تشريع ما أنزل الله به من سُلطان فيُشرك الناس به فى تشريعات رب العالمين .مثلما إخترعوا تشريع فى أسباب وفضل صيام الأيام ال9 الأوائل من ذي الحجة ،و أضفوا عليها قُدسية فربطوها بحكاوى عن أنبياء من أنبياء ورسل الله عليهم السلام . فإسلاميا وقرءانيا ليس هناك تفضيلا لل 9 أيام الأولى من شهر ذي الحجة ولا لل10 أيام الأخيرة من شهر نوفمبر هههههه
فليس هناك تفضيلا ليوم على يوم بالنسبة للبشرية.وتفضيل ليلة القدر مثلا ووصفها بأنها ليلة مُباركة أو أنها خير من ألف شهر فهذا عند الله ومن عند الله ولا علاقة لنا به مثلما فضّل سبحانه بعض النبيين على بعض عنده ،اما عنا نحن فلا نُفضل أحدا منهم عليهم السلام على أحد وإلا فسنكون قد خالفنا أمره سبحانه وتعالى في تشريع القرءان (لا نُفرق بين أحد من رسله ) .فنحن لا نٌقدس ليلة القدرولا نُفضلها على غيرها ولا نعلم أي ليلة هي من ليالى شهررمضان .....
وكذلك عندما أقسم رب العزة جل جلاله بالضحى ،والعصر،والفجر والليل والنهار فهو قسم بآيات الله الكونية ليلفت إنتباهنا إلى نعمه سبحانه وتعالى علينا ،وعلى قدرته سبحانه وتعالى في كونه وملكوته وخلقه وليس تفضيلا لواحدة أو واحد منهاعلى الآخر. ولابد أن نعلم جميعا أن الأشهر الحُرم وبدايتها هو شهر ذي الحجة فهي مواقيت لتشريعات رب العالمين فيها بالحج ،وبوجوب توقف القتال فيها (فالقتال لا يستمر فيها إلا إذا كان ردالإعتداء المُعتدين من غير المُسلمين على المثسلمين ولا يؤمنون بضرورة وقف القتال فى الأشهر الحرم ،مثل قتال مصر وإسرائيل فهنا لا يتوقف القتال فى الأشهر الحرم ) ولكن قتال الحروب الأهلية فى السودان وفى الصومال وفى سوريا وفى السعودية واليمن فلابد أن يتوقف القتال فيها طاعة لتشريعات الله جل جلاله بوقف القتال فى الأشهر الحُرم.
ونعود ونؤكد على أن كل من يؤمن بتشريع فى دين الله من خارج القرءان العظيم في الإيمان أوالعبادات فهو مُشرك بالله . أما تشريعات القوانين المدنية فهى ضرورة لتسيير حركة وحياة المُجتمع ،ترك لنا المولى جل جلاله تشريعها من خلال إجتماعات وتشريعات مجالس الشورى في كل ربوع المُجتمع من خلال الإستماع لأهل الخبرة والعلم وأولى الأمر ومناقشتهم فى الشأن الذى سيُشرعون فيه القوانين ،ثم الاتفاق على الأنسب والأصوب منها لتطبيقه،وبشرط أن تكون مبنيةعلى الحرية والعدل وحفظ حقوق الناس.. وفى النهاية نقول . كُل ما ذكره الحشوية في الدين وأشركوا به مع كتاب الله فهو باطل ،وكل ما ذكروه في كُتبهم عن الأنبياءمثل كتاب (قصص الأنبياء) هو محض إفتراء وكذب ورجما بالغيب ولا أساس له من الصحة ومن يؤمن بحشويتهم في الدين أو برجمهم بالغيب فقد أشرك بالله جل جلاله ......
وأن شهر ذي الحجة وأيامه هو مجرد شهر عادى من الأشهر الحرم التي فرض فيها رب العزة جل جلاله فريضة الحج مثله مثل ربيع الأول ،فلك أن تحج في ذي الحجة أو محرم أو صفر أو ربيع الأول ، والحج فريضة شخصية مثلها مثل الصلاة تُصليها منفرد أو مع جماعة ،فكذلك لك أن تحج منفردا أومع أهلك وأصدقائك ورفقائك في الرحلة في تأدية مناسك الحج ،ولكن كل واحد يؤديها منفردا حسب صحته وطاقته وقدرته على تحمل مدة وزمن الطواف والسعى والوقوف بعرفة وذكر الله عند المشعر الحرام ...
وأن قول الله جل جلاله (والفجر .وليال عشر ) لا علاقة له بالأيام الأولى من ذي الحجة ... فهو قسم بليال غير معروفة جاء بصيغة غير مُعرفة فلم يقل القرءان (والفجر .والليالى العشر ) وإنما قال ( وليال عشر ).فلنلتزم بكتاب الله وبتشريعاته وحده في دين الله لكى لا تُحبط أعمالنا يوم القيامة والعياذ بالله .