أ.د. عبدالرزاق منصور على
ليلة القدر..هل تتكرر مره أخرى؟

د. عبد الرزاق علي في الإثنين ١٠ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


ليلة القدر..هل تتكرر مره أخرى؟

أ.د. عبدالرزاق منصور على

 

أعلم أن هذا البحث قد يصدم أكثرية الناس ولكنه كان محصلة تدبرآيات القرآن الكريم والأخذ بمعطيات العلم الحديث. ولنتذكر معانى بعض المصطلحات القرآنيه:

الروح: هى جزء من أمر الله وهى جزء من طاقه المعلومات المخزنه فى علم الكتاب الذى أشارالله له فى قوله (قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)الرعد43-(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) النمل 40- والجزء الضئيل من هذه الطاقه المعلوماتيه يمنح للبشر)وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلا)ً-الكهف85- ولكى تصل هذه الطاقه الربانيه للبشرلابد من وجود الملائكه مثل جبريل لكي يقوم بنقل هذه الطاقه التى تقع خارج إدراك البشريه ويعجز الوعى الإنسانى عن استيعابها ومعرفتها-

معنى  ذلك أنه لابد من ِتحويل هذه الطاقه إِلى طاقه قابله لإدراكنا ووعينا, ولذلك يسمى جبريل "الروح الأمين" لأنه يتولى عملية تحويل الطاقه(الروح) بدقة وأمانه.

ليلة القدر: القدر من التقدير ويأتى فى القرآن الكريم  بمعنى الحسابات. وماعلاقة ليلة القدر بالحسابات أو الرياضيات؟ العلاقه قويه جدا كما توضحها آيات القرآن :1-(ليْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).. 2- (وإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) الحج47-

من 1&2 -نستنتج أن ليلة القدر = ساعتان عند الله تعالى - كيف ذلك؟ ليلة القدر=1000شهر ,,اليوم عند الله =1000سنه.

 إِذن ليلة القدر= 12 ̷ 1 من اليوم = جزء من 12 جزء من اليوم= 2 ساعه-

سرعة الملائكه والروح: (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) - بما أن السرعه= المسافه ÷ الزمن,, وبتثبيت المسافه فان مقياس السرعه يكون عكس الزمن, وبما أن زمن سرعة الملائكه  =    50000سنه ⁄ 1= 365 ضرب 50000  ⁄ 1    

إذن سرعة الملائكه = 18.25.000 وحدة سرعه-

وبمقارنتها بسرعة الضوء = 18.25.0000  ÷300000 (سرعة الضوء) =  60.8 ضعف سرعة الضوء.

وبديهيا فإن سرعة عروج (صعود) الملائكه هو نفس سرعة نزولهم بمعنى أن سرعة تنزل الملائكه والروح = 60.8 ضعف سرعة الضوء.

نأتى لمعنى "ليله"- هل هى ليلة الكره الأرضيه التى نعرفها ونعيشها؟ بالتأكيد هى ليست الليلة الزمنيه للأرض وٳلا ستنمحى ليلة القدر من السماء للذين يعيشون النهار فى النصف الغربى من الكره الأرضيه  فى لحظة وتوقيت ليلة القدر فى مكه مثلا!- بمعنى آخر تكون ليلة قدر فى مكه والمناطق المناخيه القريبه منها فقط (لغياب الشمس)  وبالتالى لايعقل أن تسمى "ليلة قدر" فى المناطق البعيده جغرافيا عن مكه لوجود النهار والشمس فيها.

 وإذا إستوعب التراثيون هذه الحقائق الفلكيه تعتقد ماذا يكون تصرفهم للخروج من المأزق؟ أعتقد أنهم سيلجأون للتأويلات الغبيه التى تخالف القرآن والعقل والمنطق فسيستعينون بصديقهم الثورالذى يحمل الأرض على قرنيه(على حد علمهم) ويتفتق ذهنهم بفكره عبقريه مفادها أن الثور "رضى الله عنه" سيحرك قرنيه بسرعه رهيبه ليساعد أهل الكره الأرضيه الذين يعيشون فى النصف الغربى من الأرض وبذلك يمكنهم أن يختطفوا لحظات زمنيه من ليلة القدرفليتحملوا نتيجة خطأهم الفادح فى العيش مع أهل الغرب الكافر! وتنتشر الفتوى على الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعى ويأتى المشايخ ٳياهم ويفتخرون بإجتهادهم وعبقريتهم فى حل المعضله الفلكيه وبفضل ٳجتهاد صديقهم الثور- 

 فأين الحقيقه؟ الحقيقه أننا ننظر للأمر بأفق وعقليه ضيقه أدت الى أننا حصرنا حدوث ليلة القدر فى السماء الدنيا داخل إطار "المجموعه الشمسيه" أى الأرض ودورانها حول الشمس فحدث هذا الإلتباس لكن الحقيقه أن ليلة القدر حدثت بالسماوات العليا بعيدا عن الشمس والأرض وبالتالى ليس هناك مجال لتعاقب الليل والنهار (كما يحدث على الأرض) بل ٳن هناك ليل دائم فقط ومن هنا كان التوقيت الزمانى لليلة القدرهو الليل  والتوقيت المكانى هو السماوات العليا.

إذن معنى ذلك أن ليلة القدر حدثت وانتهت ولن تتكرر- نعم هذه هى الحقيقه وإليكم الأدله على ذلك:

1- جاءت ليلة القدر مرتبطه حصريا بنزول القرآن الكريم ولم نسمع أنها حدثت مع نزول التوراه على موسى أونزول الإنجيل على عيسى أو أى حدث آخر, وهذا يعنى أن نزول القرآن= ليلة القدر,, وعدم نزول القرآن= عدم حدوث ليلة قدر. أى تكرار حدوث ليلة القدر= تكرار نزول القرآن الكريم مره أخرى وهذا لن يحدث لأننا نؤمن بالحقيقه التى لاشك فيها أنه قرآن واحد نزل مره واحده من الله الواحد.

2- لايوجد إنسان عاقل يعتقد أن الإصدارالأصلى للقرآن بصيغة اللوح المحفوظ كان باللغه العربيه أوغيرها من اللغات لأن الحقيقه أن صيغه اللوح المحفوظ هذه كانت خارج إدراك البشريه ويعجز الوعى الإنسانى عن إستيعابها ومعرفتها فكان لابد من وجود خبراء فى الطاقه لتحويل الطاقه القرآنيه الأصليه ونقلها من الغير مدرك (خارج الوعي الإنساني) إلى المدرك لتدخل معرفتنا الإنسانية وبالتالى يمكن صياغته بالصوت واللسان العربى. ونستشف هذا من قوله تعالى(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) الشورى 52-(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) الشعراء193-195,- اللوح المحفوظ مثل السوفت ويرالذى يحوى برنامج القرآن الكريم.

 لاحظ أن "جعلناه نورا" يحمل معنى التحويل لطاقة نورانيه لأن جعل= صار وتحول- والله تعالى أرسل جبريل بالقرآن بعد أن قام جبريل بجعله صيغه معرفيه يدركها عقل ووعى الرسول "عليه السلام" وبالتالى صار باللسان العربى المبين.

3- وردت كلمة تَنَزَّلُ وتتَنَزَّلُ فى سياق الآيات التى تتحدث عن التدرج فى النزول المكانى والمعنوى للملائكه وهذا يوحى بأن الملائكه تتدرج فى النزول فى مستوى الطاقه حتى تصل للطاقه المناسبه التى تتكيف مع إدراك ووعى البشرويستطيع البشر تحميلها. وحتى القوانين الفيزيائيه تقرر أن جزيئات الطاقه حينما تنتقل من مستوى طاقه أعلى ٳلى مستوى طاقه أدنى فإن الفرق فى الطاقه يخرج على شكل طاقه نورانيه (ِ إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا) فصلت30- وما الهدف من تنزل الملائكه على الذين إستقاموا؟ لإمدادهم بالطاقه النورانيه التى تهدئ من روعهم وتزيل عنهم الهم والحزن.

4- فعل "تَنَزَّلُ الملائكه" هو وصف وجمله خبريه فى سياق أفعال وقعت فى الماضى بدليل بداية سرد الأحداث بقوله تعالى " إنَّا أنزلناه" فى ليلة القدر.. إلى ..تنزل الملائكه والروح فيها). وهذا يبطل رأى من يستشهد بالفعل "تَنَزَّلُ" على أنه دلاله على تكرار ليلة القدر فى المستقبل- لأن رأيهم يتعارض مع سياق الآيات القرآنيه ومع قواعد اللغه العربيه.

5- من يتدبر آيات القرآن الكريم يلاحظ وصف ليلة القدر بثلاث صفات مميزه وكلها تنفى تكرار أوإستمرارية ليلة القدر وهذه الصفات كالتالى :مباركه- سلام هى– فيها يفرق كل أمر حكيم

أ- ليله مباركه يعنى أن الطاقه المعلوماتيه وترجمتها إلى(أحداث كونيه) والتى تم إنجازها فى هذه الليله تفوق الطاقه الكونيه المحققه فى ألف شهر من عمر الكون. وهذا يعتبر عملية ضغط على التركيبه الزمانيه المكانيه للكون ومع ذلك تم تأمين العمليه بإحكام ومرت بسلام (سلام هى) واستمرهذا الضغط الزمكانى ليتوج بظهور صيغه جديده للقرآن الكريم (مطلع الفجر) = نسخه مترجمه للغه يفهمها البشر- لاتعتقد أن عملية تحويل الطاقه القرآنيه كانت بالأمر البسيط بل هى عباره عن حسابات معقده وتفاعلات كيميائيه فيزيائيه وجزيئيه تفوق التفاعلات النوويه الإندماجيه التى تحدث فى الشمس مثلا (لإنتاج الطاقه الشمسيه مثل الحراره والضوء).

المعالجه.=Processingب -

فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ= يحدث فيها تمييز وتفريق وضبط الأمر بإحكام وذلك لأنه (تنزل الملائكة

والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) وهذا مانطلق عليه بلغة العلم "المعالجه الرقميه للطاقه المعلوماتيه" وهذا ماحدث فى ليلة القدرحيث نزل القرآندفعة واحدة بعد نقله وتحويله (بواسطة الروح جبريل والملائكه) إلى صيغه وطاقه نستطيع إدراكها-وللتقريب مثل أن تضغط بإصبعك على زرالحاسوب أو الموبايل فتظهرلك فى الحال صوره أوموسيقى أوإسم شخص تريد الإتصال به أو رساله تكتبها- أى أن الطاقه الحركيه التى إنتقلت عبر زراير الحاسوب والموبايل تمت معالجتها وضبط الأمر بإحكام لتتحول إلى طاقه صوتيه أو ضوئيه.

وقد يسأل أحدنا لماذا لم يرد ذكرجبريل والملائكه فى حالة نزول التوراه والألواح على موسى؟- لأن الله تعالى قد أهل موسى لتلقى صيغة التوراه مباشرة دون الحاجه لمعالجة التوراه وتحويل طاقته ونقلها من الغيرمدرك (خارج الوعي الإنساني) إلى المدرك. فال تعالى (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى) طه13- (قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي) الأعراف144- 

أما عيسى "عليه السلام" فوضعه مختلف لأنه تم تحميل خلاياه وحمضه النووى بالجينات الذكيه(التى ورثها من أمه العذراء) وقد سبق أن أثبتنا أن هذه الجينات الذكيه هى التى مكنت عيسى من إستقبال وتلقى الطاقه ومعالجتها مباشرة وتشمل طاقة الإنجيل وطاقة شفاء الأعمى والأبرص ورؤية الأشياء والصورمباشرة من الموجات الكهرومغناطيسيه  المنتشره فى الجو بدون الحاجه لمعالجتها عن طريق أجهزه مثل الحاسوب, الموبايل أو التليفزيون. ومن خلال الصور المرئيه التى تأتى لعيسى مباشرة عبر الموجات يمكنه معرفة مايخزنه الناس فى بيوتهم من طعام وغيره.

 
اجمالي القراءات 1983