خطبة الجمعة كانت عن الميراث.
Brahim إبراهيم Daddi دادي
في
الأحد ١٢ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
عزمت بسم الله،
خطيب الجمعة ليوم 10 مارس 2023 في مسجد مامة حنة، كانت الخطبة مهمة جدا في موضوع الميراثوالظلم الذي يقع فيه، بدأها الخطيب بسرد بعض آيات القرءان العظيم، ثم نزل بنا إلى قول البشر فاجتنب في نظري الصراط المستقيم وهو أحسن الحديث الذي أُنزل مفصلا، مبينا، تبيانا لكل شيء. أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ*وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.الأنعام 115. يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا* فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا.النساء 175. وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.النحل 89. إن هذه الآيات البينات لم تكف الخطيب، فلجأ إلى كتب البشر لينقل إلينا منها ما نسب افتراء وكذبا إلى قول الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام.لقد اعتمد الخطيب على رواية أحادية بطلها جابر بن عبد الله، بحثت في ( الصحاح) فلم أجد الرواية إلا في مسند أحمد، سنن ابن ماجه، وسنن الترمذي، وكل هذه الروايات المختلفة المتن كانت عن جابر بن عبد الله، وهي كما يلي:
14270 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ
جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ فِي أُحُدٍ شَهِيدًا وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا وَلَا يُنْكَحَانِ إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ قَالَ فَقَالَ يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ قَالَ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَمِّهِمَا فَقَالَ أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍالثُّلُثَيْنِ وَأُمَّهُمَا الثُّمُنَ وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ.
مسند أحمد - (ج 29 / ص 319) المكتبة الشاملة.
2711 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْ سَعْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدٍ قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ جَمِيعَ مَا تَرَكَ أَبُوهُمَا وَإِنَّ الْمَرْأَةَ لَا تُنْكَحُ إِلَّا عَلَى مَالِهَا فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ ثُلُثَيْ مَالِهِ وَأَعْطِ امْرَأَتَهُ الثُّمُنَ وَخُذْ أَنْتَ مَا بَقِيَ.
سنن ابن ماجه - (ج 8 / ص 198) المكتبة الشاملة.
2018 - حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا وَلَا تُنْكَحَانِ إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ قَالَ يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَمِّهِمَا فَقَالَ أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيكٌ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.
سنن الترمذي - (ج 7 / ص 437) المكتبة الشاملة.
لنر ما قيل عن جابر بن عبد الله، في كتاب الإصابة في معرفة الصحابة جاء فيه:
جابر بن عبد اللهابن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي يكنى أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن وأبا محمد أقوال.
أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه جماعة من الصحابة وله ولأبيه صحبة. وفي الصحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة وروى البخاري في تاريخه بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر.
ومن طريق حجاج بن الصواف: حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة.
وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكور... وروى البغوي من طريق عاصم بن عمر بن قتادة قال جاءنا جابر بن عبد الله وقد أصيب بصره وقد مس رأسه ولحيته بشيء من صفرة.
ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتاً بالمدينة جابر.
قال البغوي: هو وهم وآخرهم سهل بن سعد.
قال يحيى بن بكير وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين وقال علي بن المديني مات جابر بعد أن عمر فأوصى إلا يصلي عليه الحجاج.
الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 1 / ص 143) المكتبة الشاملة.
والغريب أن الخطيب لما سرد الرواية قال: لما سألت امرأة سعد بن الربيع نزلت آيات الميراث!!! كأن الله تعالى لم يُنزل آيات الميراث إلا لما سألت المرأة الرسول، بينما نعلم أن الله تعالى أنزل الكتاب على قلب الرسول في ليلة خير من ألف شهر. وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. الشعراء 194.
بينما لو استمسكنا واكتفينا بما أنزل الله تعالى على رسوله لوجدنا أن الله تعالى قد فصَّل الميراث بعلمه فلا يمكن لمخلوق مهما كان أن يبدِّل حكم الله تعالى ويشرع بغير ما حكم سبحانه، فقد قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ) لأن ( الولد) يشمل الذكر والأنثى، لذلك نجد في تقسيم التركة كلمة ( إن لم يكن لهن ولد، إن لم يكن لكم ولد،) لأن الولد سواء كان ذكرا أو أنثى فإنه يحجب حسب القرءان، لقد بين سبحانه كيفية تقسيم التركة بين الأولاد فقال سبحانه: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْ. والملاحظ أن قسمة التركة مبنية على عدد الإناث وليست على عدد الذكور، (فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ) أما الإخوة فلا حظ لهم إلا في حالة عدم وجود ( ولد ) ذكرا كان أو أنثى، ويسمى ذلك ( كلالة)، ويتغير في ذلك نصيب الأبوين عند جود الإخوة. وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا.النساء 11.
قال تعالى: آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا. لم يذكر الله تعالى غيرهم. كالإخوان مثلا، لأن الإخوان والأخوات لا حظ لهم في الميراث إلا في حالة الكلالة فقط. يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. النساء 176. ودائما نلاحظ نصيب الحظ يتغير بتغير الأنثى وليس بالذكر، ففي هذه الحالة يدخل الإخوة في الفريضة. وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. إن في هذه الحالة عندنا في الجزائر تُقصى الأنثى، فلا ترث عمها مع أشقاءها الذكور وهذا منكر، ومخالف لحدود الله تعالى.
لو عدنا إلى ما جاء به الخطيب من خارج القرءان، أي من لهو الحديث الظني لوجدنا أن الخطيب قد اتهم الرسول بالتقول على الله تعالى والحكم بغير ما أنزل الله سبحانه، لأن الرواية جاء فيها: فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَمِّهِمَا فَقَالَ أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ. أصبح الرسول هنا هو المقسم للميراث وليس الله تعالى!!!
إن الذي يكفيه القرءان ويستمسك به يتبرأ من مثل هذه الروايات المخالفة لما أنزل الله تعالى في الكتاب، لأن الله تعالى أنذرنا ورسوله قائلا: فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ* وَمَا لا تُبْصِرُونَ* إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ* وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ* وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ* وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ* وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ* وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. الحاقة 38/52.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.