الفرق بين مفهوم التكفيرعند الإصلاحيين وعند التراثين.

عثمان محمد علي في الأربعاء ٠٨ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً



 

الفرق بين مفهوم التكفيرعند الإصلاحيين وعند التراثين.

في حوارات سابقة مع صديق عزيزحول بعض اقوال المُسلمين  في الإيمان والعبادات المخالفة للقرءان الكريم، وعما يحدث في المساجد ويُقال على منابرها .فكنت أقول له هذا كُفر بواح ،او هذا إشراك بالله ، أوهذا شرك بتشريعات الرحمن جل جلاله ،وأن هذه المساجد ليست مساجد لله رب العالمين وإنما هي مساجد ضرار. فكتب يستفسر قائلا:

إذا فتحنا الباب للقول بان المساجد الحالية مساجد ضرار وفيها شرك سيؤدي ذلك لفتح باب لتكفيرالمسلمين من اهل المذاهب ( سنة وشيعة ووو) مع انهم يشهدون ان لا إله إلا الله ويؤمنون باليوم الآخر ويعملون صالحا حسب أدلتهم .أليس فتح باب التكفيراوالقول أنهم مشركون اوالقول ان هذه المساجد مساجد شرك وضرار أليس هذا يعتبر تفرقة للمسلمين؟؟

==

التعقيب.

تحياتى صديقى .هناك فرق بين إستخدام الإصلاحيون لمُصطلحات (الكُفر والإشراك والشرك بالله) وإستخدام التراثيون لها ،وعواقبها على المُجتمع .

فإستخدام التراثيون لها ووصفهم لأحد بأنه كافرأو مُشرك فهذا يعنى تصريحا بأن هذا المسكين قد حق عليه كلمة عذابهم قتلا لأنه إرتدعن دين الإسلام (إسلامهم هم ) وأنه فارق الجماعة (جماعتهم هم ) طبقا لروايات ( من بدّل دينه فأقتلوه ) و( مش عارف إيه المفارق للجماعة ) أو (يُستتاب ثم يُقتل –كما أفتى الشعراوى بهذا في تارك الصلاة ). أو وجب عليه القتل تعذريرا (غريبة تعذيرا له إزاى وهو قد قتل ؟؟) وقتل من سييحذو حذوه ....

الخلاصة أن الكُفر عند التراثين يستوجب عقوبة القتل الفوري ،وهذا ما تفعله كُل جماعات المُحمديين المُتطرفين في بلادنا العربية والإسلامية بل في العالم كُله .وهذا ما فعلوه من إصدار فتوى بإغتيال (فرج فودة) وهذا ما ورثوه من إعتداءات الخلفاء وأحفادهم على الآمنين ،وقتلهم لمن رفض الإنصياع لهم وإمتنع عن دفع إتاوة الجزية .... ففعلهم هذا وقتلهم الأبرياء لأنهم لم يدخلوا الأإسلام ولم يدفعوا الجزية هو كُفر بواح بالإسلام وبتشريعات القرءان .

أما إستخدام الإصلاحيون لمُصطلحات (الكفر والشراك والإشراك ) فيأتى في إطارالتوصيف والتشخيص للقول أو الفعل بعد الإحتكام فيه للقرءان العظيم وحقائقه وتشريعاته ، وفى إطار الوعظ والإرشاد والنصيحة لعل المؤمن به أو قائله أو فاعله يتوب إلى الله توبة صادقة منه، ويُخلص دينه كُله لله الحق قبل فوات الآوان ، وإلا فسيموت مُشركا بالله ،وسيُحبط عمله كُله يوم القيامة وسيُصبح من أهل النار. .

 فنحن هُنا فى الحقيقة نخشى عليه ونحاول مُساعدته فى تشخيص مرضه و فى أن يذهب للطبيب المجانى ( القرءان الكريم ) ليُعالج نفسه من أمراضه الإيمانية . والإصلاحيون هنا من ناحية أُخرى يُدافعون عن حُريته الدينية ويستنكرون أي عقاب بدنى أو لفظى يقع عليه ويتبرئون إلى الله منه (من العقاب وممن عاقبه ) ويدافعون عن حياته المدنية بكل ما له فيها من حقوق ، ونتضامن معه ضد أي إعتداء عليها. وهذا يُشبه عمل الطبيب  لابد أن يُشخص المرض ويُخبر المريض بأنه مريض ليُعالج نفسه ،فلو كذب عليه أوخدعه على طريقة (وانا مالى ) أو (ماليش دعوة ) فقد أصبح خائنا للأمانة العلمية التى تعلمها وسيُعاقب على خيانة الأمانة أمام الله جل جلاله يوم القيامة.

فالمُصلح لو كتم الحق فسيكون عقابه أمام الله جل يوم القيامة عقابا أليما لأنه إنسلخ من آيات وكتم تشريعات القرءأن  .

وكذلك من الفروق بين الإصلاحيين والتراثيين في هذا انك لم ولن تجدعبرالتاريخ القديم ولا المُعاصرأحدا من الإصلاحين المؤمنين بالقرءان وحده منع أحدا من التراثيين من إيمانه بالبخارى ووووو أومن دخول مسجد من مساجد الضرار أو من مساجد الأضرحة أو إعتلاء منابرها ،أو من طباعة مراجعهم ومصادرهم التابعة للوحى الشيطانى ولهو الحديث أو منع أو إستخدم أجهزة تشويش على قنواتهم الفضائية والإعلامية أو منع صُحفُهم من الإصدار أو صادرها أو طالب بمُحاكمتهم بقانون إزدراء الأديان .

بل العكس هو الموجود. فهم (التراثيون ) عندما أطلقواعلينا أننا كافرين ومُنكرين سُنة و(قرءايين-ههههه) طالبوا بقتلنا بحد الردة ، وإعتقالنا ومُحاكمتنا في إيماننا وعباداتنا بقانون إزدراء الأديان (وقد حدث ) ،وإستعداء المُجتمع والدولة والأمن علينا ،وإصدروا أوامرهم لمن إعتقلوهم من القرءانيين بضرورة الصلاة وخاصة صلاة الجُمعة في مساجدهم وكانوا يحضرون (المُخبرين ) ويراقبوهم ويكتبون تقارير أمنية عنهم  هل ذهبوا للمسجد في صلاة الجمعة أم لا ، وقاموا بالتعدى على موقع أهل القرءان وإختراقه وإفساده بالهاكرز مرات عديده ، وحجب ظهوره على الإنترنت في بعض البلاد العربية .

 الخلاصة ::

 التكفير عند التراثيين يساوى وجوب القتل لمن يُصدروا عليه حُكما بالكُفر .

التكفير عند الإصلاحين .. هو للتوصيف والتشخيص وللتنبيه وللوعظ والإرشاد والنصح بإعادة التفكير في الإيمان بكذا أو في عبادة كذا أو في قول أو معاملات كذا والتوبة منها إلى الله جل جلاله قبل فوات الآون .مع الدفاع عن حريته الدينية وحياته وحقوقه المدنية كاملة غير منقوصة .


 
اجمالي القراءات 2023