الثانوية العامة ومأساة المصريين ومُستقبل أولادهم .

عثمان محمد علي في الأحد ٠٧ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الثانوية العامة ومأساة المصريين ومُستقبل أولادهم .
المصريون يعيشون في مأساة سنوية وبُعبع مُخيف ومُرهق ومُرعب تُسمى (الثانوية العامة ) وما يتلوها من توزيع الطلاب في مكتب التنسيق حسب درجاتهم .المأساة تبدأ منذ دخول التلميذ أولى ابتدائى ،وتخلى الدولة عن دورها الرئيسى في التعليم وفى إيجاد أماكن صالحة وتوفير فصول دراسية لايزيد عدد التلاميذ فيها عن 30 تلميذ. فتتكدس الأطفال بشكل مأساوى في الفصول .فتبدأالأسرة بالبحث عن (مُدرس خصوصى ) لطفل لم يتعلم الكلام بعد هههههه ثم تزداد المآساة سنة بعد سنة حتى نصل للثانوية العامة وتبدأ الأُسرة في الصراع النفسى بالبحث عن سُبل كيفية حصول التلميذ على أعلى الدرجات ليلتحق بكُليات القمة (الطب –الصيدلة –الأسنان –الهندسة ) وإنضمت للقائمة (حاسبات ونُظم –العلاج الطبيعى ) فيستدين الأب وتبيع الأُم مصوغاتها ،وتعيش الأُسرة على (الفول والطعمية ) لتوفير فلوس الدروس الخصوصية لمُساعدة التلميذ للحصول على 99% لكى يضمن مكانا في كُليات القمة .ثم تأتى إمتحانات الثانوية ،فتتعمد الدولة الفاشلة أن تنتقم من التلاميذ ومن أهاليهم فتضع إمتحانات تعجيزية لا يستطيع أن يحلها (نيوتن وفيثاغورث وشكسبير وأفلاطون وسيبويه ) ،فتتبخر معها أحلام وأُمنيات 99% من التلاميذ وأُسرهم وأقاربهم والدول المجاورة لهم ههههه .فتكون النتيجة حصول 1%من الطلاب على درجات تؤهلهم للإلتحاق بكُليات القمة ،و60%من الطلاب مجموعهم مابين 96% إلى 90% (وهؤلاء هم ضحايا نظام التعليم المصرى وأصحاب أمراض الإكتئاب والسكر والضغط في المستقبل القريب) . ....
ومن وجهة نظرى للخروج من هذه المآساة السنوية للثانوية العامة ،ولتوفير 20مليار جنيه تُنفق على الدروس الخصوصية سنويا (بلا نتيجة حقيقية ) ،ما علينا سوى أن نقتدى ببلاد العالم الأول في التعليم وفى تعاملها مع نظم الإلتحاق بالجامعات .وهى بإختصار –
لا يوجد إلتحاق بكُليات القمة مُباشرة بعد الثانوية العامة ،ولكن بعد دراسة 4 سنوات في كلية العلوم والنجاح فيها بإمتياز ،ثم يتقدم الطالب للإلتحاق بكلية من كليات الطب –أو –الصيدلة –أو الأسنان –أو البصريات –أو العلاج الطبيعى –ويمربإمتحانات ومقابلات ،ويدخل في منافسات علمية ، فلو نجح يدخل الكلية التي نجح في إختباراتها ،ويبدأ الدراسة من سنة أولى . وبهذا نقضى على بعبع الثانوية العامة وانفاق مليارات الجنيهات على لاشىء .
وأما باقى الكُليات فالإلتحاق بها يكون طبقا للمواد الدراسية التي تتطلبها هذه الكُلية،وبمجموع لا يقل عن 80-إلى 85 % .... أو بعض الكليات تكون أقل من 80% ..وما أقل من 75% يلتحق الطالب بما يُسمى (التعليم فوق المتوسط –سواء 4 سنوات أو سنتين ) وبعد النجاح فيه بتفوق من المُممكن الإلتحاق بالجامعة لتكملة السنتين المُتبقيتين. والأهم من هذا هو عدم التقيد ب(السن والعُمر نهائيا في التعليم الجامعى ) . فمن المُمكن الحصول على الثانوية العامة ،ثم النزول لسوق العمل لسنوات ثم العودة للجامعة بعد الاستقرار المادى . ومن المُهم أيضا ألا يكون التعليم الجامعى مجانا على الإطلاق ،وان تتساوى في رسوم الإلتحاق به الجامعات كلها ،وان يكون بسعر معقول ومقبول وفى متناول الطالب الذى يستطيع التوفيق بين العمل والدراسة ،او أن توفر الدولة له قروضا للتعليم يُسددها بعد الإنتهاء من التعليم والبدء في العمل.
==
ونصيحتى للطلاب الذين لن يتمكنوا من الإلتحاق بكُليات القمة كما يسمونها .ألا يُضيعوا أعمارهم في دراسة مواد دراسية لا مكان لها في سوق العمل ،لا في الوقت الحاضر ولا في المُستقبل .مثل (اللغات الشرقية) و(الجغرافيا ) و(اللغة اللاتينية ) و(الصحافة والإعلام ) و(الاقتصاد والعلوم السياسية) وكثير من أقسام كلية (الأداب ) وكُلية (دار العلوم ) ووووووو. ركزوا على إختيار تعليم من خلاله تدخلون لسوق العمل المحلى والدولى بسهولة وبسرعة ،وعلى أن يكون باللغة الإنجليزية وليس باللغة العربية ...
فمثلا كُلية التمريض .
أقسام من كلية الزراعة مثل إستصلاح اراضى –ارشاد زراعى –إنتاج حيوانى –البان – صناعات غذائية.
كلية تجارة باللغه الإنجليزية قسم مُحاسبة فقط .
كلية هندسة – قسم ميكانيكا سيارات . صناعة نسيج .
أما لو حظك السىء اوقعك في كلية نظرية أو في كُلية علوم أو تربية في أي تخصص مالهوش أي لازمة في سوق العمل . فأكمل دراستك لتكون معك شهادة جامعية تعلقها على الحائط فقط ،ولا تُضيع سنوات الدراسة (4 أو5 سنوات هباءا ) وإستغلهم في تعلُم اللغة الإنجليزية تعليما جيدا جدا ،بالإضافة لتعليم مهنة حرفية متخصصة ومُتميزة تنفعك للعمل في أي دولة خارج مصر .فتكون معك لغة عالمية العالم كُله يتحدث بها ،ومهنة حرفية تُدخلك سوق العمل ثانى يوم في أي مكان تُقرر العيش فيه ......... وياريت لو تعلمت اللغة التركية أوالروسية بجانب اللغة الإنجليزية والحرفة اليدوية ،وأول ما تخلص الجامعة تتوكل على الله وتبحث عن عمل في أي دولة من دول القوقاز التي تتحدث باللغة التركية أو الروسية مثل جورجيا أرمينيا أذربيجان ليتوانيا بيلاروسيا وووووو .فالمستقبل في هذه البلاد مفتوحا على عكس أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا فالهجرة إليهم أصبحت صعبة جدا جدا الآن وفى المستقبل ستزداد صعوبة أكثر وأكثر .
المُهم أن نعمل كدولة وكشعب على أنهاء (بُعبع ومأساة الثانوية العامة وما تفعله من إفقار للأُسرة المصرية) ،وأن من فاته الإلتحاق بكُليات القمة كما يطلقون عليها (الطب والصيدلة والإسنان ) فإن أمامه فرصاأعظم وأفضل داخل وخارج مصربأن يتعلم لغة إنجليزية ويتقنها،ومعها لغة تركية أوروسية،او صينية ،وأن يتعلم حرفة يدوية مُتميزة ومُتخصصة ، وبعد الجامعة يتوكل على الله ويبحث عن عمل في إحدى الدول الناشئة البكر في القوقاز أو في أفريقيا مثل رواندا وجُزرالقمر والدول الواعدة في القارة السمراء . فلا تضيع وقتك وعُمرك في دراسة نظامية في حاجات نظرية لن تفيدك في سوق العمل ،ومن المُمكن أن تدرسها كثقافة مع نفسك وتحصل فيها على أعلى الشهادات بعد ذلك أوأونلاين من خلال مواقع جامعات عالميةعبرالإنترنت في أوقات فراغك.
اجمالي القراءات 2143