لا تكذبوا للقرءان .
الحشويون الحجازيون والعراقيون واليمنيون ومن لحق بهم من بلادفارس والقوقاز في القرنين الثانى والثالث الهجرى كانوا يحترفون ويمتهنون حرفة صناعة الأكاذيب التي سموها وأطلقوا عليها (الأحاديث القُدسية والنبوية وأقوال الصحابة والتابعين ) .ثم آمن بها المُسلمون (إلا من رحم ربى ) وجعلوها جزءا مُكملا لدين الله جل جلاله ،ثم رفعوها فوق قرءانه الحكيم ،وإبتدعوا وما زالوا يبتدعون شريعة وشرعة ومنهاجا مبنية ومستندة عليها . فتصدى لهم وقتها فريق للدفاع عن القرءان ودعوة الناس له مرة أخرى ،ولكنه أخطأ وإرتكب نفس جريمتهم بان بدلا من كذبه على القرءان كان (يكذب للقرءان ) .فوضع روايات في فضل قراءة القرءان وأن بكل حرف كذا وكذا من الحسنات ،وفضل قراءة سورة كذا يوم الجمعة ، وفضل سورة كذا في جلب الرزق وسورة كذا في فك السحر ووووووووووو. ونسوا أن اله جل جلاله غنى عن العالمين ،وان قرءانه الكريم لا يحتاج إلى /ن يكذب له ،وأن من يهتدى فإنما يهتدى لنفسه ،وأن هدايةالقرءان للمؤمنين به مُيسرة وقريبة لمن يطلبها (ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مُدكر ) وأن الإيمان والتصديق به سيعود عليك أنت وليس على القرءان (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً..قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا)). وأنه محفوظ بحفظ الله له إلى يوم القيامة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ...... ولكن الشيطان كما تلاعب بالسلف الطالح وجعلهم يكذبون على الله جل جلاله وعلى رسوله عليه السلام ويكذبون للقرءان في الماضى فإنه لم يُقدم إستقالته ويكتفى بما فعله بالمُسلمين الأوائل وأحفادهم إلى يومنا هذا .لا بل عاد وتلاعب بمسلمى العصر الحديث والحالى حين وسوس إليهم وأغراهم بإنشاء جمعيات فلكلورية لتقديس الروايات والحديث والدفاع عنها من باب الإعجاز العلمى فيها ،وقد أغراهم هذه الأيام بأن بال في عقولهم وآذانهم وقال لهم إكذبوا للقرءان بشكل جديد . وهذه المرة ستكون كذبتكم مُغلفة بآيات من القرءان الكريم .فخرج علينا بعض المُتخلفين يروون في فيديوهات منشورة تحت عنوان (ما بعد الموت ) بأن الموتى بعد وفاتهم وموتهم يرون ويسمعون لساعات وساعات وربما تصل لأيام .وقد ثبت هذا من خلال بحث علمى قامت به (جامعة أمريكية ) وفى رواية أخرى في فيديو آخر (جامعة ألمانية ) قاموا بتوصيل أجهزة قياس لنشاط (المُخ ) عند الوفاة وبعد الوفاة .فوجدوا نشاطا ملحوظا كبيرا وهائلا بعد الوفاة في مراكز إستعادة الذاكرة ،ومراكز السمع والإبصار .ومن هنا فإن الميت يرى ويسمع من حوله ،وبالتالي يكون جاهزا لإستقبال ملائكة سؤال القبر ...... ويستشهدون بقول الله جل جلاله (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ).................. ولكنهم في الحقيقة يكذبون ويفترون على كتاب الله وقرءانه العظيم من أجل دعوة الناس للتصديق به ..وهو كما قلنا لا يحتاج إلى من يكذب له ،وأن من يؤمن بالله جل جلاله ويهتدى بالقرءان الكريم لا يحتاج إلى من ينسج له خرافات ليؤمن بالله ،ولا ليهتدى بصراط الله المستقيم في القرءان ،وإنما يؤمن بالله وباليوم وبالغيب وباليوم الآخر وما فيه من غيب ذكره القرءان .ومن هذا الغيب الذى لا نُدركه في الدُنيا وإنما نبدأ في معايشته وإدراكه جزءا جزءا عند إحتضارنا ولحظة خروج أنفسنا وموتنا أنه عند مجىء ملائكة الموت لقبض أنفسنا تُبشر المؤمنين وتلعن وتضرب وجوه الكافرين المُجرمين المُشركين الفاسقين (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ )) ....... ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا .إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ.ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ.فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ.ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ))
((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )).... فالإنسان والنفس البشرية تعرف مصيرها إن كانت من (اهل الجنة )او من (اهل النار ) عند الإحتضار ولحظة خروج النفس من الجسد .... أما ما يتبقى في الجسد بعد خروج النفس وبعد الموت ويستمر لدقائق أو لساعات (حسب كل عضو في جسد الإنسان ) فهو ما يسمى (بالحياة للكائنات الحية –حيوانية كانت أو نباتية ) وهنا يكون قد تحول من (إنسان )إلى (كائن حى مازالت خلايا جسده تعمل لبضع دقائق أو ساعات ) وفى هذه الفترة يتم نقل بعض أعضاءه مثل (القرنية أو القلب أو الكبد أو الكُلى )وزراعتها بأقصى سرعة ولإى أقصر وقت ممكن لإنسان آخر ..... أما قولهم بأنه إستعاد ذاكرته وبصره وسمعه بأعلى درجات القوة إستعدادا لإستقبال ملائكة سؤال القبر فهذا محض هراء وتخريف وأكاذيب ,وكونهم يُغلفون هذا بأيات قرءانية لم يفهموها ولم يستدلوا بها في موضعها الصحيح ،ويكذبون بهذا للقرءان ،فهذا لإغتراء على الله جل جلاله وعلى قرءانه العظيم ..ونقول لهم إقرأوا قول الله جل جلاله الذى تستشهدون به خطئا في غير موضعه (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) إنه جاء في حديث القرءان الكريم عن الكافرين وقرنائهم يوم القيامة وصدمتهم من سوء جزائهم لكُفرهم بالله ونسيانهم وهجرانهم لكتابه الكريم وصراطه المستقيم وإقرأوا معى سياق الأيات وتدبروه ((وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ (16) إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ (17) مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ (18) وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ (20) وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ (21) لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ (22) وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٖ (24) مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٖ مُّرِيبٍ (25) ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَأَلۡقِيَاهُ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ (26) ۞قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُۥ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدٖ (27) قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ (29) يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٖ (30).