قنبلة ساويرس للإخوان والسلفيين

في الثلاثاء ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

رؤى

قنبلة ساويرس للإخوان والسلفيين

قنبلة ساويرس للإخوان والسلفيين
علاء عريبي
 

26 ديسمبر 2011

من مقالاته:

فجر رجل الأعمال نجيب ساويرس أمس الأول بقناة الحياة الثانية قنبلة شديدة الانفجار، شظاياها تطايرت فى مقر الإخوان والسلفيين، ساويرس طرح سؤالا على جانب كبير من الأهمية، قال: إن 97% من العاملين بشركاته من المسلمين، ما هو عدد الأقباط الذين يعملون بشركات رجال الأعمال من الإخوان والسلفيين؟،

أو ربما سمعت ساويرس قال: أنا أعين مسلمين فى شركاتي هل هم يعينون الأقباط فى شركاتهم؟، لا أذكر الصياغة التي قالها ساويرس بالضبط، لكنني على يقين أن سؤاله جاء فى صياغة تحدى للإخوان والسلفيين، أظن أن ساويرس بسؤاله هذا قد فجر قنبلة فى عب الإخوان والسلفيين، وربما ستتطاير شظاياها إلى جميع المسلمين: هل تقومون بتعيين أقباط في شركاتكم؟، وماهو عددهم؟، ربما علينا أن نطرح السؤال بصياغة سلفية: ما هو حكم تعيين المسلم للمسيحيين في شركاته؟، هل يجوز شرعا أن نختار المسيحي ونترك المسلم؟، ما هو حكم الأموال التي يصرفها المسلم للمسيحي كمرتب شهري؟، ماذا لو كان المسلم والمسيحي متكافآن في الشروط المطلوبة؟، هل يجوز المفاضلة بينهما في كشف الهيئة أو غيرها من المهارات التي نرجح بها كفة المسلم؟، ماذا لو كان القبطي أفضل درجة في الشروط، وهذه الدرجة ثانوية وليست أساسية، هل اختاره وأترك المسلم؟، ماذا لو كان عمل المسيحي سوف يتطلب التعامل مع مسلمات داخل الشركة وخارجها؟.
المواطن المصري المسيحي أو كما يسمونه النصراني فى شرع الإخوان والسلفيين كافر ابن كافر، والكافر تفرض عليه الجزية ولا يجب حتى إلقاء السلام عليه، وأدبيات السلفية جميعها مع تكفير النصارى وضد التعامل معهم، حتى عيادتهم في المرض أو تقديم العزاء في حالات الوفاة فهو حرام، وحسب فتاوى الشيخ ياسر برهامى التي يعتمد فيها على مؤلفات ابن تيمية، تهنئة النصرانى الكافر بعيده حرام، وقبول هدية منه في الأعياد حرام، وعلاجه عند مرضه حرام، والتعامل معه فى التجارة حرام، وإلقاء التحية عليه حرام، وعندما سئل الشيخ برهامى على رأيه في بيان جبهة علماء الأزهر، الذي طالب العام الماضي بمقاطعة النصارى، أكد موافقته على كل كلمة جاءت بالبيان، لكنه اعترض على قيام جبهة علماء الأزهر بالسماح للمسلمين بإلقاء التحية على المسيحيين جيرانهم بحجة أنهم غير محاربين، الشيخ برهامى رفض هذه الحجة، صحيح هم غير محاربين لكنهم كفار، والكافر لا يجوز إلقاء التحية عليه.
للشيخ برهامى أن ينقل فتاوى ابن تيمية كيفما شاء، وله أن يكفر من يشاء، وان يقاطع هو وأتباعه من يشاء، لكن السؤال هنا: هل هذا الفكر يهيئ على إقامة مجتمع متماسك؟، هل هذا الخطاب يسمح بدولة يعيش فيها المواطنون تحت مظلة واحدة؟، هل هذا الفكر سوف يمنح المساواة بين المصريين جميعا؟.
فى ظنى أن خطاب الشيخ برهامى سوف يؤدى إلى الانقسام داخل المجتمع، ليس هذا فحسب بل سيكون ذريعة للتدخل الأجنبي فى مصر، واعتقد أن الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا وأوروبا، لن تسمح بعزل المواطن المسيحي بسبب ديانته، ولن تسمح بتهميشه داخل بلده، وستفرض قيودها الاقتصادية والسياسية على البلاد، كما أن هذا الخطاب الديني المتشدد والمتطرف سوف يشجع هذه الدول على تقسيم البلاد وإقامة دولة للمسيحيين وأخرى للنوبيين وثالثة للشيعة، ورابعة لغير المتشددين، تماما كما فعلت فى العراق والسودان.
ولكى لا نستبق الأحداث قيادات الإخوان المسلمين وقيادات الجماعة السلفية مطالبة بالإجابة عن السؤال الذي فجره ساويرس: هل رجال الأعمال التابعين لكم يقومون بتعيين مسيحيين في شركاتهم؟، وما هو عدد من قمتم بتشغيله؟، نكرر السؤال بصياغة أخرى: هل الخطاب الديني الذي تتبناه جماعة الإخوان والجماعة السلفية يسمح بتشغيل المسلم للمسيحيين؟، هل توظيف المسلم للمسيحي الكافر حرام أم حلال أم مكروه أم غير مستحب؟

اجمالي القراءات 5248