الرئيس التونسى على المصريين أن يصلوا إلى التوازن التونسى بأقصى سرعة.. لا يجب أن يكون للجيش وضع خاص ف

في الأحد ٢٥ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

بالفيديو.. المنصف المرزوقى لـ"العاشرة مساءً": على المصريين أن يصلوا إلى التوازن التونسى بأقصى سرعة.. لا يجب أن يكون للجيش وضع خاص فى الدستور.. من الكفر أن يكون هناك كل هذه القصور والشعب يموت جوعاً

الأحد، 25 ديسمبر 2011 - 03:57

المنصف المرزوقى المنصف المرزوقى

كتبت ماجدة سالم ومحمود حسنى

Add to Google

صرح المنصف المرزوقى رئيس دولة تونس المنتخب، أنه استحضر فى ذهنه صور أمهات الجرحى والشهداء والأرامل واليتامى وبحار الدماء والدموع والسجون وبكى أثناء إلقائه كلمة انتخابه رئيساً، قائلاً: "شعرت بآلام كل هؤلاء وكيف جاء فرج الله على هذا الشعب الذى استطاع أن يكسر قيوده وأفخر أننى وصلت لهذا المكان وأمثل كل الآمال الضائعة".

وأضاف المرزوقى، فى حوار خاص مع الإعلامية منى الشاذلى من قصر قرطاج بتونس خلال حلقة اليوم من برنامج "العاشرة مساءً" على "قناة دريم2"، أنه لم يكن يتخيل أن تأتى شرارة الثورة بهذا الشكل وتكون الكلمة للشعب وحده وتنتهى الديكتاتوريات التى كانت تبدو موجودة للأبد رغم هشاشتها، قائلاً: "والدى مات فى المنفى وكنت أتصور أننى سألقى نفس المصير".

وأشار المرزوقى إلى لقائه عام 2008 مع اللواء المصرى المناوى فى أحد البرامج بقناة الجزيرة من تقديم الإعلامى فيصل القاسم حينما هاجمه اللواء واتهمه بالعمالة لفرنسا وهدده بقطع لسانه أمام 40 مليون عربى، مشيراً إلى أن هذا الجنرال المخابراتى هو دليل على اختلال موازين القوى ووقاحة الأنظمة الديكتاتورية التى تحرر منها الشعب، قائلاً: "اتهمونى أنى مريض عقلياً وعميل للمخابرات وأتقاضى 25 ألف يورو من الموساد الإسرائيلى ولم يكن أحد يصدق ما يكتب عنى، لأن الشعب كان أذكى من هؤلاء الأغبياء الذين كانوا يحتقرون الناس، مضيفاً: الحل الوحيد للتأثير على القلوب والعقول هو أن أكون صريحاً حتى لا ألقى نفس مصير من سبقونى".

وأكد المرزوقى، على ضرورة أن يكون كحاكم على مستوى ثقة الشعب مثلما كان من قبل مناضلاً ومعارضاً، أما الآن فهو رئيس يحاسب ولابد أن يكون قريبًا من الناس ويقوم بحل مشكلاتهم.

وأضاف، تونس تعيش فى نظام مؤقت السلطة فيه للمجلس التأسيسى الذى يعبر عن إرادة الشعب، وأن هذا المجلس وزعت صلاحياته على عدة أطراف، مشيراً إلى أنها توليفة لم يعتادها الوطن العربى، حيث يكون رئيس الدولة هو قائد أعلى للقوات المسلحة ومسئول عن العلاقات الخارجية وله سلطة معنوية، أما الحكومة فتم تشكيلها من ثلاث تيارات وسطية اتفقت فيما بينها على حكم البلاد رغم اختلاف اتجاهاتهم دون سيطرة أحدهم.

وقال المرزوقى، "تعثرنا عقب الثورة بسبب الصراع حول كيفية تصفية العهد البائد، حيث كان أمامنا اختياران، الأول المحاكمات والمشانق والانتقام منهم أو الإبقاء عليهم والتعامل معهم بحكمة، حيث تستعمل الشرعية القديمة لانتقال الدولة للمرحلة الجديدة ورجال العهد البائد قبلوا هذه المقايضة للسير للأمام ومن حسن حظ تونس أن القوى السياسية تفهمت الوضع وتركت الخصومات العقائدية جانباً وحدث التوافق حول الدولة الجديدة".

وأضاف المرزوقى، أن الشارع التونسى بقى متحضراً وشهد اعتصامات كثيرة دون ثورات دموية، إلا فيما ندر لأن المجتمع التونسى مدنى مثقف ومتعلم وعلاقاته بالغرب وطيدة ولديه اعتدال، مما جعله يتفاهم مع العهد البائد لينقل السلطة خلال 9 أشهر ونفذ الاتفاق وذهبوا دون مشاكل، مشيراً إلى أن تونس خرجت من الأزمة السياسية ويتبقى لها الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد المرزوقى، أن الوضع فى تونس أيسر من مصر لأن الانتقال فى الثانية صعب بسبب وجود مكونات مختلفة فى دولة عظمى مثلها، بالإضافة للضغوطات التى تمارس عليها من كل جانب، أما الأولى فعدد سكانها 11 مليون نسمة والمستوى الاجتماعى لهم أفضل والفساد فيها لم يكن متشعباً، قائلاً: مصر ستقطع هذا الشوط حتى لو واجهت عثرات ولابد أن تلحق بتونس عما قريب والوضع ليس مثالياً فى تونس التى وقعت فيها محاولات لقيام ثورة مضادة وأصحاب رؤوس الأموال الذين حاولوا شراء أحزاب لإفساد الحياة الديمقراطية، لكن ذكاء الشعب كان الأفضل وعاقب هذه الأحزاب التى استعملت المال السياسى وصارت كل محاولات التنغيص من الفلول.

ونفى المرزوقى، وجود أى طرح فى تونس عن قيام دولة دينية، لأن التيار الإسلامى لن يمنع أى بنود تمنح الحقوق والحريات، قائلاً "الدستور سيكون مثالياً والصعوبة ستحدث عند تطبيقه والمعركة الحقيقية ستكون حول القانون الانتخابى"، مشيراً إلى أن تونس كان لها الأسبقية فى عدة نواحى، حيث تمتلك أقدم علم فى العالم العربى وأيضا أقدم دستور وحركة نقابية وأول حركة لكل من تحرر المرأة وحقوق الإنسان.

وأشار المرزوقى إلى أن تأخر تونس جاء على يد بن على، حيث حكمها أحكر نظام ديكتاتورى مارس القمع على كل أطياف المجتمع الذى تعذب من الفساد وانعدام الحريات، إلا أن أسلوبه هذا خلق التوافق بين كافة الطيف السياسى، قائلاً: "لا مجال لعودة الاستبداد، والإسلاميون هم طيف يمتد من أردوغان الرجل العصرى وحتى طالبان التى مازالت تعيش فى القرن الـ15 ونحن لدينا الجزء المعتدل من هذا الطيف، حيث قبلوا بحقوق الإنسان عندما تعذبوا على يد بن على".

وأوضح المرزوقى، أن الصراع والتنافس موجود إلا أن بن على وضع كل الناس فى نفس السلة تحت قمعه، مما خلق التوافق وجمع الشتات، نافياً حدوث صراع فى تونس حول الانتخابات والدستور وأيهما يأتى أولاً، فالرغبة كانت فى اتجاه وضع دستور يمثل عقداً اجتماعياً بين الدولة والمجتمع يعيش لقرون، مشيراً إلى أن الدولة الديكتاتورية السابقة كانت تتصرف مع كافة المشكلات بنظام القمع، حيث خربت النظام القضائى عندما أصبح يحكم بالظلم وأيضاً الاقتصاد بالرشوة والعمولات حتى أصبحت البنوك على وشك الانهيار بسبب القروض التى نهبت ولم تسدد والنظام الأمنى كان يخدم مصالحهم وفقط.

وقرر المرزوقي، بيع أربعة قصور رئاسية تمثل على حد قوله مليارات من الدولارات المجمدة لإعانة الصندوق الوطنى للتشغيل، بالإضافة إلى 15 مليون دولار أخرى باقية من مصروفات ميزانية العام الماضى لهذه القصور معلنا حالة التقشف باقيا على قصر قرطاج الموجود فيه حالياً، قائلاً: "من الكفر أن يذهب بن على لكل قصر منهم يومًا واحدًا فى السنة، والناس تموت من الجوع".

وأوضح المرزوقى، أن دوره فى هذه المرحلة هو محاولة إقناع الشعب بالتحلى بالصبر وإعادة اللحمة بين أطيافه وزيارة الجرحى وأهالى الشهداء والمساهمة فى المعركة ضد البطالة بكل الإمكانيات، قائلاً "من الآن سأجعل قصر قرطاج مرقباً لحقوق الإنسان، وسأراقب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وإصلاح المؤسسة الأمنية مهمة أساسية للحكومة التونسية، لأنه أكبر جهاز تضرر من الديكتاتورية ورجاله أصبحوا منكسرين يعانون عقداً نفسية، وفى مجمله مكون من مواطنين لا يريدون إلا خدمة الوطن، وسأرد لهم اعتبارهم والحل الوحيد لتحقيق ذلك ألا يتضامنوا مرة أخرى مع أقلية كانت سبب فى انتشار التعذيب والسرقات".

أما عن الجيش التونسى، فأوضح المرزوقى، أنه جمهورى لا يتدخل فى السياسة منذ وجود الدولة، ورفض أن يكون لخدمة الديكتاتورية ولعب دوراً إيجابياً فى حماية الثورة والانتخابات والمرحلة الانتقالية، وهو المؤسسة الوحيدة التى لم يطالها الفساد، قائلاً: "نفاذ صبر التوانسة هو التحدى الأصعب أمامى ونريد تحقيق مصالحة وطنية، ولكنها لن تتم الا بعد المحاسبة ومنذ تعيينى رئيسا ، الخوف بدأ يقل نسبيا إلا أن هناك دول لا تريد لتونس النجاح مثل النظام السورى والليبى أيام القذافى واليمنى".

وأكد المرزوقى، على انتظاره العون الأوروبى لأنهم يريدون لتونس الاستقرار وأيضاً يرغب فى التعاون مع ليبيا الشقيقة ودول الخليج والجزائر بدمج الشريط الحدودى معها لتنشيط السياحة، قائلاً "ينقصنا الوقت وعندما تدور العجلة ستعود الابتسامة للوجوه مرة أخرى".

وأشار الرئيس التونسى، خلال حواره للإعلاميين شريف عامر ولبنى عسل مقدما البرنامج، إلى أن انسحاب الديكتاتور لا تعنى القضاء على الدكتاتورية، لافتا إلى أن الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على فشل فشلاً ذريعاً، وكان فاسدا سرق ثروات الشعب التونسى، وأن النظام فى مصر وتونس كان مبنياً على نظرية سلطة الشخص الواحد، وهذه الأنظمة كانت يجب أن تزول.


ولفت المرزوقى إلى أنه على جميع الأنظمة العربية أن تفهم الدرس من تونس ومصر، مؤكداً على أن القرن الحادى والعشرين هو قرن الثورات العربية، مشدداً على ضرورة محاسبة كل المتورطين فى الفساد ولكن دون انتقام، مؤكداً أن تونس أصبحت فيها قوة شرعية، وان قوتها تستمدها من الشرعية الآن.

ونبه المرزوقى إلى أن الوضع فى مصر معقد أكثر من الوضع فى تونس، وعلى المصريين أن يصلوا إلى التوازن التونسى بأقصى سرعة، ودعا المصريين للتواصل إلى صيغة توافقية لحل الأزمة فى مصر.

ونوه المرزوقى، إلى أن السلطة مخدر تبدأ بالملذات، لافتاً إلى أنه يسعى لعدم الإصابة بمرض تخدير السلطة، مختتما كلامه بقوله: "أول دعوة ستأتينى من مصر سأذهب لها جريا"، موضحاً أن الديكتاتوريات العربية منعت التواصل بين الشعوب العربية.


اجمالي القراءات 2958