هل ينفع الدعاء بالرحمة لمن مات من الناس؟
Brahim إبراهيم Daddi دادي
في
الخميس ١٢ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
عزمت بسم الله،
إن أكثر (المسلمين) يعتقدون أن الذي يموت من غير المسلمين مصيره إلى النار حتما، بينما لا يملكون لأنفسهم ضمان الجنة، لأن الله تعالى وحده يُدخل من يشاء في رحمته. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا*يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(31).الإنسان. فهل من مات من رجال الدين والمنتمين إلى الإسلام قد ضمنوا لأنفسهم الجنة؟ كلا وألف كلا، لأن أكثر المؤمنين لا يؤمنون إلا وهم مشركون. وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ(106).يوسف. إن دخول الجنة أو النار لا يمكن لمخلوق مهما كان أن يجزم بأن فلان من أهل الجنة، وأن فلان من أهل النار أبدا، حتى الرسول لا يدري ما يُفعل به. قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ(9). الأحقاف. لأن دخول الجنة أو النار من خصوصيات الخالق وحده العليم بما تخفي الصدور، والعليم بمن عمل صالحا ممن لم يعمل صالحا في حياته. قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ*وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ*هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ*فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ* وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ.27/31.الجاثية. لاحظوا (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ). وهذا ينطبق على أتباع لهو الحديث الذي يُنسب إلى قول أو فعل الرسول ظلما وافتراء عليه، وكفروا بالقرءان وهجروه وهم يعلمون أنه الحق من ربهم.
إن الذين ينكرون الترحم على عبد شهد له الناس بالعمل الصالح، مثل الصحفية شيرين أبو عاقلة، كأنهم ضمنوا لأنفسهم الفوز الكبير يوم الدين، بينما نجد أن الله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62).البقرة. فمن أدراكم كيف كانت علاقتها بربها؟
وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18).المائدة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(69). المائدة.
فلا يعلم مخلوق مهما كان نبيا أو رسولا أو عبدا من عباد الله تعالى، أقول لا يعلم عبد مصيره يوم القيامة أيكون من الفائزين، أم من المغضوب عليهم الضالين، وما أكثر الضالين والمغضوب عليهم في هذه الحياة الدنيا، ولا أدل على ذلك وضع من يسمون أنفسهم مسلمين، لكنهم غير مؤمنين ولا مخلصين العبادة لله تعالى وحده، فأكثرهم مشركون بالله وبرسالته الخاتمة ( القرءان العظيم). إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(14).الحج.
إذن فلا داعي لتزكية النفس لأن الحكم لله تعالى وحده يُدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير. قال رسول الله عن الروح عن ربه:
هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(25).الفتح.
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(8).الشورى.
رحم الله كل من عمل صالحا وقلبه مطمئن بالإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر. قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ. آل عمران 154.
إذن الترحم على من مات لا يشفع للميت إن لم يكن الله تعالى قد رضي عليه، أما رضا الناس فلا ينفع من غضب الله عليه، ولو كان عند الناس من المشهود عليهم، حتى لو كان إمام الحرم أو من رجال الدين الذين يزكون أنفسهم، وربما سيكونون حصب جهنم هم لها واردون. بلَّغ رسول الله عن الروح عن ربه فقال: وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ*إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ*لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ*لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ*إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ*لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ.97/102 الأنبياء. صدق الله العظيم. وهذه الآية الكريمة تصور لنا مشهد الذين يزكون أنفسهم خاصة رجال الدين، الذين غرتهم الحياة الدنيا وهجروا القرءان واتبعوا لهو الحديث، سوف يقولون وهم في جهنم: وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنْ الْأَشْرَارِ*أَاتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الْأَبْصَارُ*إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ*قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ.62/65.ص.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.