( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ) (41) الاعراف )

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٠ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ) (41) الاعراف )
مقدمة
السيدة زوجتى ( أم محمد ) تعتاد قراءة القرآن الكريم فى الفجر ، وأحيانا تسأل عن بعض الآيات ، وأستفيد من الرد على أسئلتها . وقد سألتنى من أيام عن قوله جل وعلا : ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ) ورددت بايجاز ، ثم رأيت أن الاجابة تستحق مقالا مفصّلا . وهذا هو المقال :
أولا :
المعنى بايجاز :
قوله جل وعلا عن أصحاب النار : ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ) يعنى أن جهنم تحيط بهم أو هى محيطة بهم ، من فوق ومن اسفل ومن كل ناحية .
1 ـ وجاء هذا المعنى فى قوله جل وعلا عن الاحاطة المكانية بهم :
1 / 1 ـ ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) التوبة )
1 / 2 ـ ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) العنكبوت ). وهنا الاحاطة المكانية بتفصيل وفيه ( يغشاهم ) أى يغطيهم . وسنعرض لهذا فيما بعد .
2 ـ وعن الاحاطة الزمنية قال شعيب لقومه مدين : ( وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) هود ).
3 ـ ونفس معنى الاحاطة بهم فى جهنم فى قوله جل وعلا عنهم يعظ المؤمنين فى الدنيا : ( لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) الزمر)
ثانيا :
معنى ( مهاد ) فى قوله جل وعلا ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ )
المعنى أن جهنم ستكون مهدا لهم . المهد فى الدنيا يكون لراحة الطفل الصغير ، ويكون بمعنى التمهيد والتيسير ، ولكن المعنى مناقض فى عذاب الآخرة .
ونعطى تفصيلا :
1 ـ ( مهاد ) جاء من الفعل ( مهد ) ، أى أعدّ وجهّز . وجاء مرتين فى القرآن الكريم :
1 / 1 : عن الكافر القرشى صاحب الثروة والجاه الذى كفر بأنعم الله جل وعلا ، فقال عنه : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) المدثر ). فنعمة المال والأولاد بدلا من أن تكون سببا فى أن يشكر ، كانت سببا فى أن يزداد كفرا . وهذا يؤدى الى المعنى التالى النقيض فى قوله جل وعلا :
1 / 2 : ( مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) الروم ). الذى كفر سيأتى يوم القيامة وعليه كفره ، أى يغطيه كفره ، أى يغشاه كفره . أما المؤمنون الصالحون المتقون فقد ( مهّدوا ) لأنفسهم دخول الجنة .
2 ـ وجاءت كلمة ( مهاد ) فى الأرض ، وكيف أعدّها الله جل وعلا ذلولا لنا لنمشى فى مناكبها ونأكل من رزقه جل وعلا لنا . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك ).
قال جل وعلا عن ( تمهيد ) الأرض لنا :
2 / 1 : ( أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَاداً (6) النبأ )
2 / 2 : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) طه )
2 / 3 : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) الزخرف )
3 ـ ( المهد ) فيما يخصُّ الطفل الصغير . ويأتى بمعنى :
3 / 1 : الفترة الزمنية للطفولة المبكرة ، كقوله جل وعلا عن عيسى عليه السلام :
3 / 1 / 1 : ( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46) آل عمران ).
3 / 1 / 2 : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ) (110) المائدة )
هنا فترة ( المهد ) مقابل فترة ( الكهولة ) حين أصبح عيسى عليه السلام رسولا .
3 / 2 : عن السيدة مريم حين أتت قومها تحمل وليدها فى المهد . قال جل وعلا : ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) مريم ). المهد هنا هو ما ينام فيه الطفل .
4 : ( المهاد ) وصفا للجحيم : ويأتى مناقضا للمهد المُريح للطفل ، وبصيغة ( مهاد ) وليس بصيغة ( المهد ) التى تعنى المرحلة الأولى الصغيرة فى حياة الانسان . ( المهاد ) هنا تعنى خلودا أبديا فى ( جهنم ) التى ستكون مهادا لأصحابها ، وتوصف بالبؤس نقيضا عن ( مهد ) راحة الطفل .
قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة )
4 / 2 : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) آل عمران ).
4 / 3 :( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)الرعد).
4 / 4 : ( هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) ص ) . ونعظ أكابر المجرمين وطُغاة المحمديين بهذا .
ثالثا :
معنى ( غواش ) فى قوله جل وعلا : ( وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ )
جاءت مرة وحيدة فى سورة الأعراف وصفا لجهنم . وهى جمع تكسير للمفرد ( غاشية ). و ( غاشية ) إسم فاعل من ( غشى ) أى ( غطّى ) .
ونتتبع أصلها ومشتقاتها فى سياقاتها :
1 ـ الفعل ( غشى / يغشى ) أى ( غطّى ) ( يغطّى ) .
قال جل وعلا :
1 / 1 : عن رؤية النبى محمد عليه السلام لجبريل فى النزلة الأخرى، وجبريل عند سدرة أو شجرة المنتهى : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) النجم ).
1 / 2 : عن غرق فرعون وقد غشّاهم أو غطّاهم موج البحر : ( فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنْ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) طه )
1 / 3 : عن العاصفة البحرية العاتية الهائلة حين تصفع وتغطى بأمواج البحر ركّاب سفينة فيستغيثون بالله جل وعلا لينقذهم : ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) لقمان )
1 / 4 : عن أمواج البحر تحت السطح والتى تغطى أو تغشى حتى تمنع تسرب ضوء الشمس فيصبح ما تحت البحر ظلاما دامسا : ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ) (40) النور )
1 / 5 : عن الليل إذا يغطى بظلمته الأرض شيئا فشيئا :
1 / 5 / 1 : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) الليل )
1 / 5 / 2 : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) الشمس )
1 / 6 : عن النوم الذى يغشى النفس أى يغطيها : ( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) (154) آل عمران )
1 / 7 : عن الموت وهو يقترب فيدخل الشخص فى إغماء ،مغشيا عليه ، غائبا عن الوعى ، تدور عينه دون أن يدرك أو يحسُّ بما حوله ومن حوله :
1 / 7 / 1 : ( فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ ) (19) الاحزاب ).
1 / 7 / 2 : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) محمد ). هذا تصوير رائع لهلع المنافقين وقت الخطر .
2 ـ الاسم ( غشاوة ): أى غطاء معنوى أو حجاب على النفس يحول بينها وبين الهداية ، فمهما تسمع الأُذُن ومهما ترى العين فلا هداية بسبب هذه الغشاوة المعنوية . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( البقرة 7 )
2 / 2 : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) ( الجاثية 23 ).
بالمناسبة : فإن الهداية أو الضلالة هى مشيئة البشر ، وإذا شاء الشخص الهداية زاده الله جل وعلا هدى ، وإذا شاء الضلالة زاده الله جل وعلا ضلالا . قال جل وعلا : ( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً )(75). وفى الآية التالية : ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) (76) مريم ) .
2 / 3 : وتأتى الغشاوة بمعنى الحجاب المعنوى المانع للهداية .
2 / 3 / 1 : قال الكافرون للنبى محمد عليه السلام عن هذا الحجاب المعنوى : ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) فصلت )
2 / 3 / 2 : وقال عنهم جل وعلا : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء )
3 ـ غاشية / يغشى : وصفا للعذاب الدنيوى. قال جل وعلا :
3 / 1 : ( أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) (107) يوسف ). جاء هنا وصف غاشية مع حذف الموصوف وهو نوعية العذاب . وهذا نوع من الايجاز بالحذف .
3 / 2 : ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) الدخان ). وقع العذاب وتغطوا به فيستغيثون بالله جل وعلا أن ( يكشف ) عنهم العذاب .
4 ـ وصفا ليوم عذاب الكافرين فى الآخرة . قال جل وعلا : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) الغاشية ). ). جاء هنا وصف غاشية مع حذف الموصوف وهو نوعية العذاب لأن شرح انواع العذاب جاء فى الآيات التالية .
5 ـ وصفا لعذاب المجرمين يوم الدين . قال جل وعلا : ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50) ابراهيم )، أى تغطى وجوههم النار .
هذا المعنى عن تغطية وجوههم بالنار ( تغشى وجوههم النار ) جاء فى قوله جل وعلا :
5 / 1 : ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) القمر )
5 / 2 : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الأحزاب ). بهذا نعظ العوام التابعين للشيوخ والأئمة .
5 / 3 : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿الزمر: ٦٠﴾. هذا عن مُروّجى الأحاديث الضالة . بهذا نعظ وننصح شيوخ الأزهر وشيوخ المنسر .
اجمالي القراءات 5026