الكلام عن الحق والعدل أصبح وظيفة فقط

رمضان عبد الرحمن في الأحد ١٥ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الكلام عن الحق والعدل أصبح وظيفة فقط
إن الحديث عن العدل في هذا العصر أصبح دون جدوى، لأن من يتحدثون عن العدل هم الذين يسكنون القصور، ويركبون أفخم السيارات، لذلك لا يستطيع أحد من هؤلاء أن يتكلم بصدق عن الحق >ويشغلون الناس في الحديث عن من كانوا يقيمون العدل في الماضي وينفقون أموالهم حتى آخر درهم، والأحاديث عن هذه المواضيع كثيرة ومليئة بالقصص منها الصدق ومنها الكذب، ودون ذكر أسماء لكي لا يغضب أحد، وبالمنطق يا سادة هل من كانوا يقو&atig;مون بالعدل بينهم بهذه الطريقة كما قالوا لماذا اقتتلوا أو استمعوا إلى الفتن وأصبح بينهم شجار على الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بما أنهم لا ينظرون إلى الأمور الدنيوية، وإذا كانوا عادلين بالفعل لماذا لا يقتدي بأفعالهم المسلمين، وخاصة الذين أفنوا حياتهم لكي يقنعوا الناس بما يقولون، وهم أنفسهم لا يطبقون حرف مما يتكلمون عنه، وهذا ليس موضوعنا، سواء أكانوا عادلين أم غير ذلك حسابهم على الله، وموضوعنا الأساسي هو أن أي إنسان أو مجموعة يتكلمون عن الحق في أي زمان أو مكان لا بد أن يضطهدوا من بطانة السوء الذين يضللون الشعوب، ليظلوا يتمتعون بالدعم المالي وغيره ويصفق لهم الجميع على حساب أنفسهم دون علم، إن هؤلاء هم من يعطون الشعوب مخدر فلذلك يقفون بالمرصاد إلى أي فئة تتكلم عن الحق أو تحث الناس على إتباع الحق، وتمر الحياة على من كان يتبع فلان أو علان وهو مخدر ومخه في إجازة من كلام هؤلاء، حيث يفاجأ بقول الله تعالى يوم القيامة ويرى نفسه وهو يتبرأ ممن كان يتبعهم في الدنيا دون وعي، يقول تعالى:
((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ))
سورة البقرة آية 166. 

وأعتقد لو أرسل الله في هذا العصر أنبياء وخاصة في الدول الإسلامية ليحثوا الناس على عدم ظلم الآخرين وإقامة العدل بين الناس سوف تجد بطانة السوء يكفرون الأنبياء خوفاً على مناصبهم .ويغضبون الله بدليل أن الدول الإسلامية أكثر دول تتكلم عن الحق والعدل، ومع ذلك إذا قارنا بين الدول الغير إسلامية وبين المسلمين ستجد أن الظلم والفقر بين من يتكلمون عن الحق والعدل لا مثيل له في العالم، وهنا يأتي النقد من غير المسلمين للإسلام، ويتساءلون.. هل الإسلام هو الذي يأمر بالظلم وعدم العدل أم المسلمين؟!.. الذين يتحدثون عن الحق والعدل كوظيفة فقط ولا علاقة له بواقع المسلمين في هذا العصر المليء بالتكنولوجيا التي أصبح فيها العالم عبارة عن قرية صغيرة، فلا مجال هنا للكذب من جديد.
وأنا على يقين أن الموضوع ليس موضوع دين لأنهم لا يهمهم الدين ولا غيره، وكل ما يهم هؤلاء هو أن لا يتكلم أحد عن الظلم وأقرب شيء ينالوا به سخط المجتمع على أي إنسان يتكلم عن الظلم أو يطالب بالعدل يتفقوا عليه جميعاً على تكفيره .
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 25162